الخميس، 10 أبريل 2014

صراع النفوذ يتصاعد داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان
10/04/2014 [ 11:17 ]
الإضافة بتاريخ:
صراع النفوذ يتصاعد داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان

الكرامة برس – صيدا:
 تعددت الروايات حول كيفية بدء الاشتباكات في مخيم “المية ومية”، 4كم (جنوب – شرق) مدينة صيدا اللبنانية، خلال الأيام الماضية، فلم تكد تمضي بضعة أيام على توقيع القوى والفصائل الفلسطينية بكل فئاتها وتوجهاتها ميثاق مبادرة موحدة، أبرز ما فيه عدم اللجوء إلى استخدام السلاح وتحريمه في معالجة أي خلاف أو إشكال داخل المخيمات أو خارجها، حتى اندلعت اشتباكات عنيفة داخل مخيم “المية ومية” استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ” بـ 7″، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى وعشرة جرحى.
الاشتباكات التي فاجأت الجميع، اندلعت بين مجموعتين: الأولى تنظيم قوي ومسلح جيدا يعرف باسم “أنصار الله” ويتزعمه جمال سليمان المدعوم ماديا ومعنويا وعسكريا من “حزب الله”، والأخرى تعرف باسم “كتيبة العودة” ويترأسها فلسطيني سوري يدعى أحمد عدوان وملقب بـ”أحمد رشيد“.
وأشار مصدر في “أنصار الله” إلى أن عددا من عناصر أحمد رشيد كانوا يقيمون مكمنا لجمال سليمان، وأطلقوا النار على سيارته “الرانج روفر” بعد خروجه من المنزل، لكنه لم يكن فيها، لأن الموكب كان وهميا، علما أن سليمان كان يعتزم التوجه إلى المطار لاستقبال عدد من معاونيه العائدين من العمرة، الأمر الذي استدعى ردا عاجلا على أحمد رشيد ومهاجمة مكاتبه في المخيم والسيطرة عليها، بعد اشتباك أدى إلى مقتله وشقيقه رشيد رشيد وعدد من المرافقين.
وتحدثت مصادر رسمية عن سقوط سبعة قتلى وعشرة جرحى. وعرف من القتلى، إضافة إلى رشيد وشقيقه، مرافقاه حسن مشعل ومحمد قطيش ومحمد السوري وشادي سليمان ابن شقيق جمال وصهره.
ومنذ اندلاع الاشتباكات، اتخذ الجيش على حواجزه ونقاطه الثابتة المؤدية إلى مخيم المية ومية ومحيطه، إجراءات أمنية مشددة، ومنع دخول أي كان باستثناء سيارات الإسعاف، إضافة إلى وفد من “لجنة المتابعة الفلسطينية” التي ساهمت قيادة المنطقة العسكرية في التواصل معها، من أجل دخول المخيم وإجراء المقتضى لجهة وقف النار فورا والعمل على إعادة الوضع إلى طبيعته.
مصادر فلسطينية ترى أنّ “سيطرة أنصار الله على مخيم المية ومية يزيد من إمساك حزب الله بالمنطقة بشكل كامل، فهو يقع على هضبة مشرفة على مخيم عين الحلوة من جهة وعلى مدينة صيدا من جهة أخرى، وقد كان موقعا عسكريا إنكليزيا خلال الحرب العالمية الثانية. ومن ثم موقعا فرنسيا خلال الانتداب”.
أحد العارفين بشؤون الفلسطينيين في صيدا، طلب عدم نشر اسمه، يقول إنّ “خطوة سليمان الأخيرة، وتحت ذريعة التخلص من أحمد رشيد وكل من يقف بوجه أنصار الله في المخيم المذكور لغياب قوى فلسطينية أخرى، هي خطوة توازي خطوة التخلص من مجموعة الشيخ أحمد الأسير في صيدا”. ويتابع: “وقد نتج عنها سيطرة حزب الله بكامل منطقة صيدا ومخيماتها، وبالتالي منع ظهور أيّة معارضة لخططه في المنطقة مستقبلا”. ويكمل المصدر في حديثه “تفهم هذه الخطوة في إطار سياسة حزب الله العامة التي تسعى إلى الإمساك بمفاصل الوضع اللبناني مباشرة أو بالواسطة وقطع الطريق أمام أيّة معارضة لدوره الإقليمي”.
ويعتقد أحد المسؤولين الفلسطينيين أنّ “ما حصل في مخيم المية ومية ينذر بحدوث أعمال أمنية في مخيم عين الحلوة الذي تُسلّط عليه الأضواء مؤخرا لأنّه، كما يرى البعض، يشكل عائقاً أمام خطوات الإمساك بصيدا بالكامل”.
في المقابل صدرت مواقف تندّد بالحادث عن “تحالف القوى الفلسطينية” و”الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين”. وتلقى ممثل حركة “حماس″ علي بركة اتصالا من رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية، يدعو فيه إلى ضبط النفس وتوحيد الصف.
كذلك بيّن قائد “كتائب الأقصى” العميد منير المقدح أن “إشكالا فرديا وقع، منذ عشرة أيام، وحاولت الأطراف كافة العمل على تطويقه ولكنها باءت بالفشل”، لافتا إلى أن الإشكال وقع بين مجموعة من “أنصار الله” ومجموعة أحمد رشيد. وأكد أن “الفصائل تعمل على حل هذا الإشكال بالتنسيق مع الجيش اللبناني”، مضيفا أن “الجيش اتخذ إجراءات حول المخيم بشكل كامل خوفا من توسعه، والاتصالات قائمة بشكل حثيث ومتواصل لإعادة الأمور إلى طبيعتها”.
الحادثة الأخيرة أنذرت بتحول يفتح المجال أمام العديد من التكهنات وأولها خروج المخيمات إلى حد من التوتر السياسي إلى دائرة صراع الأطراف المتداخلة في الملفين السوري واللبناني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق