الأحد، 2 مارس 2014

حركة فتح ومسار التسوية

farook-alqadomi77

فاروق القدومي

انطلقت حركة فتح في كفاحها المسلح في ليلة الأول من شهر يناير العام 1965 وكانت تستهدف الأهداف العسكرية والإستراتيجية للعدو الإسرائيلي، وكانت الشقيقة سوريا الرئة لهذه الانطلاقة، وقد لاقت حركتنا معارضة شديدة من القيادة العربية التي كانت مشكّلة في ذلك التاريخ، بل أن هذه القيادة أصدرت أمراً بملاحقة رجال الفتح واعتقالهم وقد نال الشهادة عدد من الشهداء، ولكن فتح استمرت في نهجها المقاومة بالرغم من الاتهامات التي ألصقت بها من منظمة التحرير الفلسطينية التي اقرّتها الجامعة العربية عام 1964.

وقد تفرّغ للعمل الفدائي عدد من أعضاء القيادة وعلى رأسهم الإخوة الشهداء أبو يوسف وأبو عمار وأبو جهاد، وإخوة آخرون درّبوا في الجزائر.

لقد كانت المنطقة العربية في تلك المرحلة مهيأة للمقاومة والعمل الفدائي حيث حظيت ثورة الجزائر بالنصر عام 1962، هذا ما دعا الرئيس عبد الناصر إلى تشكيل منظمة تحرير فلسطينية، عُقد على إثرها مجلس وطني في القدس وانتخبت لجنة تنفيذية وعلى رأسها المغفور له السيد أحمد الشقيري، وتشكّلت ثلاث كتائب عسكرية في مصر وسوريا والعراق.

إن استمرار الفتح في كفاحها المسلح حيث قامت الجماهير العربية على تقديم الدعم بسخاء لحركة فتح وكانت سوريا والجزائر من أوائل الدول العربية التي قدّمت السلاح والمال لحركة فتح.

ولمّا قامت إسرائيل بعدوانها عام 1967 برزت أهمية الكفاح المسلح فكانت معركة الكرامة عام 1968 وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه وكانت خسارته في الجنود والمعدات قد فاقت التوقعات، ممّا اضطره إلى سحب قواته في نفس اليوم، فارتفعت معنويات الجماهير العربية وبدأوا ينضمون أفواجاً للعمل الفدائي.

وفي نفس العام جرى لقاؤنا مع الرئيس جمال عبد الناصر، وتحوّلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى فتح وفصائل المقاومة الأخرى، وفي أول دورة من دورات المجلس الوطني بقيادة المقاومة كانت الدورة الخامسة للمجلس وقد عقدت في القاهرة عام 1969.

وقد خاطب الرئيس عبد الناصر رحمه الله أعضاء المؤتمر وقال:

المخطط الصهيوني اتخذ من أرض فلسطين نقطة بداية.

       إن ظهور الكيان الفلسطيني بطريقة مجسّدة لأول مرة منذ سنة 1948 هو أبرز النتائج الإيجابية لما بعد معارك يونيو 1967.

       إن الجمهورية العربية المتحدة تقدم للمقاومة الفلسطينية كل عون مادي ومعنوي بغير حدود وبغير تحفظات وبغير شروط.

       إن الجمهورية العربية المتحدة تعارض بطريقة قاطعة أية محاولة لفرض أية وصاية على منظمات المقاومة.

       إن الجمهورية العربية المتحدة تقدّر موقف منظمات المقاومة في رفضها لقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22/11/1967.

       العدو لم يكسب الحرب في حزيران 1967 لأنه عجز أن يفرض أوضاعاً سياسية تتناسب في تقديره مع انتصاره العسكري.

تعزّزت المكانة السياسية والجماهيرية للثورة الفلسطينية وتنامت قدراتها العسكرية والسياسية وانضوت فصائل المقاومة تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وأصبحت جبهة وطنية للشعب الفلسطيني مع القوى السياسية والرموز الوطنية الأخرى.

ولكن أحداث عام 1970 في الأردن ووفاة المغفور له الرئيس عبد الناصر أحدث انعكاسات سلبية على منظمة التحرير فانتقلت إلى لبنان، ولحسن الحظ كان الرئيس عبد الناصر قد أبرم اتفاقاً عام 1969 بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية بالسماح للثورة الفلسطينية بإقامة قواعد عسكرية لها في الجنوب اللبناني لتستمر في كفاحها المسلح.

وبالرغم من الهجمات الإسرائيلية البرية والجوية فقد صمدت الثورة بكل فصائلها إلى ان قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان عام 1978 وقد قامت عام 1982 باجتياح كامل لجنوب لبنان حتى وصل الجيش الإسرائيلي بقيادة شارون إلى مشارف بيروت وقد عجزت قواته اجتياح المنطقة الغربية لبيروت فحاصرتها لمدة 87 يوماً، وتمّ الاتفاق أخيراً مع ممثل أمريكا فيليب حبيب بخروج قوات الثورة إلى عدد من البلدان العربية، واتجهت القيادة إلى تونس الشقيقة واستقبلها المغفور له الرئيس بورقيبة وحرمه في مدينة بنزرت.

بعد خروج قوات الثورة من لبنان قدّم الرئيس الأمريكي ريجان مبادرته بتاريخ 02/09/1982 وأشار فيها بعد شرح مستفيض إلى ما يلي:

“كما جاء في اتفاقية كامب ديفيد، يجب ان تكون هناك فترة يتمتع خلالها السكان الفلسطينيون بالضفة الغربية وقطاع غزة بحكم ذاتي كامل لشؤونهم الخاصة، والفترة تستمر لخمس سنوات تبدأ بعد إجراء انتخابات حرة لاختيار سلطة فلسطينية للحكم الذاتي. تقضي الضرورة تجميد إسرائيل لبناء المستوطنات على وجه السرعة قبل أي إجراء آخر، فالمزيد من النشاط الاستياطاني غير ضروري على الإطلاق لأمن إسرائيل ويقضي فقط على ثقة العرب بإمكانية “التفاوض”. ثم قال: “إن الهدف من هذه الفترة الانتقالية هو انتقال السلطة المحلية في صورة سلمية ومنظمة من إسرائيل إلى السكان الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، وفي الوقت ذاته يجب ان لا تتعارض هذه الفترة الانتقالية مع متطلبات إسرائيل الأمنية”.

ثم أضاف قائلاً: “يتضح لي أنه لا يمكن تحقيق السلام عن طريق إقامة دولة فلسطينية مستقلة في هاتين المنطقتين، كما لا يمكن تحقيقه عن طريق ممارسة إسرائيل سيادتها أو سيطرتها الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، لذلك فإن الولايات المتحدة لن تؤيد إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولن تؤيد ضمّها أو السيطرة الكاملة عليهما من جانب إسرائيل”، ثم قال: “لكن الولايات المتحدة ترى في حزم أن حكماً ذاتياً من جانب الفلسطينيين للضفة الغربية وقطاع غزة مرتبط بالأردن يوفر أفضل فرصة لسلام دائم وعادل وثابت”.

وقال: “ما زلنا مقتنعين بضرورة أن تبقى القدس غير مجزأة ولكن وضعها النهائي أن تبقى غير مجزأة وقال: “التزام امريكا بأمن إسرائيل التزام واسع كذلك هو التزامي أنا”.

والملاحظ أن ما يخص الفلسطينيين من هذه النصوص ليس حاسماً بل حمّال أوجه، أما بالنسبة لإسرائيل وأمنها فالأمر حاسم.

لم يقبل العرب بمشروع ريجان، وعقد اجتماع قمة عربية في الرباط انتهى دون قرارات لغياب عدد من الرؤوساء العرب، بعد ذلك عقد مؤتمر قمة في فاس بالمغرب وأصدر مشروع السلام العربي رداً على مشروع ريجان.

شهدت المرحلة التي تلت مشروع السلام العربي نشاطات سياسية بيننا وبين أشقائنا في الأردن ومع الولايات المتحدة ولكنها لم تثمر.

وقام بعدها شولتز وزير الخارجية الأمريكي بمحاولة لطرح مشروع سلام باسم الإدراة الأمريكية مشيراً إلى حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة والقطاع ولكنه أبعد هذا المشروع عن علاقته بالأردن وكان ذلك في بيان ضمّ هذه الأفكار في 16/09/1988، ولكنه لم يتطور إلى مبادرة سياسية مكتملة تاركاً لأصحاب الشأن من فلسطينيين وأردنيين أن يتولوا إكماله.

كان لاندلاع الحرب العراقية- الإيرانية آثار سلبية على نشاط منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تقودها فتح، فقد انشغلت الأمة العربية في حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة إن جاز لنا التسمية.

تولى غورباتشوف رئاسة الاتحاد السوفيتي فكانت رئاسته قد جلبت للاتحاد السوفيتي الدمار بسبب النهج السياسي الذي طرحه من خلال غلاسنوست (الشفافية مع الانفتاح) وبريستروكيا (إعادة البناء والهيكلة)، فانقسم الحزب والجيش وانهار الاتحاد السوفيتي وتبدلت قيادته، فكان لهذا الحدث  أثاره السلبية على القوى الوطنية والثورية الصديقة للاتحاد السوفيتي، فاغتنمت أمريكا وإسرائيل هذا التحول وقامت بتشجيع الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل حتى زادت عن مليون نسمة غالبيتهم لا يدينون بالدين اليهودي، بل إن الأزمة الاقتصادية والمعيشية في الاتحاد السوفيتي جعلتهم يهاجرون إلى إسرائيل بعد اتفاق عقده بيكر وزير خارجية أمريكا مع الروس في مالطا حول الهجرة اليهودية وتسريعها.

لقد كانت لحرب الخليج الثانية آثار سلبية على القضية الفلسطينية، فالخلافات العربية التي نشأت حول دخول الجيش العراقي إلى الكويت قد ولّدت البغضاء والحقد بين العرب في تلك المرحلة، وقد طالت منظمة التحرير منها الكثير من الصعاب بالرغم من الجهود التي بذلناها لوقف هذا الانحدار المخيف في العلاقات العربية.

وأعتقد جازماً أن التدخلات والدسائس الأمريكية كانت السبب في خلق هذه المآسي التي تعرّضت لها العراق ودول الخليج، فقد سبق ان قدّم الأمريكيون إنذاراً للدول العربية المجتمعة في مؤتمر قمة بغداد عام 1990 لمعالجة الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفيتي، هذا الإنذار يدلل على تهديد للمجتمعين وخلق فتنة بينهم، والطلب منهم تأجيل البحث في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ومعالجة وجود أسلحة الدمار الشامل في الدول التي تمتلك هذه الأسلحة.

كانت هذه الأحداث بداية العمل للقيام باحتلال العراق وتدميره وتقسيمه وتفكيك التضامن العربي وإهمال التعامل مع القضية الفلسطينية.

بعد تحرير الكويت تقدّم الرئيس الأمريكي بوش بمشروع تسوية سياسية “الأرض مقابل السلام” وقبلها العرب وتعاملوا معها، وشكّلت لجان التفاوض مع إسرائيل في واشنطن، وكان هناك وفد فلسطيني مشكّل من أبناء الضفة والقطاع وبمشاركة أردنية في البداية.

دامت هذه المفاوضات أكثر من 22 شهراً لم تحقق شيئاً، ولم تحرز أي تقدم، وكان شامير رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يقول: “سأفاوضهم عشر سنوات دون نتيجة”، ولكن بعد مفاوضات سرية برعاية أمريكية وأنظمة عربية متواطئة توصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق إعلان المبادئ الذي عُرف باتفاق “أوسلو” وهو حكم ذاتي محدود لخمس سنوات بعدها تناقش قضايا المرحلة النهائية، وقسّمت الأرض إلى مناطق أ. ب. ج، والقسم الأخير للمستوطنات، وشكّلت لجنة لتنظيم عودة النازحين للضفة والقطاع، من مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل. علماً أن اللجنة اجتمعت ست مرات ففشلت في عملها حيث لم يعد أي نازح، وبعد سنتين قام الإسرائيليون بقتل اسحق رابين فانتهت المبادرة.

انتخب نتنياهو رئيساً للحكومة وأعلن أن إسرائيل ترفض اتفاق أوسلو لأن فيه مثالب تهدّد الأمن الإسرائيلي، وعدنا للمفاوضات مع الحكومة الجديدة، فأصرّ نتنياهو على تقسيم الخليل وتغيير الاتفاقية الأولى ونص الاتفاق على ان الجيش الإسرائيلي سيحتفظ مؤقتاً بالسيطرة على الحرم الإبراهيمي.

بعد نتنياهو جاء باراك وجرت مفاوضات كامب ديفيد في شهر يوليو عام 2000، وطالب بضمَ 09% من أراضي الضفة الغربية، مع وجود قواعد إنذار مبكر في الضفة الغربية، واستئجار الحدود على نهر الأردن لمدة 999 سنة، وإرسال اللاجئين إلى “منطقة حلوسة” في النقب حيث مطمر النفايات الذرية، وطالبوا أن تكون السيادة على الأماكن المقدسة في يد الإسرائيليين ففشلت المفاوضات.

عندما قام شارون بزيارة الحرم الشريف تفجّرت الانتفاضة الثانية، وتشكلت كتائب الأقصى، هنا اشترط الرئيس بوش أن لا يتعامل مع الرئيس عرفات وعليه أن يختار رئيس وزراء بكامل الصلاحيات للتعامل معه. وقد بادر العرب بعد ذلك بتقديم مبادرة سياسية عام 2002 وتقدموا بها للرئيس بوش، فقام الرئيس بوش بإعلان رؤياه في شهر يونيو من نفس العام حول التسوية السياسية وصاغ مشروعاً سُمي بخارطة الطريق ولم يعلنه إلا بعد أن جرت الانتخابات الإسرائيلية في بداية عام 2003، وفوز شارون، وبعد احتلال العراق في شهر مارس 2003 تمّ إعلان هذه المبادرة على أساس ان يقوم شارون بتطبيقها ولكنه تحّفظ عليها بل أنه قام في العام المقبل 14/04/2004 بزيارة الرئيس بوش وانتزع الضمانات الخمسة من خارطة الطريق وترك المبادرة خاوية على عروشها، ولم يكتفِ شارون بذلك بل اقترف جريمة تسميم الشهيد أبو عمار الذي استشهد يوم 11/11/2004.

شهدت هذه المرحلة اختفاء العمل المسلح ومحاولة أمريكا إعلان الهدنة مع المقاومة، وكان يخرقها شارون وزباينته، وأخيراً قرّر شارون خروج القوات الإسرائيلية من غزة عام 2005، وتدمير المستوطنات الإسرائيلية.

جرت بعد ذلك انتخابات تشريعية لانتخاب المجلس التشريعي وفازت حركة حماس، فكان عليها أن تشكل الحكومة المحلية، ولكن أمريكا وإسرائيل احتجتا، فأحدثت أزمة ثقة بين حركتي فتح وحماس، ممّا أدى إلى صراع بينهما فاختلفتا واستمرتا في خلافاتهما حتى الان بالرغم من الجهود التي بذلتها دول عربية متعددة كالمملكة العربية السعودية وسوريا واليمن وقطر ثم مصر التي واظبت على الاستمرار في المصالحة ولكن أصبح الأمر صعباً بل مستحيلاً بسبب الاختلاف الجوهري في اجندة كل منهما.

استمرت السلطة الفلسطينية في التفاوض مع إسرائيل في عهد شارون ثم أولمرت ومنعت السلطة الفلسطينية استمرار المقاومة المسلحة وسمحت بوجود الجنرال دايتون ليشرف على الأمن في الضفة الغربية مع رجال أمن دُربوا لهذا الغرض، ولُقنوا دروس الحفاظ على الأمن الإسرائيلي وعدم القيام بأية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي بل عليهم أن يتعايشوا مع الإسرائيليين ويعتقلوا المناهضين للاحتلال والمؤمنين بالمقاومة والكفاح المسلح.

وبغياب حركة المقاومة ازدادت مطامع إسرائيل فاستشرت في بناء المستوطنات وإسكان المستوطنين فيها حتى بلغ عدد المستوطنين ما يزيد عن نصف مليون مستوطن، وقام الإسرائيليون أيضاً بهدم عشرات المنازل في الأحياء العربية بالقدس الشرقية.

أثناء حكم أولمرت كانت هناك مبادرة فارغة سُميت “أنابوليس″ على أساس مباشرة المفاوضات ولكنها فشلت، بعدها كان هناك مؤتمر ضمّ العرب ودول اوروبا وإسرائيل وألقي بيان من الرئيس بوش ينص على بدء المفاوضات فقط.

كانت قيادة السلطة الفلسطينية تقوم بلقاءات مع أولمرت وليفني ويستعرضون المشاكل بدون اتخاذ أية قرارات.

المفاوضات الرسمية تدور بين طرفين في مكان محايد وبحضور وسيط دولي، فكيف يمكن لحركة تحرير توجد في بلد محتل ولا تقاومه؟ وكيف تنتظر أن يجلو عن أرضها أو يفرج عن أسراها بدون مقاومة مسلحة؟

فلقد احتل العدو الإسرائيلي بقية أرض فلسطين التي اغتصبها عام 1948، فما فائدة المفاوضات والاحتلال يملأ الأرض بالمستوطنات، ويهوّد مدينة القدس ويدّنس المقدسات ويقوم بحفريات بحجة البحث عن آثار يهودية وهمية مما يهدد مسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وبعدها يدّعي انه مع السلام العادل والشامل.

كيف ندعو للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين والإسرائيليون يصادرون الأراضي ويعتقلون المواطنين ويقتلونهم ولا من يقاوم هذه الاعتداءات والجرائم المتكررة، إن شعبنا يعيش في سجن كبير، يطلب الإذن بالدخول والخروج، إن الإسرائيليون يطالبون العرب اليوم بالاعتراف بيهودية الدولة، وكأن الأرض لهم ونحن أقلية إثنية نعيش فيها بلا حقوق إلا ما يمنحنا إياها الإسرائيليون.

قال نتنياهو في الأمم المتحدة عام 1996: “أن نتنازل عن إنش مربع من هذه الأرض أمر يحزّ في نفوسنا، إن كل تلة وكل وادٍ وكل صخرة من صخورها تردّد رجع أقدام آبائنا الأوائل”، ونتنياهو هذا يهودي أمريكي عاش أبوه في بروكلين وقد تربى هو وأخوه هناك.

أخيراً جاءنا الرئيس أوباماً وألقى خطبة عصماء وظنّ البعض أن الطريق إلى التسوية سهلة ومعبّدة، طالب إسرائيل أن توقف بناء المستوطنات قبل التفاوض ولكنه في النهاية عاد وطالب السلطة الفلسطينية باللقاء مع نتنياهو وبدء المفاوضات فأطعنا بعد التمنع، وطالب العرب بالإعراب عن الرغبة بالتعايش من خلال عمل يدلّل على ذلك، ألا وهو التطبيع الكامل.

رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق