لندن ـ “رأي اليوم”:
لم تفلح الاتصالات التي تجريها الدائرة المقربة من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في شق الطريق لإعادة تطبيع العلاقات مع طهران، من خلال زيارة لمشعل للقاء أركان الدولة خاصة المرشد العام للثورة، في مؤشر يدل على مواصلة غضب طهران من قرار الحركة اللحاق بتركيا وقطر في الموقف ضد الحليف السوري.
الأنباء التي يؤكدها مسؤولون في حماس تشير إلى أن طهران لم توافق بعد على زيارة مشعل، وأن أبلغت وسطاء الرجل بذلك من خلال “رسائل حملت نوعا من الدبلوماسية”، حملت عبارة “الوقت غير مناسب”، رغم مصادفة ذلك مع فتح أبوابها بالتزامن مع ذلك لعقد لقاءات على أعلى مستوى مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح.
ويزور حاليا شلح طهران، وكان الرجل الذي حافظ على إبقاء علاقات حركته المميزة مع دمشق وحزب الله، زار الجمهورية الإسلامية، الشهر الماضي والتقى المرشد علي خامنئي، والرئيس علي روحاني.
فترتيبات المكتب السياسي لحماس في العاصمة القطرية الدوحة أبرز خصوم النظام السوري، لم تفلح في تغيير النظرة الإيرانية تجاه الحركة وتحديدا تجاه قائدها مشعل، المتهم الأول عند الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه صاحب فكرة خروج الحركة من دمشق وانتقاد النظام الحليف الأقوى في المنطقة لطهران.
وترى شخصيات قيادية في حماس أن تصريحات علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى عن عودة العلاقات بين طهران وحماس الاخيرة، كانت فقط “كلام دون فعل”، حيث قال لاريجاني مؤخرا “علاقة إيران مع حركة حماس عادت كالسابق، وهي تدعمها على اعتبار أنها تيار مقاوم”.
وفجر خروج قادة حماس المفاجئ من دمشق عقب تفاقم الوضع هناك أزمة كبيرة بين الحركة وبين دمشق وحلفائها في المنطقة (إيران وحزب الله)، خاصة وأن وجهة الحركة كانت نحو الدوحة خصم النظام السوري الأبرز، وزادت الأمور تعقيدا مع تصريحات لمشعل انتقد فيها النظام السوري.
وتواجه حماس في هذه الأوقات ضغوطا كبيرة، فلم يعد لها ملجأ تتكئ عليه سوى قطر، وتخشى من أن تتعرض لضغوط كبيرة، إذا ما رضخت قطر للضغط الخليجي الكبير الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والذي يطالبها بوقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها السعودية والإمارات والبحرين على أنها “منظمة إرهابية”.
المحللون والمطلعون وقادة حماس أيضا يرون أن الضغط هذا والذي واكبه سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، لن يترك على الحركة أثرا كبيرا، إذا ما أعادت علاقاتها السيئة مع طهران، حيث من المحتمل أن تكون مكان لوجه قادة حماس بما فيهم مشعل حال غادروا الدوحة، لكن هذه الآمال لا تزال تصدم بصخرة كبيرة من المعارضة في الأوساط المسيطرة على النظام الإيراني التي لم تعد تأمن لمشعل.
من حماس من يفضي بالقول بان إغلاق مصر أبواب السفر أمام قادة حماس في غزة، وتحديدا أمام شخصيات بوزن الدكتور محمود الزهار، حال دون بقاء قناة الاتصال التي فتحه الرجل (الزهار) مع طهران بعد خروج المكتب السياسي من دمشق.
فالزهار الذي لم يعد خلافه في الرأي مع مشعل خفيا، سبق وأن زار إيران سرا، بعد الخروج من دمشق، لكن غلق مصر باب السفر أمام قادة حماس منذ سيطرة العسكر على الحكم بإزاحة الرئيس محمد مرسي، حال دون إتمام مهمة الرجل بإنهاء التوتر تمهيدا لإعادة العلاقة والدعم المالي.
وتؤكد مصادر في حماس أن وقف دعم إيران المالي للحركة كان من أبرز أسباب عدم قدرة حكومتها في غزة على دفع رواتب موظفيها، ولا تخفي المصادر بأن الدعم هذا بات يوجه بمجمله إلى حركة الجهاد الإسلامي، التي بدأ نفوذها يزداد على الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق