أماني لوباني السياسة في السويد ليست امتيازاً وأنا فخورة وأشعر بالمسؤولية لأني منتخبة بنسبة أصوات مرتفعة
الكومبس – تجارب وقصص نجاح: تؤمن أماني لوباني السياسية السويدية من أصل فلسطيني أن المشاركة العادلة للمرأة في الحياة السياسية، هي أمر ضروري لبناء الديمقراطية وإدامتها، ولا تتخيل أن تصل الديمقراطية لجميع الناس في حال بقي أكثر من نصف المجتمع ممثلين تمثيلا أدنى في العملية السياسية ودوائر صنع القرار، لذلك لم تتوان في الدخول الى المجال السياسي، واستطاعت الحصول على نسبة أصوات عالية، في آخر انتخابات لتكون عضوة لجنة اقليم سكونة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
تدعو أماني الى مجتمع حضاري متوازن وصحي تُحترم فيه حقوق الجميع وتشارك المرأة فيه بصياغة القوانين واتخاذ القرارات وممارسة العمل السياسي. الكومبس التقت أماني وأجرت معها الحوار التالي:
الشعور بالمسؤولية بداية المشوار السياسي نحو المساهمة في التغيير
منذ البداية كنت ناشطة في مجال الامم المتحدة وسكنت لفترة خارج السويد وعندما عدت لاحظت تغييرات كبيرة قد طرأت على السويد بمختلف المجالات، مثلا وجود حالات عنصرية وتمييز لم تشهدهما السويد سابقا، وكذلك وجدت أن الفروقات بين الطبقات الاجتماعية حسب الدخل تزداد اتساعا، والمدراس لم تعد متشابهة في جميع المناطق وايضا الرعاية الصحية، عندها قررت أن أساهم ولو بقدر ضئيل في التغيير نحو الأفضل، وحرصا مني على وجه مالمو المدينة التي تربيت بها شعرت بالمسؤولية وضرورة المشاركة في الحوارات التي تدور حول هذه المواضيع لأضمن لي ولأطفال المستقبل حياة وبيئة ملائمة كما سعى الذين من قبلنا في تحقيقها لنا ، لننعم ببلد جميل نضمن به المساواة وحقوق الإنسان لذلك انخرطت في العمل بالسياسة.
المفهوم العام لمعنى ممارسة السياسة في مجتمع مثل المجتمع السويدي
السياسة هي أهم وسيلة من الممكن من خلالها ممارسة الديمقراطية فالإنسان الذي يحترم الديمقراطية ويريد ان يكون رأيه مسموعا في البلد لابد ان يشارك بالعملية السياسية ولي شخصيا هي وسيلة تمكنني من التأثير على القادم والمشاركة برسم حلم المستقبل وايضا وسيلة لإيصال رسالة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي التضامن والحريّة والمساواة في مجتمع متعدد الأصول والثقافات والمساواة بين الرجل والمرأة لخلق مجتمع سويدي أفضل.
تقبل الوسط السياسي السويدي لسياسية من أصول غير أوروبية
لم أجد شخصيا اي نوع من التمييز بالعكس في كل المحافل كان هنالك تشجيع لي كامرأة من أصل عربي وهذا أسعدني جداً ولكن لا يمكن إنكار ان وجودي في هذا المكان هو ضمن أقلية شديدة، على مستوى المحافظة أنا من القلائل (لست متأكدة مما إذا كنت الوحيدة) من الحزب الاشتراكي التي تنتمي إلى أصول خارج الاتحاد الأوربي ومن مجموع 149 نائبا، ليس هنالك أكثر من 3 أشخاص من خلفية خارج الاتحاد الأوربي لذلك أجد أنى حققت تقدما بوقت قياسي.
التأثير على الأجانب للمشاركة في العملية السياسية وكسر حاجز الخوف أو الحذر من كلمة “سياسة”
لا شك أن السياسة في السويد، تختلف عن مفهومنا التقليدي للسياسة الذي ورثناه من بلدننا، السياسة هنا تعني التعبير والتأثير من أجل الرغبة بالعيش في مجتمع ديموقراطي، فالسياسي هو مسؤول أمام الناخبين ومناط بمهام معينة عليه إنجازها وليس امتياز كما في العديد من الدول، فإذا كان الأشخاص الذين يلجؤون الى هنا هم أصلا ضحايا السياسات غير الديمقراطية في بلدانهم، فلابد أن ينتزعوا حقوقهم بأنفسهم لان الديمقراطية لا يمكن ان تستمر اذا لم يكن هنالك من يدافع ويطالب بها، لذلك فأنا أرى العكس تماما بما أن المهاجرين الأجانب يهربون من الدكتاتورية الى الديمقراطية لذلك هم اول من يجب ان يحرص على استمرارها والتمسك بها في مجتمعاتهم الجديدة.
معرفة تبعات البقاء على الهامش وعدم المشاركة بالتأثير حتى بالحد الأدنى
حياتنا تتأثر بشكل مباشر بالسياسة، على سبيل المثال عندما يغلق مستوصف صحي بالقرب منا نضطر الذهاب الى آخر أبعد او تغلق مدرسة ما دون أخرى او حتى ملاحظة فروقات بين الخدمات من منطقة الى أخرى وقتها يشعر المواطن بضرورة المشاركة والادلاء بصوته للمطالبة بحياة أفضل من وجهة نظره.
أعتقد أنه عندما لا يتابع المهاجرين والأجاب وسائل الإعلام في السويد، ولا يقرأون الصحف وتغيب الأكثرية عن الاطلاع على النقاش السياسي السويدي حول مختلف القضايا، تصبح النتيجة عدم وعي بأهمية بالمشاركة السياسية خصوصا في الانتخابات، فلو كل شخص نظر الى نفسه وحياته ووجه سؤالاً لنفسه، على سبيل المثال: لما أنا عاطل عن العمل؟ لماذا لا أستطيع أن أجد سكن بسهولة؟ عندها تظهر أهمية مشاركته في ان يكون له موقف ورأي.
العمل والازدهار والمستوى التعليمي الجيد كله سيتركز في مناطق دون اخرى ويزداد الفرق بين من يدلي بصوته ومن لا يفعل فتهمل حقوق الأخير مقابل حصول الاول على امتيازات اعلى فتصبح هناك هوة بين الغني والفقير والمتعلم وغير المتعلم. على سبيل المثال في مالمو حسب الإحصائيات فان معدل العمر في منطقة مثل هولما والتي تحتوي على نسبة كبيرة من الأجانب ذوي الدخل المنخفض، اقل بست سنوات من منطقة ليمهامن يعني الاشخاص المرفهين يعيشون ست اعوام اكثر من اشخاص اخرين، لأنها منطقة تعتبر معروفة بان أغلبيتها من السويديين ذو الدخل المرتفع مع ان المسافة بين المنطقتين قريبة وكذلك الفارق في المدارس هنالك من يتأهل 3 طلاب من أصل 10 لإكمال الدراسة في الثانوية العامة بينما هنالك مدارس اخرى يتأهل الطلاب 10 من أصل 10 وهذا بحد ذاته ناقوس خطر للمجتمع لابد من ادراكه.
زيادة شعبية حزب سڤاريا ديموكراتنا بين الأجانب الأسباب والنتائج
شيء مؤسف طبعا، أي إنسان سواء كان اجنبيا او سويديا يصوت لهذا الحزب يجب أن يعرف أنه يساهم في مسألة التمييز العنصري، المشكلة ان الأجانب الذين يروّجون لهذا الحزب، يظنون انه حزب يمكن أن يعطي حقوق لهذا الأجنبي دون ذاك الأجنبي، وهذه طريقة تفكير خاطئة خالية من المنطق، لأن أي مجتمع مبني على التمييز بين طبقة واخرى او عرق دون سواه ، لا يمكن ان يكون مجتمعا صحيا.
واعتقد ان بعض الأجانب صوتوا لصالح الحزب كرد فعل على عملية فشل الاندماج ولأنه اصبح يأخذ فترة أطول ليدخل بالمجتمع السويدي، وأيضا هناك من يصوت لعدم المعرفة والجهل بأهداف الحزب، من المهم التفكير بالمشاكل وحلها عن طريق نظام مجتمعي ككل واعتبار مشكلة الفرد مرتبطة بمشكلة المجموعة التي يشارك الجميع بحلها. هنالك فرص تضيع كل يوم لبناء المجتمع الذي نريده من خلال الجهل بما لنا وما علينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق