العرب,هل يستيقظ الضمير؟
ميلاد عمر المزوغي
تحطمت دول وسقطت عروش ,الملايين مشردين بالداخل والخارج ينتظرون عمال الاغاثة الدولية بعد ان كنا نرسل المساعدات الى كافة شعوب العالم بما فيها الشعب الامريكي,فجأة وجدنا انفسنا في مواجهة حكامنا ,العالم بأكمله يقف معنا ,اشعرونا”الغرب” بأننا مظلومين ومقهورين,سخروا كافة وسائل الاعلام, خرجنا على الحكام ولم يعد بمقدورنا التراجع ,التضحيات جسام, الفاتورة باهظة الثمن,وهي لم تقفل بعد,لأجل ان ننعم بالديمقراطية التي وعدنا بها الغرب, ثلاث وسنوات من اعمال القتل والنهب والسلب وامتهان الانسان العربي ولا مؤشر على نهاية قريبة لها.
الغريب في الامر ان هناك دول عربية ضاربة اطنابها في الديكتاتورية وليس لها منازع ساعدت الشعوب في التخلص من حكامها ,ا ليس الامر يدعو الى الريبة؟ من اين لحكام الخليج ان يتحدثوا عن الديمقراطية وهم يعتبرون انفسهم ظل الله في الارض ,انهم كائنات مقدسة نورانية تمشي على الارض, سخرها الرب لخدمتنا وبالتالي فالخروج على الحكام ضرب من ضروب الشرك بل هو الشرك بعينه.
على مدى ما يقرب من السبعة عقود لم يقدم الحكام العرب على فعل اي شيء يذكر لصالح الامة التي ابتليت باستعمار من قبل اناس لهم نفس الديانة “الاتراك”,لم يوحدوا صفوفهم لاسترداد فلسطين المغتصبة واقلها المسجد الاقصى,المحاولة الوحيدة “وحدة مصر وسوريا” افشلوها ,اضاعوا فلسطين بل لم يشدوا من ازر اولئك الذين لا يزالون متمسكون بالأرض ,يتحدثون عن فلسطين ويقيمون لها المؤتمرات وهي في الحقيقة مؤامرات, يقدمون التنازلات المتتالية ,يقيمون العلاقات السرية والعلنية مع العدو ,لم يعودوا يخجلون جباههم لم تعد تندى ,أ ليسوا ابناء عمومة ؟.
يعقدون قممهم غير المنتظمة, يتفرج العالم عليهم وهو يتنابزون بالألقاب وكأنهم في برنامج الاتجاه المعاكس ,يخرجون ببيانات هزيلة وأخرها اجتماع امس في القاهرة , تظل حبرا على ورق ,القدس لنا والبيت لنا,اختصرت فلسطين التاريخية من النهر الى البحر في مدينة القدس ,بل في الجزء الشرقي منها ! ,لقد قتلوا انبل ظاهرة في التاريخ الحديث”المقاومة الفلسطينية” ,اسقطت البندقية ورفعت اغصان الزيتون!.
كل يغني على ليلاه,لم يتفق الحكام العرب طوال عصرهم الحديث على شيء إلا تبادل ألمجرمين ” الذين يخالفونهم الرأي” وعدّ ذلك انجازا عظيما.
لم يستطيعوا حل مشاكلهم فالحكام العرب هم من استجلبوا الناتو لضرب ليبيا,ورفعوا ايديهم عن سوريا وذهبوا بالملف الى مجلس الامن لتلحق بليبيا,لكن الله سلم وليقضي امرا كان مفعولا,لم تتحقق امالهم, بذلوا كل اموالهم لتمزيق سوريا وإلحاقها بفلسطين,لم يقفوا عند هذا الحد بل جلبوا شذاذ الافاق من كل انحاء العالم وأغدقوا عليهم الاموال,امدوهم بكافة انواع السلاح ليحاربوا “اخوة لهم في الدين” ,انهم يشمتون, لا لشيء بل لجهلهم بما يفعلون, انهم يهدمون حضارة لها آلاف السنين. لم تسقط عاصمة الامويون ذات العيش المشترك لكافة الاديان ,انهم في حيرة من امرهم .كان بإمكان الحكام العرب التدخل وراب الصدع ووأد الفتنة لحسابات شخصية وقطعا لم تكن لأسباب انسانية فعن حقوق الانسان في بلدانهم حدث ولا حرج .
ارادوا الانتقام من حزب الله فأوعزوا الى اذنابهم في لبنان بألا تكتب الثلاثية المقدسة “الشعب والجيش والمقاومة” بالبيان الوزاري انهم عاكفون لأكثر من اسبوعين لئلا تكتب كلمة المقاومة صراحة ,بل يسعون جهدهم الى عدم كتابة ما يشيرالى ذلك ولو ضمنيا , يستخسرون كلمة المقاومة التي كتبها المقاومون بدمائهم التي روت تراب الوطن الطاهر,فأي نوع من البشر هؤلاء الذين يريدون التفريط في اعز شيء لديهم وسبب وجودهم وفخرهم والنياشين التي تزين صدورهم,انهم ولا شك قوم لا يفقهون.
ولكن ما الذي جعل آل سعود يتبرءون من المنظمات التي يدعمونها لقتل السوريين ويعدونها منظمات ارهابية ؟ اهي صحوة ؟ام املاءات خارجية من الغرب الذي اكتوى بنيران القاعدة وأخواتها,ام ان عربان الخليج يرون نهايتهم في بقائها ؟ ايا يكن الامر,فإنها ولا شك خطوة في الاتجاه الصحيح ,ولتكن صحوة وتأنيب ضمير والانتباه الى ما يحاك ضد الامة,ولتكن قمة الكويت المقبلة مميزة ,لتتخذ قرارات اقلها لحفظ الامة من التمزق والتشتت حيث ملايين السوريين بدول الجوار وكذلك آلاف الليبيين والعراقيين,ويكفي تشرد الشعب الفلسطيني .
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق