يشاركن باطلاق الصواريخ والقنص:دنيا الوطن برفقة"الفتيات المقاتلات" لحركة فتح على حدود غزة.
غزة - خاص دنيا الوطن-من محمد محمود عوض
هنا تتجسد صورة أخرى لدور المرأة الفلسطينية في كافة الميادين، فهي ليست شريكة الرجل في الحياة الأسرية فقط، بل هي رفيقة دربه أينما حل، ففي ميدان القتال تتقدم الصفوف بجانبه، ليكون لها الدور الفعال في إعداد أجيال مقاومة تواجه الجيش الذي لا يقهر.
بإرادة تلين لها الجبال يودعن هؤلاء الفتيات أطفالهن ويفارقن بيوتهن، للانطلاق إلى ساحة الوغى حاملات في أيديهن كفن الموت، من أجل القتال في صفوف المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، في محاولة منهن ليصبحن جزءا هاماً في مسيرة الجهاد والكفاح التي سارت على خطاها دلال المغربي وهنادي جرادات وريم الرياشي.
أم سليم واحدة من مقاتلات كتائب شهداء الأقصى لواء نضال العمودي، نجحت بعد عدة محاولاتٍ في الانضمام إلى صفوف المقاتلات اللواتي يقتحمن ميدان القتال ويخضن معارك بطولية لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين .
" نحن تركنا منازلنا وأطفالنا وأزواجنا ودراستنا والتحقنا في صفوف القتال " بهذه الكلمات بدأت المقاتلة (أم سليم) في حديثها لمراسل دنيا الوطن بغزة بعد أن رافقهن في دورة التدريب والإعداد الخاصة بهن ، حيث قالت وهي تضع أصبعها علي الزناد " المرأة الفلسطينية ضحت بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أرض الوطن الذي تغطرس الاحتلال الصهيوني الهمجي فيه " علي حد وصفها .
ببنادق متوسطة وخفيفة وبين أشجار خضراء أخفت ملامح المكان الذي وصلنا إليه معصوبي الأعين بعد حالة أمنية مشددة ، يتواجدن هؤلاء المقاتلات خلف أقنعةٍ سوداء وإشارة صفراء توحي بأنهن مقالات يتبعن لحركة فتح ، فعلى الرغم من نعومة أظافرهن وما يتمتعن به من خصوصية أنثوية إلا أنهن امتشقن السلاح وخضن الكثير من الدورات التدريبية المتخصصة في جميع أنواع الأسلحة حتى أصبحن ذوات مهارة منقطعة النظير في قنص الأهداف بدقة متناهية.
تواصل المقاتلة أم سليم في العشرينات من العمر حديثها بعد عدة محاولات للتحدث معها وتقول " رسالتنا لكل أم فلسطينية إن القتال والمقاومة واجب علي كل مسلم ومسلمة علي هذه الأرض" .
وتكمل قولها وهي تحاول مراقبة طائرات الاستطلاع التي كانت تحلق علي ارتفاعات منخفضة " لم يعد وجودنا مقتصر علي التربية والمنزل والمطبخ و الحياة الأسرية فيجب علينا أن نكون مشاركات في القتال بالصفوف الأولي بجانب أزواجنا وأبنائنا ".
الدكتورة مريم أبو دقة القيادية في الجبهة الشعبية كانت من المؤيدات لمشاركة المرأة في أعمال المقاومة ووصفته بالنجاح الجديد القديم وقالت " علي درب المناضلة ليلي خالد ودلال المغربي والعديد من المناضلات اللواتي وهبن أجسادهن شظايا تصيب فيها الجيش الذي لا يقهر، فهؤلاء المقاتلات يجب أن يمثلن جزء هام وفعال في الدفاع عن الوطن وحقوقهن الذي سلبها الاحتلال الغاشم" .
وثمنت " أبو دقة " تشكيل مجموعات نسائية مقاومة تحت مسمي ( فدائيات الأقصى ) وقالت أبو دقة " مهما كان الانتماء التنظيمي لهؤلاء النساء فالمطلوب فعلاً أن تبقى المرأة الفلسطينية تقاتل وتبني وتُعمر وتربي وأن تكون ذات صلابة لا تختلف كثيراً عن الرجال ".
نشطاء عبر الفيس بوك يرفضون مشاركة المرأة في أعمال المقاومة والقتال بجانب الرجال
بدورهم عبر عدد من نشطاء الفيس بوك عن رفضهم مشاركة المرأة للرجل في وقت القتال ،حيث أظهر نقاش نشره مراسل دنيا الوطن عن رفض غالبية المشاركين فيه من دخول المرأة الى ساحة القتال بجوار الرجل مؤكدين أن دور المرأة يقتصر فقط علي تحفيز الرجال علي القتال ودعمهم .
و قال الناشط علي سعيد خلال هذا النقاش "في الظروف الحالية أعارض بشدة مشاركة المرأة في القتال، لان هناك عدد كافي من الرجال ، وفي حال طرأ نقص علي عدد الرجال فوقتها وجب وعلي المرأة حمل السلاح ".
أما حنين فقد وصفت بأن نضال وقتال المرأة يكون في تربية الأبناء والمحافظة علي البيت وترتيب وضع الأسرة في فترة الحرب بعيداً عن القتال المسلح .
علي خطٍ مواز قال الناطق العسكري بإسم كتائب شهداء الأقصى لواء الشهيد نضال العمودي " أبو محمد " في تعقيبه حول تشكيل خلية نسائية تحت مسمي ( فدائيات الأقصى ) في غزة :" إن الإحتلال أجبر نسائنا علي الإنخراط في صفوف المقاومة بعد أن قتل أبناؤهن وأزواجهن وأشقاؤهن، فكل أم فلسطينية تضررت من الإحتلال ، وبالتالي شكلن هذه الخلية كامتداد طبيعي وواضح علي درب الشهيدة دلال المغربي والعديد من قوافل الشهيدات النساء .
وعزا أبو محمد انضمام المرأة للقتال الي أن المرأة الفلسطينية تقوم ببعض المهمات الصعبة التي يصعب علي الرجل العادي والمقاوم إتمامها ، فهي أصبحت وسيلة سهلة بعيداً عن لفت الإنتباه .
المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/04/20/525441.html#ixzz2zPgJh2wH
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق