الديموقراطية الفلسطينية
بقلم: عبدالله عيسى
لم يبق من التجربة الديمقراطية الفلسطينية الرائدة إلا اسم الجبهة الديمقراطية ومن هنا على الشعب الفلسطيني التمسك بالجبهة الديمقراطية كعنوان لديمقراطية فلسطينية تلفظ أنفاسها داخل مؤسسات فتح ومنظمة التحرير مثل المجلس الوطني والمجلس المركزي الذي اعتقد انه اعد البيان الختامي قبل أن تبدأ أعمال المجلس لأننا لم نسمع عن نقاشات ولم تبث حتى مقاطع من النقاشات.
مع انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام 1965 أرسى أبو عمار أسس الديمقراطية الفلسطينية وبدأت تجربة عربية رائدة وفاخر أبو عمار العالم بها عندما ووصفها بديمقراطية غابة البنادق وبالثورة الحضارية .
لا يعقل أن لا نستمع إلى نقاشات أعضاء المجلس المركزي " إن وجدت نقاشات أصلا " وعلى الأقل مقاطع منها على شاشة تلفزيون فلسطين حتى أصبحنا نتعامل مع هذه الاجتماعات بسرية مطلقة وكأنها اجتماع مجلس مصغر لإعلان حالة الحرب . وهذا ينطبق على اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح .
قبل أسابيع تردد أن رجل إعمال فلسطيني يريد إقامة مؤسسة إعلامية ضخمة برام الله فقامت الدنيا ولم تقعد وأخذت السلطة تستفسر على كل المستويات إن كان ما تردد حقا .. رجل الأعمال اخذ يحلف بالطلاق أن المعلومات لا أساس لها من الصحة وانه لا يرغب أبدا بإقامة أي مؤسسة إعلامية .. انزوى الرجل حزينا حفاظا على مصالحه في المنطقة يقلب كفيه وهدأ روع السلطة .
ألهذا الحد وصلنا من تراجع في عالم أصبح الإعلام فيه رأس الحربة حتى في الحروب وفي قلب الأنظمة والثورات .. الم تسقط الفضائيات العربية أنظمة .. الم تضع قطر نفسها كدولة إقليمية مؤثرة بفعل الجزيرة قبل الثورات العربية بسنوات طويلة .
دول عربية غنية فهمت رسالة وتأثير الإعلام فآخذت مكانة الريادة بالإعلام وليس بأموالها والسلطة لا تمتلك لا المال ولا الإعلام وهي أحوج ما تكون لإعلام فلسطيني قوي جدا داخل وخارج فلسطين .. ومع هذا ما زالت السلطة تتعامل مع الإعلام على طريقة توزيع المنشورات التي نراها في الأفلام المصرية الأسود والأبيض " سعد سعد يحيا سعد .. الاستقلال التام أو الموت الزؤام ".. والبوليس السياسي والسرايا والشمشرجية والبحث عن طابعة المنشورات تحت سرير طالب جامعي .
في كل أزمة واجهت السلطة إعلاميا خرجت منها مهزومة شر هزيمة كما حصل في تداعيات العينات من جثمان أبو عمار مع قناة الجزيرة وموضوع قناة دريم المصرية ولا داعي للشرح أكثر .. والسبب أن السلطة سحقت الإعلام الفلسطيني وحاصرته وحشرته في زاوية العدو بينما الدول العربية التي فهمت رسالة الإعلام وأعطت إعلامها هامشا واسعا من الحرية فوجدته أوقات الشدة .
وكما قال سعد باشا زغلول :" ما فيش فايدة".
اخبار ذات صلة
المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/04/27/528681.html#ixzz30MRH34W4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق