الجمعة، 4 سبتمبر 2015

القدس عبر التاريخ
القدس عبر التاريخ
 الموقع الموقع الفلكي الموقع الجغرافي أهمية الموقع الحدود الجغرافية للمدينة عبر التاريخ النشأة الأولى ترسيم الحدود عام 1921 حدود عام 1946 -1948 حدود عام 1967 اثر حرب حزيران على الحدود المكتشفات الأثرية العصر الحجري القديم العصر البرونزي المتقدم العصر البرونزي الأوسط العصر البرونزي المتأخر العصر الحثي حفريات عام 1961 وتشويه الحقائق التاريخية . أسماء القدس كما وردت في السجلات والوثائق التاريخية عبر العصور : مدينة القدس عبر التاريخ القدس ما قبل التاريخ العموريون والكنعانيون اليبوسيون “بناة القدس الأولون ” . بنو إسرائيل عهد القضاة ظهور المسيحية الفتح الإسلامي الفتح العمري نص العهد الذي أعطاه الإسلام للقدس الحروب الصليبية المماليك القدس تحت الحكم العثماني 1516-1831م سكان القدس في العهد العثماني الانتداب البريطاني الإدارة العسكرية الإدارة المدنية التنظيم البلدي السكان ملكية الأراضي الصراع العربي اليهودي قيام إسرائيل 48 المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس الحكم البلدي ملكية الأراضي احتلال القدس 67 . إجراءات الضم . المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس آليات الطرد الصامت الهجرة السكان المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية الأراضي سياسة هدم المنازل الاستيطان الضرائب الأهمية الدينية للمدينة المقدسات الإسلامية المسجد الأقصى مسجد قبة الصخرة المقدسات المسيحية لا وجود صلة لليهود بالقدس الانتهاكات الاسرائيلية للمسجد الاقصى منذ العام 1967 الموقع الموقع الفلكي تقع مدينة القدس على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقا، وخط عرض 31 درجة و 52 دقيقة شمالا . الموقع الجغرافي تميزت مدينة القدس بموقع جغرافي هام ، بسبب موقعها على هضبة القدس وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية ، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقا والبحر المتوسط غربا، جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات وهي حلقة في سلسلة تمتد من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية وترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أن هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني . ويحيط بالمدينة من الجهة الشرقية وادي جهنم (قدرون )، ومن الجهة الجنوبية وادي الربانة (هنوم ) و من الجهة الغربية وادي (الزبل ) وتبتعد القدس مسافة 22 كم عن البحر الميت وعن البحر المتوسط 52 كم، كما ترتبط بعواصم الدول المحيطة بطرق معبدة عن طريق البر، أما جوا فتتصل بدول العالم عن طريق مطار قلنديا . أهمية الموقع ترجع أهمية الموقع الجغرافي إلى كونه نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية ، و مركزيته بالنسبة لفلسطين والعالم الخارجي معا ، حيث يجمع بين الانغلاق وما يعطيه من حماية طبيعية للمدينة، والانفتاح وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق والأقطار المجاورة الأمر الذي كان يقود إلى احتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة في حال سقوط القدس ، إضافة إلى تشكيله مركزاً إشعاعيا روحانيا باجتماع الديانات الثلاث، وهذا كله يؤكد الأهمية الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية أيضا ،لأنها بموقعها المركزي الذي يسيطر على كثير من الطرق التجارية، ولأنها كذلك محكومة بالاتصال بالمناطق المجاورة الحدود الجغرافية للمدينة عبر التاريخ النشأة الأولى نشأة النواة الأولى لمدينة القدس كانت على (تل أوفيل ) المطل على قرية سلوان التي كانت تمتلك عين ماء ساعدتها في توفير المياه للسكان ، إلا أنها هجرت وانتقلت إلى مكان آخر هو (جبل بزيتا ) ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة . وأحيطت هذه المنطقة بالأسوار التي ظلت على حالها حتى بنى السلطــان العثماني ( سليمان القانوني ) سنة1542 م السور الذي لا يزال قائما ، محددا لحدود القدس القديمة جغرافيا، بعد أن كان سورها يمتد شمالا حتى وصل في مرحلة من المراحل إلى منطقة المسجد المعروف (مسجد سعد وسعيد ) وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعد مساحتها تستوعب الزيادة السكانية ،فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، وفي جميع الجهات ظهرت الأحياء الجديدة التي عرفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت ،وما زالت قرى تابعة لها ، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين :أحدهما شمالي غربي والآخر جنوبي ونتيجة لنشوء الضواحي الاستيطانية في المنطقة العربية، فقد جرى العمل على رسم الحدود البلدية بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي ، إذ امتد الخط من الجهة الغربية عدة كيلومترات ، بينما اقتصر الامتداد من الجهتين الجنوبية والشرقية على بضع مئات من الأمتار، فتوقف خط الحدود أمام مداخل القرى العربية المجاورة للمدينة، ومنها قرى عربية كبيرة خارج حدود البلدية (الطور ، شعفاط ، دير ياسين ، لفتا ، سلوان، العيسوية ، عين كارم المالحة ، بيت صفافا ) مع أن هذه القرى تتاخم المدينة حتى تكاد تكون ضواحي من ضواحيها ثم جرى ترسيم الحدود البلدية في عام 1921 ترسيم الحدود عام 1921 UN_Partition_Plan_For_Palestine_1947_Arabic حيث ضمت حدود البلدية القديمة قطاعا عرضيا بعرض 400م على طول الجانب الشرقي لسور المدينة ، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة ، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط ،أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة ( القطمون ، البقعة الفوقا والتحتا ، الطالبية ، الوعرية ، الشيخ بدر ، مأمن الله ) حدود عام 1946 -1948 أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946 ،وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز ، وبلغت مساحة المخطط 20.199 دونما ، كان توزيعها على النحو التالي : -أملاك عربية 40% -أملاك يهودية 26.12% -أملاك مسيحية 13.86% -أملاك حكومية وبلدية 2.9% -طرق سكك حديدية 17.12% المجموع 100% وتوسعت المساحة المبنية من 4130 دونما عام 1918 إلى 7230 دونما عام 1948، وبين عامي (1947 ، 1949 ) جاءت فكرة التقسيم والتدويل، لأن فكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس لم تكن جديدة فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل )، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافة إلى اللد والرملة ويافا خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية ) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نص القرار على أن تكون القدس (منطقة منفصلة ) تقع بين الدولتين ( العربية واليهودية ) وتخضع لنظام دولي خاص ، وتدار من قبل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص وحدد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال ،وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب )، لكن حرب عام 1948 وتصاعد المعارك الحربية التي أعقبت التقسيم أدت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين وبتاريخ 30/11/1948 وقعت السلطات الإسرائيلية والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/1948 وهكذا ومع نهاية عام 1948 كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى : -مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 2.220 دونما 11.48% -مناطق فلسطينية محتلة ( الغربية ) 16.261 دونما 84.13 % -مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 850 دونما 4.40 % المجموع 19.331 دونما 100% وهكذا ، وبعد اتفاق الهدنة تأكدت حقيقة اقتسام القدس بينهما انسجاما مع موقفها السياسي المعارض لتدويل المدينة وبتاريخ 13/7/1951 جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتماماً خاصا بتعيين وتوسيع حدودها البلدية ،وذلك لاسيتعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس ( الشرقية )بتاريخ1/4/1952 ، وقد ضمت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية (قرية سلوان ، ورأس العامود ، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط ) وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4.5كم2 في حين لم تزد مساحة الجزء المبني منها عن 3كم. وفي 12/2/1957 قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل ) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون ، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكويس ) بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس ، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعا ولم تجر عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط )، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22/6/1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالا حيث تشمل منطقة بعرض 500 م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدي إلى رام الله ويمتد شمالا حتى مطار قلنديا واستمرت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959 دون نتيجة حدود عام 1967 وفي عام 1964 ،وبعد انتخابات عام 1963 ،كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس لتصبح مساحتها 75كم ولكن نشوب حرب عام 1967 أوقف المشروع ، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات .أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل، وكريات مناحيم ، وعير نحانيم ، وقرى عين كارم ، وبيت صفافا ، ودير ياسين ، ولفتا ، والمالحة ) لتبلغ مساحتها 38 كم2 أثر حرب حزيران على الحدود بعد اندلاع حرب 1967 قامت إسرائيل باحتلال شرقي القدس، وبتاريخ 28/6/1967 تم الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها، وطبقا للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب . لقد تم رسم حدود البلدية لتضم أراضى 28 قرية ومدينة عربية، و إخراج جميع التجمعات السكانية العربية، لتأخذ هذه الحدود وضعا غريـبا ، فمرة مــع خطوط التسوية ( الطبوغرافية ) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6.5كم2 إلى 70.5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة ( الشرقية والغربية 108.5 كم2 ) وفي عام 1995 توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم2 . المكتشفات الأثرية فيما يلي لمحة موجزة عن المكتشفات الأثرية ومكتشفات ما قبل التاريخ ، ففي الوقت الذي حصلت فيه هذه المكتشفات لم يعرف إلا القليل عن سياق ما قبل التاريخ حيث يتسنى وضعها في منظورها الصحيح، أما الآن فما يعرف هو أكثر بكثير ، لأن المكتشفات اللاحقة أضفت إيضاحات من حيث تقدير التواريخ ووصف الثقافات التي تنتمي إليها ومن الجدير ذكره ، ومن خلال الحفريات الأثرية الأخيرة في القدس، وما صاحب ذلك من ظهور مفاجآت معلوماتية ثابتة قلبت كافة النتائج المشوهة التي نشرت في السابق بالاعتماد على ما نشر في التوارة القدس في العصر الحجري القديم – 4000 ق.م StoneAgeFinds كشفت الحفريات في نزلات( وادي الكدرون )عن وجود آبار في الطبقة “21” من طبقات القدس الحضارية، وشكلت هذه الآبار الحلقة الأولى التي تربط ما بين القدس كموقع وجذور حضارتها الضاربة عميقا في التاريخ وتعود هذه المكتشفات الأثرية للعصر الحجري المتأخر ، حيث تطابقت مع الموجودات الأثرية المكتشفة في أريحا وشكيم ولاخيش وتل العجول “في غزة” ونتيجة ذلك -وبأعلى درجات من الدقة – حصلت البعثة التي تقوم على الحفريات على المعلومات التي حددت بها تاريخ القدس بستة آلاف عام من الحضارة، وأثبتت زيف وبطلان تاريخها بثلاثة آلاف عام فقط، والذي اعتمد على مقولة أنها مدينة داوود وأن بدايتها كانت في عصر داوود القدس في العصر البرونزي المتقدم -3200 ق.م almstba.com_1352137751_460 في الموقع الذي كانت تلتقي فيه وديان وأنهار مدينة القدس ، وعند نقطة التقاء وادي الجوز مع وادي الكدرون تم اكتشاف المدينة التي تعود للعصر البرونزي الأول والمصنفة باعتبارها الطبقة العشرين من طبقات القدس الحضارية وتميزت هذه المدينة بالآتي : -التخطيط المعماري الدائري في شكل البيوت -إدخال الشكل المربع في الاحواش وحفر الآبار فيها -الاعتماد على الأعمدة الكبيرة وسط البيوت -الشكل الدائري للأسوار وقد عثر فيما بعد على قواعد الأعمدة التي كانت تحمل سقوف الأبنية، إضافة إلى الموجودات الفخارية الدالة على حضارة تلك الحقبة كما دلت المكتشفات الأثرية على اهتمام الإنسان بالزراعة، حيث وجدت المواد والأدوات الزراعية الدالة على أن المنطقة كانت صالحة للزراعة، وقد فوجئ العلماء كثيرا بوجود سلم متواصل من الحضارة في الطبقات الأرضية للمدينة ينتمي لتلك الفترات المتباعدة وقد أمكن من خلال دراسة هذا العصر تأريخ الموجودات الأثرية على قاعدة العلم الاستجرافي وليس على قاعدة الإشعاع الكربوني حسب جدول التناسب . ونتيجة ذلك توسعت الدراسات حتى شملت دراسة مخطوطات مصر في فلسطين والسجلات التي كانت تربط المدن الفلسطينية والمصرية وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية العسكرية العصر البرونزي الأوسط ( 2000-1550ق .م ) من مميزات العصر البرونزي الأوسط تداخل الدين مع التاريخ ، وظهور سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام بدأت أحداث هذا العصر في القرن العشرين ق.م أي قبل ظهور سيدنا إبراهيم بمائتين وخمسين عاما ، حيث نقرأ في سجلات الفراعنة التي كانت بمثابة أرشيف للمدن الكنعانية في فلسطين، الكثير من الحقائق عن الحياة العامة وسكانها وعلاقة السكان بحكام المدينة، ونقرأ أيضا عن أن موقع المدينة كان بلدة سلوان حاليا ، وحكمها في القرن العشرين قبل الميلاد “شاسان ” “ويفارآم ” لكن السجل الذي يخص المدينة في القرن التاسع عشر ق.م تحدث عن ملك القدس مؤرشفا حسب الأبجدية بحرفين فقط هما أ – ب ، وهذان السجلان هما الوحيدان اللذان تحدثا عن القدس في هذا العصر ، ولم نجد فيهما أدنى ذكر إلى أن سيدنا إبراهيم قام بزيارة القدس وقدم الضحية فيها ، كما أن المذبح الذي يتحدثون عنه يعـود للقرن العشرين ق. م لا لفترة سيدنا إبراهيم دلت الموجودات الأثرية التي تعود للقرن الثامن عشر ق. م على توسيع المدينة نحو الشرق، وأهم هذه الموجودات هي السور وبوابته الكبيرة وبقايا الأبراج التي اكتشفت بالقرب من عين سلوان، وهذا يعني أن العين كانت داخل حدود المدينة في القرن الثامن عشر ق. م وحسب سجلات المدينة كانت البوابة المكتشفة تدعى (بوابة النبع )، وهي إحدى البوابات التي صمدت أمام هجمات نبوخذ نصر وهكذا كانت القدس مدينة كنعانية، لها من العراقة والأصالة والتحصين ما جعل لاسمها مكانا بين سجلات المدن التي استعصيت على الفتوحات التي شنها الفراعنة على فلسطين العصر البرونزي المتأخر ( 1550-1200 ق . م ) من أهم الآثار التاريخية التي وثقت للعصر البرونزي المتأخر هي رسائل العمارنة المتبادلة آنذاك بين ملك القدس (عبده حبه ) والفراعنة والتي كتبت باللغة (الأكدية) كما يشتمل هذا العصر أيضا على الاتفاقات السياسية والعسكرية والتجارية التي جمعت بين مدن فلسطينية ثلاث هي : شكيم (نابلس ) – لاخيش ( تل أثري قرب الخليل ) -كيلة ( القدس ) ولعل الأهم في ذلك أن الرسائل الستة التي وجدت في سجل العمارنة وتحمل الأرقام ( 289-290-291-292-293-294) تنفي الوجود اليهودي في هذا العصر ومن التفاصيل التي وردت في رسائل العمارنة -علاقة مدينة القدس بملوك الفراعنة “امنحوتب الثالث” والرابع ( إخناتون ) -احتواء أرشيف العمارنة على ( 350 رسالة مكتوبة ) باللغة الأكدية أرسلت من ملوك المدن الكنعانية إلى امنحوتب الرابع ، وتتحدث في معظمها عن العلاقات بين الطرفين والمساعدات التي ترسل إلى تلك المدن من الحكومة المركزية في مصر -تحدثت إحدى الرسائل عن اتفاقية حدود بين القدس وكل من جاراتها ( شكيم ) في الشمال و (بيت لحم ) في الجنوب ، حيث تنظم هذه الاتفاقية نقاط الحدود بين هذه الممالك -وورد في إحدى هذه الرسائل كلمة (أفرى ) وتعني الغريب، وتنطبق هذه الكلمة على أولاد يعقوب، ومنها بدأت عملية التزوير التي أطلق بموجبها على الشعب اليهودي (العبري ) في حين كانت أشد ما تكون وضوحا في الرسالة -ونلاحظ في رسائل أخرى عديدة اختلاف أو تعدد أسماء القدس -عثر أثناء الحفريات أيضا على بقايا فرعونية في موقع كنيسة (الست اثنى ) وهي عبارة عن نصوص مكتوبة على لوح فخاري تدل على وجود معبد كانت تمارس به طقوس العبادة الفرعونية -تعود معظم الأبنية والأنماط المعمارية لهذا العصر، حيث وجدت في موقع مدينة “أوفل ” أي خارج سور باب المغاربة -دلت الاساسات والبقايا والأنماط المعمارية التي اكتشفت في الأعوام(1961-1962-1963م) على وجود أسوار بلغ ارتفاعها حوالي عشرة أمتار، كما تدلل الكثير من الأبنية المكتشفة على وجود قصور وقلاع وحصون كانت قائمة في المدينة في تلك الحقبة -ومن أعظم المواقع المكتشفة وأبدعها في هذا العصر هو دار الحكومة في الجهة الجنوبية، كما أن الكهوف التي اكتشفت في منحدرات جبل الزيتون ساعدت في التعرف على كثير من التماثيل والمواد الأثرية التي لم يتم نشرها ، بل حفظت في مجموعات توجد الآن في متحف لندن العصر الحثي ( 1200 -1000 ق . م) -الطبقتان الحضاريتان اللتان تخصان هذه الحقبة هما الخامسة عشر والرابعة عشر . حيث عرفت المدينة في هذا العصر باسم (يبوس ) و ( اريانه -نسبة لملكها آنذاك( اريان ) الذي حارب داوود وكان اسمه مشتق من اسم الإله ( أره ) وعرف في القدس من خلال طقوس العبادة التي عثر عليها في معبده في نزلات “وادي الكدرون “ حفريات عام 1961 وتشويه الحقائق التاريخية images حروب آريان مع داوود كانت طويلة ، انتصر فيها مرات وهزم مرة وعمل على تحصين أسوار المدينة وطوقها بالأبراج ودافع عنها بقوة، إلا أن سقوط المدينة على يد داوود كان من خلال سيطرته على أنفاق المياه ودخوله المدينة بواسطتها ، وتتواجد هذه الأنفاق جنوبي منطقة الأقصى، حيث دلت على ذلك الحفريات أسماء القدس كما وردت في السجلات والوثائق التاريخية عبر العصور : – إيفن – مدينة الأنهار – مدينة الوديان – راشاليم – يور شالم – يور سلمايا – يهوستك – شهر شلايم – نور مستك – يبوس جلعاد – نور السلام – نور الغسق – يارة – كيلة – اريانة – جبستي – يبوس – اوفل – ميلو – اكرى – انتوخيا – ايليا كابتولينا – ايليا كونستنبل – ايليا – بيت المقدس – القدس والأسماء المذكورة هنا وردت في وثائق وسجلات وجدت في أنحاء كثيرة من العالم ، مما يدل على اختلاط القدس بالحضارات المختلفة عبر العصور، وهذه الأسماء إما أن تكون كنعانية أو فارسية أو يونانية أو رومانية أو بيزنطية أو إسلامية . index مدينة القدس عبر التاريخ حظيت مدينة القدس – وما تزال – بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، لم تضاهيها في ذلك أية مدينة عبر التاريخ وعلى مر العصور، لقد تميزت هذه المدينة بخصوصية اكتسبتها من انفرادها بالبعد الروحي المرتبط بالزمان والمكان فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ الأزل بوجهها الكنعاني الحضاري ، وتمتعت بكل من الموقع والموضع ، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها الحضارات و أمتها المجموعات البشرية المختلفة، مخلفةً وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ دلالة على عظم وقدسية المكان ولابد أن يكون لمثل هذه الظاهرة الحضارية الفذة أسباب ومبررات هي سر خلودها واستمرارها آلاف السنين ،رغم كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدم المدينة وإعادة بنائها ثماني عشرة مرة عبر التاريخ ، وفي كل مرة كانت تخرج أعظم وأصلب وأكثر رسوخا من سابقتها ، دليلا على إصرار المدينة المقدسة على البقاء ، فمنذ أن قامت ( القدس الأولى ) الكنعانية قبل نحو 6000 سنة وهي محط أنظار البشرية منذ نشأت الحضارات الأولى في (فلسطين ووادي النيل والرافدين ) مرورا بالحضارة العربية الإسلامية حتى يومنا هذا القدس ما قبل التاريخ يقدر علماء الآثار أن تاريخ مدينة القدس يرجع إلى حوالي ستة آلاف سنة كما أكدت ذلك تلك الحفريات التي قامت عليها المدرستين الفرنسية والبريطانية برئاسة الأب “ديفو” وبانضمام “رويال انتوريا ” برئاسة الدكتور ” توستينج هام ” ومشاركة جامعة “تورنتو ” في كندا عام 1962 م، حيث اعتبرت هذه البعثة أن ما تم التوصل إليه خلال موسم الحفريات من نتائج عن تاريخ مدينة القدس لا تعدو كونها معلومات تعيد صياغة تاريخ القدس، وزيف بطلان النتائج المشوهة التي نشرت في السابق بالاعتماد على ما ورد في التوراة والتي تنادي بقدس ثلاثة آلاف عام العموريون والكنعانيون وفقا للتقديرات التاريخية فان الهجرة الامورية – الكنعانية من الجزيرة العربية قد حدثت قبل سبعة آلاف سنة ،وذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، ولعل أقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم والتي تعتبر أقدم مدينة في العالم وإن تأرجحت تقديرات البداية الزمنية لوجود الكنعانيين فما من خلاف فيه انهم كانوا أول من سكن المنطقة من الشعوب المعروفة تاريخيا، وأول من بنى على ارض فلسطين حضارة حيث ورد في الكتابات العبرية أن الكنعانيين هم سكان البلاد الأصليين، كما ذكر في التوراه أنه الشعب الاموري ولعل الكنعانيون هم أنفسهم العموريون أو ينحدرون منهم ،وكذلك الفينيقيون، فقد كان الكنعانيون والفينيقيون في الأساس شعبا واحدا ، تجمعهما روابط الدين واللغة والحضارة ولكن لم تكن تجمعهما روابط سياسية إلا في حالات درء الخطر الخارجي القادم من الشمال أو الجنوب ووفقا للتوارة فإن كنعان تمتد من اوغاريت ( رأس شمرا ) حتى غزة ، وقد تم العثور على قطعة نقود أثرية كتب عليها ” اللاذقية في كنعان ” وفي تلك الفترة توصل الكنعانيون إلى بناء الصهاريج فوق السطوح، وحفر الإنفاق الطولية تحت الأرض لإيصال المياه داخل القلاع، ومن أهم هذه الأنفاق نفق مدينة “جازر ” التي كانت تقع على بعد 35 كم من القدس وكذلك نفق يبوس ( القدس ) ،حفره اليبوسيون ، وجاءوا بالمياه إلى حصن يبوس من نبع “جيحون ” . اليبوسيون “بناة القدس الأولون ” اليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل، نشأوا في قلب الجزيرة العربية، ثم نزحوا عنها مع من نزح من القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها ، إنهم أول من سكن القدس وأول من بنى فيها لبنة عندما رحل الكنعانيون عن الجزيرة العربية رحلوا جماعات منفصلة وقد حطت هذه الجماعات في أماكن مختلفة من فلسطين فراحت تدعى ( أرض كنعان )، فبعضهم اعتصم بالجبال ، والبعض الأخر بالسهول والوديان ، وقد عاشوا في بداية الأمر متفرقين في أنحاء مختلفة ، حتى المدن التي انشأوها ومنها(يبوس ، وشكيم ، وبيت شان ، ومجدو ، وبيت ايل ، وجيزر ، واشقلون ، وتعنك ، وغزة ) ،وغيرها من المدن التي لا تزال حتى يومنا هذا، بقيت كل مدينة من هذه المدن تعيش مستقلة عن الأخرى ،هكذا كان الكنعانيون في بداية الأمر، ولكن ما لبث أن اتحدوا بحكم الطبيعة وغريزة الدفاع عن النفس ، فكونوا قوة كبيرة ، واستطاعوا بعدئذ أن يغزوا البلاد المجاورة لهم ، فأسسوا كيانا عظيما بقى فترة طويلة كانت يبوس في ذلك العهد حصينة آهلة بالسكان، واشتهرت بزراعة العنب والزيتون كما عرفوا أنواع عديدة من المعادن منها النحاس والبرونز، كما عرفوا أنواع عديدة من الخضار والحيوانات الداجنة، كما عرفوا الخشب واستخدموه في صناعاتهم عن طريق الفينيقيين، كما اشتهروا بصناعة الأسلحة والثياب . لقد أسس الكنعانيون واليبوسيون حضارة كنعانية ذات طابع خاص، ورد ذكــرها في ألواح ( تل العمارنة ) وقد ظهر بينهم ملوك عظماء بنوا القلاع وأنشأوا الحصون وأنشأوا حولها أسواراً من طين، ومن ملوكهم الذين حفظ التاريخ أسماءهم ، (ملكي صادق ) ويعتبر هو أول من بنى يبوس وأسسها ،وكانت له سلطة على من جاوره من الملوك، حيث أطلق بنو قومه عليه لقب (كاهن الرب الأعظم ) كانت يبوس في ذلك العهد ذات أهمية من الناحية التجارية وكانت من أنشط المدن الكنعانية وذلك لأنها واقعة على طرق التجارة ،كما كانت ذات أهمية من الناحية الحربية لأنها مبنية على أربعة تلال وكانت محاطة بسورين وحفر اليبوسيون تحت الأرض نفقا يمكنهم من الوصول إلى “عين روجل ” والتي سميت الآن “عين أم الدرج” كذلك كان فيها واد يعرف بواد الترويين يفصل بين تل أوفل وتل مدريا -عندما خرج بنو إسرائيل من مصر ، ونظروا أرض كنعان ورأوا فيها ما رأوا من خيرات راحوا يغيرون عليها بقصد امتلاكها …… قائلين : أنها هي الأرض التي وعدهم الله بها ، وبذلك أيقن الكنعانيون الخطر القادم فطلبوا العون من مصر ، ذلك لأن بني إسرائيل كانوا كلما احتلوا مدينة خربوها واعملوا السيف فيها ، أما المصريون فقد كانوا يكتفون بالجزية ،فلا يتعرضون لسكان البلاد وعاداتهم ومعتقداتهم ولم يتوان المصريون في مد يد العون إلى الكنعانيين ، فراحوا يدفعوا الأذى عنهم ونجحوا في صد الغارات والكنعانيين ضد العبريين ومن الجدير ذكره أن هناك بين ألواح تل العمارنة التي وجدت في هيكل الكرنك بصعيد مصر لوح يستدل منه على أن (عبد حيبا ) أحد رجال السلطة المحلية في أورسالم أرسل (1550 ق. م) إلى فرعون مصر تحتمس الأول رسالة طلب إليه أن يحميه من شر قوم دعاهم في رسالته ب ( الخبيري ) أو ( الحبيري) ciqhpc7bصضucs5 بنو إسرائيل في عهد الفرعون المصري ( رعمسيس الثاني ) وولده “مرن بتاح” ، خرج بنو إسرائيل من مصر وكان ذلك عام (1350 ق . م ) ،لقد اجتازوا بقيادة زعيمهم “موسى ” صحراء سيناء حاولوا في بادئ الأمر دخول فلسطين من ناحيتها الجنوبية ، فوجدوا فيها قوما جبارين فرجعوا إلى موسى وقالوا له اذهب” أنت وربك فقاتلا ، أنا هاهنا قاعدون ” وبعدها حكم عليهم الرب بالتيه في صحراء سيناء أربعين عاما وبعدها توفي موسى ودفن في واد قريب من بيت فغور، ولم يعرف إنسان قبره إلى الآن لقد تولى “يوشع بن نون “قيادة بني إسرائيل بعد موسى ( وهو أحد الذين أرسلهم موسى لعبور فلسطين )، فعبر بهم نهر الأردن (1189 ق .م ) على رأس أربعة أسباط هي : راشيل افرايم، منسه ، بنيامين ، واحتل أريحا بعد حصار دام ستة أيام فأعملوا فيها السيف وارتكبوا أبشع المذابح، ولم ينج لا رجل ولا امرأة ولا شيخ ولا طفل ولا حتى البهائم ……. ثم احرقوا المدينة بالنار مع كل مافيها ، بعد أن نهبوا البلاد وبعدها تمكنوا من احتلال بعض المدن الكنعانية الأخرى حيث لقيت هذه المدن أيضا ما لقيته سابقتها و بعد أن سمع الكنعانيون نبأ خروج بني إسرائيل من مصر هبوا لاعداد العدة ،حيث عقد ملك اورسالم (أدوني صادق) حلفاً مع الملوك المجاورين له وكان عددهم واحدا وثلاثين مكونين جيشا مجهزا قويا ، ولذلك لم يتمكن يشوع من إخضاع الكنعانيين ومات دون ان يتمكن من احتلال ( أورسالم ) لأنها كانت محصنة تحصينا تاما وكانت تحيط بها أسوار منيعة ولقد مات يشوع بعد أن حكم سبعا وعشرين سنة بعد موت موسى، وبعده تولى قيادة بني إسرائيل (يهودا ) و أخوه ( شمعون ) .حيث غزا بنو إسرائيل في عهدهما الكنعانيين مرة أخرى وحاولوا إخضاعهم ورغم أن الكنعانيين خسروا ما يقارب عشرة آلاف رجل في هذه المعركة إلا أن بني إسرائيل أرغموا على مغادرة المدينة عهد القضاة عاش بنو إسرائيل على الفوضى والضلال طيلة حكم القضاة وعددهم أربعة عشر، وكان تاريخهم عبارة عن مشاغبات وانقسامات ، حيث ارتد الكثير من الإسرائيليين إلى ديانات الكنعانيين وعبادة أوثانهم “كبعل ” و” عشتروت ” ،هذا بالإضافة إلى الانقسامات والانقلابات الداخلية التي دبت في صفوفهم فكانوا يلتفون حول القائد الذي يتولى قيادة أمورهم سنة ، ثم ينقلبون عليه ويعصون أوامره سنين ، وخلال هذه الفوضى لم يذوقوا طعم الحرية والاستقلال أبدا ،إذ حاربهم الكنعانيون وقضوا مضاجعهم أجيالا طويلة ،ومن ثم حاربهم المؤابيون ،والحقوا بهم الذل والهوان ، ثم حاربهم المديانيون والعمونيون والفلسطينيون حيث كانت حروبهم مع الفلسطينيين أشد ضراوة و أبعدها أثرا ،الأمر الذي أدى إلى انتحار ” شاؤول ” ملك العبرانيين سنة ( 1095 ق. م) ويذكر لنا التاريخ أن المدن ( الكنعانية – الفلسطينية) التي عجز العبرانيون عن فتحها كانت ذات حضارة قديمة، حيث كانت المنازل مشيدة بإتقان، فيها الكثير من أسباب الراحة والرفاهية وكانت مدنهم تشتهر بحركة تجارية وصناعية نشطة وكانت هذه المدن على علم ومعرفة بالكتابة، ولها ديانة كما لها حكومة سياسية أيضا ، لقد اقتبس أولئك العبرانيون السذج من مواطني المدن الكنعانية حضارة لانهم لم يستطيعوا أن يعيشوا بمعزل عن أهل هذه المدن التي عجزوا عن فتحها وقد أحدث هذا الامتزاج تغيرات جوهرية في حياة العبرانيين ،فترك بعضهم سكنى الخيام وشرعوا يبنون بيوتا كبيوت الكنعانيين، وخلعوا عنهم الجلود التي كانوا يلبسونها وهم في البادية ،ولبسوا عوضا عنها الثياب الكنعانية . هذا حال العبرانيين الذين أقاموا في الشمال الخصيب ، أما أولئك الذين أقاموا في الجنوب من فلسطين فقد حافضوا على أسلوب معيشتهم البدوية القديمة ومن الجدير ذكره في تاريخ بني إسرائيل في تلك الحقبة أن منازعات داخلية كبيرة نشبت بين شاؤول وداود وبين أسرتيهما ، أما داود فقد حالف الفلسطينيين وعقد معهم حلفا والآخر أراد أن يحصل على استقلاله بالقوة ، الأمر الذي عصى عليه ومات مقهورا ويدعي بعض اليهود أن المسجد الأقصى قد أقيم على أنقاض الهيكل الذي بناه سليمان بعدما أصبح ملكا علي بني اسرائيل بعد موت ابيه داوود غير أن هذا ليس صحيحا ، فحتى هذه اللحظة لم يكتشف أي اثر يدل على بناء الهيكل في هذا المكان أو في منطقة القدس ، وحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يحدد مكان مدينة داود فكيف لليهود أن يتحدثوا عن الهيكل – ونذكر هنا ان مدينة القدس تعرضت لغزوات عديده كان اولها من قبل الكلدانيين، حيث قام “نبوخد نصر” بسبي بعض اليهود المقيمين في اطراف المدن الكنعانية لرفضهم دفع الجزية فيما عرف بالسبي البابلي الاول وتلاه غزو اخر عرف بالسبي البابلي الثاني بسبب انضمام بعض اليهود الرعاع الي جملة المدن الثائرة علي بابل عام 586 قبل الميلاد، واقتاد عددا منهم اسرى الي بابل. حيث تلا ذلك الغزو الفارسي للمدينة سنة (539-538ق.م) ومن ثم تعرضت المدينه للغزو اليوناني عندما دخل الاسكندر المقدوني الكبير فلسطين سنة 332 ق.م. وبعد ذلك دخلت الجيوش الرومانية القدس سنة 63 ق.م على يد “بوبي بومبيوس ” الذي عمل على تدميرها بعد أن تم دمج الأطراف الشرقية للبحر الأبيض المتوسط في الإمبراطورية الرومانية وفي هذه الأثناء عهد “بومبي ” سورية إلى أحد الموظفين الرومان البارزين وهو “غابينيوس” (57-55 ق.م ) والذي عمل على فرض ضرائب باهضة على السكان وتقسيم الدولة إلى خمسة أقاليم يحكم كل منهما مجلس ، و أعاد “نما بينيوس ” بناء عدد من المدن اليونانية -السورية التي كان المكابيون قد هدموها مثل السامرة وبيسان وغزة في تلك الفترة شهدت روما حروبا أهلية ،ودب الاضطراب في الدولة الرومانية كلها، مما أدى إلى انتقال هذه الاضطرابات إلى سورية ،و أثناء تقسيم العالم الروماني من قبل الحكومة الثلاثية ،أصبحت سورية ومصر والشرق تحت سلطة ” انطونيو ” المعروف بعلاقاته مع “كليوباترا ” ملكة مصر وفي هذه الأثناء أهمل “انطونيو “الأسرة الكابية ،ووضع مكانها الأسرة الهيرودية، وقد برز من هذه الأسرة “هيرودوس الكبير ” عام 37ق.م الذي أخذ “أورشليم ” ووطد سلطته عليها وبقى على الحكم ما يقارب الثلاثة وثلاثين عاما بدعم من روما . وكان “لهيرودس الكبير ” فضل إعادة تعمير مدينة القدس وبناء بعض المرافق العامة . وتوفي هيرودس في عام 4 ق.م ، بعد نحو سنتين من ميلاد المسيح . images ظهور المسيحية لقد أدى اعتناق “الإمبراطور قسطنطين” المسيحية في القرن الرابع الميلادي إلى تغيير جذري في تاريخ المدينة حيث أصدر قسطنطين سنة 313 م مرسوما يقضي بمنح المسيحيين حرية العبادة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية ، وأصبحت أورشليم مقدسة عند المسيحيين إذ حج إليها السيد المسيح منذ صباه لقد اهتم قسطنطين بالمسيحيين والديانة الجديدة وكذلك استطاعت أمه الإمبراطورة “هيلانة” هي والمطران “مكاريوس ” أن تقيم من الأمكنة التي ارتادها المسيح ،وان تقيم كنيسة القيامة وأصبح لأورشليم أهمية منذ ذلك التاريخ فسعى إليها الحجيج من كل مكان وكثرة الكنائس ولا سيما في عهد الإمبراطورة “ايودكا “441-460 م وأصبحت الامبراطورية الرومانية تدين بالمسيحية ، إلا أن تغييرا حدث بعد مرور حوالي ربع قرن من الزمن على وفاة قسطنطين وهو تولي الإمبراطور “جوليان ” العرش الروماني سنة 361 م ، وقد سمي بالمرتد لانحرافه عن المسيحية ورجوعه إلى الوثنية ولكنه قتل في حملته على بلاد الفرس في حزيران 363 م وبموت جوليان تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربي وشرقي وكانت فلسطين من القسم الشرقي البيزنطي لقد شهدت فلسطين بهذا التقسيم فترة استقرار دامت أكثر من مائتي عام، الأمر الذي ساعد على نمو وازدهار البلاد اقتصادياً وتجاريا وكذلك عمرانيا ، مما ساعد في ذلك مواسم الحج إلى الأماكن المقدسة، ولم تستمر هذه الفترة من الاستقرار ففي سنة 611 م دخل ملك الفرس “كسرى الثاني ” (ابرويز ) في الفترة (590-638 م ) على سوريا، وامتدت الفتوحات حتى تم احتلال القدس في 614 م ، فدمر الكنائس والأماكن المقدسة ولا سيما كنيسة “القبر المقدس “ويذكر أن من تبقى من اليهود انضموا إلى الفرس في حملتهم هذه رغبة منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد ولم يدم ذلك طويلا، فقد أعاد الإمبراطور “هرقل ” فتح فلسطين سنة 628 م ولحق بالفرس إلى بلادهم حيث استرجع الصليب المقدس ثم جاء الفتح العربي الإسلامي ليفتح المدينة، وكان ذلك في معركة اليرموك سنة 636 م ، وتبعتها الفتوحات العربية images الفتح الإسلامي لقد شكلت فلسطين والقدس خط الدفاع الأول عن الإسلام وبلاد المسلمين لقد استمدت المدينة أهميتها الدينية عند المسلمين، ليس لأنها ذات أصول عربية كنعانية فحسب بل لأنها مهد الرسالات أيضا فمنها عرج رسول الله “محمد” صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع و تكلم إلى ربه، وتم فرض الصلوات على المسلمين ثم العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ومنها إلى مكة المكرمة فلم يختر الله سبحانه وتعالى بيت المقدس مكانا لإسراء نبيه عبثا ولكنها مشيئة إلهية سماوية رسمت منذ ذلك التاريخ وإلى الأبد علاقة ملايين المسلمين بهذه البقعة المقدسة من الأرض وهي بالنسبة لهم من أقدس المقدسات، وهي المكان الذي يحجون إليه، فهو قبلتهم الأولى وثالث الحرمين الشريفين بعد الكعبة المشرفة ومسجد النبي في المدينة المنورة لقد بدأ رسول الله ” محمد ” صلى الله عليه وسلم بعد الجهر بالدعوة الإسلامية وانتشارها بتوجيه أنظار المسلمين وقلوبهم إلى مدينة القدس، مدركا أهميتها الدينية والروحانية لدى المسلمين ، فبعث في جمادى الأول سنة ثمان للهجرة أول قوة إسلامية إلى بلاد الشام، وجعل على راس هذه القوة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف مقاتل “زيد بن حارثة ” سارت القوة إلى بلاد الشام للاشتباك بجيوش الروم، حيث علم المسلمون أن “هرقل “قد حشد في مؤاب بأرض كنعان مائة ألف من الروم وانضم إليهم مثل هذا العدد من القبائل العربية المجاورة فدب التوتر في نفوس قوة المسلمين وفكروا في أن يطلبوا النجدة من “محمد” إلا أنهم آثروا على الاشتباك بجيوش الروم إما النصر أو الشهادة في سبيل الله والجنة فزحف المسلمون إلى الشمال حتى قابلتهم جموع الروم في مؤتة بالقرب من مدينة الكرك في الأردن ودارت رحى المعركة غير المتكافئة وما لبث أن انسحب جيش المسلمين لإنقاذ القوة من فناء أكيد، لقد كانت هذه الحادثة بمثابة الاختبار الأول للمسلمين و ارادتهم الشجاعة في تحرير بيت المقدس واستعدادهم التام للتضحية والفداء من أجل القدس لقد أمر الرسول الكريم بتجهيز جيش يقوده ” أسامة بن زيد ” للانتقام لشهداء مؤتة، وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى وجيش أسامة يتأهب للسير شمالا، فأمر الخليفة أبو بكر الصديق أن يواصل جيش أسامه سيره ويحقق المهمة التي كلفه بها رسول الله ،واشتبك جيش أسامه مع القبائل العربية التي ساندت جيش الروم ضد قوة المسلمين و لقنوها درسا وعادوا إلى المدينة المنورة فبعد أن انتهى الخليفة “أبو بكر الصديق ” من حروب الردة وتدعيم أركان المسلمين بعد وفاة الرسول، أعد جيشا لغزو بلاد الشام وتحرير بيت المقدس، وقدر عدد الجيش بأربعة وعشرين ألفا من جنود المسلمين الأشداء، وزحف جيش المسلمين شمالا وحارب الروم في معارك جانبية إلى أن وصل مشارف دمشق في “حوران “ أما الروم فقد تجمعوا استعداداً للمعركة الحاسمة في وادي اليرموك الفاصل بين سورية والأردن بعدد يقدر عشرة أضعاف جيش المسلمين، ومن ناحية أخرى قدم خالد بن الوليد على رأس جيش مجهز مددا لجيش المسلمين وتوحد الجيش بقيادة “خالد بن الوليد ” ودارت المعركة الفاصلة وكان النصر حليف المسلمين في اليرموك، وبعد ذلك اتجه جيش المسلمين إلى دمشق حيث حاصرها وتم لهم فتحها وقد هزم الروم شر هزيمة في بلاد الشام الفتح العمري images وبعد أن فرغوا من بلاد الشام وجهوا جزءاً من قواتهم إلى فلسطين وفتحوا مناطق عديدة منها وحاصروا إيلياء زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، واستمات الروم في الدفاع عن بيت المقدس، بيد أن الدين الجديد وما يزرعه في نفوس قواته قد انتصر على عناد الروم ودب الضعف في نفوسهم، ولما اشتد الحصار لبيت المقدس 636 م ظهر البطريرك “صفرونيوس” من فوق أسوار المدينة وقال لهم : إنا نريد أن نسلم لكن بشرط أن يكون ذلك لأميركم فقدموا له أمير الجيش فقال: لا ، إنما نريد الأمير الأكبر أمير المؤمنين، فكتب أمير الجيش إلى عمر بن الخطاب فخرج عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس ولما أطل على مشارفها وجد المسلمين في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق وعلى رأسهم البطريرك “صفرونيوس ” وقد كان عمر على راحلة واحدة ومعه غلامه ، فظهر لهم وهو آخذ بمقود الراحلة وغلامه فوقها وكان عمر اشترط على غلامه أن يسير كل منهما نفس المسافة يركب واحد والآخر يسير على الأقدام بالتساوي، فعندما وصلا كان دور الغلام وعمر بن الخطاب يأخذ بمقود الراحلة فبينما رأوه كذلك خروا له ساجدين فأشاح الغلام عليهم بعصاه من فوق رحلته وصاح فيهم ” ويحكم ارفعوا روؤسكم لا ينبغي السجود إلا لله، فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك “صفرونيوس “ناحية وبكى، فتأثر عمر وأقبل عليه يواسيه قائلا :” لا تحزن هون عليك ، فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك ” فقال صفر ونيوس اظننتني لضياع الملك بكيت ؟ والله ما لهذا بكيت ، أنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية ترق ولا تنقطع ….فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ، وكنت حسبتها دولة فاتحين ثم تنقرض مع السنين وتسلم ابن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك ” صفر ونيوس ” وخطب في تلك الجموع قائلا : ” يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا . ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، و أدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال ” مكانك صل ” فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا . وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى ، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا وهو قائم إلى يومنا هذا . نص العهد الذي أعطاه الإسلام للقدس index 258elbared الحروب الصليبية استطاع الصليبيون في نهاية القرن الحادي عشر ، الإفادة من الانقسامات التي تعرض لها العالم الإسلامي الفترة التي دبت بين الشيعة والسنة في تلك الفترة، والعرب والترك في تلك الفترة، حتى أن الوزير الفاطمي الأفضل أرسل إلى الصليبيين سفارة عام 1098 م يعرض فيها محالفتهم ضد الأتراك السلاجقة عقد الصليبيون العزم على أن يسيروا إلى بيت المقدس وذلك بعد الاستيلاء على انطاكية وتقدمت القوات الصليبية في 7 يونيه 1099م وحوصرت المدينة المقدسة من جميع الاتجاهات وقد كانت المدينة مزودة بكميات كبيرة من المؤن والماء والأسلحة التي فاقت أسلحة الصليبيين ، كما دعمت الأبراج بالقطن والدريس لتصمد أمام قذائف منجنيقات العدو ، وصمدت القوات الإسلامية في المدينة وتعرض الصليبيون إلى هجمات المسلمين ونفذت مؤنهم وعانوا كثيراً من حرارة الشمس، وفشل الصليبيون في هجومهم الأول على المدينة. وحينما وصلت إليهم إمدادات جديدة وعتاد وعدة ،عاودوا الهجوم لقد بلغ عدد قوات الصليبيين المحاصرة للمدينة 12ألفا من الراجلة، و1300 من الفرسان بالإضافة إلى معاونة حجاج مسيحيين لهم، وفي ليلة 14 يوليو 1099 م استطاع الصليبيون دخول المدينة خلال الأسوار عبر أبراج صنعت خصيصا لذلك ودمر الصليبيون ما شاء لهم أن يدمروا ،ونهبوا الكثير، كما نهبوا بعض المعادن النفيسة التي كانت على المقدسات ولا سيما قبة الصخرة، وانطلق الصليبيون في شوارع المدينة والى المنازل والمساجد يذبحون كل من صادفهم من الرجال والنساء والأطفال ،وهكذا استطاع المسيحيون الاستيلاء على بيت المقدس منذ ذلك التاريخ أصبحت قضية تحرير القدس التي ترمز إلى تحرير فلسطين هي القضية الأولى الأساسية على المستويين السياسي والديني لدى العرب والمسلمين في غضون ذلك وصلت سفارة مصرية إلى بيت المقدس وطلبت من الصليبيين الرحيل من البلاد ، وتقدم ” الوزير الأفضل ” وزير مصر نحو فلسطين فوصل عسقلان في 4 أغسطس ، وخرج “جودفري ” بجيشه من بيت المقدس لمواجهة جيوش المصريين في 9 أغسطس 1099 واحتشد الجيش الصليبي في سهل المجدل ( شمالي عسقلان ) حيث يعسكر الوزير الأفضل وفوجئ الأفضل بتلك الجموع وولى الأدبار إلى مصر بحرا ، وبذلك اصبح نصر الصليبيين لبيت المقدس مؤكدا ، ولم يلبث أن استولى الصليبيون على الجليل وطبريا وحيفا وقيسارية وغيرها وعلى أثر ذلك أصبح “جودفري دي بويون ” هو الحاكم الذي منح لقب المدافع عن كنيسة القيامة وفي 11 نوفمبر عام 1100 م اصبح “بلدوين الأول ” على رأس مملكة الصليبيين في بيت المقدس ، وقد استمرت هذه المملكة 87 سنة ولم يسمح للمسلمين ولا غيرهم بالإقامة داخل المدينة لقد شعر الصليبيون في تلك الفترة بأنه بتوجب عليهم التخلص من الثقافة العربية في المنطقة وجعل تلك البقعة من الوطن العربي لاتينية، وكذلك القضاء على الأرثوذكسية التي كانت منتشرة فيها وقيل أيضا بأن الهدف الرئيسي لغزو الصليبيين كان تجارياً، حيث ساد نظام الإقطاع في الإدارة فكانت الأرض كلها للفرسان el-kods-zaman-13 المماليك وفي وسط الغمام الذي مر بالأمة الإسلامية ،ظهر “عماد الدين زنكي” فوحد قوى المسلمين في العراق والشام ، ولكن لم يعمر طويلا إذ قتله أحد صبيانه عام 1146 . وظهر بعد ذلك ولده البكر “نور الدين محمود” الذي حمل رسالة أبيه في حرصه على مصالح المسلمين حيث عمل على تنظيم صفوف المسلمين، كما استولى على دمشق ،الأمر الذي ساعد على توحيد البلاد، ثم امتد نفوذ نور الدين إلى مصر ، وولى صلاح الدين الوزارة الفاطمية في الحادية والثلاثين من عمره كان لنجاح “نور الدين” في ضم مصر حاضرة الدولة الإسلامية أثره في قلق الصليبيين، فقد أصبحت قواتهم في بيت المقدس محاطة من الشمال الشرقي والجنوب الغربي . حتى أن “عموري الأول ” ملك بيت المقدس أرسل سفارة إلى أوروبا يطلب النجدة وكذلك إلى الدولة البيزنطية وعندما قامت الدولة الأيوبية في مصر على أنقاض الضعف والتحلل الذي أصاب الخلافة الفاطمية ، دبت الحياة والقوة كذلك في الجهة الغربية من جبهات المعركة ، وكان لإلتحام الجبهات وتوحيدها شرطا ضروريا ، حتى يتم محاصرة الكيان الصليبي الغريب الذي زرع في الجسد العربي الواحد ،وكانت هذه هي المهمة التي قام بها وقاد معاركها البطل العربي صلاح الدين الأيوبي وفي العام التالي لقيام الدولة الأيوبية ،بدأ صلاح الدين الزحف على جنوب فلسطين وكان حصن “الكرك ” الصليبي بجنوب فلسطين، يحكمه “ريجنالد” وهو من أقوى وأشرس أمراء الصليبيين وقد تعرض هذا الحصن المنيع لأربع غزوات من قبل صلاح الدين ، و أثناء الاستيلاء على القلعة في المعركة كان الأسطول المصري قد حقق انتصارا بحريا ضد الأسطول الصليبي في البحر الأحمر سنة 1182م الذي أجهض محاولة الصليبيين لتدمير الأماكن الإسلامية المقدسة في أرض الحجاز وعندما غدر الصليبيون المسيطرون على حصن الكرك بالهدنة المعقودة بينهم وبين صلاح الدين أغاروا على القوافل العربية، وجاهروا بالاستعداد للزحف على مقدسات المسلمين في الحجاز، و كانت تلك اللحظات بمثابة الفرصة السانحة والمنظورة لاجتثاث الصليبيين من القدس، حيث شرع في السير نحو المعركة الفاصلة والهامة عبر التاريخ وهي معركة “حطين ” معركة تحرير القدس. كانت القوة الصليبية قد لبثت حينا من الزمن وهي تحجم عن لقاء صلاح الدين في معركة فاصلة ، ولما أيقنوا بأن صلاح الدين لن يترك القدس في أيديهم بدأوا في توحيد صفوفهم وتجميع فرقتهم فدعوا لاجتماع يتم التشاور فيه، حضروه و تناقشوا على ظهور الخيل حيث قال”ريموند ” أمير طرابلس ، أن الخروج خارج القدس للقاء صلاح الدين خطأ كبير بل يجب التمركز داخل الأسوار للدفاع عن المدينة، ولكن رأى الأغلبية منهم أنه خير وسيلة للدفاع الهجوم وخرجوا إلى طبريا من أجل لقاء “صلاح الدين ” هناك وعندما وصل جيش الصليبيين طبريا وعددهم 63 ألفاً من الفرسان وقفوا أمام جيش صلاح الدين ، رتب الصليبيون جيشهم في ثلاثة خطوط متراصة خلف بعضها وفي مقدمتها أمير طرابلس ومن خلفه جمهور عظيم يحيط بالصليب الخشبي الذي صلب عليه جسد المسيح، لكي يثير حماسهم ، ومن خلف هذا الصف يقف ملك أورشليم ومعه فرسان المعبد وجمهور من المتطوعين الذين جاءوا من أوروبا وبالمقابل كان معسكر “صلاح الدين ” الذي شهد تنقلات القائد حيث لم يغف له جفن، يطمئن على المؤن والتسليح وكذلك على جدول الماء الذي أصبح في حوزة العرب والذي حرم الصليبيون من الاستفادة منه كما بات يذكر الجنود بالمدينة الأسيرة ويثير فيهم الحماس وفي يوم 1 تموز سنة 1187 م في ليلة الجمعة ، التحم الجيشان ودارت رحى المعركة حيث كان لجيش صلاح الدين قوة و إرادة وعناد واستبسال في القتال لم يعهد من قبل وبالمقابل أصاب العطش جيوش الصليبيين ،كما أصابتهم حرارة شمس تموز ، وحرارة النيران التي أشعلها العرب في الغابات وفي يوم السبت 3 تموز ، ثالث أيام المعركة، بدا جلياً أن الحرب تحسم لصالح جيش المسلمين حيث انسحبت جموع الصليبيين إلى جبل “حطين ” لتتخذ منه ظهرا في الدفاع والهجوم ، ولكن جيش المسلمين كان في أثرهم ،حتى نزل” صلاح الدين ” من فوق حصانه ساجدا لله مقبلا للأرض” شكرا لله على هذا النصر” حيث كان ذلك إيذانا بحسم المعركة لصالح المسلمين حيث تم قتل 30 ألفا وآسر ما يقارب الثلاثين ألفا أيضا من أصل 63 ألفا وفي اليوم التالي: الأحد 4 تموز استولى العرب على طبريا ومن ثم فتحوا عكا حيث جابوا كافة المدن والقرى الفلسطينية وصولا لاسوار المدينة المقدسة يوم الأحد 20 أيلول 1187 م ، وأحاط بالجانب الغربي من أسوارها، وعسكر في نفس المكان الذي فتحها منه الصليبيون عام 1099 م ومكث عدة أيام في دراسة أحوال المدينة من النواحي العسكرية تخللتها بعض المناوشات المتبادلة بين الطرفين حيث قرر الانتقال إلى جانب المدينة الشمالي . في يوم الجمعة 25 أيلول بعد خمسة أيام من بدء الحصار بعث “صلاح الدين” إلى الصليبين رسولا يقول لهم على لسانه ” إنني مثلكم أقدس هذه المدينة واعرف إنها بيت الله وأنا لم آت إلى هنا كي أدنس قداستها بسفك الدماء فإذا سلمتموها لي فإنني اخصص لكم قسما من خزائني أمنحكم من الأرض بمقدار ما تستطيعون القيام به من أعمال ” وانتظر الرد ولكن الصليبيين كانوا قد جمعوا ستين ألفا من الفرسان وعقدوا اجتماع مشورتهم وجاء ردهم إلى “صلاح الدين” بالتالي :” إننا لا نقدر أن نسلمك مدينة قد مات فيها إلهنا بالجسد وبأكثر من ذلك نحن لا نقدر أن نبيعها “ بعد هذا الرد لم يكن أمام صلاح الدين سوى القتال حيث أمر بنصب المنجنيقات على المرتفعات وأعد العدة للحرب واختار الصليبيون لقيادتهم في هذه المعركة الفاصلة القائــد ” باليان ده ايبالين ” أحد القلائل الذين تمكنوا من الهرب في معركة حطين وأخذوا بجمع سبائك الذهب والفضة ، ونزع زينة الكنائس وضرب عملة لتعينهم على أمور القتال وبدأت المناوشات بين الجانبين، حيث أوشك المسلمون على اقتحام أسوار المدينة واكتسحوا الخنادق والتحصينات وعم الفزع السكان اللاتين، حيث ألقيت الأسلحة، وتم التضرع والبكاء ، حيث عقد الصليبيون مجلس شورى وقرروا طلب الأمان من صلاح الدين نظير التسليم، فرد صلاح الدين ذلك العرض، وقال لهم : كما أخذتم هذه المدينة بالسيف فلابد أن استردها بالسيف وسوف أبيد الرجال واستولى على الأموال. ولكنهم ألحوا ثانية في طلب الأمان وإزاء رفض “صلاح الدين ” لذلك كشفوا عن مخطط كانوا قد اتفقوا عليه ، حيث قال “باليان ” المبعوث الصليبي للسلطان صلاح الدين ، إننا إذ يئسنا من النجاة من سيوف جندك فإننا سنهدم المعبد والقصر المملوكي، وننقض حجارتها حتى الاساسات وسنحرق الأمتعة والكنوز والأموال في خزائن المدينة، كما سنهدم جامع عمر وقبة الصخرة ،اللذين هما موضوع ديانتك، وسنقتل ما لدينا من أسرى في سجون المدينة، منذ سنوات وعددهم خمسة آلاف رجل وسنذبح نسائنا وأولادنا بأيدينا حتى لا يقعوا في أسركم وبعد أن تصبح المدينة رديما ومدفنا واسعا سنخرج للقتال قتال اليأس من الحياة ونحن ستون ألف مقاتل لن يفنى أحدا منا حتى يقتل واحدا من جنودك … فامنحنا الأمان نسلمك المدينة دون أن يمسها أحد من الطرفين بسوء ؟! شهدت خيمة “صلاح الدين ” مجالسا للمشورة ضمت الأمراء والقواد، ومنعا لسفك الدماء التي تحرك المزيد من الأحقاد ،ثم الاتفاق على أن تسلم المدينة مقابل أن يرحل منه كل اللاتين غير العرب الذين استوطنوها بعد الغزو الصليبي، وأن يكون رحيلهم في غضون أربعة أيام وان يكون لهم جميع ما يملكون من نفائس وأموال وذلك في نظير فدية قدرها عشرة دنانير للرجل وخمسة للمرأة ودينار واحد لكل طفل ” وفي يوم الجمعة 3 تشرين أول سنة 1187 م الذي يوافق ذكرى الإسراء والمعراج، تم التوقيع على نسختي المعاهدة بالتسليم، ودخل العرب المسلمون المدينة المقدسة انشغل اللاتين والصليبيون بجمع المال والمتاع استعدادا للرحيل ، وفي يوم الاثنين 5 تشرين أول أغلقت جميع أبواب المدينة و أقيم لصلاح الدين عرش عند هذا الباب كي تمر من بين يديه جموع الخارجين وبهذا بدا حكم صلاح الدين وأحفاده للقدس جيلا وراء جيل ، حتى جاء المماليك المسلمون وحكموا القدس في 1489م وفي هذه الفترة انتشر الطاعون في القدس ،وبقى أربعة شهور، حتى كان يموت بسببه ما يقارب مائة شخص يوميا ،وقد أتى هذا المرض على القلة القليلة من اليهود والتي كانت موجودة في القدس وكانت هذه هي نهاية مرحلة عظيمة من المتاعب والأحداث الهامة في القدس إلى ما بعد انتهاء الحكم العثماني . images القدس تحت حكم العثمانيين 1516-1831م بعد الانتصار الحاسم الذي حققه السلطان سليم الأول في مرج دابق “شمال سوريا”في أغسطس 1516 م دخل العثمانيون القدس بتاريخ 28ديسمبر 1516 (الرابع من ذي الحجة 922هـ)وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان بزيارة خاصة للمدينة المقدسة حيث خرج العلماء والشيوخ لملاقاة “سليم شاه” وسلموه مفاتيح المسجد وقبة الصخرة. ومن ثم قدم السلطان الهدايا لاعيان البلد جميعا أعفاهم من الضرائب الباهظة وثبتهم في وظائفهم. وفي فترة حكم سليمان (1520-1566) نعمت القدس بازهى أيامها بدون اسوار، حيث كان سلاطين بني عثمان يكنون احتراما خاصا للقدس بوصفها ثالثه المدن المقدسة في الإسلام، وفي هذه الفترة بدأ التعمير بترميم شامل لقبة الصخرة بإيعاز من السلطان سليمان ومن جهة أخرى تم ترميم وبناء سور المدينة العظيم الموجود حتى الآن ، حيث بقيت المدينة بدون أسوار لمدة تتجاوز الثلاثمائة عام منذ دمر الملك “عيسى الأيوبي ” أسوارها سنة 1219 . وبلغ طول السور حوالي ثلاثة كيلومترات ومعدل ارتفاعه 12متراً، ويبلغ عدد أبراج السور في الوقت الحاضر 34 برجا وله سبعة أبواب مفتوحة تحمل ستة منها نقوشا تسجل تاريخ بنائها وأربعة أخرى مغلقة . لقد استمر بناء السور خمس سنوات (1536-1540) واقتضى نفقات طائلة حيث كان هدف بناء وترميم السور يتمثل في حماية المدينة من الغزو الأجنبي وكذلك من غارات الغربان . ومن جهة أخرى أولى السلطان مشكلة المياه المزمنة عناية كبرى فخصصت مبالغ كبيرة من المال لبناء المنشآت المائية و إصلاحها وصيانتها كالقنوات والبرك والأسيلة والحمامات. وفي أواسط القرن السادس عشر أقيمت في القدس مؤسسة مهمة هي تكية أو عمارة (رباط ومطبخ ) خاصكي سلطان ، وقد أنشأتها (خاصكي سلطان ) زوجة سليمان وهي روسية الأصل سنة 1551 وسرعان ما أصبحت من أهم المؤسسات الخيرية في فلسطين وكانت التكية مجمعا بنائيا ضخما يضم مسجدا وخانا ورباطا ومدرسة ومطبخا وكان المطبخ يقدم يوميا مئات الوجبات إلى ضيوف الرباط والصوفية والطلبة والفقراء بشكل عام . ومن الجدير ذكره أن مدينة القدس ورثت من زمن الأيوبيين والمماليك عددا كبيرا من الأوقاف الإسلامية والمرافق العامة ، حيث لقيت هذه الأوقاف الرعاية في الفترة العثمانية وازداد عددها ، حيث كان لهذا الوقف الإسلامي دور كبير في حياة القدس الاقتصادية فقد وجد وظائف لمئات الأشخاص وزود مئات المنتفعين بدخل ثابت كما أنه عمل على إنعاش كافة فروع الاقتصاد . منذ بداية الفتح العثماني كانت القدس تتبع ولاية دمشق وهي إحدى ثلاث ولايات تألفت منها بلاد الشام في ذلك الوقت، وقد قسمت كل ولاية إلى عدد من السناجق ، وكان للقدس سنجقها الخاص الذي ضم الخليل والقرى المجاورة .وكان على رأس الإدارة حاكم اللواء (سنجق بك أو أمير لوا ) وكان هذا المنصب مقصورا على الأتراك العثمانيين تقريبا وكان الحاكم رجلا عسكريا تمثلت واجباته الرئيسية في قيادة القوا ت المسلحة في السنجق أثناء الحرب والمحافظة على النظام العام والإشراف على الإقطاعيات العسكرية وجباية الضرائب . كان للحاكم نائب يدعى الكيخيا وكاتب يدعى يازجي ويتبعه عدد من التراجمة وكان الفرسان الإقطاعيون -السباهية -تحت إمرة الميرالاي أما قوات الشرطة فكان يرأسها (السوباشي ) وكان للقلعة قائد خاص يدعى “دزدار ” يرتبط مباشرة بالحكومة المركزية ، وتألفت حاميتها من السباهية وغيرهم من الجنود ، إلا أن قوامها الرئيس هم الانكشارية الذين كان يرأسهم “أغا ” . أما الحكم الإداري “المدني ” فكان على رأسه القاضي وكان عادة ما يكون تركيا يعين من استنبول لمدة سنة واحدة ، وكان منصب القاضي مقصورا على الأحناف (فالمذهب الحنفي كان المذهب الرسمي للدولة العثمانية ) وكان قاضي القدس من القضاة الكبار في الدولة . والى جانب القاضي كان هناك ثلاث شخصيات دينية واجتماعية بارزة في القدس هي المفتي ونقيب الإشراف وشيخ الحرم، وكان هؤلاء الثلاثة من المقادسة الذين يعينهم السلطان . فيما يتعلق بالحياة الاقتصادية في بداية فترة حكم العثمانيين: تدل سجلات المحكمة الشرعية إلى وجود خمسة فروع رئيسية من الصناع في مدينة القدس وهي 1. الصناعات الغذائية وتتمثل في ( استخراج الزيوت وطحن الحبوب وعصر الفواكه . 2. صناعات النسيج والصباغة. 3. الصناعات الجلدية . 4. صناعة الصابون . 5. الصناعات المعدنية( الحديدية ، والنحاسية ) . و تخللت هذه الفترة حركة تجارية نشطة تمثلت في تصدير الصابون إلى مصر عبر ميناء غزة ، والحبوب إلى مصر ويوغسلافيا ( دوبرو فنيك)، أما المستوردات الرئيسية فكانت الأرز والمنسوجات من مصر ، والملابس والقهوة من دمشق ، وكذلك بعض المنسوجات من استنبول والصين والحجاز والعراق . حيث كانت النشاطات الاقتصادية خاضعة لنظام ضرائبي وشملت . – الأراضي الزراعية . – المواشي – ضرائب البيع – الصناعات إضافة إلى ضرائب كانت تجبى من المسيحيين واليهود (أهل الذمة ) وهي عبارة عن الجزية التي كانت تفرض على البالغين الذكور الأصحاء منهم وكانت أدنى فئات الجزية بالإضافة إلى رسوم الحجاج ،ورسوم الخفارة ،ورسوم زيارة الأماكن المقدسة ورسوم المواني وفي الثلث الأخير من القرن السادس عشر بدأت تظهر تصدعات خطيرة في كيان الدولة العثمانية، وبدأت الدولة في التراجع دام أكثر من قرنين منذ أوائل القرن السابع عشر وتعمق هذا التراجع في القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر حيث أخذ نظام الإقطاع “السباهية” (أمراء الإقطاع) بالتدهور تدريجيا، ومع قرب انتهاء حروب التوسع وقلة الغنائم أخذ أمراء الإقطاع بالتوجه إلى الأرض والمزارعين للتعويض عن الغنائم التي خسروها، وتم استغلال الفلاحين استغلالا لا هوادة فيه، مما أدى إلى هبوط حاد في الإنتاج الزراعي ،وفتح باب أزمة الإمبراطورية على مصراعيه، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل اكتشاف الطريق البحري إلى الهند وتحويل الطرق التجارية عن آسيا و الازدياد الكبير للفضة في أسواق البحر الأبيض المتوسط مع اكتشاف أمريكا وكذلك ثورات الفلاحين في تركيا والولايات الأخرى وكان لهزيمة العثمانيين في معركة ليبانتو البحرية سنة1571 م أمام أعضاء الحلف المقدس بمثابة الإنذار الأول ،وفي السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر وبداية السابع عشركانت الدولة في حالة حرب مع كل من النمسا وبلاد فارس، وفي الوقت نفسه كانت هناك انتفاضة للفلاحين في الأناضول (1598-1605) حيث حفلت السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر بالانتكاسات المتلاحقة لما سببته الحروب مع النمسا من خسائر فادحة ، وهزيمة الجيش العثماني أمام أسوار فينيا ( 1683) وفي العقد الأخير من القرن اشتركت روسيا مع النمسا في حربها ضد العثمانيين ، وبعد الهزائم العسكرية عقد “صلح كارلوفيتس “في سنة 1699م، و أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرض سواء في البلقان أو جنوبي روسيا واستغلت فرنسا صعوبات الدولة لفرض نسخة جديدة من الامتيازات الأجنبية عليها في سنة 1673 وكان لهذه التطورات آثار سلبية في القدس، حيث صاحب ذلك تدهور في الأمن العام وخصوصا على الطريق المؤدية للمدينة وفي غضون ذلك صعد البدو هجماتهم على قوافل الحجاج وفرضوا عليهم الإتاوات حتى هاجمهم حاكم سنجق القدس “خذا وردي ” والحق بهم هزيمة ومن أجل حماية الأمن العام والمحافظة عليه أنشأت عدة قلاع وزودت بالرجال والأسلحة. وفي سنة 1630 بنى السلطان مراد الرابع (1622-1639) قلعة كبيرة عند برك سليمان لحماية الينابيع والبرك التي تزود القدس بالماء من قطاع الطرق ،حيث لا يزال مبنى القلعة إلى الآن بيد أن هذه الإجراءات لم تنجح ويرجع السبب في ذلك إلى تورط الحكومة العثمانية في الحروب ولم تتمكن من تخصيص الأموال والقوات الكافية لذلك ، مما أدى إلى تخوف أهل القدس من عدم الاستقرار والمطامع الأوربية في المدينة، وانعكس هذا القلق في عريضة وجهت إلى السلطان “مصطفى الأول ” سنة 1621 ، على غرار فرمان سلطاني صدر في تلك السنة بتعيين “سيودا رامون ” قنصلا فرنسيا مقيما في القدس وعندما تردت العلاقات بين الدولة وفرنسا إبان حكم “مراد الرابع ” الذي طرد اليسوعيين من استنبول (بتحريض من السفيرين البريطاني والهولندي عام 1628) أصـدر “مراد الرابع” ثلاث فرمانات سنة 1634 منح بموجبها الروم حق التقدم على اللاتين في الاحتفالات الدينية في القبر المقدس و ألغيت هذه الفرمانات الثلاثة اثر تدخل “لويس الثالث عشر” ،وفي سنة 1673 نجحت فرنسا في تجديد الامتيازات الأجنبية وتأكيد دورها “كحامية للكاثوليك ” ومن ناحية أخرى تدخلت النمسا وحصلت على امتيازات خاصة للاتين سنة 1642، وكذلك بولندا عملت على إرغام الحكومة العثمانية في معاهدة عقدتها مع الباب العالي سنة 1676 على إعادة الفرنسيين (الفرنسيسكان ) إلى القبر المقدس ومن ناحية أخرى حصلت النمسا بموجب(اتفاقية كارلوفتس )سنة 1699 على حق تمثيل المصالح المسيحية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس وقد لاقى العثمانيون صعوبات جمة في محاولتهم حل المطالب المتناقضة حول التقدم والأسبقية في الأماكن المقدسة للمسيحيين، حيث كانت المشجارات بين الطوائف غالبا ما تشتد وتتحول إلى صدامات دامية ولا سيما في سنوات 1666 ، 1669 ، 1674 من القرن السابع عشر والقرون التالية له وبعد معاهدة (كارلوفيتس 1699) والتي أعقبتها سلسلة من الحروب والأزمات السياسية والهزائم التي منيت بها الحكومة العثمانية طوال القرن الثامن عشر ، في حروبها مع روسيا والنمسا والبندقية والفرس ومرة أخرى مع النمسا وروسيا، وبينما كانت الحروب مستمرة كان الضعف يدب باستمرار في أجهزة الدولة ، ومما ساعد على ذلك نظام الوراثة في الحكم والالتفات لقضاء الشهوات ، مما أدى إلى انتشار الفساد العام في أركان الدولة ، بينما كانت تنفق على الحروب وعلى ترف الحكام من خلال فرض الضرائب وزيادتها باستمرار مما أدى إلى إفقار الشعب وقتل حماس العمال والفلاحين الذي أدى إلى تشتتهم وتنظيمهم للثورات المسلحة وفي القدس نفسها بدأ القرن الثامن عشر بانتفاضة كـان على رأسها نقيـب الأشراف ” محمد بن مصطفى الحسيني ” واستمرت سنتين ، وكانت بسبب سياسة التسلط والانتهازية في فرض الضرائب الباهضة على السكان والفلاحين ، حيث حمل الأهالي السلاح وهاجموا القلعة وأطلقوا سراح المساجين ، وبعد ذلك أرسل الوالي حوالي 2000 من الانكشارية والجنود إلى القدس ، وتمكنوا من احتلال المدينة سنة 1705 ، وتم اعتقال “النقيب ” وأرسل إلى استنبول ونفذ فيه حكم الإعدام سنة 1707م وفي أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن العشرين واجهت الدولة العثمانية تهديدين رئيسيين الأول من مصر والثاني من البلقان، ففي عام 1798 غزا نابليون بونابرت مصر، وفي السنة الثانية زحف إلى سوريا وانتهت حملته بالفشل أمام أسوار عكا. حيث أثارت أنباء نزول الجيش الفرنسي في الإسكندرية الذعر والغضب في القدس وأدت إلى مهاجمة الأديرة وأخذ الرهبان كرهائن بيد أن والي الشام أمر بالتروي وبحماية الأديرة طالما أنهم يدفعون الجزية ولا يظهرون علامات الخيانة وعندما سمع الوالي أنباء قيام الفرنسيين بإرسال بعض الرسائل إلى سكان القدس أمر بأن تسلم هذه الرسائل إلى السلطان على الفور والتفت أهالي فلسطين والقدس حول الحكومة العثمانية حيث أرسل الشيخ “موسى الخالدي” قاضي عسكر الأناضول منشورا إلى أهل فلسطين دعاهم فيه إلى القتال ضد نابليون وفي سنة 1804 توفي الجزار والي الشام ووالي القدس بدوره ، حيث تلاه سليمان باشا (1804-1818) وتلاه عبدالله باشا (1818-1831) وبعد ذلك تولي القدس عدد من الحكام المحليين ومن سنة 1808 إلى 1831(وهي نهاية الفترة الأولى في الحكم العثماني ) عاشت القدس سلسلة من الاضطرابات والثورات سكان القدس في العهد العثماني إن الأكثرية الساحقة من سكان مدينة القدس كانت تتألف من أهالي المدينة المسلمين العرب، ولكن كانت هناك نسبة صغيرة من المسلمين الذين اختاروا الإقامة في القدس بعد أن وفدوا إليها من أقطار إسلامية وعربية مختلفة مثل المغرب ومصر وسوريا والعراق وغيرها من دول أسيا الوسطى أما المسيحيون -فلم تكن تعتبرهم الدولة – طائفة واحدة فقد كانوا منقسمين إلى عدد من الطوائف والقوميات : لاتين وروم وأرثوذكس وأرمن وأقباط وأحباش وصرب وسريان و كرج………………الخ ، غير أن الأكثرية منهم كان للروم الأرثوذكس العرب وكانت العلاقات بين الطوائف المسيحية طوال العهد العثماني وخصوصا في ا لقرن السابع عشر والقرون التالية مشحونة بالمنازعات والخصومات أما اليهود فقد تمتعوا بقسط من الحرية الدينية في فترة الحكم العثماني لم يحظوا بمثله في أي من البلدان الأوربية ، ولم تتخذ ضدهم أية إجراءات تذكر من شأنها أن تساعد على التمييز بينهم وبين السكان، وقد نتج عن ذلك قيام علاقات متينة بينهم وبين الجاليات اليهودية الأخرى في الإمبراطورية العثمانية التي ازداد عددها بشكل ملحوظ بوصول الكثيرين من اليهود بعد إقصاءهم وتشريدهم عن أسبانيا والبرتغال سنة 1492 وبعد سماح السلطات العثمانية لهم بالعيش في فلسطين، وبحلول سنة 1522 أصبحت في القدس جالية يهودية “سفارادية” تزايد نموها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر بوصول بضع مئات من اليهود “الحسيديم ” من بولونيا سنة 1777م مما ساهم في تأسيس طائفة اشكانازية في المدينة إلى جانب الطائفة “السفارادية “وفي سنة 1806 أصبح عدد اليهود في القدس 2000 نسمة وقفز بحلول سنة 1819 إلى 3000 نسمة وتعززت هذه الجالية خلال العقدين التاليين بوصول العشرات من يهود صفد هجروا مدينتهم بسبب الهزات الأرضية التي تعرضت لها خلال السنوات 1834-1837 يبين هذا الجدول عدد سكان القدس طيلة القرن السادس عشر والمستند إلى دفاتر التحرير العثمانية السنة يهود عرب المجموع 1525 1000 3700 4700 1538 1150 6750 7900 1553 1634 11.750 13.384 1562 1200 11.450 12.650 1596 100 7510 7610 ملاحظة : من الواضح أن هناك نقص في الدفتر رقم 515 من السجلات العثمانية لذلك يبدو نقص واضح في السنوات الأخيرة الأراضي وكان قد طرأ تحسن على مركز اليهود في الإمبراطورية العثمانية بشكل عام والقدس بشكل خاص، وتعزز ذلك بعد حصول ” مونتفيوري ” الثري اليهودي البريطاني وآخرون على فرمان من الحكومة العثمانية في تشرين أول /أكتوبر1840 ، يكفل حماية اليهود وحرية معتقداتهم الدينية ،وهكذا اعترفت الحكومة العثمانية بالحاخام السفارادي الأكبر ” الحاخام باش” رئيسا للطوائف اليهودية في الإمبراطورية ومنحته صلاحية الموافقة على انتخاب حاخم سفارادي أكبر ليهود فلسطين “هاريشون لتسيون ” تكون القدس مقرا له باعتباره رئيسا وممثلا لكل اليهود في فلسطين، ويمارس صلاحيات إدارة شؤونهم الدينية والدنيوية وتنفذ السلطات العثمانية الحاكمة قراراته ،وكذلك صلاحيات قضائية وسياسية، مما ركز دعائم الجالية اليهودية في فلسطين والقدس . الإدارة ومع منتصف القرن التاسع عشر برز ضعف الإمبراطورية العثمانية نتيجة لعدة أسباب أهمها: نجاح ثورة محمد على 1831 التي لم تستطع استنبول قمعها إلا بمساندة الدول الغربية وكذلك خلال حرب القرم عام1856 مما أدى إلى ازدياد مطامع الغرب واهتمامهم بالمنطقة وتدخلهم في الشؤون العثمانية، من خلال توسيع نظام الامتيازات مما أدى إلى شعور المواطنين اليهود والمسيحيين بأنهم مواطنون للدول الأجنبية ويجب حمايتهم بواسطة قناصلها المنتشرين في إنحاء الإمبراطورية، وأدى ذلك إلى الاهتمام المتزايد من قبل الدول الغربية لفتح قنصليات جديدة في القدس لرعاية مصالحها وتقدم الحماية لرعاياها ولا سيما اليهود منهم، مما أدى إلى ازدياد عددهم باطراد . وقد قدمت هذه القنصليات خدمات جليلة لليهود في القدس خاصة وفلسطين عامة ، وساعدتهم على تعميق جذورهم فيها، وذلك بواسطة ثني السلطات العثمانية عن تطبيق القوانين المرعية عليهم ، وساعدتهم على شراء الأرض واستيطانها . وعلى اثر الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في روسيا القيصرية وبولندا سنة 1881م وما ترتب عليه من هجرة يهودية إلى فلسطين ارتفع عدد الجالية اليهودية في القدس من 6000 نسمة تقريبا سنة 1866، إلى ما يقارب 14000 نسمة سنة 1887، و20.000 نسمة سنة 1890، ليرتفع الى 2800 نسمة سنة 1895، وفي سنة 1912 قفز عددهم الى 48.000 ، وأصبحوا يشكلون أكثريه في القدس ، ولكن ما لبث أن هبط عددهم الى 21000 مع نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد أثناء الحرب. 220px-Allenby_enters_Jerusalem_1917 الانتداب البريطاني 1917-1948 في الوقت الذي تطلع فيه العرب والفلسطينيون إلى انتهاء الحكم العثماني للحاق بركب الحضارة بعد الكبوة الطويلة ، كانت الأمور تسير على عكس اتجاه تطلعاتهم . لقد احتل الحلفاء مدينة القدس في 9ديسمبر 1917 وأنشأت بريطانيا حكومة عسكرية في فلسطين قبل أن تكمل احتلالها لشمال فلسطين والذي تم في سبتمبر 1918 وعينت الحكومة الإنجليزية الجنرال “كلا يتون ” على رأس الإدارة العسكرية في فلسطين، والتي عملت بمساعدة لجنة صهيونية أرسلت إلى فلسطين بموافقة الحكومة البريطانية -على وضع التدابير الضرورية التي من شأنها أن تضع السياسة التي انطوى عليها تصريح بلفور موضع التنفيذ . لقد عين الجنرال كلايتون حكاما عسكريين في مدن فلسطين وعين “الكولونيل رونالدستورز” حاكما عاما لمدينة القدس الذي تسلم وظيفته في 28 ديسمبر 1917 ، وعين كذلك موظفين آخرين معظمهم من المسيحيين العرب في وظائف مترجمين وكتبة ،علما بأن معظم الوظائف الرئيسية قد احتلها موظفون يهود . الإدارة العسكرية ومن ثم أخذت الإدارة العسكرية تعمل على تنظيم دوائر الإدارة في فلسطين ،فنظمت المحاكم المدنية والتي بقيت معطلة في فلسطين حتى أواسط عام 1918 ، ومعنى ذلك أن القضاء كان يتبع الأحكام العسكرية حيث أصدرت الإدارة العسكرية بعد ذلك قرارا بإنشاء محكمة استئناف في القدس، كما أنشئت محكمتان ابتدائيتان في القدس، تخدم قضاء القدس والخليل وبئر السبع . كما اهتمت الإدارة العسكرية بالشؤون المالية للبلاد ، فأدخلت العملة المصرية إلى فلسطين وجعلتها العملة الرسمية كما أصدرت تعرفه رسمية حددت فيها أسعار النقود الرسمية بالنسبة للعملة المصرية، و أصدرت قانونا للضرائب كما حددت الأسعار، و أسس الحكام العسكريون شركات اقتصادية لبيع الأقمشة التي تستورد من مصر، و ألغت الإدارة العسكرية معاملات الأراضي و أغلقت دوائر الطابو . ومن ناحية ثانية أوكلت بريطانيا مهمة حفظ الأمن في مدينة القدس إلى حراس من المسلمين الهنود كانوا جنوداً في الجيش البريطاني المحتل لفلسطين وأصبحت المحافظة على الأمن منوطة بالإدارة العسكرية، لكن الإدارة العسكرية سمحت للمستوطنات اليهودية بإنشاء حرس خاص لها وظل هذا الوضع ساريا حتى في زمن الإدارة المدنية . أما من الناحية الإدارية فقد قسمت فلسطين إلى عدة ألوية، يحكم كل لواء حاكم إنجليزي وقسم اللواء الواحد إلى عدد من الأقضية، ويطلق على حاكم القضاء (قائمقام ) وغالبا ما يكون من العرب، حيث اقتصرت المناصب الرئيسية والعليا في حكومة فلسطين على الإنجليز واليهود ،فكان منهم المندوب السامي والسكرتير العام وقاضي القضاة وحكام الألوية . ومنذ احتلال القدس ظهر التواطؤ الاستعماري البريطاني مع الصهيونية فقد سمحت بريطانيا لوفد صهيوني برئاسة “حاييم وايزمن ” بالحضور إلى القدس، وقام الكولونيل “رونالد ستورز ” حاكم القدس العسكري ببذل مساعيه ليعقد اجتماعات مع وجهاء واعيان العرب مع أعضاء اللجنة الصهيونية والتي كانت تقوم بشرح أهداف الزيارة لإزالة مخاوف الفلسطينيين من إقامة الوطن القومي اليهودي في بلادهم. وحاول (ستورز ) إقناع أعيان المسلمين ببيع ممر حائط المبكى مقابل 80 ألف من الجنيهات ، الأمر الذي رفضه المسلمون . ومن جهة أخرى ، كان أعيان ووجهاء القدس قد أبدوا استياءهم واستنكارهم من خطاب الجنرال اللنبي الذي فتح القدس في 11 ديسمبر 1917 حيث أظهر غطرسته أثناء إلقاء خطابه أمام حشد كبير من أعيان القدس وضواحيها وخاصة عندما قال جملته المشهورة (اليوم انتهت الحروب الصليبية) . ولم تكتف الإدارة العسكرية بالسماح للجنة الصهيونية بزيارة القدس ومحاولتها شراء ممر حائط المبكى بل سمحت للجنة الصهيونية برئاسة “حاييم وايزمن ” أن تعقد اجتماعات في مدن فلسطين التي زارتها ،حيث عقدت اللجنة الصهيونية مؤتمرها في مدينة يافا، أعلن فيه اليهود برنامجا متكاملا من أجل إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يكون لليهود حق تقرير شؤونهم واتخاذ (نجمة داوود ) شعارا للعلم الصهيوني واستعمال ارض إسرائيل بدلا من فلسطين. و قوبلت البعثة الصهيونية بمظاهرات واحتجاجات من عرب فلسطين عمت معظم مدن فلسطين، وخلال ذلك شعر الفلسطينيون بعمق التحالف البريطاني الصهيوني مما دعاهم إلى تشكيل الجمعيات و إقامة المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية في القدس وغيرها ومن أهمها النادي العربي في القدس برئاسة “الحاج أمين الحسيني ” والجمعية الإسلامية وجمعية الفدائية ،والمنتدى العربي ،ونادي الإخاء وغيرهم. وتمحورت نشاطات هذه الجمعيات في تسليح الأعضاء بالأسلحة الخفيفة ،وتدريس بعض الشبان اللغة العبرية لمتابعة ما ينشر في الصحف اليهودية وتعليم الأطفال مبادئ الوحدة العربية والعمل على بث الدعاية بين بدو شرق الأردن وتركيز الجهد على الضباط الفلسطينيين في عمان حتى يكونوا على أهبة الاستعداد إذا أعلنت سياسة موالية للصهيونية. كما تم تشكيل جمعية إسلامية مسيحية يهدف برنامجها إلى مقاومة السيطرة اليهودية ومكافحة النفوذ اليهودي والحيلولة دون شراء اليهود للأراضي . لقد قام اليهود في 2/11/1918م بتنظيم الاحتفالات في الذكرى الأولى لوعد بلفور مما حذا بالعرب القيام بمسيرات معاكسة، فيما هددت بريطانيا العرب بإلقاء القبض على أي عربي يقوم بالتظاهر، ورغم ذلك قامت أول تظاهرة عربية في القدس وعلى رأسها “موسى كاظم الحسيني” رئيس بلدية القدس. وعلى أثر هذا اصدر الحاكم العسكري البريطاني في القدس وثيقة في 7/11/1918م تضمنت أهداف بريطانيا من الحرب في منطقة الشرق الأوسط وهو تحرير الشعوب من الحكم التركي وتأسيس حكومات تقوم على اختيار الأهالي لها اختيارا حرا ونتيجة لذلك عقد أول مؤتمر عربي فلسطيني في القدس في الفترة ما بين 27 يناير -10فبراير 1919 م حضره سبعة وعشرون مندوبا عن الجمعيات الإسلامية والمسيحية من مختلف أنحاء البلاد برئاسة “عارف الداوودي الدجاني ” و أعلن المؤتمر أن قراراته تعبر عن أماني ومطالب شعب فلسطين وتتمثل في اتحاد فلسطين مع سوريا واعتبارها جزءا منها، منع الهجرة اليهودية ومنع قيام وطن قومي يهودي ،كما أشارت إلى أن اليهود الذين يقطنون فلسطين يعتبرون مواطنين يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطنون العرب غير أن الجنرال اللنبي منع إصدار هذا المنشور . الإدارة المدنية البريطانية طبقا للمخططات البريطانية وما تقتضيه مصلحة الحركة الصهيونية ، تم إنهاء الإدارة العسكرية و إحلال الإدارة المدنية مكانها باسم (حكومة فلسطين) ورفعت الإعلام البريطانية على جميع الدوائر الحكومية في فلسطين، وصاحب ذلك الإعلان عن” هربرت صموئيل” تولى سلطاته كأول مندوب سامي على فلسطين منذ أول يوليو 1920 . لقد تولى صموئيل رئاسة المجلس التنفيذي الذي تكون من : السكرتير العام: وهو نائب الرئيس ويضطلع بشؤون الإدارة -وتولاه ( ويندهام ديدس) السكرتير المالي: ويختص بالشؤون المالية والاقتصادية. السكرتير القضائي: ويختص بالشؤون العدلية والقانونية وتولاه (نورمان بنتويش). وشكل “صموئيل” مجلسا استشاريا يتكون من عشرين عضوا نصفهم إنجليز وسبعة من العرب وثلاثة من اليهود وتكون وظيفته الاستشارية فقط . مع بدء تولي صموئيل سلطاته كمندوب سامي على فلسطين دعا ممثلين عن جنوب فلسطين للاجتماع بهم في القدس بتاريخ7 يوليو 1920، وفي يوم 8 يوليو اجتمع إلى ممثلين عن شمال فلسطين في حيفا وألقى بيانا حول السياسة البريطانية في فلسطين وتلا على المجتمعين رسالة الملك جورج الخامس التي اكثر فيها النزاهة المطلقة التي تتبعها الدولة المنتدبة، وتصميم حكومته على احترام حقوق جميع الأجناس وجميع العقائد الممثلة في فلسطين، وأخذ يشرح القواعد الأساسية للحكومة وأعمالها وتحدث عن الوطن القومي لليهود وأعلن أن قيام الوطن القومي لليهود يساعد على ترقية أحوال البلاد اقتصاديا . وبذلك أوضح صموئيل النقاط الأساسية التي جاء من أجل تنفيذها والعمل على تثبيتها في فلسطين، حيث تمثل هدنة الرئيس في وضع الأسس الكفيلة بإنشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ولذلك فقد فتح فلسطين للهجرة اليهودية وحددها سنويا 1650 مهاجر وعمل على إنشاء لجنة للأراضي، كان هدفها تسهيل عمليات البيع لليهود ومنح اليهود استثمارات ومشروعات كبرى منها مشروع “روتنبرغ “للكهرباء ومشروع “بوتاس البحر الميت” وغيرها من المشاريع الهامة والإستراتيجية في فلسطين، كما اعتمد اللغة العبرية لغة رسمية في البلاد مع أن غالبية الشعب عربي مسلم، وتم عرض برنامج صموئيل هذا على مجلس العموم البريطاني فوافق عليه في 27 أكتوبر 1920 م . وهذه كانت البداية الحقيقية التي كشفت اللثام عن الوجه الزائف للاحتلال البريطاني الأمر الذي أثار الصراع السياسي في البلاد منذ بداية الانتداب حتى نهايته، خلال ذلك أكد الشعب العربي الفلسطيني عزمه على مكافحة السياسة الاستعمارية والسياسة الصهيونية الاستيطانية ومقاومتهما، حيث أعلن حربا شعواء على الصهيونية لا هوادة فيها فقامت المظاهرات والثورات المتلاحقة وعقدت المؤتمرات التي نددت بالصهيونية والاستعمار وشكلت الحركات والأحزاب الثورية والمجالس والجمعيات النقابية والوطنية، وكرست كل جهدها لمقاومة الاستعمار وسياسة التهويد التي ينتهجها . وفي شهر آذار /مارس 1921 أصدر المندوب السامي “هربرت صموئيل ” أمرا بتشكيل مجلس إسلامي أعلى يشرف على إدارة الأوقاف الإسلامية وتعيين قضاة المحاكم الشرعية وعرف بالمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ،ومركزه القدس وتالف من رئيس العلماء و أربعة أعضاء و أنيطت به إدارة ومراقبة الأوقاف الإسلامية وتعيين القضاة الشرعيين ورئيس وأعضاء محكمة الاستئناف الشرعية حيث اختير مفتي القدس “الحاج “أمين الحسيني ” رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى وذلك بعد وفاة أخيه ” كامل الحسيني ” في عام 1922 . لقد اهتم المجلس بالأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية والمعاهد الدينية وغيرها من المؤسسات الإسلامية ولا سيما المسجد الأقصى . التنظيم البلدي خلال فترة الانتداب لقد قام الجنرال اللنبي بعد فترة قصيرة من دخوله القدس، باستدعاء ماكلين (Mclean ) مهندس مدينة الإسكندرية لوضع الخطة الهيكلية الأولى للمدينة ، والمقاييس والمواصفات والقيود المتعلقة بالبناء والتطوير فيها وقام الأخير بوضع أول مخطط هيكلي لها سنة 1918 كان بمثابة أساس للمخططات التي تلته وبناء على هذا المخطط تم تقسيم المدينة إلى أربعة مناطق: 1. البلدة القديمة و أسوارها. 2. المناطق المحيطة بالبلدة القديمة . 3. القدس الشرقية ( العربية ) . 4. القدس الغربية ( اليهودية ) . حيث نصت الخطة على منع البناء منعا باتاً في المناطق المحيطة بالبلدة القديمة ووضعت قيودا على البناء في القدس الشرقية “العربية” وأعلن عن القدس الغربية “اليهودية” كمنطقة تطوير . -لقد اتسم هذا المخطط بتعزيز الوجود اليهودي في المدينة كما عمل على تطويقها استيطانيا لمنع أي توسع عربي محتمل، ومحاولة السيطرة على الحكم البلدي كخطوة نحو الاحتلال الكامل للمدينة وتحويلها إلى عاصمة للدولة اليهودية ومن ناحية أخرى قامت سلطات الانتداب بحل المجلس البلدي وتعيين لجنة لادارة البلدية مؤلفة من ستة أعضاء، اثنين من كل طائفة ،وكان يرأس هذه اللجنة أحد أعضاء المسلمين، وينوب عنه في حال غيابه عضوان من الطائفتين الأخريين ويقومان بمهام الرئيس بالتناوب. ومع تطبيق الإدارة المدنية عام 1920 أعيد تشكيل هذه اللجنة حيث عينت السلطات البريطانية مجلسا استشاريا لادارة شؤون البلدية يتكون من 17 عضوا منهم عشرة ضباط بريطانيين و أربعة أعضاء مسلمين وثلاثة أعضاء يهود، ثم استبدل هذا المجلس بمجلس آخر يرأسه عربي يتكون من 12 عضوا نصفهم من العرب (4مسلمون + 2مسيحيون ) والنصف الباقي من اليهود وخلال الفترة ما بين 1918- 1947،أدت مجموعة من العوامل الخارجية إلى خدمة الحركة الصهيونية، فمع تزايد أعمال العنف ضد اليهود في مختلف أنحاء أوربا وصعود النازية إلى الحكم في ألمانيا سنة 1933 ازدادت هجرة اليهود من دول أوربا إلى فلسطين بتشجيع سلطات الانتداب البريطاني فقفز عدد السكان اليهود من عشرة آلاف نسمة عام 1918 ما يعادل 25% من مجموع السكان إلى فحسب بل لاستغلال هذا الوضع كمبرر يتيح الادعاء بحقها في المدينة . السكان وإذا حاولنا عرض بعض الإحصاءات عن عدد السكان في القدس وفلسطين فلا توجد إحصائيات دقيقة حتى العام 1914 عند إجراء الإحصاء التركي والذي يلخصه كتاب إحصاء فلسطين الصادر عام 1922 والذي بموجبه بلغ عدد سكان فلسطين ” 689.273 ” ألف نسمة منهم اقل من 60 ألف يهودي، وما لبث أن انخفض عدد اليهود إلى النصف خلال الاضطراب الذي أحدثته الحرب العالمية الأولى في حين تشير المعلومات الإسرائيلية أن سكان القدس بلغ عددهم عام 1917 إلى 32.300 نسمة ، ولو صح هذا الرقم فانه يعني أن جميع اليهود في فلسطين كانوا يقطنون القدس . والجدول التالي يوضح التوزيع السكاني لمدينة القدس في القرنين التاسع عشر والعشرين السنة مسلمون مسيحيون عرب يهود المجموع النسبة المئوية لليهود 1838 4.500 3.500 8.000 3.000 11.00 27.2% 1844 5.000 3.390 8.390 7.120 15.510 45.9% 1876 7.560 5.470 13.030 12.000 25.030 47.9% 1896 8.560 8.748 17.308 28.122 45.430 61.9% 1905 7.000 13.000 20.000 40.000 60.000 66.6% 1913 10.050 16.750 26.800 48.400 75.200 64.3% 1922 13.413 14.669 28.082 33.971 62.053 54.7% 1931 19.894 19.335 39.229 51.222 90.451 56.6% 1946 60.560 44.850 105.410 99.690 205.100 48.6% 1948 40.000 25.000 65.000 100.000 165.000 60.6% 1967 54.963 12.646 67.609 195.000 262.609 74.2% المصدر : كيت ماجواير :تهويد القدس ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت 1981م . لقد جمعت ماجواير الأرقام التالية طبقا : 1. جمعت أرقام عام 1938 من قبل القس إ.ربنسون ، من المعهد اللاهوتي لمدينة نيويورك عند زيارة القدس تلك السنة . 2. التعداد السكاني في الفترة التي وضعت فيها الأمم المتحدة مشروعات التقسيم . 3. سجلات فلسطين ، دائرة المعارف البريطانية والكتاب السنوي لحكومة فلسطين والإحصاءات الحكومية عن فلسطين . 4. هنري قطان ” فلسطين والقانون الدولي ” باللغة الإنجليزية . ملكية مساحة الأراضي خلال الانتداب البريطاني -أملاك عربية 40% -طوائف مسيحية 13.86% -أملاك يهودية 26.12% -حكومية وبلدية 2.90% -طرق وسكك حديدية 17.12% المصدر :سمير جريس : المخططات الصهيونية ، الاحتلال ، التهويد مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت 1981. جدول يوضح عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بطريقة قانونية من 1920 -1936 السنة عدد المهاجرين السنة عدد المهاجرين 1920 5514 1929 5249 1921 9149 1930 4944 1922 7844 1931 4075 1923 7421 1932 9553 1924 12856 1933 30327 1925 33801 1934 42359 1926 13081 1935 61844 1927 2713 1936 29727 1928 2178 المصدر : كيت ماجواير : تهويد القدس دار الآفاق الجديدة ، بيروت 1981 . حيث تركز تقارير السكان المنشورة في الوثائق الإسرائيلية على معلومات مغلوطة عن نسبة عدد السكان، وذلك لتجنب المناطق الجغرافية التي يقطنها العرب، لان تعيين الحدود البلدية خلال عهد الانتداب رسم بطريقة ترتبط بالوجود اليهودي. حيث امتد خط الحدود ليشمل جميع الضواحي الاستيطانية اليهودية التي أقيمت غربي المدينة، فقد امتد الخط من هذا الجانب إلى عدة كيلومترات، بينما اقتصر الامتداد من الجوانب الشرقية والجنوبية على بضع مئات من الأمتار ،بحيث أن خط الحدود وقف باستمرار أمام مدخل القرى العربية المجاورة للمدينة ، وهنا بقيت قرى عربية كثيرة خارج حدود البلدية مثل (سلوان ، العيسوية ، الطور ، دير ياسين ، لفتا ، شعفاط ، المالحة ، عين كارم ، بيت صفافا ) على الرغم من تداخلها والتصاقها بالمدينة. لقد أثارت السياسة البريطانية التي تلخصت بتسهيل إقامة الوطن القومي اليهودي مخاوف الشعب العربي الفلسطيني وكذلك الأرقام المتصاعدة للمهجرين اليهود إلى فلسطين طبقا لسياسة الانتداب، إذ تبين أن هذه الهجرة ستجعل من العرب الفلسطينيين أقلية في بلادهم خلال فترة وجيزة، فقام الشعب الفلسطيني بعدد من الثورات ضد سياسة الهجرة واستملاك الأراضي وكان من أبرزها ثورات 1920 ،1929 ،1933 ،وثورة 1936 التي امتدت إلى 1939 حيث كانت القدس مركز هذه الثورات أو نقطة الانطلاق . لقد حاول البريطانيون طيلة فترة الانتداب التوصل إلى ” تسوية ” بين العرب واليهود وقدموا العديد من المشاريع التي تعزز مكانة اليهود في فلسطين والقدس فعلى أثر ثورة 1929 ارتأت حكومة الانتداب تقسيم فلسطين إلى كانتونات (مقاطعات ) بعضها عربي والبعض الآخر يهودي، يتمتع كل منها بالحكم الذاتي في ظل الانتداب ، ولكن العرب في فلسطين قاوموا هذا المشروع و أحبطوا أغراضه . وعاودت بريطانيا طرح فكرة التقسيم من جديد في أعقاب ثورة 1936، إذ شكلت على أثرها لجنة تحقيق ملكية( لجنة بيل Peal )و أنهت اللجنة المذكورة أعمالها وخرجت بتوصية مفادها (تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية ووضع القدس تحت نظام دولي لقدسيتها، بحيث تشمل المنطقة الممتدة من شمال القدس حتى جنوبي بيت لحم مع ممر بري إلى يافا ) . وقد فشل هذا المشروع أيضا أمام ثورة العرب عليه ومقاومتهم له .ثم ما لبثت بريطانيا أن تخلت عنه وفقا لتوصيه لجنة من الخبراء ( لجنة وودهيد ) شكلت لبحث إمكان تنفيذ التقسيم وفقا لمشروع لجنة “بيل ” ومع نشوب الحرب العالمية الثانية عادت قضية القدس إلى إطارها كجزء من القضية الفلسطينية وعادت السياسة البريطانية إلى دورها أثناء الحرب العالمية الأولى بإصدار الوعود للعرب وتحقيق الأهداف الصهيونية العالمية . كانت السياسة البريطانية ترى أن تقسيم فلسطين هو إحدى الوسائل لتهويدها تم تحويلها إلى دولة يهودية ولتحقيق ذلك اتجهت بريطانيا إلى الأمم المتحدة وسعت لاستصدار قرار بشأن مصير فلسطين يكون له قيمة دولية وتلزم به دولا كثيرة وهذا يوفر لها مخرجا للتملص من تنفيذ ما تضمنه صك الانتداب من وعود للعرب وواجبات نحوهم . وعندما هيأت الحكومة البريطانية الجو الدولي الملائم، أعلن وزير خارجيتها في 18 فبراير 1947 م عن اعتزام “حكومة صاحب الجلالة …. عرض المسألة لحكم الأمم المتحدة لتوحي بتسوية لها ” وبعد مشاورات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى طلبت إدراج مسألة فلسطين على جدول الأعمال للدورة العادية المقبلة بتاريخ 18 إبريل 1947. وتم عقد دورة استثنائية لتشكيل لجنة خاصة للنظر في مسألة فلسطين ورفع تقرير عنها إلى الجمعية العمومية في الدورة العادية المقبلة ، وفي السابع والعشرين من الشهر نفسه عقدت الجمعية العامة دوره استثنائية طلب فيها مندوب بريطانيا أن تقتصر أعمالها على تشكيل لجنة تحقيق. وقدمت الدول العربية اقتراحا لإدراجه على جدول الأعمال يقضي “بإنهاء الانتداب على فلسطين و إعلان استقلالها ” وكان قد قدم الاتحاد السوفيتي اقتراحا مشابها إلا أنه قد فاز الاقتراح البريطاني بتشكيل ” لجنة خاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين ( unscop ). ويكون من مهامها تفحص جميع القضايا والمسائل ذات العلاقة بمسألة فلسطين ودرس قضية فلسطين من جميع وجوهها ،كذلك أحوال اليهود المشردين في أوربا والموجودين في معسكرات الاعتقال “. وبذلك نجحت بريطانيا في الربط بين قضية فلسطين ومشكلة اليهود المشردين في أوروبا وأحالت الجمعية العامة قرارها إلى لجنتها السياسية التي أقرت تشكيل اللجنة في 22 مايو 1947 والتي أوصت بدورها على تقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية وإنشاء نظام دولي خاص بالقدس ومنطقتها ،و إقامة وحدة اقتصادية بين الدولتين الأمر الذي رفضته الهيئة العربية العليا للفلسطينيين، كما رفضته الدول العربية على أساس أن الأمم المتحدة قد تخطت صلاحياتها في هذا الشأن، أما الحركة الصهيونية التي كانت تصر على إقامة دولة يهودية على كامل الأراضي الفلسطينية وجعل القدس عاصمة هذه الدولة فقد قبلت به بتردد كثمن للحصول على قرار دولي بإقامة دولة لليهود. وإذا ما حاولنا التطرق بنوع من التخصص إلى القدس العربية والممارسات البريطانية عليها فهي لم تختلف عن الممارسات البريطانية بشكل عام تجاه القدس، فقد تميزت جميعها بتسهيل سيطرة الصهاينة على المدينة والحكم البلدي فيها، ومن أجل تحقيق ذلك تلاعبت الإدارة البريطانية بحدود مسطح البلدية وبقوائم الناخبين بحيث كانت تستثنى الأحياء العربية، بينما أدخلت الأحياء اليهودية مسطح البلدية برغم بعدها عنها وبذلك سهلت الإدارة البريطانية على اليهود الادعاء بتحقيق أكثرية في المدينة والمطالبة برئاسة البلدية . ففي عام 1937 قامت سلطات الانتداب باعتقال رئيس البلدية العربي الدكتور حسين فخري الخالدي ونفته إلى جزر سيشل مع أعضاء الهيئة العربية العليا وعينت نائب رئيس البلدية ” دانييل واستر رئيسا ” . لكنها تراجعت في السنة التالية أمام شدة المعارضة العربية وعينت رئيسا مسلما للبلدية هو مصطفى الخالدي وقد تكررت هذه المحاولة مرة أخرى في آب أغسطس 1944 عندما توفي رئيس البلدية العربي، حيث قام البريطانيون بتعيين نائبه اليهودي خلفا له مرة أخرى، لكن العرب عارضوا هذا الإجراء فاقترح البريطانيون اتباع نظام التناوب على رئاسة البلدية مرة كل سنتين بحيث يكون أول رئيس يهوديا والثاني عربيا والثالث بريطانيا . فلجأ العرب إلى مقاطعة جلسات المجلس البلدي، فقام البريطانيون بحله في 11 يوليو 1945 وتعيين لجنة بديلة من ستة موظفين بريطانيين وتم حرمان العرب من رئاسة البلدية وفي هذه الأثناء كانت الحرب العالمية الثانية قد توقفت، فاستأنفت المنظمات الإرهابية الصهيونية نشاطها ضد البريطانيين والعرب ،والذي كان قد اتخذ أبعاد جديدة من سنة 1939 في أعقاب صدور الكتاب الأبيض. الصراع العربي اليهودي عندما أعلنت بريطانيا اعتزامها الانسحاب من فلسطين يوم 14 أيار/مايو 1948، وضمن تلك الظروف التي صنعتها لولادة الدولة اليهودية ، أخذت المنظمات الصهيونية الإرهابية في تصعيد حرب الإبادة وأعمال العنف واستخدام كافة الأساليب النفسية لبث الذعر في نفوس عرب فلسطين وإجبارهم على الفرار من بيوتهم واخذ الأراضي خالية من السكان فقامت لهذا الغرض بتنفيذ العديد من المجازر البشعة ضد المدنيين العزل ومنها المذبحة التي نفذتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين بالقرب من القدس في 9نيسان (إبريل ) 1948 والتي أسفرت عن مقتل 250 شخص . وكتب العقيد “مئير باعيل “كشاهد عيان للمجزرة قائلاً “بعد أن خرج رجال البالماخ من القرية “أي دير ياسين ” بدأ رجال اتسل وليحي مذبحة مخجلة بين السكان العرب : الرجال والنساء والشيوخ والأطفال دون تمييز بتوقيفهم بجانب الجدران و إطلاق النار عليهم “و أضاف أن خمسة وعشرين رجلا نقلوا إلى سيارة شحن واقتيدوا إلى مقلع للحجارة يقع بين غفعات شاؤول ودير ياسين، وهناك أطلق الرصاص بدم بارد ” ووصف الكاتب العملية بأنها (وصمة عار في تاريخ الشعب الإسرائيلي). وبحلول 14أيار (مايو) 1948 موعد إنهاء الانسحاب البريطاني من فلسطين أعلن مخلص الدولة المؤقت (الإسرائيلي ) عن قيام دولة إسرائيل الأمر الذي أعقبه دخول وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سكان فلسطين ، حيث أسفرت الحرب عن وقوع القدس الغربية بالإضافة إلى مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين تحت السيطرة الإسرائيلية والتي تجاوز بكثير الأراضي التي نص عليها قرار التقسيم، وبقيت القدس العربية تحت سيطرة الأردن، وتوقف القتال باتفاقية لوقف إطلاق النار بين الجانبين أبرمت في الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر ) 1948 ثم تحولت إلى اتفاقية هدنة بين البلدين عقدت تحت إشراف الأمم المتحدة في 3 نيسان /إبريل 1949. ملكية الأراضي بعد اتفاقية الهدنة في القدس المساحة بالدونم النسبة المئوية المساحة الواقعة تحت الحكم الأردني 2220 دونم 11.48% المساحة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي 16261 دونم 84.13% مناطق الأمم المتحدة والمناطق الحرام 850 دونم 4.39% وبوقوع الجزء الأكبر من مدينة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، أخذت إسرائيل تعمل على دمج هذا الجزء العريض من المدينة بالدولة الإسرائيلية، وبذلك تجاوزت إسرائيل قرار التقسيم الذي كانت قد قبلته على مضض أثناء مناقشات إلحاق عضويتها بالمنظمة الدولية . ومن الجدير ذكره هنا أنه في منتصف تموز (يوليو) 1948 قام الجيش الإسرائيلي بمحاولة فاشلة لاحتلال المدينة القديمة سميت عملية (كيديم ). وفي أواخر أيلول (سبتمبر ) 1948 ، تلقى بن غوريون نكسة أخرى عندما تحالف ثلاثة من وزراء حزبه ( شاريت ، كابلان ، وريميز ) مع أعضاء آخرين في الائتلاف لرفض اقتراحه القيام بعملية عسكرية ضد اللطرون من أجل تأمين ” قدس يهودية ” حسب زعمه وعندما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك “بن غوريون” زملاءه من أن معارضتهم هذه ستسبب “بكاء الأجيال ” ثم قدم بن غوريون اقتراحا مماثلا سنة 1952 لاحتلال قضاءي القدس والخليل ، ولكن الحكومة عارضت هذا الاقتراح بأكثرية أعضائها . المصدر :سمير جريس : القدس، مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت 1981 . index قيام إسرائيل 48 ان هذا التغيير الذي أحدثته إسرائيل للمدينة المقدسة لم يؤثر قانونيا وعمليا على قرار التقسيم، حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 194 (الدورة الثالثة ) في 11 كانون الأول (ديسمبر ) 1948 الذي عاد وأكد مرة أخرى مبدأ تدويل المدينة، وقرار تشكيل لجنة توفيق من مهامها وضع نظام دائم لتدويل منطقة القدس حيث وافقت الدول العربية لدى اجتماعها بلجنة التوفيق الدولية، التي تشكلت من فرنسا والولايات المتحدة وتركيا وفقاً للقرار 194، على فكرة التدويل لمنطقة القدس دون تقسيم الأماكن المقدسة فيها، الأمر الذي لم تقبله إسرائيل، غير أنها أعلنت على موافقتها على تدويل الأماكن المقدسة . وعادت الجمعية العامة في قرارها رقم 303 (الدورة الرابعة) بتاريخ 4 كانون الأول ديسمبر 1949 فأكدت عزمها على وضع القدس تحت نظام دولي خاص يضمن حماية الأماكن المقدسة داخل المدينة وخارجها وعهدت الجمعية إلى مجلس الوصاية بالاضطلاع بأعباء المسؤوليات التي تتطلبها السلطة القائمة بالإدارة وأن يخضع لهذا الغرض “دستور القدس” حيث قام مجلس الوصاية بوضع الدستور المطلوب وسرعان ما أعلن عجزه عن تنفيذ هذا النظام أمام إعلان إسرائيل نقل عاصمتها إلى القدس في 11/12/1949 وقيامها بإجراءات الضم الأخرى و إعلان الأردن في اليوم التالي ضم الجزء الذي احتله من أراضى القدس كما عملت إسرائيل على إلحاق ذلك الجزء من القدس الذي وقع تحت احتلالها ضمن سلطتها ومن خلال اتخاذها الإجراءات والتدابير التالية : 1. تشكيل المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس في أيلول /سبتمبر 1948، وفي 1949 اقسم “حاييم وايزمن” اليمين القانونية في القدس كأول رئيس لدولة إسرائيل 2. في 13 كانون الأول /ديسمبر1948، انعقدت الكنيست الأولى في القدس . 3. في آب /أغسطس 1968 تم تدشين المبنى الجديد للكنيست . 4. في 23 كانون الثاني /يناير 1950 أعلن الكنيست عن القدس عاصمة لدولة إسرائيل. 5. وبحلول عام 1951 انتقلت الوزارات الإسرائيلية إلى المدينة المقدسة باستثناء وزارتي الدفاع والخارجية وما أن لبثت إسرائيل حتى نقلت الأخيرة إلى القدس عام 1953 وهناك بعض الإجراءات الإدارية والقضائية التي تشكل إشارات أخرى إلى نية إسرائيل الاحتفاظ الدائم بالجزء الذي احتلته من المدينة المقدسة . الحكم البلدي مع قيام إسرائيل بأحكام قبضتها على المدينة، شكلت لجنة بلدية موسعة تتألف من أعضاء البلدية اليهود السابقين الستة، وممثلين عن لجنة الجالية (فاعد هكهيلاه ) والأحياء اليهودية لممارسة مهامها ، لكن ما لبثت وزارة الداخلية الإسرائيلية في يناير 1949 أن قامت بتعيين مجلس بلدي جديد برئاسة “دانييل اوستر ” وفي تشرين الثاني /نوفمبر 1950 جرى أول انتخابات بلدية خاضتها قوائم حزبية على أساس التمثيل النسبي، وفاز فيها “شلومو زلمان مزراحي “كرئيس للبلدية عن الصهيونيين العموميين، و أخذت إسرائيل بالعمل على تكثيف وجودها في هذا الجزء اقتصاديا وعسكريا وديموغرفيا أيضا لتعزير وضعها السياسي والاستراتيجي كعاصمة لها . وقد استطاعت إسرائيل خلال السنوات التي تلت سيطرتها على الجزء الغربي من المدينة مضاعفة عدد السكان اليهود نتيجة لموجات الهجرة التي أعقبت الحرب، فقد سجل الإحصاء الأول للسكان في أواخر عام 1948، وجود 84 ألف نسمة في القدس الغربية، وفي نهاية 1949 وصل العدد إلى 103 آلاف نسمة، وخلال الفترة ما بين 1948 -1951 كان عدد السكان اليهود قد زاد بمقدار 54 ألف مستوطن جديد يمثلون نحو 65% من السكان. فقد اظهر إحصاء 1961 وجود 167 ألف نسمة، ارتفع إلى 197 ألف حتى حزيران 1967 . ويعود ارتفاع معدل السكان هذا بشكل رئيس إلى وصول المهاجرين الجدد وعمليات التهجير المنظمة من داخل ” إسرائيل”، وكذلك التزايد الطبيعي لليهود الأرثوذكس وللطوائف الشرقية، وتم استيعاب معظم المهجرين الذين قدموا للقدس خلال الفترة 1948 – 1951 في المساكن العربية التي هجرها سكانها العرب أثناء الحرب، وعندما امتلأت هذه المساكن جرى استيعاب الفائض في المعسكرات التي خلفها الجيش البريطاني، ثم عملت الحكومة الإسرائيلية على إنشاء مجموعات من المساكن الشعبية في حي القطمون العربي، وهي (كريات هيوفيل وكريات مناحيم) وحتى يمكن استيعاب هذه الأعداد المتزايدة تم توسيع حدود البلدية من الجهة الغربية عام 1952، تضم القرى العربية التي هجر منها سكانها العرب، كما جرى بناء أحياء فوق أراضى دير ياسين ولفتا . ولقد أدى الارتفاع في عدد السكان إلى ازدياد النشاط العمراني في المدينة واتساع رقعتها. ففي نهاية الخمسينات تم البدء ببناء مركز حكومي جديد (هكرياه ) مقابل موقع الجامعة العبرية كمقر لرئاسة الوزراء ،ووزارتي المالية والداخلية، ثم وزارة العمل فيما بعد، كذلك إنشاء مبنى الكنيست على هضبة واقعة إلى الجنوب الشرقي من المكان، والى الجنوب منه أقيم المتحف الوطني الإسرائيلي ومؤسسات عديدة رسمية وعامة ودينية وأكاديمية، كما تم إنشاء مقابر للزعماء الروحيين الإسرائيليين في المدينة لتعزيز روحانية المدينة لدى الإسرائيليين، كما أقيم في المدينة العديد من الفنادق والمنشآت السياحية . برغم تلك الجهود التي بذلتها إسرائيل بقيت المدينة أشبه بمكانة العاصمة الثانية، حيث استنكرت غالبية دول العالم الإجراءات الإسرائيلية في القدس ورفضت التعامل مع القدس كعاصمة لدولة إسرائيل، حيث تمثل هذا الرفض في امتناع هذه الدول عن إقامة سفارتها لدى إسرائيل في القدس أو نقل بعثاتها، وكذلك رفضها لتقديم أوراق سفرائها لدى إسرائيل في القدس . علاوة على معارضة المجتمع الدولي لهذه السياسة اعترضت إسرائيل مصاعب داخلية تتعلق بوضع المدينة كمركز ديني وروحي ،ووضعها الجغرافي الاقتصادي على خطوط الهدنة، فبعد مرور تسعة عشر عاما على احتلالها واتخاذ عدد من القرارات بتحويلها إلى مركز إداري، لم تستطع الحكومات المتعاقبة تنفيذ هذه القرارات، وبقيت الوزارات الرسمية في تل أبيب واكتفت بمكاتب رمزية لها في القدس وعللت الأوساط الإسرائيلية ذلك بكون المدينة تجابه ظروفا جغرافية وطبوغرافية تؤثر في تطورها الاقتصادي، حيث أنها لا تقع في وسط إسرائيل ورغم التحسينات الكبرى التي طرأت على الطرق وشبكات المواصلات إلا إنها ما زالت تفتقر إلى الربط السريع بمراكز إسرائيل الأخرى، ومن أجل ذلك لا تبدو القدس وكأنها قادرة على جذب الاقتصاد إليها . ملكية الأراضي في القدس الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية 33.9% ملكية للعرب 30.04% ملكية لليهود 15.21% ملكية المؤسسات الأوروبية والمسيحية 21.06% حكومية وبلدية وطرقات احتلال القدس الشرقية وضمها 1967 مع اندلاع حرب حزيران 1967 أتيحت الفرصة الملائمة لإسرائيل لاحتلال بقية المدينة، ففي صبيحة السابع من حزيران /يونيو 1967 بادر مناحيم بيغين الوزير بلا وزارة في حكومة التكتل الوطني التي شكلت عشية الحرب باقتحام المدينة القديمة، حيث تم الاستيلاء عليها بعد ظهر اليوم نفسه وعلى الفور أقيمت إدارة عسكرية للضفة الغربية ترأسها الجنرال “حاييم هيرتسوغ” الذي كان حاكما عسكريا للمنطقة منذ سنة1963 ،عندما قام الجيش الإسرائيلي بتنظيم وحدات الحكم العسكري لادارة المناطق التي تحتلها إسرائيل في حالة نشوب حرب . وقد جعل “هيرتسوغ” من فندق امباسادور في القدس الشرقية مقرا لقيادته، وتم تعيين إدارة عسكرية للمدينة تتألف من “شلومو لاهط ” حاكما عسكريا و”يعقوب سلمان” نائبا له، ووضعت تحت قيادتها قوات كبيرة تألفت من لواء مظلي وكتيبتي مشاة وكتيبة حرس حدود وكتيبتي هندسة ،وكتيبتي مدفعية، لاحكام السيطرة الكاملة على المدينة . لقد كانت النوايا الإسرائيلية تجاه المدينة المقدسة تتمحور حول تهجير أكبر عدد ممكن من سكانها العرب لتسهيل السيطرة عليها وابتلاعها، وبالفعل كان أول عمل للاحتلال الإسرائيلي في المدينة مباشرة بعد احتلاها هو هدم حي المغاربة المحاذي لحائط المبكى، كان ذلك بناء على أوامر تلقاها لاهط من دايان قبل وصوله القدس ،وبعد أن رفض السكان إخلاء بيوتهم قال “ايتان موشيه ” المكلف بتنفيذ العملية ” إن اكف الجرافات ستقنعهم بذلك” وتم الهدم تحت جنح الظلام ولم تقتصر عملية الهدم على الحي فقط بل طالت مباني اضافية ومواقع مقدسة منها مسجد البراق وقبر الشيخ ، أما سكان حي المغاربة فقد نقلوا إلى بيوت في أحياء أخرى من القدس الشرقية ،مثل الحي اليهودي الذي هجره سكانه اليهود ابان حرب 1948 . إن احتلال المدينة كان أمراً في غاية البشاعة فقد كانت سمة هذا الاحتلال العنف والإرهاب، حيث كان يتم اعتقال المئات من السكان وترويع الآخرين في عمليات اقتحام الجنود المسلحين للمنازل وتفتيشها وتحطيمها وسلب الثمين منها، كذلك تجميع البالغين من الرجال وإجبارهم على رفع أيديهم أمام الجدران والتحقيق معهم ثم سوقهم إلى نقاط تجمع من خلال الإيحاء بأنهم ذاهبون إلى الموت وفي غضون ذلك كان أمامهم طرح آخر بديل يتمثل بالسماح لهؤلاء السكان بالالتحاق بأفراد عائلاتهم في الضفة الشرقية بعد وضع سيارات النقل تحت تصرف المعنيين بالرحيل بعد توقيعهم على وثيقة تشير إلى تركهم للمدينة طوعا وكل هذا كان ينصب تحت سياسة “تفريغ المدينة من سكانها الأصليين ، كما بدأت إلى جانب ذلك عمليات السطو على البيوت والمحلات التجارية من قبل العصابات الصهيونية والجيش . ولم تقتصر عملية الهدم على حي المغاربة فقط بل طالت ثلاث قرى أخرى في منطقة اللطرون القريبة من القدس هي (بيت نوبا ، عمواس ، يالون ) تم هدمها جميعا وطرد سكانها العرب منها، وكان ذلك بعد انتهاء القتال بأيام قليلة . إن هذه الأعمال وغيرها التي تعرضت وما زالت تتعرض لها مدينة القدس لا تعدو سوى دلائل على النوايا الإسرائيلية تجاه القدس، فخلال الأسابيع الثلاثة التي تلت الاحتلال وقبل ضم المدينة رسميا قامت السلطات الإسرائيلية بدمج شطري المدينة من خلال إزالة بوابة “مندلباوم” التي شكلت بوابة العبور بين شطري المدينة ما بين سنتي 1949-1967 جنبا إلى جنب مع بقية إشارات خط وقف إطلاق النار القديم، كما تم توحيد شبكات البنى التحتية بين شطري المدينة، وساهمت بلدية القدس الغربية بشكل فعال في جميع هذه الإجراءات على الرغم من كون المدينة خاضعة للحكم العسكري وتنطبق عليها قواعد القانون الدولي للمناطق الخاضعة للاحتلال . إجراءات الضم الإسرائيلية للقدس الشرقية بعدما أحكمت إسرائيل سيطرتها العسكرية على المدينة وقيامها بإجراءات غير شرعية لضم المدينة عمليا تمهيدا لتهويدها كليا . و بعد توقف القتال في مدينة القدس ، كانت مسألة الضم القانوني موضع بحث بين الوزراء في وزارة العدل الإسرائيلية منذ 9 حزيران /يونيو 1967 ، ولم يكن من السهل لأول وهلة ، إصدار تشريع بهذا الشأن، نظراً لعدم وجود حدود دولية معترف بها لدولة إسرائيل، ومن ناحية أخرى يتناقض مثل هذا الضم غير الشرعي مع القانون الدولي. لذلك كان هناك تباين في الآراء بين أعضاء حكومة إسرائيل، ولكن هذا التباين في الآراء لم يكن لحسابات خارجية أو قانونية ، بل اقتصر الخلاف على كيفية الضم وليس المضمون . ففي حين حاولت وزارة العدل الامتناع عن العمل على إصدار تشريع لهذا الغرض مكتفية بدلاً من ذلك بإجراءات إدارية لا تثير إصداء كبيرة، ظهر في الحكومة رأي آخر يطالب بالقيام بذلك عن طريق نشر أمر توسيع حدود بلدية القدس في الجريدة الرسمية بقرار من وزير الداخلية ، واتخذ فريق ثالث من الوزراء بينهم رئيس الحكومة “ليفي اشكول “والوزير بلا وزارة ” مناحيم بيغن” ، موقفا يطالب بضم القدس بواسطة تشريع خاص في الكنيست، ولكن هذا الفريق تراجع عن موقفه بعد أن أوضحت له غالبية الوزراء أن سن قانون خاص يفرض السيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية وحدها سيفسر تنازل مسبق لضم مناطق إضافية إلى الدولة في المستقبل. وفي النهاية تم الاتفاق على أن تكلف لجنة وزارية خاصة لبلورة اقتراح لتسوية الوضع القانوني والإداري للقدس الموحدة غير أنه أريد لضم القدس أن يكون من خلال السلطة التشريعية في الدولة وليس من قبل السلطة التنفيذية ،لذلك تم اختيار قانون أنظمة السلطة والقضاء 5708-1948 وهذا القانون هو أول تشريع اقره مجلس إسرائيل المؤقت بعد إعلان قيامها لضمان الاستمرارية القانونية في المناطق التي اعتبرت آنذاك دولة إسرائيل أو تلك التي تحتلها أو تضمها ، وتقرر أن يستخدم هذا القانون ويسند إليه التشريع الجديد لضم القدس عن طريق إضافة مادة واحدة إليه وهي المادة (11) أ، وتنص على أن يسري قانون الدولة وقضائها و إدارتها على كل مساحة من أرض إسرائيل حددتها الحكومة بمرسوم ،وبهذا منحت إسرائيل نفسها ضم أي جزء إليها و بتاريخ 28/6/1967 أصدرت الحكومة استنادا إلى هذا القانون مرسوما بشأن سريان قانون الدولة وقضائها وإداراتها على مساحة تبلغ 69.990 دونما ، تضم القدس القديمة بأكملها ومناطق واسعة محيطة بها ، تمتد من صور باهر في الجنوب إلى مطار قلندية في الشمال، وكان المسطح البلدي لمدينة القدس في ذلك الوقت يقع ضمن مساحة قدرها 37.200 دونم أصبحت بعد عملية الضم ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الاحتلال . لقد كان الهدف من ذلك ضم أكبر مساحة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب للمحافظة على أكثرية يهودية في المدينة . لقد كان ” قانون أنظمة السلطة والقضاء ” المشار إليه سابقاً، كافيا لتخويل الحكومة تطبيق القانون والقضاء والإدارة على المنطقة المشار إليها ، ولكنه لم يكن كافيا لالحاق هذه المنطقه بصلاحية مجلس بلدية القدس اليهودية ، فقانون البلديات البريطاني لسنة 1934 ينص على إجراء استفتاء لسكان المنطقة المراد ضمها، ولتلافي ذلك أقرت الكنيست في الجلسة نفسها يوم 27 حزيران (يونيو ) 1967 التعديل الجديد لقانون البلديات رقم 6 لسنة 5727-1967 ، يسمح للوزير بحسب تقديره ودون إجراء أي تحقيق أن يصدر اعلانا يوسع فيه منطقة اختصاص بلدية ما بواسطة ضم مساحة تحددت في مرسوم صادر، وفي اليوم التالي لإقرار هذا التعديل نشر وزير الداخلية إعلانا في الجريدة الرسمية بشأن توسيع “حدود بلدية القدس” ضمت بموجبه كامل المنطقة التي حددتها الحكومة سابقا بمرسوم إلى منطقة بلدية القدس ووضعت تحت إشراف مجلس البلدية الإسرائيلي . وفي اليوم التالي الذي تمت فيه المصادقة على هذين القانونين، اقرت الكنيست تشريعا ثالثا اعتبرته السلطات الإسرائيلية مكملا لها ، هو قانون المحافظة على الأماكن المقدسة 7527-1967 . وعلى الرغم من أن هذه القوانين كانت كافية لحل مسألة السيطرة الإسرائيلية على القدس العربية وضمها إلى إسرائيل وإلحاقها بمنطقة صلاحية بلدية القدس الغربية ، إلا أن الكنيست الاسرائيلية عادت واقرت في 30 تموز /يوليو 1980 وأقر بشكل استثنائي قانونا جديدا عرف باسم ” قانون أساسي ” : القدس عاصمة إسرائيل 5841-1980 . وكانت قد تقدمت بهذا المشروع النائبة ” غيئولا كوهين ” والتي كانت عضوا في المنظمة الإرهابية ليحي “عصابة شتيرن” قبل قيام إسرائيل، ومن ثم عضوا في “حزب حيروت” وبعده الليكود . و شكلت قوانين الضم هذه أساسا لقوانين أخرى وإجراءات عملية تهدف إلى ابتلاع المدينة وتعزيز السيطرة عليها، وكذلك المناطق المجاورة لها ، لقد تم ذلك من خلال وسائل عديدة تمثلت في التضييق على السكان العرب الأصليين لافراغ المدينة منهم ، هذا عدا عن مصادرة الأراضي و إقامة التجمعات الاستيطانية . وعلى الصعيد الإداري المحلي ،فقد كان أول إجراء هو تصفية القضاء والإدارة العربيين ،وتمثل ذلك في أمر صادر عن الحكم العسكري بحل بلدية القدس العربية . لقد أثارت عملية ضم المدينة مشاكل قانونية وحقوقية معقدة إزاء السكان العرب في المدينة، وأخذت هذه المشاكل تتفاقم مع تعميق إجراءات الضم، الأمر الذي استدعى إصدار عدد من التشريعات الجديدة التي تتوافق مع الإجراءات الاحتلالية . ولعل أولى تلك القضايا كانت مشكلة العرب المقدسيين من حيث علاقتهم بالقوانين الإسرائيلية حيث تم اعتبار سكان المدينة العرب من “سكان ” إسرائيل لا من مواطنيها وامتنعت السلطات الإسرائيلية عن منحهم الجنسية، و كذلك منعهم من المشاركة في الانتخابات العامة، بينما سمحت لهم بالاشتراك في الانتخابات البلدية لمدينة القدس فقط والتي قاطعها السكان العرب . أما عن الإجراءات وردود الفعل التي اتخذها المواطنون العرب احتجاجا على سياسة الضم ومعارضتهم لها ، فتمثلت بالتالي : لقد لاقت إجراءات الضم معارضة ومقاومة شديدتين من قبل سكان المدينة، حيث رفض مجلس أمانة المدينة هذه الإجراءات، ورفض أعضاءه الانضمام إلى مجلس البلدية الإسرائيلي وجاء رد أعضاء مجلس أمانة القدس على الدعوة التي وجهت إليهم بهذا الخصوص أنه: 1. لما كان مجرد البحث -من وجهة نظرنا العربية – في الانضمام إلى مجلس بلدية القدس تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، وعلى الوجه الذي أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية ،هو بمثابة اعتراف رسمي منا بقبول مبدأ ضم القدس العربية إلى القطاع الذي تحتله إسرائيل من القدس الأمر الذي لا نسلم به كأمر واقع ولا نقره ،ونعتبره مخالفا لميثاق هيئة الأمم المتحدة ولقراريها في جلستها الاستثنائية الأخيرة ومخالفا للقانون الدولي العام ونعتبره كذلك إجراء غير مشروع ونطالب بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه الحال قبل 5/6/1967 م . 2. وبناء على ذلك تجدوننا آسفين لعدم تلبية الدعوة لمقابلتكم والتحدث معكم بهذا الشأن. ومن مظاهر الرفض والاستنكار من قبل السكان العرب في المدينة أيضا إرسال زعماء ورجال دين ووجهاء في القدس وفلسطين مذكرة إلى الحاكم العسكري للضفة الغربية ترفض إجراءات الضم والممارسات الإسرائيلية، وأعلنوا عن تشكيل “هيئة إسلامية تتولى رعاية الشؤون الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس إلى أن يزول الاحتلال . ومع تزايد المعارضة الوطنية لإجراء الضم وخصوصاً على المستوى الجماهيري، أصبح التعبيرعن هذا الرفض يتعدى الاحتجاج والاستنكار إلى المقاومة المسلحة،حيث قرر الاحتلال الإسرائيلي الرد بمختلف الوسائل على المقاومة و بدأ بالتدخل في الشؤون الدينية الداخلية والنفي و الإبعاد ، وتطورت أشكال الردع أمام استمرار المقاومة، حتى تم اتباع سياسة احتلالية اكثر تطرفا و تمثل أبرزها في نسف المنازل والاعتقال الجماعي وفرض منع التجوال ومصادرة الممتلكات وإغلاق البيوت وغيرها . الجدول التالي يوضح انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود في القدس منذ بداية الاحتلال البريطاني 1917م السنة عرب مسلمون ومسيحيون يهود أجانب 1917 94% 4% 2% 1947 84% 14% 2% 1967 25% 73% 2% 1979 14% 84% 2% المصدر : سمير جريس: القدس ،مؤسسة الدراسات الفلسطينية ،بيروت ، 1981م جدول يوضح عدد السكان في القدس منذ عام 1967 -1979 (بآلاف ) السنة العرب اليهود 1967 68.580 211.710 1971 79.100 237.300 1976 100.300 282.200 1979 110.800 305.000 المصدر : سمير جريس ، مصدر سابق جدول تابع السنة العرب اليهود المجموع 1983 126.100 347.700 473.800 1990 151.100 427.366 578.400 1994 172.800 473.200 646.000 المصدر : د.نعيم بارود ، الوضع الجيوستراتيجي لمدينة القدس ، الجامعة الإسلامية غزة 1999. جدول يوضح عدد السكان العرب المقدر في القدس في منتصف العام 1998 – 2010 السنة عدد السكان العرب في القدس 1998 331.553 2000 354.417 2001 367.003 2005 422.222 2010 496.445 المصدر : الجهاز المركزي للإحصاء الفلطسيني ، القدس 1998 . المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس أليات الطرد الصامت أولا / آليات الطرد الصامت (عبر سياسة التخطيط السكاني ) لجأت إسرائيل منذ اليوم الأول لاحتلالها القدس الشرقية إلى وضع سياسة سكانية مجحفة بحق الفلسطينيين، اعتمدت على مواقف الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة والتي وضعت أسسها حكومة حزب العمل منذ عام 1967 منطلقة من مبدأ تحجيم وتقليص عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد على 24% من النسبة العامة لسكان القدس بشطريها. وفي عام 1992 شكلت وزارة الداخلية الإسرائيلية لجنة للتحقيق في ضم أراضى تقع شرقي المدينة، حيث أكدت هذه اللجنة على إبقاء النسب السكانية التي حددت في العام 1967م وبناء على نفس التقرير الذي قدمته لجنة “كبرسكي ” لوزارة الداخلية فان نسبة اليهود في القدس ستصل إلى 77% من الحجم العام للسكان في عام 2020م وذلك بالعمل على زيادة عدد المستوطنين اليهود داخل حدود البلدية جنبا إلى جنب مع زيادة الاستيطان في المستوطنات المحيطة بالمدينة التي تقع خارج حدودها الحالية . الهجرة الجدول التالي يوضح وضع المهاجرين العرب من مدينة القدس بسبب الإجراءات الإسرائيلية حتى عام 1993 . 16.917 هجرة من القدس إلى خارج البلاد منذ عام 1967 12.080 هجرة من القدس إلى خارج حدودها البلدية 7.630 كانوا خارج البلاد عندما وقع الاحتلال عام 1967 وعليه لم يشملهم الإحصاء الإسرائيلي ولم يحصلوا على حق المواطنة في القدس منذ ذلك الحين . المصدر : جامعة بيرزيت مركز دراسات وتوثيق المجتمع 1998 ثانيا : سياسة تضييق الخناق على السكان العرب : اتبعت سلطات الاحتلال مجموعة من الإجراءات التعسفية ضد السكان العرب بهدف تقليص تنامي هؤلاء السكان ولعل أهم هذه الإجراءات هي : 1. تحديد حجم وأماكن رخص البناء : لقد عملت السلطات الإسرائيلية وفق سياسة تجميد البناء العربي داخل الحدود البلدية ولضمان ذلك ماطلت في إعداد مخططات هيكلية للمدينة والتي بدونها لا يسمح قانونيا بالبناء . لكن في عام 1970 وبموجب خارطة هيكلية جزئية شملت البلدية القديمة والمناطق المحاذية مثل الطور ووادي الجوز ، وسلوان ، والثوري ، رأس العمود ، والمنطقة الجنوبية من القدس ” بمساحة اجمالية قدرها 10800 دونم . فقد أعطيت لأول مرة منذ الاحتلال رخص تسمح للعرب بالبناء ولم يزد عدد هذه الرخص عن 50 رخصة فقط و أمام الضغط الناتج عن هذه السياسة اضطرت البلدية إلى إحداث تغيير راديكالي عام 1971 ومنحت العرب نحو 400 رخصة مقابل 7000 رخصة منحت لاقامة شقق سكنية للمستوطنين اليهود بالقسم الشرقي من المدينة . الجدول التالي يبين عدد الحيازات المنزلية للعرب بالقدس الشرقية المكان 1972 1983 البلدة القديمة 4000 4500 بيت حنينيا /شعفاط 2300 4600 العيسوية /الطور 1900 3300 الشيخ جراح /باب الساهرة 1100 1400 سلوان /الثورى 2500 3300 عرب السواحرة / صور باهر / بيت صفافا 1400 3300 المجموع 13200 20400 السكان وللوصول إلى هدف تحجيم وتقليص التواجد السكاني الفلسطيني في المدينة فقد أوجدت سلطات الاحتلال نظاما قهريا فيما يتعلق بسياسة ترخيص المباني السكانية وغيرها، وحصرتها بصورة غير مباشرة في التقدم بطلبات رخص فردية للبناء وإخضاعها لسلم بيروقراطي وظيفي مشدد بحيث تمضي سنوات قبل أن تصل إلى مراحلها النهائية وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية المعنية بالإسكان في القدس الشرقية قد وافقت على 30.000 وحدة سكنية للمستوطنين في أيلول عام 1993 م إلى أنها لم تعط التراخيص اللازمة لبناء 10.000 وحدة سكنية للفلسطينيين، برغم إقرار بلدية القدس في عام1980 م بان فلسطيني القدس بحاجة ماسة لبناء 18.000 وحدة سكنية فورا . ومن ناحية أخرى لقد وظف الاحتلال عدة اتجاهات أخرى في هذا الجانب أهمها عدم السماح بارتفاع المباني العربية في القدس الشرقية لأكثر من طابقين أو ثلاثة مما يحد من إمكانيات التوسع العمراني العمودي . وأمام النقص المتزايد في إعداد الشقق المتاحة للسكان العرب داخل حدود البلدية لم يكن هناك مفر سوى البحث عن مساكن خارج الحدود البلدية أما بالضواحي المجاورة للمدينة أو في المدن الأخرى مثل رام الله والبيرة، وهكذا فان هذا الاتجاه يحقق بصورة غير مباشرة أحد الأهداف التي خططت لها إسرائيل في مسألة التهويد . وإزاء مشكلة تسجيل السكان الذين يهاجرون من المدينة المقدسة قسرا ،بسبب الإجراءات الإسرائيلية بمنع البناء رد “كوليك ” رئيس بلدية القدس السابق في مقابلة مع جريدة الأنباء الإسرائيلية بتاريخ 15/8/ 1980 “إن الجهات المختصة لم تأخذ حتى الآن بطاقة هوية من أحد ،وقد توصلت البلدية إلى اتفاق مع المسؤولين في وزارة الداخلية، وتم الحصول على قرار حكومي بعدم المس مواطن عربي يضطر للبحث عن حل للضائقة السكنية خارج حدود المدينة ” . وبخلاف مشكلة ترخيص البناء يعاني السكان العرب وخاصة الأزواج الشابة من مشكلة الحصول على سكن حيث لا يكون بوسعهم سوى الهجرة من المدينة إلى المناطق المجاورة وتحتدم المشكلة إذا كانت الزوجة لا تحمل هوية القدس بحيث لا يسمح لها بالإقامة في المدينة مما يعزز مسألة الهجرة لدى الأزواج الشابة ويحد ذلك من النمو الطبيعي للسكان العرب . المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية لقد تم انتهاج سياسة كان بموجبها وضع أراضى فلسطينية صالحة للبناء والتوسع العمراني تحت بند المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية وحرمان الفلسطينيين من استخدامها لأغراضهم السكنية، في الوقت ذاته يتم استغلال هذه الأراضي لبناء وحدات سكنية استيطانية بشكل مكثف عليها بعد أن تتم مصادرتها . ولربما أوضح مثال على ذلك هو مصادرة أراضى جبل أبو غنيم جنوبي مدينة القدس الذي يمتلكه فلسطينيون من بيت ساحور وأم طوبا ، وتبلغ مساحته 1850دونما كانت قد أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية مناطق خضراء تابعة لأراضي الدولة اليهودية ومؤخرا أعلنت عن موافقتها على إتاحة إقامة حي استيطاني عليه يستوطنه 45.000 مستوطن، في حين أن سكان أم طوبا الفلسطينيين والأحياء الفلسطينية الأخرى تعاني من ضائقة سكنية فعلية يحرمون من التوسع عليه، ومع بدء تنفيذ البناء الاستيطاني على الجبل فان الحزام الاستيطاني حول القدس من الجنوب سوف يكتمل ليشكل حزاما عازلاً بين جنوب الضفة الغربية ومدينة القدس . الأراضي في القدس الشرقية 39158 دونم خارج التنظيم ( مناطق خضراء ، طرق ،مغلقة أمنيا) احتياطي للتوسع ، البناء الإسرائيلي 21738 دونم أراضى مصادرة أقيم عليها 15 مستعمرة وحيا يهودية استيطانيا ، بلغ مجموع مساحته مخططاتها 18769 دونما 9504 دونم مخصصة للبناء العربي 70400 دونم المجموع المصدر : جامعة بيرزيت، مصدر سابق سياسة هدم وإغلاق المنازل لقد انتهجت سلطات الاحتلال سياسة هدم وإغلاق المنازل، الفلسطينية في القدس، إضافة للأساليب السابقة ولأجل الأهداف نفسها (بحجة البناء بدون ترخيص) وفي أغلب الأحيان لأسباب سياسية، ما أدى إلى إبقاء 21.000 نسمة في ظروف معيشية صعبة في القدس تعيش إما في كهوف أو أكواخ خشبية أو خيام، وإذا استطاع هؤلاء الأفراد من بناء منازلهم مرة أخرى فسيعرضهم ذلك إلى هدمها مرة أخرى لأن الأراضي التي بنيت عليها أراضى فلسطينية أخضعتها إسرائيل لمناطق تخطيط وبناء للأحياء الاستيطانية أو تعلن عنها مناطق خضراء، فقد أعلنت سلطات الاحتلال عن 86% من أراضى القدس الشرقية العربية إما مناطق استيطان أو أراضى خضراء، أبقت على 14% فقط من المساحة الكلية للتوسع الفلسطيني المقدسي، والتي تم البناء عليها في الغالبية الساحقة . الجدول التالي يوضح عدد البيوت المهدومة في القدس ما بين 1967- 1980 السنة القدس الشرقية 1967 64 1968 66 1969 73 1970 94 1971 127 1972 22 1973 10 1974 26 1975 31 1976 8 1977 – 1978 – 1979 3 1980 4 المجموع 548 الاستيطان لقد اتبعت إسرائيل سياسة استراتيجية استيطانية تلقى ببؤر استيطانها داخل المدينة من ناحية ومن ناحية أخرى تلتف خيوطها الاستيطانية حول المدينة بهدف محاصرة التجمعات الفلسطينية والحد من نموها وعزلها عن بعضها كوحدة جغرافية واحدة وكذلك فصلها عن الضفة الغربية . ومن الملاحظ أن الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس الغربية وقطاعات المستوطنين كثفوا من نشاطاتهم الاستيطانية على أراضى القدس في مطلع التسعينات بهدف فرض أمر واقع على المدينة، والتقليل من فرص التسوية السلمية حول القدس . الجدول التالي يوضح حجم الأراضي المصادرة في القدس وفق سنة وقرار المصادرة منذ عام 1967-1991 . السنة المساحة بالدونمات الموقع 1967 116 البلدة القديمة( حارة المغاربة ، حارة الشرف ، حارة النبي داود ، حي الميدان ،حي السريان). 1968 3345 الشيخ جراح ، أرض السمار ، واد الجوز ، خلة نوح 1970 4840 بيت اكسا ، لفتا ، شعفاط 2240 صور باهر 2700 بيت جالا ، بيت صفافا ، شرفات 470 بيت حنينا 1200 قلنديا ، بيت حنينا 230 حول السور القديم 1980 40 بيت صفافا 600 بيت حنينا 3800 بيت حنينا ، حزما ، عناتا 1982 137 قلنديا 1990 1850 بيت ساحور ، صور باهر 1991 170 بيت صفافا الضرائب الضرائب البلدية على العقارات والأملاك استكمالا للإجراءات الإسرائيلية التي تفرضها على المقدسيين من أجل التهجير،عملت بلدية وسلطات الاحتلال على فرص ضرائب عديدة إضافية غير مبررة مع أنها غير قانونية أصلا طبقا للقوانين الدولية واتفاقية جنيف باعتبار القدس العربية أراضي محتلة لقد قامت سلطات الاحتلال بفرض ضريبة “الارنونا ” على المواطنين المقدسيين حيث أدرج 55% من الفلسطينيين في القدس في سجل دافعي الضريبة، ومصنفين من فئة الدافعين من الدرجة الأولى، بالمقابل فان الحكومة والبلدية تشجيعا للمستوطنين تقومان بإعفاء المستوطن الذين يرغب في الاستيطان في القدس الشرقية لمدة خمس سنوات، وبعد ذلك يتم دفع شئ رمزي عن كل سنة ، في حين يدفع الفلسطينيون 26% من إجمالي مبلغ الضريبة المدفوعة في القدس بشطريها، وبالمقابل لا تصرف منها على المناطق العربية سوى أقل من 5% . هذا بالإضافة إلى عوامل وممارسات أخرى عديدة نذكر منها الطوق العسكري المفروض على القدس والذي بموجبه يمنع دخول فلسطينيي الضفة وغزة إلى القدس بدون استصدار تصريح خاص من الإدارة المدنية العسكرية الإسرائيلية ،حيث أقيمت على مداخل ومعابر القدس حواجز عسكرية ثابتة ونقاط تفتيش، وبموجب أوامر عسكرية تم تقليص عدد الفلسطينيين الزائرين للمدينة إلى أدنى حد ، حيث ضربت هذه السياسة الوجود الفلسطيني في القدس، إذ استطاعت عزلها وتحويلها إلى كنتون فلسطيني صغير يتعرض لكافة الضغوط ناهيك عن التأثير الاقتصادي السلبي على الفرد والمؤسسات الاقتصادية، هذا عدا التأثيرات الأخرى المتعلقة بالنواحي الاجتماعية والتعليمية التي وصلت أدنى حد لها . الأهمية الدينية للمدينة من يدرس الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في مدينة القدس يتعرف على تاريخ المنطقة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية فهي المرآة التي عكست حضارة الشعوب التي أمتها على مر العصور. ولعل هذه المدينة والتي تعد من أقدم وأقدس المدن على ظهر الأرض والتي تمثل الروح بالنسبة للديانات الثلاث كانت محط أنظار البشرية منذ العصور الأولى، فهي مهد المسيحية وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة للإسلام . فلا عجب أن يسطر التاريخ أعظم المعارك والملاحم البطولية التي عرفها العرب والمسلمون على أرض فلسطين ومن أجل القدس (عين جالوت واليرموك وحطين واجنادين ) فضلا عن عشرات المعارك والحروب التاريخية قبل الإسلام سواء كانت معارك محلية أم وثنية . الأماكن الإسلامية : مدينة القدس حافلة بالمباني الأثرية الإسلامية، حيث يوجد بها حوالي مائة بناء أثري منها المساجد والمدارس والزوايا والتكايا والترب والربط والتحصينات والعديد من المباني التي ذكرت في كتب التاريخ وقد زالت معالمها . لقد أظهر الإسلام تعلقه واهتمامه بهذه المدينة منذ نشأته، نظرا لأهميتها وقيمتها الدينيتين في العقيدة الإسلامية، لهذا اهتم الملوك والولاة المسلمون على مر العصور بتشييد المباني الفخمة المزينة بالنقوش والزخارف الجميلة وإنشاء المباني العامة لخدمة الحجيج والمتعبدين والمقيمين بجوار المسجد بهدف نيل الخير الجزاء من الله سبحانه وتعالى. 1.المسجد الأقصى : يقع مبنى المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف الذي تبلغ مساحته 150 دونما، أما مساحة مبنى المسجد الأقصى فتبلغ 4500 متر مربع، شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي، و أتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م، ويبلغ طوله 80 مترا، وعرضه 55 مترا، ويقوم الآن على 53 عمودا من الرخام و 49 سارية مربعة الشكل وكانت أبوابه زمن الأمويين مصفحة بالذهب والفضة، ولكن أبا جعفر المنصور أمر بخلعها وصرفها دنانير تنفق على المسجد، وفي أوائل القرن الحادي عشر أصلحت بعض أجزائه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 1599 جعلوا قسما منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكنا لفرسان الهيكل، ومستودعا لذخائرهم، ولكن صلاح الدين الأيوبي عندما استرد القدس الشريف منهم أمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه وكسا قبته بالفسيفساء ووضع منبرا مرصعا بالعاج مصنوع من خشب الأرز والأبنوس على يمين المحراب، وبقى حتى تاريخ 12/8/1969 وهو التاريخ الذي تم فيه إحراق المسجد الأقصى من قبل يهودي يدعى “روهان ” ، حيث بلغ الجزء المحترق من المسجد 1500 م بما يعادل ثلث مساحة المسجد الإجمالية . أبواب الحرم : الأبواب المفتوحة : 1. باب الأسباط 2. باب حطة 3. باب شرف الأنبياء 4. باب الغوانمة 5. باب الناظرة 6. باب الحديد 7. باب القطانين 8. باب المتوضأ 9. باب السلسلة 10. باب المغاربة الأبواب المغلقة : 1. باب السكنية 2. باب الرحمة 3. باب التوبة 4. باب البراق النوافذ : النوافذ عددها 137 نافذة كبيرة من الزجاج الملون. القباب والمآذن : 1. قبة السلسة 2. قبة المعراج 3. قبة محراب النبي 4. قبة يوسف 5. قبة الشيخ الخليلي 6. قبة الخضر 7. قبة موسى 8. قبة سليمان 9. القبة النحوية المآذن 1. مئذنة باب المغاربة 2. مئذنة باب السلسلة 3. مئذنة باب الغوانمة 4. مئذنة باب الاسباط أروقة المسجد : 1. الرواق الممتد من باب حطة إلى باب شرف الأنبياء (باب فيصل 2. الرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء . 3. الرواقان السفليان اللذان تحت دار النيابة شمال الحرم من الغرب . 4. رواقان فوقهما مسجدان . 5. الأروقة الغربية ( وتمتد من باب الغوانمة إلى بابا المغاربة ) . 6. الرواق الممتد من باب الغوانمة إلى باب الناظر . 7. الرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانين . 8. الرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة . 9. الرواق الممتد من باب القطانين إلى باب المغاربة . الأسبلة : 1. قد أنشئت سبل عديدة في جوانب الحرم للوضوء والشرب أكبرها 2. سبيل قايتباي 3. سبيل شعلان 4. سبيل باب الحبس 5. سبيل البديري 6. سبيل قاسم باشا الزوايا 1.الزوايا النقشبندية : وسميت بالأزبكية وتقع في حارة الواد بالقرب من زوايا الحرم الشمالية الغربية وعلى بعد بضعة أمتار من باب الغوانمة، بناها مؤسس الطريقة النقشبندية الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند البخاري فوق ارض اشتراها لإيواء الغرباء و إطعام الفقراء من مسلمي بخارى وجاوة وتركستان ، سنة (1025هـ –1616 م ) وقد أضيف إليها فيما بعد بعض الغرف يوم تولاها الشيخ حسن بن الشيــخ محمـــــد الصالـح الأزبكي (1144هـ – 1731م). 2.زاوية الهنود : أسسها بابا فريد شكر كنج من مسلمي الهند، وقد جاء إلى بيت المقدس قبل أربعة قرون بقصد العبادة، وهي واقعة في شمال المدينة بداخل السور عند باب الساهرة وفيها مسجد ولها وقف باب حطة . 3.الزاوية الادهمية : وتقع هذه الزاوية إلى الشمال خارج السور على بعد مائتي متر منه بين باب العمود وباب الساهرة . 4.زاوية الشيخ جراح : وتقع في حي الشيخ جراح وبها مسجد أوقفها الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين عيسى الجراحي أحد أمراء الملك صلاح الدين ،توفي في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بزاويته المذكورة . 5.الزاوية الرفاعية : وتسمى أيضا بزاوية (أبي السعود ) سميت بذلك لأن أكثر المنتمين إليها من العائلة المعروفة بآل أبي السعود وتقع بداخل الحرم القدسي إلى الشمال تحت مئذنة باب الغوانمة . 6.الزاوية اللؤلؤية : أوقفها” بدر الدين لؤلؤ غازي “وتقع بباب العمود داخل السور . 7..الزاوية البسطامية : أقيمت قبل سنة ( 770هـ-1368م ) أوقفها الشيخ عبد الله البسطامي وتقع في حارة المشارقة . 8.الزاوية القادرية : وسميت بزاوية (الأفغان ) أيضا لكثرة المنتمين إليها منهم وتقع في حارة الواد على بعد بضعة أمتار من الزاوية النقشبندية إلى الجنوب الغربي . 9.الزاوية المولوية : تقع في حارة السعدية ويقيم فيها المؤيدون لهذه الطريقة حيث دخلت هذه الطريقة بيت المقدس في أوائل الحكم العثماني (925هـ – 1519م ) . 10.زاوية الخانكي : تقع هذه الزاوية في حارة النصارى ، سميت ( بالخانقاه الصلاحية )، أسسها صلاح الدين سنة (585هـ- 1189م ) حيث كانت قبل ذلك التاريخ منزلا لبطاركة الروم الأرثوذكس ودارا للقس وقد أخذها منهم الصليبيون ولما استرد صلاح الدين القدس منهم أرجعها إلى أصحابها الأولين وهم (الروم )، كما ارجع إليهم ممتلكاتهم الأخرى التي كان الصليبيون قد أخذوها منهم ومنها دار البطركية وفي غضون ذلك وافق الروم أن يقتطع صلاح الدين من منزل القسس والبطاركة جانبا فنزل فيه مدة إقامته في القدس ثم جعله جامعا ورباطا للعلماء الصوفيين وصارت في الإسلام دارا للمجاهدين . 11.الزاوية الجيدية : وتقع في مقام النبي داود ،إلى الشمال من الضريح نفسه. 1. أبواب القدس : لمدينة القدس سبعة أبوب ما زالت مستعملة و أربع أبواب مغلقة وهي : أولا الأبواب المفتوحة : 1. باب العمود : يقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبا ويعود تاريخه إلى عهد السلطان (سليمان القانوني ) العثماني وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين ويؤدي بممر متعرج إلى داخل المدينة، أقيم فوق أنقاض باب يرجع إلى العهد الصليبي . ووجدت أثناء حفريات سنة 1936 وسنة 1966م بقايا بابين يعود أحدهما إلى زمن الإمبراطور (هادر يانوس ) الذي أسس مدينة “ايلياء كامبيتولينا ” ما بين سنوات 133-137 م) على أنقاض المدينة التي دمرها الإمبراطور طيطوس . أما الثاني هو ” هيرودوتس اغريباس ” في منتصف القرن الأول الميلادي وتظهر الكتابة فوق باب ” هادريانوس ” اسم المدنية الجديدة، والباب عبارة عن قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة القديمة المنحوتة نحتا ناعما والمزودة بإطار انعم نحتا وقد أضيف عمود داخل الباب في أيام الإمبراطور هادريانوس نفسه . ويظهر العمود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في” مأدبا ” وقد بقى هذا العمود حتى الفتح الإسلامي ولذلك سمى العرب الباب “باب العمود ” وكان يدعى من قبل باب دمشق لانه مخرج القوافل إليها . الساهرة : يقع إلى الجانب الشمالي من سور القدس على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العمود، وباب الساهرة بسيط البناء، حيث بنى ضمن برج مربع ،و يرجع إلى عهد السلطان سليمان العثماني وكذلك كان يعرف عند الغربيين باسم باب هيرودوتس . 3. باب الأسباط : وسمي أيضا بباب القديس اسطفان لدى الغربيين ويقع في الحائط الشرقي ويشبه في الشكل باب الساهرة، ويعود تاريخه أيضا إلى عهد السلطان سليمان العثماني . 4. باب المغاربة : يقع في الحائط الجنوبي لسور القدس ، وهو عبارة عن قوس قائمة ضمن برج مربع ، ويعتبر أصغر أبواب القدس . 5.باب النبي داود : عرف لدى الأجانب باسم باب صهيون فهو باب كبير منفرج يؤدى إلى ساحة داخل السور، وقد أنشأ في عهد السلطان سليمان عندما أعاد بناء سور المدينة . 6. باب الخليل : يقع باب الخليل في الحائط الغربي وسمي لدى الأجانب “بباب يافا “ 7. الباب الجديد : فتح في الجانب الشمالي للسور على مسافة كيلو متر تقريبا غربي باب العمود وهو حديث العهد يعود إلى أيام زيارة الإمبراطور الألماني(غليوم الثاني) لمدينـة القدس عـام 1898م. ثانيا : الأبواب المغلقة : 1. باب الرحمة : وسمى هذا الباب لدى الأجانب بالباب ” الذهبي ” لبهائه ورونقه ويقع على بعد 200 م جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرفي للسور ويعود هذا الباب إلى العصر الأموي. وهو باب مزدوج تعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثية ضخمة . وقد اغلق العثمانيون هذا الباب بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك، مألها أن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب، وهو من أجمل أبواب المدينة ويؤدي مباشرة إلى داخل الحرم . والأبواب الثلاثة المغلقة الأخرى تقع في الحائط الجنوبي من السور قرب الزاوية الجنوبية الشرقية وتؤدي جمعيها إلى داخل الحرم مباشرة و أولها ابتداء من زاوية السور الباب الواحد وتعلوه قوس، والباب المثلث وهو مؤلف من ثلاثة أبواب تعلو كلا منها قوس،والباب المزدوج وهو من بابين يعلو كل منهما سور، أنشئت هذه الأبواب الثلاثة في العهد الأموي عندما بنى الخليفة عبد الملك بن مروان قبة الصخرة . مسجد قبة الصخرة: بدأ العمل ببناء مسجد الصخرة في عام (66هـ – 685 م ) بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث تم رصد ريع خراج مصر على مدار سبع سنوات لتغطية تكاليف نفقات البناء وتمويل المشروع . وبعد الانتهاء من العمل بقى من المبالغ المخصصة مائة ألف دينار أمر الخليفة بصهر النقود وتفريغها على القبة والأبواب فجاءت القبة آية في الإبداع باحتوائها على النحاس المطلي بالذهب . كما خلع على القبة أيضا كساء آخر ليقيها تقلبات الطقس وبرودة الشتاء إلا أن هذا الكساء أزيل في فترة ما من أواخر حكم العثمانيين. ويعتبر مسجد الصخرة تحفة هندسية معمارية لما تحويه جدرانه و أعمدته و أروقته وسقوفه وقبته من نقوش فسيفسائية ومنحوتات فنية دفعت بالكثير من الباحثين الأجانب إلى اعتباره أجمل بناء في العالم بأسره وقد سمي المسجد بمسجد الصخرة المشرفة نسبة إلى الصخرة الجرداء التي تتوسط المسجد والتي يعتقد أنها تبعت الرسول إلى السماء في رحلة المعراج ولكنه أوقفها. 4.مسجد عمر بن الخطاب : عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب القدس فاتحا لها في عام ( 15هـ – 636م ) وبينما كان لا يزال داخل كنيسة القيامة أذن المؤذن للصلاة فدعا البطريرك “صفرونيوس” الخليفة للصلاة داخل الكنيسة لكنه رفض العرض خوفا من اقتداء المسلمين له فيما بعد وتحويلهم الكنيسة إلى مسجد، مما يترتب عليه إيذاء مشاعر المسيحيين والنيل من حرية عبادتهم في المكان فتحول الخليفة عمر إلى مكان قريب خارج الكنيسة، حيث أدى فريضة الصلاة ليبني المسلون بعدها مسجدا في تلك البقعة سمى “بمسجد عمر “. مقام النبي داوود : مقام النبي داود من الأماكن الإسلامية التي يجوبها المسلمون في المدينة المقدسة، و يتألف المقام من ضريح النبي داود والمسجدين الملاصقين له . ويقع المقام على ربوة مرتفع جبل صهيون، وتحيط به مباني كثيرة يقيم فيها أفراد (عائلة الدجاني ) المقدسية قبل عام 1948 م . والمقام فضلا عن قدسيته وحرمته المشهورتين يعد من الأمكنة الأثرية العامة في فلسطين لا سيما المسجد العلوي منه وما يشتمل عليه من أقواس و أعمدة ضخمة . والمقام الأعلى عبارة عن بناية حجرية قائمة في وسط الحي وهي مؤلفة من طابقين علوي وسفلي وفي الطابق السفلي مسجدان كبير وصغير وعلى جدرانها آيات من القرآن الكريم، وفي العلوي ردهة واسعة تقع فوق المسجد الكبير وهي ذات عقود مصلبة. و جدد تعمير هذا المكان الشريف السلطان محمود خان سنة ( 1233هـ- 1817م) . 6.حائط البراق : يعتبره المسلمون من الأماكن الإسلامية المقدسة وجزءا من أجزاء الحرم الشريف، وهو الحائط الذي يحيط بالحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 47.5 م وارتفاعه 17م وهو مبنى من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 4.8م، يسميه المسلمون البراق لاعتقادهم أنه المكان الذي ربط عند النبي ” محمد ” براقه ( الناقة ) ليلة الإسراء . ويسميه اليهود حائط المبكى لاعتقادهم انه من بقايا هيكلهم القديم ذلك الهيكل الذي عمره هيرودوس (18ق.م) ودكه تيطس (70م) فراحوا منذ زمن قديم ينظرون إليه بعين التقديس وراحوا يزورونه ولا سيما في صباح يوم (تسعة آب) وعنده يبكون . ويوجد أمام الحائط رصيف يقف عليه اليهود عندما يزورون الحائط بقصد البكاء، ويبلغ عرضه 3.35م ومساحته 11.28م2 مربعاً . وهو وقف إسلامي من أوقاف ( أبى مدين الغوث ) أنشئ هو والأملاك المجاورة له في زمن السلطان صلاح الدين لمنفعة جماعة من المغاربة المسلمين، وقامت في الماضي خلافات شديدة بين المسلمين واليهود حول البراق، حيث قام المسلمون بمنع اليهود من جلب المقاعد والكراسي والستائر أو أيه أداة من الأدوات، ولم يسمحوا لهم بالوصول إلى المكان . وفي زمن الانتداب جدد اليهود ادعاءاتهم بشان الحائط فقامت خلافات شديدة بينهم وبين المسلمين ،وقد أدى ذلك إلى قيام ثورة عارمة في فلسطين عرفت بثورة البراق وانتهت بالإقرار بأنه ليس لليهود سوى الدنو من المكان . 7.المساجد الأثرية في القدس : لقد ازداد الاهتمام ببناء المساجد في القدس وفلسطين عقب الفتح الإسلامي مباشرة في عهد عمر بن الخطاب، فكلما فتحت مدينة أقيم فيها مسجد ولعل مسجد عمر في الحرم القدسي الشريف من أوائل هذه المساجد. وقد كانت المساجد الأولى بسيطة كل البساطة فكانت غالبا ما تتألف من ساحة يحيط بها سور من اللبن على أساس من الحجر كانت توضع جذوع النخل كأعمدة ويوضع عليها سقف من سعف النخيل أو الطين . وقد بنى قادة المسلمين الأولين المساجد في وسط المدن، وقرب المسجد كانت تبنى دار الإمارة على غرار بيت الرسول في مسجد المدينة. وقد تطور بناء المساجد مع الوقت، ففي زمن الخليفة عثمان بن عفان استعملت الحجارة والجص في بناء جدران المسجد و أعمدته وتطور ذلك في عهد الأمويين، وبدأت تأخذ طابعها الجمالي والحضاري ومقدمتهما ” المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة” وترجع أغلبية المساجد الأثرية الباقية إلى عصور الأيوبيين والمماليك .حيث أدت المساجد خدمات جليلة في حفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في فلسطين، وكانت مركزا للحياة السياسية والاجتماعية، ولا سيما في العصور الإسلامية الأولى فقد كان المسجد عبارة عن المدرسة الدينية وفيه كان يحكم الأمير ويحفظ بيت المال واستقبال رؤساء القبائل، وكانت المساجد مركزا للاحتفالات الدينية والقومية . وبعد الاحتلال الإسرائيلي لم تسلم المساجد من انتهاكات الاحتلال لها فمنها ما تم هدمها وأخرى تحويلها إلى متاحف أو مرافق عامة والعديد من الانتهاكات الأخرى. الجوامع والمساجد الأثرية في القدس الرقم اسم الجامع الموقع ملاحظات 1. جامع بابا حطة يقع داخل الحرم بالقرب من باب حطة تقام فيه الصلوات 2. جامع بابا حطة يقع داخل الحرم بالقرب من باب حطة تقام فيه الصلوات 3. جامع كرسي سليمان يقع داخل الحرم في الجهة الشرقية تقام فيه الصلوات 04 جامع المغاربة يقع داخل الحرم بالقرب من باب المغاربة فيه الآن متحف ودار الكتب الإسلامية 05 جامع باب الغوانمة يقع داخل الحرم بالقرب من باب الغوانمة 06 جامع دار الإمام يقع داخل الحرم عند باب المجاهدين 07 جامع خان الزيت يقع خارج الحرم ،داخل السور في سوق خان الزيت تقام فيه الصلوات . 08 جامع حارة اليهود الكبير يقع خارج الحرم، في الجهة القبلية لحارة اليهود هدم عام 1967م 09 جامع حارة اليهود الصغير يقع خارج الحرم في الجهة الشمالية لحارة اليهود هدم عام 1967 م 10 جامع سويقة علون يقع خارج السور في سويقة علون 11 جامع القلعة يقع داخل القلعة بباب الخليل حول إلى متحف عام 1988م 12 جامع الخانقاة يقع خارج الحرم ،داخل السور إلى الشمال الشرقي من كنيسة القيامة تقام فيه الصلوات 13 جامع قمبز يقع خارج الحرم، داخل السور بالقرب من الباب الجديد 14 الجامع العمري ( مسجد عمر ) يقع خارج الحرم ،داخل السور بالقرب من كنيسة القيامة له مئذنة وتقام فيه الصلوات 15 الجامع اليعقوبي يقع خارج الحرم، داخل السور تجاه القلعة بباب الخليل 16 جامع بني حسن يقع خارج الحرم، داخل السور تجاه القلعة بباب الخليل 17 جامع حارة الأرمن 18 جامع طريق النبي داود يقع خارج الحرم، داخل السور على طريق النبي داود 19 جامع حارة الخوالدية خارج الحرم ،داخل السور أمام دير الفرنج . جددت عمارته أيام الملك المنصور قلاوون “(686هـ 1287م ) 20 جامع الشيخ لولو خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود 21 الجامع الصغير خارج الحرم، داخل السور بباب العمود 22 جامع البراق الشريف خارج الحرم داخل السور في حي المغاربة بجوار البراق . هدم عام 1967م 23 جامع خان السلطان خارج الحرم داخل السور في خان السلطان بسوق باب السلسلة 24 جامع القرمي خارج الحرم داخل السور في حارة القرمي 25 جامع حارة النصارى خارج الحرم ، داخل السور على طريق خان الزيت 26 جامع البازار خارج الحرم ، داخل السور في سوق البازار 27 جامع الزاوية النقشندية خارج الحرم ، داخل السور في الزاوية على طريق باب حطة . 28 جامع سعد وسعيد خارج السور، في حي سعد وسعيد 29 جامع الشيخ جراح خارج السور في حي الشيخ جراح 30 جامع حجازي خارج السور قرب باب الساهرة 31 جامع وادي الجوز خارج السور في حي وادي الجوز 32 جامع النبي داود خارج السور في حي النبي داوود 33 جامع عكاشة خارج السور في حي زخرون موشه اليهودي استولى عليه اليهود عام 1948م 34 جامع المطحنة خارج السور بين النبي داود وحارة الشرف هدم عام 1967م بالإضافة إلى عشرات الجوامع الحديثة المنتشرة في كافة القرى والأحياء المحيطة بالمدينة المقدسة الأضرحة والمقامات والترب الإسلامية في القدس اشتهرت مدينة القدس بكثرة الفاتحين وكذلك الزائرين من علماء وباحثين و رجال دين ومهتمين، يرجح ذلك لمكانتها الدينية والدنيوية المميزة والمتفردة ،الأمر الذي دفع كثير من هؤلاء الزوار والرحالة والمشاهير والعظماء الذين زاروها أو أقاموا فيها أن يوصوا بأن يدفنوا فيها . ففيها عاش العرب الأقدمون وتحت ترابها دفنوا دفاعا عنها ،وتمسكا بها، حيث لا تزال شواهدهم باقية ما بقى الزمن لتؤكد عروبة هذه المدينة عبر التاريخ . الأضرحة والمقامات والترب الإسلامية الهامة .1مقبرة ماملا : وتسمى أيضا مأمن الله وهي من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، تقع غربي المدنية على بعد كيلو مترين من باب الخليل، وهي المكان الذي مسح فيه سيدنا سليمان ملكا 1015 ق .م . وفيه عسكر سنحاريب ” ملك الآشوريين ” عندما هبط القدس 710 ق. م وفيها ألقى الفرس بجثث القتلى من سكان المدينة عندما احتلوها سنة 614 م ، وفيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي 636 م . كذلك عسكر فيها صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين 1187م . 2 .مقبرة الساهرة : تقع عند سور المدينة من الشمال وعلى بعد بضعة أمتار من الباب المعروف بالساهرة وهي من المقابر الإسلامية الكبيرة قديمة العهد ومن أسمائها (مقبرة المجاهدين ) وذلك لان المجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين وقضوا نحبهم أثناء الفتح دفنوا فيها . .3 مقبرة باب الرحمة : تقع عند سور الحرم من الشرق وهي من المقابر الإسلامية المشهورة، فيها قبور عدد من الصحابة والمجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والصلاحي . 4 .المقبرة اليوسفية : وتقع عند باب الأسباط والى الشمال من مقبرة باب الرحمة والذي عمّرها هو الأمير ( قانصوه اليحيا روي ) سنة ( 872هـ –1467م .( .5 مقبرة النبي داوود : وتقع في حي النبي داود على جبل صهيون . 6 مقبرة الإخشيديين : وتقع في مقبرة باب الأسباط وبها قبر ” محمد بن طغيح الإخشيد ” مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر وقبر انوحور بن محمد الإخشيد وقبر على الإخشيد شقيق انوحور . أهم الترب والأضرحة ضريح الأمير محمد على الهندي : أحد أمراء الهند المعروفين، وكان أحد المناصرين لقضية فلسطين، توفي في بريطانيا في العام 1930 م، وقد نقل جثمانه إلى رحاب المسجد الأقصى المبارك ودفن هناك إلى جوار المدرسة الخاتونية . ضريح أحمد حلمي عبد الباقي: أحد زعماء فلسطين المشهورين توفي في العام 1963م ضريخ عبد القادر الحسيني : استشهد في معركة القسطل سنة 1948م ودفن الى جوار والده . ضريح احمد عبد الحميد شومان :أحد اشهر رجالات فلسطين وهو صاحب ومؤسس البنك العربي توفي عام 1974 م . تربة الأمير سيف الدين منكلي بغا : تقع في داخل المدرسة البلدية إلى الغرب من المدرسة الإشرافية السلطانية، أوقفها الأمير سيف الدين منكلي بغا، حيث توفي في عام 782هـ . تربة تركان خاتون : تقع هذه التربة في طريق باب السلسلة حيث عمرتها ” تركان خاتون ” بنت الأمير ” تسقطاي ابن سلجوطاي سنة ثلاثة وخمسين وسبعمائة ودفنت بها . التربة الجالقية : تقع شمالي السلسة المتفرع منه طريق الواد ،وقد أنشأ هذه التربة “ركن الدين بيبرس الجالق الصالي” كبير أمراء دمشق الذي توفي عام 707هـ ، ودفن فيها التربة الطازية : وهي تربة الأمير “سيف الدين طاز ” أحد كبار رجال دولة المماليك زمن الملك المظفر “حاجي” ويقع الضريح في الطابق الأول من التربة الواقعة في باب السلسلة . تربة الست طنشق المظفرية (خاصكي سلطان ) : عمرتها الست طنشق في العام 794هـ ، وتوفيت في القدس ودفنت فيها سنة 800هـ وتقع عقبة الست مقابل الدار الكبرى. ضريح المجاهد سعد الدين الرصافي داخل تكية( خاصكي سلطان) . تربة الأمير قنقباي الاحمدي : تقع هذه التربة في المدرسة البلدية وهي لأحد الأمراء المماليك “قنقباي الجابي الاحمدي” . التربة السعدية : تقع هذه التربة في باب السلسلة على الجانب الشمالي من الشارع وقد وقف هذه التربة الأمير سعد الدين مسعود ابن الأمير الأسفهلار، في العام 711 هـ وتعرف هذه الدار اليوم بدار الخالدي . تربة بركة خان : تقع هذه التربة في الساحة المفتوحة من مبنى المكتبة الخالدية الواقعة على طريق باب السلسة وهي عبارة عن ثلاث قبور متجاورة لبركة خان وولديه بدر الدين ” وحسام الدين ” . تربة الشيخ القرمي : توجد في زاوية القرمي وهي لشمس الدين محمد بن عثمان التركماني المتوفى سنة 788 هـ والمدفون في هذه التربة . ضريح الشيخ ريحان : والشيخ ريحان هو الصحابي أبو ريحانة، كان مولى رسول الله ويقع هذا الضريح في حارة السعدية في عقبة الشيخ ريحان داخل مسجد الشيخ ريحان التربة الأوحدية : وتقع بباب حطة على يمين الداخل إلى الحرم الشريف .شيد هذه التربة الملك ” الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك عيسى بن العادل ، شقيق صلاح الدين الأيوبي . ضريح حسين بن على : توفي في عمان سنة 1931 يقع الضريح إلى يسار باب المطهرة اسفل بناء المدرسة العثمانية والشرفية السلطانية . ضريح فاطمة بنت معاوية : ويقع هذا الضريح في مقر الزاوية الوفائية، كانت في القرن الثامن عشر منزل الرحالة الشهير “مصطفى البكري الصديقي “. تربة الأمير “علاء الدين بن ناصر الدين محمد ” : نائب القلعة الصبيبية، وتقع هذه التربة داخل المدرسة الصبيبية شمالي الحرم . ضريح الشيخ جراح: يقع شمالي القدس في حي الشيخ جراح، بالقرب من جامع الشيخ جراح الذي شيد في العام 1313هـ .ويعود الضريح إلى الأمير “حسام الدين الجراحي” أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي وطبيبه ،وتوفي عام 598هـ ودفن في زاوية الشيخ جراح. ضريح محمد بن عمر العلمي : يقع في مكان أسفل الزاوية الأسعدية في جبل الزيتون وقد شيد هذه الزاوية “اسعد أفندي التبريزي ” مفتي الدولة العثمانية . قبر الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت : يقع هذان القبران في مقبرة الرحمة الواقعة إلى الشرق من سور الحرم القدسي الشرقي بالقرب من باب الرحمة ، حيث شهد هذان الصحابيان فتح بيت المقدس في العام 15هـ الأماكن المسيحية أهم المقدسات المسيحية في مدينة القدس 1. كنيسة القيامة : تحتوي كنيسة القيامة على قبر السيد المسيح ،كما تحتوي على قبور يوسف الراعي و أسرته بالإضافة إلى قبور أخرى تضم رفات بعض قادة الصليبيين . و أول من بنى الكنيسة كانت الملكة “هيلانة ” عام 335 م بعد اكتشاف الصليب الذي صلب فيه السيد المسيح في نفس الموقع . وفي عام 614م احترقت الكنيسة على يد الفرس ليعيد بناءها الراهب ” مود ستوس ” بعد عامين من الحريق لكنها تعرضت لحريق آخر في عهد ” الإخشيدي ” سلطان مصر عام 965م وتم إعادة أعمارها عام 980م، ثم هدمت بكاملها وبنيت مرة أخرى حتى جاء الصليبيون فأجروا عليها الترميمات اللازمة ،ووحدوا أبنيتها ومعابدها وجمعوها في بناية واحدة . ومن ناحيته لم يتعرض لها القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس ودحر الصليبيين ،بل حافظ عليها واحترم مكانتها الدينية . وفي عام 1808م أتى عليها حريق كبير دمر جوانب فنية عديدة، حيث رممت فيما بعد وفي عام 1834 م ضربها زلزال كبير فيما تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعميرها على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية وتبع ذلك زلزال آخر عام 1927 م أثر على أساساتها مما حذا بسلطات الانتداب البريطاني بوضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية. 2. درب الآلام : هو طريق يعتقد أن ” السيد المسيح ” قد سلكه حاملا صليبة عندما ساقه جنود الرومان إلى موقع صلبه . ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة تبدأ من مدرسة راهبات صهيون حيث الموقع الذي أصدر منه الحاكم الروماني “ثيوش ” حكمه بصلب السيد المسيح وتتجه غربا إلى منطقة الواد وعقبه المفتى ثم عبر الطريق الذي تصل الواد بباب خان الزيت معقبة الخانقاه لتصل إلى القبر المقدس في كنيسة القيامة . وعلى درب الآلام وقع المسيح مغشيا عليه عدة مرات بفعل التعذيب الذي لاقاه وثقل الصليب الذي كان يحمله وتاج الشوك الذي كان يعلو رأسه. 3. كنيسة سيدتنا مريم : تقع الكنيسة في وادي قدرون في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور ” مريم البتول ” ووالديها وكذلك قبر يوسف النجار وقد بنيت بين عامي 450- 457 م . 4. كنيسة القديسة حنة ( الصلاحية ) : وتقع الكنيسة شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته وقد احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م فأعاد الصليبيون بناءها وتم تحويلها في عهد صلاح الدين الأيوبي إلى مدرسة للفقهاء الشافعيين ثم استلمها الفرنسيون من السلطان ” عبد الحميد العثماني ” عام 1855 م فأنشاوا بها مدرسة . 5. كنيسة الجثمانية : تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان وجبل الطور وباب الأسباط كنيسة “سيدتنا مريم ” وكان قد بناها اللاتين عام 1924 م ، حيث يعتقد ان الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به ” يهوذا الاسخريوطي” . 6. كنيسة العلية ( دير صهيون ) : يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون بالقرب من باب الخليل ويعتقد بعض المسيحيين أن “السيد المسيح” تناول واتباعه في الدير عشاؤهم الأخير. 7. كنيسة الصعود : بنيت على جبل الزيتون في المكان الذي يعتقد أن ” السيد المسيح ” صعد منه إلى السماء . 8. قبر البستان : يقع قبر البستان شمالي باب العامود وقد حفر القبر في الصخرة على هيئة جمجمة أصبحت مزارا مسيحيا وسياحيا ، حيث تعتقد طائفة من البروتستانت أن السيد المسيح صلب في حديقة تقع على مقربة من تلة كان اليهود يرجمون فيها المحكومين ويصلبونهم ويلقون بجثثهم منها إلى واد قريب ،ويعتقدون انه هو هذا المكان . أماكن مسيحية أخرى الإديرة الموقع ملاحظات دير أبونا إبراهيم داخل السور ،ساحة القيامة من الجهة الجنوبية دير مار يوحنا المعمدان داخل السور كنيسة بيزنطية دير العذراء داخل السور ، جنوب كنيسة القيامة دير قسطنطين داخل السور ،جنوب بطريكية الروم في حارة النصارى دير الثبات مجاور لخان الأقباط من الجهة الشمالية حبس المسيح في طريق الآلام ، داخل السور دير ماركرا لامبوش يقع شرق الصلاحية ،داخل السور دير السيدة على مقربة من الخانقاه الإسلامية ، داخل السور دير العدس في حارة السعدية قرب حبس المسيح. داخل السور دير مار جرجس بجوار دير اللاتين،داخل السور دير الأرمن داخل السور دير مارفحائيل شمال بطريك الروم، داخل السور دير مار ديمتري يقع في حارة النصارى، داخل السور دير مار نقولا داخل السور دير مارتا بجانب الكازانوفا ، داخل السور دير اليعازر خارج السور ، في العيزرية دير أبي ثور خارج السور، محلة الثورى دير القديس انوفريوس خارج السور في وادي الربابة بين جبل صهيون وجبل ابي ثور دير القطمون خارج السور في القطمون دير الجليل خارج السور فوق جبل الطور دير مار الياس خارج السور على طريق القدس بيت لحم دير المصلبة خارج السور ، المصلبة دير مار سابا خارج السور ،بين بيت لحم و ومارسابا دير مار سابا خارج السور قرب قرية سلوان دير المخلص خارج السور ، دير اللاتين المسكوبية خارج السور، قرب باب الخليل كنيسة نياحة العذراء خارج السور ، جبل صهيون عالم آثار إسرائيلي يشكك بوجود أية صلة لليهود بالقدس شكك عالم الآثار الإسرائيلي “إسرائيل فلنكشتاين ” من جامعة تل أبيب والذي يعرف “بابي الآثار” بوجود أي صلة لليهود بالقدس ، جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة “جيروساليم ريبورت ” الإسرائيلية توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين ، الذي أكد لها أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان ، وقال فلنكشتاين ” لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة ، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس ” وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطاً بالقدس حسب معتقدات اليهود ، ” ويقول أنه لا يوجد أساس أو شاهد اثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له والذي سيأتي (الميا) من صلبه للإشراف على بناء الهيكل الثالث ، مؤكداً أن شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي . كما يؤكد فلنكشتاين أن وجود باني الهيكل وهو سليمان ابن داوود مشكوك فيه أيضاً ، حيث تقول التوراة أنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الايام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل . عالم الآثار الاسرائيلي مائير بن دوف يكشف النقاب عن عدم وجود ما يسمى بهيكل سليمان تحت الحرم القدسي الشريف لقد فجر عالم الآثار الاسرائيلي ” مائير بن دوف ” قنبلة دوت صدىً في المنطقة حيث كشف النقاب عن أنه لا يوجد آثار لما يسمى بجبل الهيكل تحت المسجد الأقصى، مناصراً بذلك الأصوات السابقة التي كشفت عن ذلك ولاسيما علماء الآثار الاسرائيليين بقسم التاريخ بالجامعة العبرية . وفي لقاء مع صحيفة القدس تحدث مائير بن دوف (أبرز علماء الآثار في إسرائيل ) قائلاً : ” في أيام النبي سليمان عليه السلام كان في هذه المنطقة هيكل الملك الروماني هيرودس وقد قام الرومان بهدمه ، أما في العهد الاسلامي فلم يكن هناك أثر للهيكل ، وفي العهد الأموي بني المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة المشرفة وهو المكان الذي عرج منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء . واشار عالم الآثار الاسرائيلي إلى أن منطقة الحرم القدسى الشريف كانت على مستوى مختلف مما هي عليه اليوم ، فقبل ألفي سنة لم تكن تلك المنطقة بنفس المستوى التضاريس ، فمثلاً هيكل الملك هيرودوس الروماني كان بمستوى أعلى من مستوى الصخرة المشرفة هذا اليوم . وتابع يقول : ومن خلال أبحاثنا ودراستنا التي أجريناها نستطيع معرفة المعادلة الحسابية وكيف كانت تلك المنطقة واكد ان هيكل هيرودوس لم تكن له أي علاقة بالصخرة المشرفة حيث كان هذا الهيكل مرتفعاً بخمسة امتار . واستطرد يقول : جاء المسلمون إلى هذه الديار وبنوا على تلك الصخرة التي وجدت في تلك المنطقة التي ليس لها أي علاقة مع الهيكل، كما ان الصليبيين هم الذين أطلقوا على الصخرة المشرفة اسم صخرة الهيكل . واضاف: إذا قمنا باجراء حفريات اسفل تلك المنطقة فإننا سنجد آبار مياه متشعبة وقد رأينا قنوات مائية خلال مسيرة الحفريات والدراسة التي اجريناها خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية واستنتجنا من ذلك انه لا يوجد هيكل هناك ( أي لا توجد بقايا من ذلك الهيكل ) واذا قمت بالحفر فإنك لن تستطيع اطلاقاً ان تجد ايه بقايا للهيكل تدل على تلك الفترة. واكد بأنه إذا ما تم الحفر خارج السور من الجهة الشرقية فإنه من الممكن أن يتم العثور على كتابات او قطع أثرية ، لكن في الداخل أو أسفل منطقة الحرم القدسي فلا توجد أيه بقايا اثرية أو غيرها . كما تطرق “بن دوف” إلى اعمال الترميم والاصلاحات التي تنفذها دائرة الأوقاف الاسلامية في ساحة الحرم القدس الشريف قائلاً : بأن هذه الأعمال حيوية وغير ضارة ولا يترتب عليها أيه أضرار على الاطلاق ، وانما اعمال تطويرية مهمة للحفاظ على هذا المكان المقدس ، وابراز معالمه الاموية الجميلة . وقال : ان كل ما تثيره بعض الجهات عبر وسائل الاعلام وغيرها لإعاقة هذه الأعمال الترميمية انما هو من اجل ذر الرماد في العيون وهو كلام فارغ ، فأنا أعرف هذا المكان منذ عام 1967 ففي بداية السبعينات سمح لي عدد من أعضاء الهيئة الاسلامية منهم المرحومان الشيخ حسن طهبوب والشيخ حلمي المحتسب بدخول المكان وتصويره واجراء المسح وإعداد الخرائط عن الأقصى القديم ( المصلى المرواني ) . وأضاف: كما سمح لي باجراء الكشف والحفريات هناك لأنني أقوم ببحث علمي اكاديمي يهدف في المحصلة إلى كشف اللثام عن جمال وروعة الفن المعماري الاسلامي. كما أكد أن تبليط “المصلى المرواني” مؤخراً كان في محله اما ادعاءات بعض المسؤولين الاسرائيليين مثل : “غرعون أفني” الذي قال ان هناك تخريباً لن نستطيع اصلاحة فهي غير صحيحة ، فلقد قمت بزيارة المكان فشاهدت بأم عيني أن كل ما جرى هو تبليط للمكان وليس فيه أي خراب او تدمير . وأوضح أنه قام بزيارة “المصلى المرواني” قبل سنتين وتجول فيه مع وفد رفيع المستوى ضم كلاً من ايهود باراك، ورئيس الاركان الجنرال لبكين شاحك ، ووزير الدفاع اسحاق موردخاي ، وغيرهم من العسكريين ، قدم لهم شرحاً مسهباً عن المكان وضرورة الاعمال الترميمية التي تجريها دائرة الاوقاف الإسلامية فيه ، وذكر لهم ان أعمال الترميم على أحسن ما يكون خصوصاً ترميم الاقواس السبعة في الأقصى القديم والتي هي من الفن المعماري الاسلامي الاموي علماً بأنه هو الذي اكتشف القصور الاموية في الجزء الجنوبي الشرقي من الحرم ( على حد تعبيره ) . وذكر انه قبل عدة أيام وامام لجنة الداخلية التابعة للكنيست أثنى على الاعمال الترميمية التي تقوم بها دائرة الاوقاف الاسلامية واشار إلى اهميتها وما تضفيه من جمالية على المكان كما انها لا تخالف القانون . وفي تعليق على محاولات الحركات اليهودية اليمينية المتطرفة امثال جماعة ” أمناء جبل الهيكل ” والجماعات اليمينية الأخرى التي تحاول من وقت لآخر اقتحام الحرم القدسي الشريف قال ان هؤلاء لا يتبعون الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينيين اليهود إلى ساحات الحرم ، ووصف تلك المحاولات بانها استفزازية تستغلها تلك الجماعات لأهداف ونوايا مبيتة من خلال اقحام هذا المكان المقدس بالامور السياسية لفرض سياسة الامر الواقع ! ومن ناحية اخرى رأي العالم “بن دوف” أن السماح لرئيس المعارضة الاســـرائيلية ” ارئيل شارون ” بالتوجه للحرم القدسي الشريف مؤخراً كانت خاطئة وغير مسؤولة وسياسية بالدرجة الاولى . الانتهاكات الاسرائيلية للمسجد الاقصى منذ العام 1967 التاريخ الحدث 7/6/1967 الجنرال موردخاي غور في سيارة نصف مجنزرة يستولي على الحرم الشريف في اليوم الثالث من بداية الحرب. 7/6/1967 صادرت السلطات الإسرائيلية إثر احتلالها للجزء الشرقي من القدس عام 1967 مفاتيح باب المغاربة ولم تعدها حتى الآن. 9/6/1967 تعطلت صلاة الجمعة في الحرم القدسي إثر الاحتلال وكانت هذه أول مرة تتعطل فيها شعائر الصلاة منذ تحرير صلاح الدين للقدس من الصليبيين في عام 1187 ميلادي، وتكرر هذا الأمر يوم الجمعة 19 تشرين الأول 1990 حينما اضطر أئمة المسجد إلى تأخير صلاة الجمعة لمدة ساعة بسبب منع القوات الإسرائيلية المصلين من الوصول للأقصى. 15/6/1967 الحاخام شلومو غورن “الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي وخمسون من اتباعه يقيمون صلاة دينية في ساحة الحرم الشريف، الحاخام غورن يقول: “إن بعض أقسام منطقة الحرم ليست من أقسام جبل الهيكل ولذلك فإن تحريم الشريعة اليهودية لا يشمل تلك المناطق، ويقول أنه توصل إلى تلك النتائج بعد القيام بقياسات وشهادات تستند إلى علم الحفريات“. 15/7/1967 محكمة الاستئناف الشرعية الإسلامية ترفض طلباً لمؤسسة ماسونية أمريكية من أجل بناء هيكل سليمان في منطقة الحرم بكلفة 100 مليون دولار. 22/8/1967 الرئاسة الروحية لليهود تضع إشارات خارج منطقة الحرم بموجب تعاليم الشريعة اليهودية حول منع اليهود من دخول الحرم. 10/9/1967 المسلمون يحتجون على إلغاء الرسوم المفروضة على الزوار عند دخول الحرم ووزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أن إدارة الوقف الإسلامي تستطيع أن تجمع رسوم زيارة للمساجد فقط. 15/4/1969 المستشار القانوني للمحكمة “زفي بارليف” وبناءً على أمر مؤقت ضد وزير الشرطة “شلومو هليل” يوضح أن اليهود يجب أن لا يسمح لهم بالصلاة في منطقة الحرم. 16/6/1969 استولت القوات الإسرائيلية على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة المسجد. 24/6/1969 استولت القوات الإسرائيلية على المدرسة التنكزية التي تعرف بالمحكمة وتقع عند باب السلسلة ويستخدمها الجنود موقعاً عسكرياً لهم, 21/8/1969 اقتحم المتطرف “دنيس دوهان” ساحات الحرم وتمكن من الوصول إلى المحراب وإضرام النار فيه في محاولة لتدمير المسجد، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه إلا أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد. 23/8/1969 اعتقال سائح أسترالي، من أعضاء كنيسة الله بتهمة تدبير حادث الحرق. 16/9/1970 المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر أنه لا سلطة قضائية لها في الأمور التي تتعلق بحقوق ومطالب مختلف الهيئات الدينية، ولذلك لا تتدخل في قضية منع الحكومة لليهود من إقامة الصلاة في الحرم. 28/1/1976 القاضية “دوث اود” من المحكمة المركزية الإسرائيلية تقرر أن لليهود الحق في الصلاة داخل الحرم. 1/2/1976 وزير الشؤون الدينية “اسحق رافائيل” يقول: أن الصلاة في منطقة الحرم هي مسألة تتعلق بالشريعة اليهودية وهي ليست من اختصاصه. 1/7/1976 ردت المحكمة المركزية في القدس قرار القاضية “اود” الصادر في 30/1/1976، وقررت أن محاولة الشبان الثمانية لإقامة الصلاة في الحرم جرت بصورة تظاهرية وأنهم مذنبون في طريقة تصرفهم. 25/3/1979 انتشار شائعات حول اعتزام جماعة من اتباع كهانا، وطلاب مدارس دينية إقامة الصلاة في الحرم يؤدي إلى تجمع حوالي ألفين من الشباب العرب المسلمين بالهراوات والحجارة في ساحة الحرم ورجال الشرطة يقومون بتفريقهم. 3/8/1979 تقديم طلب إلى المحكمة العليا لإلغاء المنع المفروض على تأدية الصلاة في الحرم، على ضوء المادة الثالثة من القانون الجديد الذي صدر بشأن القدس، والتي تؤكد حرية الوصول إلى الحرم. 14/8/1979 حاولت جماعة ” غورشون سلمون” المتطرفة اقتحام المسجد، إلا أن المواطنين تصدوا لها وافشلوا المحاولة وعمل المتطرف “مائير كهانا” وجماعته على تكرار المحاولة، إلا أن أكثر من عشرين ألف مواطن تصدوا لهم وخاضوا مع الجنود مواجهات ضارية للدفاع عن الحرم سقط خلالها العشرات من الجرحى. 11/11/1979 أطلقت الشرطة الإسرائيلية وابلاً كثيفاً من الرصاص على المصلين المسلمين مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجراح. 19/4/1980 عقد الحاخامات اليهود مؤتمراً عاماً لهم في القدس خططوا خلاله للسيطرة على المسجد الأقصى. 3/1/1981 اقتحم أفراد حركة أمناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام “موشي شيغل” وبعض قادة حركة هاتحيا، وأرادوا الصلاة وهم يرفعون العلم الإسرائيلي ويحملون كتب التوراة. 7/5/1981 إفشال محاولة 25 شخصاً يهودياً من المتطرفين الدخول لساحات الحرم القدسي الشريف، وبقي المتطرفون خارج باب المغاربة وبعدها انضم إليهم فوج آخر وقاموا بإثارة الضجيج والصياح ثم قاموا بالصلاة هناك. 28/8/1981 الإعلان عن اكتشاف نفق يمتد من أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق وقد طلب كل من وزير الأديان السابق “هارون أبو حصيرة” ووزير الدفاع “أرئيل شارون” إحاطة الموضوع بسرية تامة، وقالت التقارير أن السرداب قام بحفره حاخام حائط المبكى وعمال من وزارة الشؤون الدينية، وكان العمل قد بدأ قبل شهر وكبير الحاخامات “شلوموغورن” يأمر بإغلاق الممر نظراً لحساسية الموضوع. 29/8/1981 حذر البروفيسور “يغئال يادين” عالم الآثار الإسرائيلي من الحفريات أسفل الحرم القدسي 31/8/1981 استمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك تؤدي إلى تصدع خطير في الأبنية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي. 3/9/1981 لجنة إعمار المسجد الأقصى تعتزم بناء حائط خرساني ببئر قايتباي نظراً لعدم قيام السلطات الإسرائيلية بالوفاء بوعدها بإغلاق البئر تماماً بل أبقت على فتحتين تمكن اليهود من مراقبة المواطنين. 24/2/1982 قام رئيس مجموع أمناء جبل الهيكل “غوشون سلمون” باقتحام ساحة المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة والشعائر الدينية. 2/3/1982 قامت مجموعة من المتطرفين اليهود من مستوطني كريات أربع مزودة بالأسلحة النارية بمحاولة اقتحام المسجد الأقصى من باب السلسلة بعد أن اعتدت على الحارسين. 8/4/1982 العثور على طرد يحتوي على قنبلة وهمية ورسالة تهديد عند باب الحرم الشريف، اشتملت القنبلة الوهمية على جهاز توقيت وراديو ترانزستور وقد وقعت الرسالة من ما يسمى روابط القرى وحركة الحاخام “كهانا” و”أمناء جبل الهيكل“. 11/4/1982 اعتداء آثم على المسجد الأقصى المبارك يقوم به أحد الجنود الإسرائيليين ويدعى “هاري غولدمان” إذ قام الجندي المذكور باقتحام المسجد الأقصى، وأخذ يطلق النيران بشكل عشوائي مما أدى إلى استشهاد مواطنين وجرح اكثر من ستين آخرين, وقد أثار هذا الحادث سخط المواطنين، وأدى إلى احتجاجات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد إسرائيل. 12/5/1982 مراقب بلدية القدس الغربية يدخل المسجد الأقصى بمساعدة الشرطة للتأكد من ادعاءات عضو الكنيست “غيئولاكوهين” حول وجود أبنية غير قانونية في المسجد الأقصى حيث طالبت بناءً على مزاعمها بفرض حظر على أعمال البناء والترميم في المسجد الأقصى. 20/5/1982 تسلم المسؤولون في الأوقاف الإسلامية بواسطة البريد إنذاراً نهائياً من المنظمات اليهودية المتطرفة تطالبهم فيه بالسماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى وإلا سيعرضون أنفسهم للقتل. 7/7/1982 الهيئة الإسلامية تتلقى رسالة تهديد موقعة من ما يسمى بالدوريات الخضراء وحركة كاخ ومرفقة بحوالة بنكية بقيمة ليرة من بنك لئومي. 25/7/1982 اعتقال “يوئيل ليرنر” أحد نشيطي حركة كاخ بتهمة التخطيط لنسف أحد المساجد في ساحة الأقصى وأدين هذا في 6/10/1982 بتهمة التخطيط لنسف مسجد الصخرة. 20/1/1983 تشكيل حركة متطرفة في إسرائيل وأمريكا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى، وقد ذكرت مجلة “أكزوكوتيب انتيلجانت ريبورت” الأمريكية أن هذه اللجنة تشكلت تحت إسم “كيرن هارهبيت“. 10/3/1983 قامت الشرطة باعتقال مجموعة من اليهود تتكون من 40 شخصية بتهمة التخطيط لدخول الحرم بالقوة، وكانت الشرطة قد اكتشفت أربعة من اليهود المسلحين يحاولون اقتحام الممر الأرضي المعروف باسطبلات الملك سليمان، ويعملون بموجب تقارير المخابرات، وقام رجال الشرطة بمحاصرة بيت الحاخام “يسرائيل أريئيل” الرئيس السابق لسكان مستوطنة يميت المتدينين والرجل الثاني في قائمة “مئير كهانا” لانتخابات 1981 وهناك تم اعتقال الآخرين. ولدى تفتيش بيت “أرئيل” وبيوت آخرين اكتشفت مجموعة من الأسلحة ورسومات لما يسمى بجبل الهيكل. 10/3/1983 إلقاء القبض على مجموعة يهودية متطرفة حاولت في الليل اقتحام الحرم القدسي الشريف من طرفه الجنوبي للاستيطان فيه، وكان بعض أفراد المجموعة مدججين بالسلاح ويرتدون الزي العسكري الإسرائيلي. 11/3/1983 إحباط محاولة لاقتحام الأقصى من قبل متطرفين يهود أرادوا احتلاله وقبة الصخرة وإقامة مركز للدراسات الدينية. 12/3/1983 اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي لمسجد الأقصى، حيث يعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها أثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف. 3/4/1983 مجموعة ما يسمى “بأمناء جبل البيت” توجه دعوة لإقامة تجمع داخل باب المغاربة قرب ساحة المبكى. 16/4/1983 اعتزمت جماعة ما يسمى “بأمناء جبل الهيكل” ضمن منشورات ألصقتها على الجدران الدخول للأقصى لتأدية ما يسمى “صلاة عيد الاستقلال“. 13/5/1983 جماعة من المتطرفين المسماة:”أمناء جبل الهيكل” يؤدون الصلاة أمام باب المغاربة قرب المسجد الأقصى المبارك، وقد سمح لهؤلاء بتأدية الصلاة بناءً على قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلية 24/3/1984 حركة متطرفة تطلق على نفسها ما يسمى “بمخلصي الحرم” تعتزم إقامة صلوات عيد الفصح وتقديم القرابين في الحرم الشريف. 29/3/1984 انهيار الدرج المؤدي إلى مدخل المجلس الإسلامي الأعلى، حيث اكتشفت ثغرة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعمقها أكثر من عشرة أمتار، تؤدي إلى نفق طويل شقته دائرة الآثار الإسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى، وتمتد من باب المغاربة حتى باب المجلس الذي يضم مكاتب دائرة الأوقاف العامة، مما هدد عمارة المجلس الإسلامي الأعلى بالسقوط. 21/8/1985 سمحت الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين اليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى إذا طلب عشرة منهم ذلك. 4/8/1986 عقد عدد من الحاخامات اجتماعاً خاصاً قرروا فيه بصورة نهائية السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى كما قرروا إنشاء كنيس يهودي في إحدى ساحاته. 2/7/1988 حفرت وزارة الأديان الإسرائيلية نفقاً بالقرب من باب الغوانمة. 9/8/1989 سمحت الشرطة الإسرائيلية بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبواب الحرم القدسي الشريف وذلك للمرة الأولى رسمياً. 8/8/1990 استشهاد 22 مصلياً وإصابة أكثر من 200 بجراح على يد القوات الإسرائيلية داخل الحرم الشريف. 19/9/1990 قامت مجموعة من المتطرفين اليهود بجولة في ساحات المسجد الأقصى وذلك بمناسبة بدء السنة العبرية، وقام أحد اليهود بالنفخ في البوق الذي كان بحوزته بالقرب من باب الرحمة. 8/12/1990 سمحت الشرطة الإسرائيلية لعشرة متطرفين من أعضاء حركة كاخ العنصرية بالدخول إلى ساحة الحرم القدسي حيث قاموا باستعراض استفزازي ورددوا شعارات ضد العرب والمسلمين. 27/12/1990 حاولت مجموعة من عشرة أفراد من حركة أمناء جبل الهيكل يتزعمها رئيس الحركة “غوشون سلامون” الدخول إلى الحرم القدسي رغم وجود قرار من الشرطة بمنع الزيارة. 2/4/1992 تجمع حوالي خمسين عنصراً عند مدخل المسجد الأقصى ورفعوا شعارات تدعو إلى إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى. 7/7/1996 حفريات إسرائيلية خطيرة تؤدي إلى اهتزازات في الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى. 14/7/1996 متطرفون يهود يطالبون نتانياهو بتقسيم الحرم القدسي الشريف. 24/9/1996 فتح نفق تحت السور الغربي للأقصى. 4/10/1996 وضع الحواجز العسكرية على مداخل الأقصى، ومنع الشبان الذين تقل أعمارهم عن (35) سنة من الوصول للصلاة في المسجد الأقصى. 28/1/1997 استمرار الحفريات الإسرائيلية من الجنوب للمسجد الأقصى باتجاه الغرب بارتفاع 6-9 أمتار. 11/3/1997 المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يصدر قراراً يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بعد التنسيق مع الشرطة الإسرائيلية. 1/4/1997 استغلال إسرائيل فرصة حفر مجاري من أجل القيام بحفريات جديدة قرب حائط المبكى. 12/4/1997 جماعة يهودية تخطط لإقامة الصلوات في المسجد الأقصى. 24/4/1997 جماعة جبل الهيكل تعتزم الصلاة في محيط الحرم القدسي. 27/4/1997 محاولة ثلاثة متطرفين يهود الدخول إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة لأداء الصلاة. 6/5/1997 نشر مخطط إسرائيلي لتوسيع ساحة “البراق الصغير” في حي الواد الذي يحاذي الحائط الغربي للمسجد الأقصى وسط حي عربي. 10/5/1997 محاولة مجموعة من اليهود المتطرفين الصلاة في رباط الكرد في القدس من الناحية الغربية من أسوار الحرم القدسي الشريف. 12/5/1997 محاولة مجموعة تضم “12” متطرفاً من اقتحام المسجد الأقصى قبل الظهر. 24/5/1997 إقامة نقطة مراقبة بجوار رباط الكرد. 28/5/1997 حث اليهود على الصلاة في ساحات المسجد بأمر من الحاخامات المتطرفين. 28/5/1997 حاخامات المستوطنين يطالبون بتقسيم الحرم القدسي بين المسلمين واليهود. 4/6/1997 محاولة يهودية لدخول الحرم القدسي. 11/6/1997 محاولة اقتحام المسجد الأقصى. 14/6/1997 محاولة اقتحام المسجد الأقصى. 20/6/1997 متطرفون يهود يستعدون للاستيلاء على الحرم القدسي. 24/12/1997 محاولة مجموعتين من المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى عبر بوابتي السلسلة والأسباط. 12/7/1998 متطرفون يهود يصلون في الحرم الشريف. 2/8/1998 محاولتان للمتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وباب القطانين لأداء الطقوس الدينية. 26/8/1998 جنود إسرائيليون يقتحمون حرمة المسجد الأقصى المبارك ويعتدون بالضرب المبرح على أحد المواطنين داخل ساحات المسجد. 9/9/1998 متطرف يهودي يحاول التسلل إلى باحة المسجد الأقصى من الجهة الأمامية والجنوبية. 27/9/1998 متطرفون يهود يحاولون دخول ساحات المسجد الأقصى المبارك بعد أن سمحت لهم الشرطة الإسرائيلية بذلك. 17/1/1999 القاضي السابق “مناحيم الون” يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي، ويعتبر أن المسجد الأقصى هو “الهيكل“. 24/1/1999 استغلال قبة الصخرة في حملة دعائية للسياحة في إسرائيل في إعلان نشرته وزارة السياحة الإسرائيلية. 4/4/1999 الشرطة الإسرائيلية تسمح لتسعة عشر متطرفاً يهودياً من جماعة “أمناء جبل الهيكل” بدخول الحرم القدسي الشريف والتجول في ساحاته. 8/6/1999 تسلل أحد المستوطنين لساحة المسجد الأقصى المبارك وقيامه بتصرفات استفزازية تسئ لقدسية المسجد. 21/7/1999 المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر قراراً يسمح لما يسمى “بأمناء جبل الهيكل” الدخول إلى الحرم القدسي الشريف“. 10/8/1999 قيام السلطات الإسرائيلية بإغلاق نافذة في جدار الأقصى القديم، فتحت لغاية التهوية ومعالجة الرطوبة. 31/8/1999 الكشف عن مخططات إسرائيلية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتوسيع حائط البراق “المبكى” بقصد تهوية المكان وتخريب المعالم الإسلامية. 13/9/1999 الحكومة الإسرائيلية تبحث خططاً لفرض هيمنتها على الحرم القدسي الشريف مثل استبدال حراسة الشرطة بوضع أبواب إلكترونية وسياج مكهرب. 23/9/1999 دعوة ما يسمى “بأمناء جبل الهيكل” لاقتحام المسجد الأقصى المبارك. 27/9/1999 قيام شركة إسرائيلية للنبيذ بإلصاق صورة للقدس يتوسطها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة على زجاجات النبيذ. 2/10/1999 قيام المستوطنين بمحاولتين لاقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك وذلك من ناحية سوق القطانين، وقد افشل الحراس هاتين المحاولتين. 3/10/1999 قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك بافتتاح مدرج في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك بهدف قيام المتطرفين اليهود بأداء الطقوس الدينية الخاصة في هذا المكان. 30/10/1999 كشف النقاب عن بدء العد التنازلي الإسرائيلي لهدم المسجد الأقصى المبارك. 14/11/1999 الحاخام الإسرائيلي “اسحق ليفي” زعيم حزب المفدال وزير الإسكان في حكومة أيهود باراك يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود في التسوية النهائية. 25/11/1999 اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شرطي إسرائيلي سابق خطط للقيام بعملية إرهابية في الحرم القدسي الشريف. 2/12/1999 ايهود أولمرت رئيس بلدية القدس أصدر أمراً بمنع هيئة الأوقاف الإسلامية من مواصلة أعمال الترميم في المصلى المرواني. 3/12/1999 محاولات إسرائيلية لوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك والمصلى المرواني. 10/12/1999 السلطات الإسرائيلية تهدد بقطع المياه عن الأوقاف الإسلامية بسبب أعمال الترميم في الحرم القدسي الشريف. 20/12/1999 الشرطة الإسرائيلية تركب آلات تصوير للمراقبة في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك. 21/12/1999 جماعة استيطانية تدعى “هذه أرضنا” تخطط لتنظيم تظاهرة ضخمة حول الحرم القدسي الشريف احتجاجاً على افتتاح بوابة طوارئ في المصلى المرواني. 6/1/2000 تظاهر العشرات من الذين يعملون في سلطة الآثار الإسرائيلية احتجاجاً على عمليات الترميم في الحرم القدسي الشريف. 11/1/2000 المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر قراراً تعتبر فيه أن المستوى السياسي هو المسؤول عن البت في قضايا المسجد الأقصى المبارك. 25/1/2000 الشرطة الإسرائيلية تمنع شاحنتين محملتين بمواد أولية تحتاجهما أعمال الترميم الجارية في المسجد الأقصى المبارك من الدخول إلى المسجد. 8/3/2000 السلطات الإسرائيلية توقف فتاة يهودية في منطقة باب السلسلة بالقدس القديمة بعد أن حاولت أداء الصلاة في مدخل الحرم القدسي الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق