نتنياهو في موسكو: الخيط الإسرائيلي في القضية السورية
رأي القدس
في الوقت الذي يصعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القمع ضد الفلسطينيين الذين يحاولون منع احتلال رمزهم الديني الأكبر، الحرم القدسي الشريف، وتهويده من خلال الزيارات الاستفزازية للمستوطنين وجنود الشرطة والجيش وأعضاء الأحزاب المتطرفة خلال فترة الأعياد اليهودية، فإنه يجد الوقت مناسباً لزيارة إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث التنسيق العسكري فيما يخص الشأن السوري، وهو أمر يكشف الخيط الخفيّ المتلازم، الذي يتلامع من حين لآخر، بين القضيتين الفلسطينية والسورية.
يتعلق الأمر بداية بعلاقة تبادل المنافع بين الاستبداد العربي والاحتلال الإسرائيلي، وهي علاقة لا تنفي الجولات «التأديبية» المتكررة كلّما تجاوز نظام الرئيس السوري بشار الأسد الخطوط الثخينة أو الرفيعة المرسومة له، وهي جولات تعيد تذكير الطرف الأضعف بهيمنة الطرف الأقوى، كما تعيد، من حين لآخر، إعادة موضعة قواعد اللعبة وتراتبية البلطجة بين الكبار والصغار.
لكنّه أيضاً يتعلّق، من جهة أخرى، بحلف الضحايا، فليست صدفة البتة أن تسقط القذائف على أريحا السورية فيتذكر الناس أريحا الفلسطينية، أو يرتكب الإرهاب الاستيطاني جريمة حرق عائلة الدوابشة في دوما الفلسطينية، فتحترق قلوب أهل دوما السورية التي لا يمضي يوم من دون أن تحرقهم براميل النظام السوري المتفجرة.
على المقلب الدوليّ فإن زيارات نتنياهو إلى موسكو (وكذلك إلى واشنطن) تتوافق دائماً مع لحظات مفصلية في الشأن السوري، كما فعل، حين كان ما يسمى «المجتمع الدولي» يتأهب، التزاماً بتهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره السوري بالعقاب حالما يخرق خط استخدام الغازات السامة الكيميائية ضد «شعبه»، ولا ندري هل كانت الرغبة الإسرائيلية الواضحة في بقاء النظام السوري هي السبب في تبخّر التهديد الأمريكي، ولكننا نعرف أن زيارة نتنياهو لموسكو وواشنطن ساهمت في انحسار التهديد بالتأكيد، كما أنهت مخاوف إسرائيل من الأسلحة الكيميائية السورية.
أما على الساحة العربية فهناك إشارات غريبة على ما يمكن أن نسميه «تلازم المسارين» بين التطبيع مع النظام السوري والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي الوقت الذي تتوالى فيه الأنباء عن الحرارة المتصاعدة في العلاقات بين النظام المصري ودمشق، نقرأ أنباء موازية وذات دلالة عن تصاعد الحرارة أيضا مع إسرائيل الذي كانت أكبر علائمه إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وهو أمر نلمحه بشكل لافت أيضاً مع الحكومة التونسية التي هي، بقوة الافتراض، نتاج للثورة التونسية شقيقة الثورات العربية الأخرى وبينها السورية، فقد فاجأتنا تونس بشراكة منكرة مع القاهرة في انتخاب مندوب إسرائيل في اتحاد كرة القدم المتوسطي، وحين نعطف ذلك على فتح السفارة السورية في تونس تصبح قراءة الدلالات الفاضحة سهلة.
ليس متوقعاً بالطبع لنظام واقع في ورطة النظام السوري الهائلة أن «يندد» بافتتاح سفارة تل أبيب في القاهرة، ولعلّ حلفاءه الأشد «ممانعة» كحزب الله سيختارون بر السلامة أيضا، فيتجاهلون ربط هذه الحوادث بدلالاتها «المفيدة»، أو يلجؤون لفصلها عن بعضها البعض بحيث لا ينوبهم من الحفلة السوداء للمساهمة العربية في الإجرام الإسرائيلي، والتطبيع، في الوقت نفسه، مع نظام دمشق، لطخة.
يطبّل البعض، بغض النظر عن الوقائع، لنظام «الممانعة» السوري، ويفعلون ذلك أحياناً باسم فلسطين، في إعلاء لشؤون الأيديولوجيا والرطانة السياسية والمصالح الصغيرة أو الكبيرة، ولكن الدفاع عن فلسطين لا يكون إلا بإعلاء البوصلة الأخلاقية والإنسانية، وبتحالف الضحايا ضد حلف إرهاب المحتلّين والمستبدين… بكل أشكالهم.
رأي القدس
يتعلق الأمر بداية بعلاقة تبادل المنافع بين الاستبداد العربي والاحتلال الإسرائيلي، وهي علاقة لا تنفي الجولات «التأديبية» المتكررة كلّما تجاوز نظام الرئيس السوري بشار الأسد الخطوط الثخينة أو الرفيعة المرسومة له، وهي جولات تعيد تذكير الطرف الأضعف بهيمنة الطرف الأقوى، كما تعيد، من حين لآخر، إعادة موضعة قواعد اللعبة وتراتبية البلطجة بين الكبار والصغار.
لكنّه أيضاً يتعلّق، من جهة أخرى، بحلف الضحايا، فليست صدفة البتة أن تسقط القذائف على أريحا السورية فيتذكر الناس أريحا الفلسطينية، أو يرتكب الإرهاب الاستيطاني جريمة حرق عائلة الدوابشة في دوما الفلسطينية، فتحترق قلوب أهل دوما السورية التي لا يمضي يوم من دون أن تحرقهم براميل النظام السوري المتفجرة.
على المقلب الدوليّ فإن زيارات نتنياهو إلى موسكو (وكذلك إلى واشنطن) تتوافق دائماً مع لحظات مفصلية في الشأن السوري، كما فعل، حين كان ما يسمى «المجتمع الدولي» يتأهب، التزاماً بتهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره السوري بالعقاب حالما يخرق خط استخدام الغازات السامة الكيميائية ضد «شعبه»، ولا ندري هل كانت الرغبة الإسرائيلية الواضحة في بقاء النظام السوري هي السبب في تبخّر التهديد الأمريكي، ولكننا نعرف أن زيارة نتنياهو لموسكو وواشنطن ساهمت في انحسار التهديد بالتأكيد، كما أنهت مخاوف إسرائيل من الأسلحة الكيميائية السورية.
أما على الساحة العربية فهناك إشارات غريبة على ما يمكن أن نسميه «تلازم المسارين» بين التطبيع مع النظام السوري والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي الوقت الذي تتوالى فيه الأنباء عن الحرارة المتصاعدة في العلاقات بين النظام المصري ودمشق، نقرأ أنباء موازية وذات دلالة عن تصاعد الحرارة أيضا مع إسرائيل الذي كانت أكبر علائمه إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وهو أمر نلمحه بشكل لافت أيضاً مع الحكومة التونسية التي هي، بقوة الافتراض، نتاج للثورة التونسية شقيقة الثورات العربية الأخرى وبينها السورية، فقد فاجأتنا تونس بشراكة منكرة مع القاهرة في انتخاب مندوب إسرائيل في اتحاد كرة القدم المتوسطي، وحين نعطف ذلك على فتح السفارة السورية في تونس تصبح قراءة الدلالات الفاضحة سهلة.
ليس متوقعاً بالطبع لنظام واقع في ورطة النظام السوري الهائلة أن «يندد» بافتتاح سفارة تل أبيب في القاهرة، ولعلّ حلفاءه الأشد «ممانعة» كحزب الله سيختارون بر السلامة أيضا، فيتجاهلون ربط هذه الحوادث بدلالاتها «المفيدة»، أو يلجؤون لفصلها عن بعضها البعض بحيث لا ينوبهم من الحفلة السوداء للمساهمة العربية في الإجرام الإسرائيلي، والتطبيع، في الوقت نفسه، مع نظام دمشق، لطخة.
يطبّل البعض، بغض النظر عن الوقائع، لنظام «الممانعة» السوري، ويفعلون ذلك أحياناً باسم فلسطين، في إعلاء لشؤون الأيديولوجيا والرطانة السياسية والمصالح الصغيرة أو الكبيرة، ولكن الدفاع عن فلسطين لا يكون إلا بإعلاء البوصلة الأخلاقية والإنسانية، وبتحالف الضحايا ضد حلف إرهاب المحتلّين والمستبدين… بكل أشكالهم.
رأي القدس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق