الأحد، 9 مارس 2014


جدل حول إلغاء خانة الديانة من الهوية الفلسطينية

ينص القانون الأساسي الفلسطيني على أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، بصرف النظر عن العرق والدين والجنس واللون. ولذلك قررت السلطة الفلسطينية حذف خانة الديانة من بطاقة الهوية وجواز السفر، ما أثار ردودا متباينة.
Palästinenser Ausweis
منذ الحادي عشر من شباط/ فبراير 2014، بدأت وزارة الداخلية في السلطة الفلسطينية تصدر بطاقات هوية وجوازات سفر خالية من بند الديانة. وأعلنت أن كل بطاقة أو جواز يتم تجديدهما سيكونان خاليان من هذا البند. كان ذلك مفاجئا للمواطنين الذين تسلموا هوياتهم أو جددوها بعد هذا التاريخ، فبادروا إلى الإعلان عن ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي ثم نشطت محطات الإذاعة والتلفزة والمواقع الإخبارية إلى تناول الموضوع .
الداخلية: القرار انتظر على طاولة الإسرائيليين 19 عاما
وكيل وزارة الداخلية، حسن علوي، وبعد إثارة القضية إعلاميا وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض، سارع إلى التوضيح، فقال إن السلطة طالبت إسرائيل بالموافقة على هذا القرار منذ العام 1995، كونه يتماشىى مع القانون الأساسي، كما أن هذا البند ملغى في البطاقات الإسرائيلية نفسها.
لكن هذه الموافقة تأخرت حتى بداية شباط. وأشار إلى أن أي تغيير في بطاقة الهوية والجواز يجب أن يحظى بموافقة إسرائيلية مسبقة، وفق اتفاقات اوسلو. وبيّن علوي أن وجهة نظر الداخلية والسلطة أن القرار يؤصل للمصداقية في المساواة وخصوصا داخل نطاق المؤسسات الفلسطينية، بحيث يختفي التمييز بين الديانات، ويتم التعامل بالتساوي بين المواطنين كافة وفي كل القطاعات.
Palästinenser Hasan Ouri Berater von Präsident Machmud Abbas
المستشار القانوني للرئاسة الفلسطينية حسن العوري في لقاء مع مراسل DW عبد الكريم سمارة.
"قرار متطور ويحل مشكلة بعض الفئات"
المستشار القانوني للرئاسة الفلسطينية حسن العوري، الذي تمر القوانين من على طاولته، في ظل شلل المجلس التشريعي، منذ حدوث الانقسام بين حركتي فتح وحماس. وباتت القوانين تصدر عن الرئيس محمود عباس على شكل مراسيم يتم تطبيقها على أن يصادق عليها المجلس التشريعي لدى إعادة إحياءه، العوري علق لـDW على هذا القرار مؤكدا أنه ليس قانونا، بل قرارا رئاسيا صدر عن الرئيس وابلغ لوزارة الداخلية التي باشرت بتنفيذه على الفور، دونما حاجة لبحثه في مكتب المستشارية القانونية للرئاسة.
وتابع:" هذا القرار، بداية هو تطور ايجابي على تأكيد مدنية الدولة الفلسطينية وهو من جهة أخرى يمثل حلا لقضية بعض الفئات مثل " شهود يهوا" وهو اتجاه ديني اقرب إلى المسيحية إلا أن الكنائس المسيحية الفلسطينية ترفض الاعتراف به، فيواجه أفراد هذا الاتجاه مشكلة في تسجيل ديانتهم في الهوية. ومعروف أن لدينا ثلاثة ديانات، الإسلام، المسيحية والطائفة السامرية " اليهودية في مدينة نابلس". كما أن هناك أفرادا لا يرغبون بأن يسجل في بطاقتهم أي مذهب "
المواطنون بين مشكك ومؤيد
وفي استطلاع DW لآراء مواطنين عاديين، تبين أن الأغلبية لا تدرك أسباب القرار، كما أن البعض شكك في الأمر، وربطه بمفاوضات السلام الجارية : البقال سمير اسماعيل قال:" أناشد الجميع ما يتخلوا عن الديانة في الهوية، نحن نعتز بديننا الإسلام .." الأستاذ الجامعي جمال السالم قال:" بعد موافقة عباس على إبقاء المستوطنين تحت السيادة الفلسطينية، فهو يريد أن نندمج مع الإسرائيليين يعني هناك هدف سياسي خلف الموضوع..." أما الطبيبة سجا علي فلها رأي آخر:" هذه خطوة جيدة ولكنها متأخرة، فالدين يبقى في القلب، والمسلم بسلوكه وليس بما هو مكتوب في هويته. لكن كان على السلطة التمهيد للأمر قبل تطبيقه...".
"المطلوب تغيير بنية النظام"
الباحث والمحلل السياسي خليل شاهين عقب بأنه "دون تغيير في بنية النظام من حيث فصل الدين عن الدولة، لا معنى لشطب الديانة من الهوية، بل سيترتب على ذلك تعقيدات في الإجراءات البيروقراطية أصلا، فيما يتعلق بتسجيل الأبناء والطلاق والزواج والإرث وغيرها". وقال شاهين، إن التطور ليس انتقائيا، بل يجب أن يكون شاملا لكل مناحي الحياة، بتبني قوانين عصرية في المجالات المختلفة كالمناهج وقوانين الأحوال الشخصية وغيرها.
بقي التأكيد على أن خانة الديانة وإن شطبت من بطاقات الهوية وجوازات السفر، إلا إنها ظلت في شهادات الميلاد الصادرة عن وزارة الداخلية، كما أنها مثبته في حواسيب السلطة الفلسطينية وحواسيب الإدارة المدنية الإسرائيلية، الجهة المباشرة للاتصال مع السلطة، وهي أيضا الجهة التي توكل إليها وزارة الدفاع الإسرائيلية إدارة شؤون الضفة الغربية.
وللعلم فأن وزارة الداخلية في قطاع غزة والتابعة لحكومة حركة حماس، رفضت القرار واعتبرته تزلفا للدول المانحة ونزولا عند الشروط الإسرائيلية والأميركية في نزع الهوية الثقافية والدينية للشعب الفلسطيني. ويذكر أن نسبة المسلمين منعدد السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة تصل إلى حوالي 97% والمسيحيين ما بين 2 إلى 3 % والسامريين ( الطائفة اليهودية في نابلس) اقل من نصف بالمائة) من عدد السكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق