طارق الشايب ينال لقب “المثال الناجح للقادم الجديد” ويتحدث للكومبس عن تجربته: لمست كيف يحب السويديون مساعدة الشخص الطموح وصاحب الإرادة
الكومبس – خاص: تتعدد قصص نجاح عدد من القادمين الجدد في السويد ممن استطاعوا أن يثبتوا وجودهم بالرغم من عدم مضي وقت طويل على تواجدهم في هذا البلد الجديد، إلا أنهم تمكنوا من التأقلم على كل ما هو جديد بدءا من قسوة المناخ ونمط الحياة وأسلوبها المختلف كلياً عن أسلوب الحياة والعادات المتبعة في بلدانهم، وانتهاء بالأنظمة والقوانين وسعيهم الحثيث للاندماج في المجتمع السويدي.
طارق الشايب من أصل فلسطيني قدم للسويد عام 2013 وبعد شهرين من تاريخ وصوله حصل على تصريح الإقامة الدائمة فيها، ثم بعدها بشهرين بدء بدراسة اللغة السويدية في مدرسة تعليم اللغة للأجانب SFI ببلدية Ängelholm، درس في بلده في كلية التجارة والاقتصاد قسم المصارف وشركات التأمين، لكنه عمل في مجال أجهزة الكومبيوتر وتصليحها، ودرس عدة دورات تدريبية تتعلق بتقنية المعلومات والأجهزة الإلكترونية.
استطاع الشايب باجتهاده الشخصي وإصراره الحثيث على إتقان السويدية أن يثبت وجوده لدى أساتذته وينجح في اجتياز العديد من الاختبارات حتى وصل لمراحل متقدمة جداً من مستويات تعلم اللغة، مما فتح أمامه المجال واسعاً لدخول سوق العمل والحصول على وظيفة في شركة Multidator i Engelholm المختصة بالكومبيوترات ووضع شبكاتها وتصليحها.
اختار مجلس بلدية Ängelholm منحه لقب “المثال الناجح للقادم الجديد”، لتفوقه في الوصول لمراحل متقدمة من اللغة ، ونجاحه في الحصول على عمل، وحرصه على الاندماج في المجتمع السويدي.
الكومبس التقته وأجرته معه الحديث التالي حول تجربته في السويد ومنحه لقب المثال الناجح للوافد الجديد.
يقول الشايب: منذ بداية قدومي للسويد اخترت طريق الدراسة وإنهاء جميع مراحل تعلم اللغة، على الرغم من أنه طريق طويل وممل ومكلف في بعض الأحيان، لكن نتائجه مضمونة وآثاره الإيجابية وفوائده عديدة على شخصية الإنسان وطريقة حياته في هذا البلد مستقبلاً، أما الخيار الثاني فكان يتعلق بمحاولة البحث سريعاً عن عمل ما وعدم الدخول في دوامة الوقت الطويل الذي تستغرقه الدراسة والتأخر في بدء الحياة العملية.
ويضيف أنه أخذ بنصيحة البعض ممن شجعه على متابعة الدراسة، حيث حصل على أول مكافئة وكان المبلغ حوالي 12 ألف كرون مقدم من قبل البلدية لأنني أنهيت دراسة مراحل ال SFI في مدة لا تتجاوز 6 أشهر، وقررت استغلال هذا المبلغ للحصول على شهادة السياقة.
ثم تابعت دراسة اللغة وأنهيت مرحلة SAS Grundläggande بعد حوالي 3 أشهر، وذلك نتيجة اجتهاد شخصي وبتشجيع من المعلمين والاعتماد أكثر على ذاتي وعدم الاكتفاء بالدراسة في المدرسة فقط، حيث طلبت من الأساتذة إعطائي المزيد من الوظائف والكتب لتقوية لغتي والتعلم لوحدي في البيت، الأمر الذي ساعدني كثيراً ووفر علي الكثير من الوقت.
وخلال فترة دراستي مرحلة SVA1 عن طريق التعلم عن بعد أي بواسطة الانترنت، أصبح لدي وقت فراغ كبير، ولذلك بدأت أبحث في هذه الفترة عن عمل، وحصلت بمساعدة أستاذي على تدريب للعمل في مجال الأمور المتعلقة بأجهزة الكومبيوتر والطابعات وغيرها من الأجهزة لمدة ثلاثة أشهر في المدرسة التي كنت أدرس فيها اللغة.
“المدرس الذي علمني اللغة أصبح زميلي”
ويصف الشايب شعوره خلال عمله كمتدرب بأنه “شعور جميل جداً ولا يمكن وصفه فالشخص الذي كان يدرسني اللغة السويدية أصبح زميلي، وكنا نجلس سويةً في غرفة المعلمين خلال فترة الاستراحة أثناء الدوام”.
ويتابع “بعد انتهائي من فترة العمل كمتدرب في مدرسة SFI، أرسلت سيرتي الذاتية لعدة شركات وعملت دورة تدريبية في مجال قيادة الشاحنات الصغيرة truck، لكن الأمر الغريب الذي حدث معي هو أنني تلقيت اتصالاً من صديقي يخبرني بأنه استطاع تأمين عقد عمل لي كسائق للشاحنات الصغيرة في شركة سويدية وكانت شروط العقد جيدة، وبنفس اليوم حصلت على رد من إحدى الشركات المتخصصة بمجال الكومبيوترات وعرضت علي العمل كمتدرب لمدة شهرين، إلا أنني في النهاية اخترت العمل كمتدرب على الرغم من أن العرض الأول كان حصولي على عقد عمل ثابت”.
ويوضح أنه بعد مرور شهر واحد فقط على بدء التدريب، طلب منه مدير الشركة عقد اجتماع وعرض عليه توظيفه مبدئياً لمدة عام كامل.
“السويديون يحبون مساعدة الشخص الطموح وصاحب الإرادة”
يعتقد الشايب بالاعتماد على تجربته الشخصية أن السويديين يحاولون مساعدة أي شخص عندما يلاحظون أنه يمتلك روح المبادرة والإرادة والطموح والحافز، وسعيه الحثيث للاعتماد على ذاته وتحسين وتطوير قدراته.
“المثال الناجح للقادم الجديد”
يقول: منذ حوالي الشهر تلقيت رسالة من البلدية تتعلق بمنحي لقب “المثال الناجح للقادم الجديد” واختياري لإجراء مقابلة مع صحيفة lokaltidningen والحديث عن تجربتي في السويد، ونجاحي في إنهاء مراحل اللغة السويدية والحصول على وظيفة، في الحقيقة كان شعوراً رائعاً.
وحول خططه المستقبلية يقول إن الشهادة هي هدفه الرئيسي والأساسي وهي من أهم من العمل في هذه الفترة، لأن الحصول على شهادة من إحدى جامعات السويد ستفتح أمام الإنسان آفاق جديدة وكبيرة في سوق العمل، مبيناً أنه يسعى لدخول الجامعة في السويد ودراسة قسم هندسة شبكات الكومبيوتر، حيث استكمل جميع الأوراق المطلوبة وأنهى مراحل تعلم اللغة وهو الآن ينتظر الجواب من الجامعة.
ينصح الشايب القادمين الجدد بالتركيز على الدراسة قدر الإمكان وعدم السماع للأشخاص السلبيين بإحباط معنوياتهم والتأثير على قراراتهم وخياراتهم، لأنه سيتجاوز جميع المصاعب بدون الحاجة للقفز على المراحل لاسيما وأن السويد توفر الفرص لكل شخص يملك الرغبة والطموح، لذلك يجب استغلال الفرص واختيار الطريق الصحيح للوصول إلى الهدف.
نهيل كوريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق