الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

الجنرال السعودّي أنور عشقي للتلفزيون الإسرائيليّ: نتنياهو رجلٌ قويٌ وواقعيٌّ ومنطقيٌ ونحن بحاجة إليه لمنع محاولات إيران الهادفة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

القدس الآن – في الوقت الذي تتجّه فيه إسرائيل بخطى حثيثة نحو العزل الدوليّ بسبب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو العدائيّة والعدوانيّة ورفضه لأيّ مبادرة سياسيّة لحلّ الصراع مع الفلسطينيين، وفي الوقت الذي تكبدّ فيه خسارة جسيمة في الكونغرس الأمريكيّ لإحباط الاتفاق النوويّ مع إيران، وفي الوقت الذي باتت فيه الدول الأوروبيّة تعتبره عائقًا رئيسيًا أمام أيّ تقدّم نحو العملية السياسيّة في المنطقة، في هذا الوقت بالذات، ينبري مرّة أخرى أنور عشقي، الجنرال السعوديّ السابق، والمُقرّب من دوائر صنع القرار في الرياض بتصريحات تكشف عن مدى التقارب السعوديّ-الإسرائيليّ.

وفي تصريح لقناة (I24NEWS) الإسرائيليّة، وصف عشقي (72 عامًا) رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو بالرجل القويّ والواقعيّ، مجددًا التأكيد على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي العدو، مع أل التعريف، بحسب حديثه التلفزيونيّ. علاوة على ذلك، أشاد الجنرال السعودي البارز، عشقي، برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفي الوقت عينه، حمل عشقي، المقرّب من الملك السعودي، كما وصفته “القناة 24″ الإسرائيلية في مقابلة حصرية أجرتها معه، على إيران وعلى سياساتها، التي أدت كما قال إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.

وفي المقابلة الخاصة مع القناة، ردّ عشقي الجمود والفشل في التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما فيه مبادرة التسوية التي اقترحتها السعودية عام 2002، لافتًا إلى أنّهم لم يطرحوا أيّ خطة من أجل تنفيذها، لكنه أضاف مشيدًا بنتنياهو وواقعيته قائلاً: نحن بحاجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأنّه رجل قويّ، وهو رجل منطقيّ كما هو واقعي أيضًا، لكننّا بحاجة إلى أنْ يُوافق ويُعلن قبول اقتراح مبادرة السلام، كما قال عشقي لمحطة التلفزيون الإسرائيليّ. وفي مقابل الإشادة بإسرائيل ورئيس وزرائها وقوته وواقعيته، هاجم عشقي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال إنّ إيران تسعى إلى محاولة إعادة مجدها السابق من خلال المناورات التي تقوم بها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما فعلته في العراق المجاور لها، واليوم نحصد ما زرعته هناك.

وتابع الجنرال السعوديّ قائلاً للتلفزيون الإسرائيليّ إنّ طهران تُفكّر في إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية من خلال التوسع في العراق وسوريّة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وهي النقطة التي ستنطلق منها إلى أوروبا ومصر، لكنّه وصف هذه المحاولات بأنها مجرد أوهام. وأضاف عشقي حول إيران أيضَا، أنّ الأساليب التي يتبعها الإيرانيون لتحقيق هذه الأهداف تزعزع استقرار المنطقة، لكنهم لن يستطيعوا إعادة السيطرة على كل الخراب والدمار الذي تسببوا فيه في كل من العراق وسوريّة ولبنان وغيرها من الدول، على حدّ قوله.

ولفتت القناة (I24NEWS) إلى عشقي ودوره، وقالت إنّه يُعدّ من أقرب المستشارين إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنه التقى وحاور الإسرائيليين في الماضي، وسبق له أنْ التقى المدير العام الجديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، في العاصمة الأمريكيّة واشنطن، وكان على جدول أعمال اللقاء الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، وشدّدّت محطة التلفزيون الإسرائيليّ على أنّ السعودية وإسرائيل تقفان على رأس الحربة في مجابهة الاتفاق، ومشروع إيران النووي. وكانت وسائل الإعلام العبرية أكّدت أن اللقاء الشهير في حزيران (يونيو) الماضي بين عشقي ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، على أنّه جرى بعلم ومعرفة وتوجيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أولى اللقاء أهمية خاصة، كذلك فإنّ مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب أكدت أيضًا على أن ّلقاء واشنطن هو الخامس بين عشقي ومسؤولين إسرائيليين.

في السياق نفسه، كشف موقع (WALLA)، نقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ نتنياهو كان يتلقّى تقارير عن اللقاءات مع عشقي قبل وبعد هذه اللقاءات، التي جمعته بمسؤولين إسرائيليين، في موازاة اهتمام سعودي رسميّ بها، إذ يرى نتنياهو أنّها قناة مهمة للاتصال مع السعوديين، من أجل تبادل الرسائل معهم، كما قال المسؤولين للموقع الإسرائيليّ.

 وبحسب المصادر السياسيّة، التي وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، فإنّ العدو المشترك لإسرائيل والسعودية، وسياسة الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما حيالّ هذا العدو، قد يدفعهما إلى الانتقال بعلاقاتهما إلى العلن وربمّا إلى التحالف ضدّ إيران. جديرٌ بالذكر أنّ غولد، تحدّث في واحدٍ من مقالاته، عن تاريخ حالات التعاون بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حتى إنْ لم يكن ذلك رسميًّا، وحتى بطرق غير مُباشرة وذلك على الرغم من العداء بين الدولتين. ونجحت إسرائيل، في التسعينيات، بتحقيق نجاحات سياسية في الخليج العربي، التي تمثلت بفتح ممثلات اقتصادية لها في قطر وفي عُمان، غير أنه لم تكن هناك خطوة مماثلة فيما يخص السعودية.

وأوضح التلفزيون الإسرائيليّ على موقعه الالكترونيّ: تقف كل من السعودية وإسرائيل على رأس الحربة في مجابهة الاتفاق بين الدول العظمى وإيران حول مشروعها النووي. وعشقي شغل عدة مناصب في السعودية ويشغل حاليًا منصب مدير مركز الأبحاث الإستراتيجية في مدينة جدة. وهو على علاقة وطيدة مع العائلة المالكة السعودية. وعشقي يعتبر من الداعمين لمبادرة السلام العربية لعام 2002. هذه المبادرة التي تسعى إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية مقابل انسحاب إسرائيلي من أراضي سيطرت عليها في حرب عام 1967، وحل عادل متفق عليه بين جميع الأطراف لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق