لطيفة اغبارية: هالة سرحان والغربان.. سحب جنسية الأسد.. عكاشة يشجّع التكاثر السكاني بمصر.. وموسوليني يعود للتاريخ!
القدس الآن – لطيفة اغبارية
” سامع يا أخويا”، ” سامع يا حاج أنت وهو” وهي تنطق بهذه الجمل، الإعلامية الدكتورة هالة سرحان، ذكرتني بتوفيق عكاشة وهي كما يظهر متأثرة من أسلوبه، الذي كان يجلس أمام الشاشة ويبدأ في حث المشاهدين على الخروج لتظاهرات مليونية مختلفة كان ينظمها في مصر، ولإقناع المشاهدين على صحّة أفكاره وأقواله كان يكرّر جُمله الشهيرة ” سامع يا حاج واسمع يا ابني…اسمع وعيد(كرّر) وراي “.
وكأنّ ما يقولانه كلام منزل لا بدّ من فهمه وحفظه، ناهيك عن لغة ” التهديد والوعيد” وهي لغة الكثير من الإعلاميين في مصر، فـ “سرحان”تهدّد كل من سيرفع العلم الأسود، أو يقوم بإهانته، أو حرقه، بالسجن والغرامات المالية، وتثور ثائرتها لمن لا يريد أن يقف على عزف السلام الجمهوري لإيمانهم أنّها من المحرّمات، فتقول ” قوم يا اخويا وقّف وقفت عليك حيطة”.
لست من مؤيدي حرق العلم المصري، فالعلم هو رمز لمصر العظيمة، لكنني ضد لغة التهميش والحقد الأعمى وتهميش فئة لصالح أخرى مهما كانت توجهاتها.
بإمكانهم ألا يحبّوا الإخوان، وأن يعشقوا السيسي حتى النخاع،لكن هذا لا ينفي القليل من الموضوعيّة.
شخصيا لا يطيب لي أن أشاهد إعلاميا متحدثا على منبر ما بلهجة “السوق” مستخدما مصطلحات منفرة، فهي تصف في برنامج “90 دقيقة”، على قناة “المحور” ، بعد تحليلها لنتائج الانتخابات ” وفوز″ السيسي بأنّ مصر”تسير على طريق الصحيح، بدون الغربان والجربان، واللصوص والخونة”. وأنّ المصريين قاموا بالتعبيرعن إرادتهم الشعبية من أجل استعادة الريادة، وشحن الإرادة لبناء مصر القوية والفتية.
سرحان التي عادت من جديد للعمل في قناة ” المحور” وبدأت بتحليل نتائج الانتخابات المصرية، معتزة بنصر السيسي ” التاريخي”. فيما تغافلت عن استجداء الإعلام للمواطنين بكافة الوسائل أن يقوموا بالتصويت، فقامت بالرقص والتصفيق على أغنية “بشرة خير”، وانتقدت جماعة الإخوان الذين اتهمتهم بالتحرش بنساء مصر في ميدان التحرير، ولا نعلم ما هي الأدلة على ذلك، أم أنّه بيع كلام وعلى الماشي…
الإعلام المصري ينحو للأسف نحو المهزلة، “معاهم معاهم، عليهم عليهم، والعشق المطلق للسيسي، والحقد الأعمى لكل من هو غير” سيسي”، إضافة لمهازل أخرى كالرقص والزغاريد على الهواء.
أعجبني ما وصفه أمين الحزب الاشتراكي، أحمد بهاء الدين عن الإعلام المصري في برنامج ” نظرة” الذي يقدمه حمدي قنديل، حيث وصفه بالإعلام بـ “الغوغائي” وغير العقلاني والاستفزازي والتعبوي، وذلك بسبب هجومهم المستمر على الإخوان عـ “الطالع والنازل”.
***جنسية بشار الأسد
عرضت قناة “حلب اليوم” تقريرا استطلع آراء العديد من المواطنين حول حملة ” سحب الجنسية من بشار الأسد”. والتي أطلقها مجموعة من ” الثوار” من الشباب كما عرّفوا أنفسهم.
الهدف من هذه الحملة كما قال أحد المبادرين لها هي سحب الجنسية من الرئيس بشار الأسد لأّنه محتل وليس رئيسًا شرعيّا.
عن الصعوبات التي واجهتهم في هذه الحملة، كانت صعوبة في إيجاد “معمل” لطباعة منشوراتهم بسبب البراميل المتفجرة والغارات الجوية والقصف أثناء تلصيقهم للمنشورات.
مواطن آخر قال إنّه يوجّه رسالة للعالم الأصّم بأنّهم لا يريدون بشار الأسد، وقالت سيدة أخرى إنّ كل ما انتخبه شريك بالدم السوري.
عكاشة يشجع الانجاب
وعلى ذكر الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة فقد انتقد في برنامجه ” مصر اليوم” على قناة ” الفراعين” سياسة مبارك والسادات في فرحهم بقبول “الفلوس″ من ألمانيا وفرنسا وأمريكا من أجل تشجيع ظاهرة تحديد النسل وتنظيم الأسرة، بينما تقوم هذه الدول في تشجيع شعوبها على الانجاب من خلال المنح المالية الي يعطونهم إياها.
عكاشة يعتبر أنّ البشر هم أكبر ثروة على الأرض، وتابع هجومه عل وزارة الصحة ومشروعها في تنظيم النسل معتبرا ذلك تدميرا للأمّة لكي يسلبوا ثروة مصر العظيمة، ” ونحن زي البهائم والحمير”، وتنظيم الأسرة هو سلاح ناعم من أسلحة الجيل الرابع للحروب يتم إدخالها لمصر.
فمبارك والسادات تعاملا مع الزيادة السكانية كعبء، وليس كثروة، بعكس الصين والهند التي تعاملت مع القوة البشرية وحولتهم إلى منتجين، فالصين اليوم تتنافس أمريكا على عرش العالم كقوة اقتصادية عظمى في العالم.
ما يقوله عكاشة في مسألة تنظيم النسل في الغرب وتشجيعهم على الانجاب من خلال تقديم الدعم المادي هذا صحيح، ولمسته في الكثير من الدول الأوروبية، لكن لا نستطيع أن نجزم ما هي نية الغرب تجاه موضوع تحديد النسل لدى مصر.
عكاشة الذي يطالب بالتكاثر السكاني، متغافلا عن قضايا هامّة مثل البطالة والجوع والسكن. فالعبرة برأيي ليست في زيادة عدد المواطنين ولسنا ضد ذلك، لكن الأهم هو توفير وسائل الحياة والعيش الكريم، وأن يكون هناك حياة ” نوعية” لكل مواطن، فكيف سيشكّل الملايين قوة عظمى، وهم يكابدون لقمة العيش وثروات بلادهم مسلوبة، ثمّ أنّ الصين التي يشيد بقوّتها العظمى، ألم يسأل نفسه كم دولارا يتلقّى العامل أجرته هناك؟.
موسوليني يعود من جديد
قبل سنوات كنت في رحلة إلى رومانيا، وعلقت في ذهني جملة المرشدة السياحية التي قالت في سياق حديثها عن تاريخ تشاوشيسكو الذي أعدم معوزوجته،انّ التاريخ يستحيل أن ينسى أي ديكتاتورمهما مرّت القرون، لأنّه “شهرته “خالدة، وقد تفوق علماء أفادوا البشرية، ليس بالطبع حبّا بهم، بل لما عاثوا به فسادا وهلاكا لشعوبهم، وطبعا أوفقها الرأي فلا أحد ينسى فرعون على سبيل المثال لا الحصر.
تذكّرت قولها هذا الأسبوع بعد اهتمام وسائل الإعلام العربية والغربية في المزاد العلني لبيع الخزانة التي أخفت جثة الزعيم الإيطالي موسوليني لأحد عشرعاما، والتي ستُعرض للبيع على موقع “إي بي” على الإنترنت، وستكون متاحة للمزايدة بدءا من مبلغ 3000 يورو.
موسوليني نجح في أخر أيامه في الفرار من أسر قوات الحلفاء، إلا أنه وقع في قبضة مجموعة إيطالية مسلحة مناهضة لحكمه الفاشي.
لا نعرف إن كان هناك من ” يعشق”ويرغب بدفع الأموال الطائلة من أجل اقتناء ” خزانة” للاحتفاظ بمثل هذا “الإرث” التاريخي المرير لسيرة ديكتاتور أرهق روح شعبه فلم تختلف نهايته عن زميله تشاوشيسكو ، فتمّ إعدامه هو الآخر برفقة عشيقته كلارا وأعوانه من الفاشيين، فمثل هذه الخزانة يجب أن يكون مكانها ” مزبلة ” التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق