الاثنين، 14 سبتمبر 2015

الدكتور أسامة منصور: على الرغم من سمعة جامعاتها الجيدة السويد لا تزال تعاني من بعض المعيقات التي تؤثر على جودة التعليم

الدكتور أسامة منصور: على الرغم من سمعة جامعاتها الجيدة السويد لا تزال تعاني من بعض المعيقات التي تؤثر على جودة التعليم

الكومبس – خاص: عدم شعوره بالرضا عن أدائه في البكلوريا ومستواه العلمي في مجال دراسته المتخصصة بعلوم الكومبيوتر في الجامعة الأمريكية، دفعه إلى السعي لمتابعة تحصيله العلمي والحصول على شهادة الماجستير من جامعة لوند العريقة في السويد والعالم، ومواصلة الحلم للحصول على شهادة الدكتوراه، وبلوغ مرحلة التحضير للحصول على لقب بروفيسور.
الشاب الفلسطيني أسامة منصور ينطبق عليه المثل القائل لكل مجتهد نصيب، معتمداً على مبدأ أن الجهد المتواصل هو مفتاح إطلاق القدرات الكامنة لأي إنسان، وهي الفكرة التي انطلق منها لتحقيق طموحه وأهدافه.
الكومبس التقت به للحديث عن تجربته الشخصية ودراسته في واحدة من أعرق الجامعات السويدية، ليصبح فيما بعد باحث وأستاذ محاضر في عدد من المحافل التعليمية، ومشرف على الكثير من طلبة الماجستير.
يقول إنه درس في الجامعة الأمريكية بفلسطين علوم الكومبيوتر التي تشمل برمجة وتصميم قواعد البيانات وتقنيات الكومبيوتر، ويضيف أن حبه لاكتشاف مجالات أخرى في عالم الكومبيوتر دفعه لمراسلة جامعة لوند من أجل دراسة الماجستير والاختصاص في نظم المعلومات، وفي عام 2007 قدم للسويد وبدأ مشواره العلمي فيها.
“السويد أمنت لي دراسة مجانية وفتحت أمامي آفاق واسعة”
بصراحة أنا لم أسمع بالسويد قبل عام 2007 سوى في الكتب، وكما هو معروف فإن أغلب الشباب في الدول العربية الراغبين بمتابعة دراستهم يذهبون إلى الدول المعروفة عالمياً مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا، وبالفعل قدمت طلب للدراسة في بريطانيا وحصلت على الموافقة، ثم بعد ذلك بفترة التقيت بأحد أصدقائي، وكان يبحث في نفس الوقت عن برنامج ماجستير لإكمال دراسته، وخلال الحديث الذي دار بيننا نصحني بالمجيء إلى السويد والدراسة فيها، وذلك لأن متابعة التعليم العالي في الدول الأوروبية الأخرى مكلفة جداً والحياة المعيشية غالية، فضلاً عن الرسوم السنوية الواجب دفعها للجامعة والمفروضة على الطلاب القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي، في حين أن السويد تتمتع بجامعات ذات جودة علمية كبيرة جداً على المستوى الدولي وتحتل ترتيباً متقدماً بين أفضل الجامعات العالمية، كما أنها توفر الدراسة مجاناً لجميع الطلاب سواء كانوا من داخل الاتحاد الأوروبي أو من خارجه.
وفي البداية كنت مستغرباً جداً حول ما الذي يجعل السويد تؤمن تعليم الدراسات العليا بشكل مجاني، خاصةً للطلاب الأجانب وغير الأوروبيين، وبالتالي أنا درست في جامعة لوند من دون أن أدفع كرون واحد، بينما كان يتوجب علي دفع حوالي 50 ألف دولار سنوياً في حال درست في بريطانيا، لكن إجراءات التسجيل اليوم في الجامعات السويدية أصبحت مختلفة تماماً عن السابق، وتم فرض رسوم سنوية على الطلاب.
أسامة منصور
أسامة منصور
“السويد لا تزال تعاني من بعض المعيقات التي تؤثر على جودة التعليم”
وحول مدى الفائدة العلمية التي حققتها الجامعات السويدية نتيجة فرض رسوم مالية على طلاب الماجستير الأجانب، أوضح دكتور أسامة أن الإجراءات الجديدة التي بدأت الجامعات باتباعها هي ضرورية في بعض النواحي، وغير ضرورية في أخرى، مبيناً أن التعليم المدفوع ساهم في تضييع الفرص على العديد من الطلاب المتفوقين الذين لا يملكون أي قدرة لدفع الأموال ومتابعة الدراسة.
ومن خلال مجال عمله واطلاعه على النظام التعليمي وإشرافه على رسائل الدكتوراه للكثير من الطلاب، أكد أن السويد لا تزال تعاني من مشكلة مهمة تتعلق بجودة التعليم، مشيراً إلى أن سلبية التعليم المجاني تتمثل بقيام بعض الطلاب باستنزاف موارد الجامعة الأولية وعدم تحمل المسؤولية العلمية أو احترام الجهد الأكاديمي، لأن الطلاب الذي يعانون من ضعف علمي يستغلون وجود ميزة تمديد الدارسة والاستفادة من إعادة التسجيل في البرنامج العلمي في حال الفشل وعدم وجود فرصة أخيرة أو نهائية.
إلا أنه أكد على إمكانية ضبط الجودة العلمية بدون أن تفرض الجامعات رسوم مالية على الطلاب وخاصةً الأجانب، مشيراً إلى أن المسؤولين عن المؤسسات التعليمية يدركون جيداً أهمية إجراء تغييرات في النظام التعليمي، وإعادة التعليم المجاني لطلاب الماجستير الأجانب، وذلك بسبب اعتماد تصنيف الجامعات السويدية على مستوى العالمي على مدى وجود طلاب وباحثين وأساتذة أجانب.
“السويد متقدمة في إنتاج الأبحاث الخاصة بأنظمة الكومبيوتر”
يبين الدكتور منصور أن السويد من أكثر وأهم الدول في العالم التي تنتج أبحاث في مجال أنظمة الكومبيوتر وتدعم أيضاً أبحاث التعليم، منوهاً إلى أن جميع طلاب الدكتوراه في الجامعات السويدية يتمتعون بالعديد من ميزات الدعم مقارنةً مع الجامعات في الدول الأخرى، منها توظيفهم خلال فترة دراسة الدكتوراه في الجامعة وحصولهم على راتب شهري، وتغطية نفقات المؤتمرات العلمية.
تخطي حاجز اللغة السويدية خلال فترة دراسة الماجستير
لم تكن اللغة السويدية مهمة جداً بالنسبة لي أو مطلوبة خلال مرحلة دراسة الماجستير، لأن المواد العلمية في هذه الفترة كانت باللغة الإنكليزية. لكن المصيبة الكبرى بدأت عندما أنهيت دراسة الدكتوراه، وأصبح المطلوب دخول مجال العمل، خاصةً وأني أريد البقاء في السويد ومتابعة حياتي فيها، ونظراً لأني لم أكن أجيد اللغة السويدية، أدى ذلك إلى خسارتي لأكثر من وظيفة دائمة في عدد من الجامعات، على الرغم من شهادة الدكتوراه ودراستي كباحث ومشاركتي في المؤتمرات العلمية العالمية، وبالتالي أصبت بإحباط شديد وشعرت أن شهادتي لا معنى لها طالما أني لا أستطيع الحصول على عمل أكاديمي، لأن اللغة هي مفتاح دخول إلى مجال العمل، لذلك من الضروري جداً تعلم وإتقان السويدية وعدم إهمالها إلى جانب دراسة الماجستير والدكتوراه.
وعلى الرغم من أني بدأت بتعلم اللغة في وقت متأخر جداً منذ قدومي للسويد عام 2007، إلا أني كنت مصرا بشكل كبير جداً لإتقانها، وذلك نتيجة طموحي للحصول على عمل في إحدى الجامعات وبالتالي البقاء في السويد.
شروط نجاح الطالب في السويد إلى جانب إتقان اللغة
من المهم أن يتمتع طالب الدراسات العليا بالرؤية والاهتمام بمجال علمي معين، أي أن الطالب يجب أن يكون لديه تخصص ورغبة شديدة للإبداع كباحث علمي، والسعي وراء هدفه، واستغلال الفرص المتاحة، والتمسك بتحقيق النجاح، وبذل المزيد من الجهود.
أهم الصعوبات التي يمكن مواجهتها في السويد
لم أواجه صعوبات معينة، لكن من الطبيعي لأي شخص أن يعاني من بعض الصعوبات العامة، وفي بداية مرحلة قدومي للسويد شعرت بالوحدة وكان الجو العام غريب بالنسبة لي، لكن مع الوقت الإنسان يتأقلم مع نمط البلد الجديد، والشيء الذي ساعدني هو شعوري بالمتعة الكبيرة والعظيمة خلال دراستي في لوند، وتحقيقي الهدف من قدومي للسويد.
نصائح للقادمين الجدد وخاصةً الشباب منهم
أي شخص يأتي للسويد يجب أن يعمل على تطوير مستواه المعرفي، وتحمل مسؤولية نفسه، لأن البلد فيها فرص للجميع، ولكن من أجل الحصول على فرصة يجب أن يعرف الإنسان ماذا يريد، ويسعى لتحقيق ذلك، بالإضافة إلى ضرورة التركيز على تعلم اللغة السويدية، والاستفادة من نظام التعليم والايجابيات العديدة الموجودة فيه.
الخطط المستقبلية
كل خططي المستقبلية مرتبطة بموضوع أن أكون بروفيسور في إحدى جامعات السويد، وتطوير مشاريع البحث العلمي، بالإضافة إلى طموحي بأن ينعكس عملي هنا على فلسطين والاستثمار ضمن اختصاصي في بلدي الأصلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق