تحلّ علينا ذكرى وطنية عزيزة، ذكرى يوم الأرض؛ ذكرى الأرض الطاهرة التي رويت بدماء أبناءها، ذكرى التحدّي والكبرياء، ذكرى الصمود الرائع لشعب فلسطين في وجه المغتصب، نواجه بكل قوة المحاولات البائسة لأعداء شعبنا المرابط لانتزاع حقنا في أرضنا ووطننا.
إن ذكرى يوم الأرض مناسبة نجسّد فيها إيماننا المطلق بحقنا، ونؤكد إصرارنا على انتزاع كل شبر من أرضنا المغتصبة بالدم والمقاومة.
لقد ثار شعبنا الفلسطيني منذ وعد بلفور المشؤوم، وقادت طلائعه الثورية المؤمنة بربها وأرضها وحقها ثورات متعاقبة وانتفاضة تلو انتفاضة لتسترد الأرض كل الأرض من الغاصب المحتل الذي يمارس منذ اغتصابه لأرض فلسطين إرهاباً منظماً ويشنّ حملات همجية مسعورة ضد أهلنا، يدمّر ويحرق ويقلع الشجر المبارك ويعتقل ويحاصر، ليفّت من عزيمة وإيمان شعبنا الراسخ والمتجذر في أرض الآباء والأجداد.
طالت المظالم شعب فلسطين، فمن شعب آمنْ في وطنه إلى مشرّد نتيجة السياسة الاستعمارية البريطانية، وحين أضفى شرعية عليها باعترافه بها كعضو في الأمم المتحدة، وحين منح هذا المجتمع الدولي نفسه تجاوز الحق في تقسيم وطن كان موحّد الأرض والهوية والسلالة عبر التاريخ.
لقد استطاع شعبنا الصامد على أرض فلسطين في الجليل والمثلث الوقوف بقوة وحزم أمام كل المحاولات الصهيونية للدفاع عن الوجود العربي والأرض العربية ولكسر الحلم الصهيوني في قيام دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية، انطلق كالمارد الجبار في انتفاضته التاريخية في الثلاثين من آذار “مارس″ 1976 واستطاع محاصرة مخططات العدو الصهيوني والحفاظ على الأرض والذات.
لقد برهن شعبنا المناضل على قدراته الخلاّقة رغم ظروف الاغتصاب والاحتلال، أنه شعب مؤمن بالحرية والديمقراطية، يمارسها بعقلانية، يتحدّى كل القوى الغاشمة، عدوة السلام، من خلال مؤسساته وممارساته اليومية لواجباته وسعيه الدؤوب لتحقيق الرفاهية والتقدم.
إننا بوحدتنا وتلاحمنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية وبمقاومتنا المجيدة وعطاء شعبنا المستمر لقادرون على تحقيق كل طموحات شعبنا في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق