مطار غزة الدولي يبحث عن هيبة اسمه وسط الدمار والخراب .. كيف كان وماذا حلّ به الآن ؟ .. صور
غزة - خاص دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
على بعد مئات الأمتار عن معبر رفح البرى جنوب قطاع غزة ، وعن الثكنات العسكرية الإسرائيلية المتواجدة شرق رفح ، يسير المواطن "ن ع " في الخمسينات من العمر برفقة ابنه العشريني يرعون الغنم وسط مباني مطار غزة الذي دمره الاحتلال الاسرائيلى مطلع الانتفاضة الحالية ، وينادى على ابنه بإبعاد الغنم عن الأرض المزرعة بالقمح ما بين مباني المطار .
ويسير المزارع "ن " حول الأرض المزروعة بالقمح ويقوم بحراستها كملك خاص له داخل ارض المطار قام بزراعتها والاهتمام بها وينتظر جني محصوله ، وفى نفس الوقت يقوم بمساعدة احد أصدقائه بحفر حفرة داخل الأرض بعمق متر ونصف يبحث عن أنبوب بلاستيكي طويل ليأخذه إلى منزله .
وليس ببعيد عنه يقوم شاب اربعينى بتكسير أعمدة الباطون المتواجدة في المبنى الرئيسي والأضخم في المطار محاولا استصلاح بعض قضبان الحديد لبيعها ، بالإضافة لتجميع أكوام من الحجارة لبيعها لأصحاب معامل تصنيع الحجارة .
كل هذه المشاهد لم نتخيل أن نراها يوما في مطار غزة الدولي ، والذي أنشئ بداية قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لغزة لبسط سيادة السلطة على الأرض ، والذي لو تحقق واستمر لخفف عنا معاناة كبيرة تتمثل في السفر عبر المعبر البرى ، وجعل لنا متنفس حقيقي نسافر من خلاله.
مطار غزة الدولي اسم كبير يحمل تحت طياته خراب ودمار ومطار بلا مسافرين ولا طائرات ، مبان مدمرة وأرصفة سرقت ومعدات أتلفت.
مطار بلا جدران ولا أرصفة ولا أساسات سوى الهيكل ، المباني تظهر عليها آثار القصف واضحة وهي فارغة من كل شيء ما عدا هيكلها الخارجي. حتى المهبط والمدرج سُرقت حجارته وأصبح مرتعاً تغطيه حشائش الشتاء الخضراء التي ترعاها أغنام البدو الذين يسكنون بالقرب من المطار.
فحين تتجول في المكان تشعر بهيبة اسمه ، ولكن لا يذكرك حاضره سوى بماضيه الجميل ومكانته الرائعة كانجاز فلسطيني أقيم مع قدوم السلطة سرعان ما زال .
وعملت السلطة الفلسطينية على إنشاء المطار كونه رمز من رموز سيادة الدولة الفلسطينية والاستقلالية الوطنية وعنصر من عناصر تكامل وجود الدولة ، وقد روعي في تصميم مبانيه الطراز العربي الإسلامي بأوجه شبه كثيرة مع مباني وأسوار القدس الشريف.
ويضم المطار مدرجا للهبوط والإقلاع بطول 3080م ، يستطيع استقبال جميع أنواع طائرات الركاب والنقل وصالة السفر تستوعب حتى 750,000 مسافر سنويا ، وتبلغ مساحته 2800 دونم ، وتم تشغيله بكوادر فلسطينية .
تم العمل في تدشين المطار معماريا والبنية التحتية عام 1996، بتمويل من البنك العقاري المصري بقيمة 18 مليون دولار تسدد من إيرادات المطار ، ووضع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حجر الأساس لمشروع مطار غزة الدولي، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء وتجهيز المطار حوالي 70 مليون دولار موزعة ما بين مبان ومعدات، حيث تم تجهيز المطار بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة للتشغيل طبقا للمعايير الدولية بواسطة منح وقروض ميسرة من أسبانيا وألمانيا.
وبعد ستة شهور فقط استقبل المطار أول طائرة حيث هبطت طائرة الرئيس الراحل عرفات في يوم 2/6/1996 لأول مرة على الأرض الفلسطينية مبشرة بالعهد الجديد، وبعد تجهيز المطار بدأ العمل رسميا أواخر عام 1998 ، بناء على توقيع مذكرة "واي ريفر" بانطلاق الخطوط الجوية الفلسطينية من قاعدتها إلى كل من: الأردن- مصر- السعودية- الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حيث كان حفل التدشين التاريخي للمطار الفلسطيني في ذلك اليوم استقبل فيه المطار العديد من الطائرات القادمة من الدول العربية والصديقة وعلى متنها الوفود الرسمية والشعبية المشاركة في هذا الحفل التاريخي.
وكانت تملك الخطوط الجوية الفلسطينية أسطولا يتكون من ثلاث طائرات، طائرتين طراز (فوكر50) منحة مقدمة من الحكومة الهولندية بسعة 48 راكبا بالإضافة إلى طائرة (بوينج 200-727) هدية من سمو الأمير السعودي الوليد بن طلال بسعة 140 راكبا درجة سياحية و12 راكبا درجة رجال أعمال.
وبعد عاملين من عمل المطار ، مطلع الانتفاضة الحالية قامت القوات الإسرائيلية بتدمير أحد طائرات الرئيس ياسر عرفات الهيلوكبتر، ومن ثم قامت الدبابات والجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف والتخريب وعمليات التقطيع للأوصال وإتلاف للمناهل وشبكة الإنارة الخارجية بالمدرج وأعمال تشويه للسطح.
وفى عام 2006 قام جيش الاحتلال بإعادة احتلال منشات المطار و استخدامه كقاعدة عسكرية لعملياته في جنوب القطاع و خلال تواجده دمر و نهب جميع الأجهزة و المعدات و حطم مرافق رئيسة فيه.
ومنذ ذلك اللحظة زحف للمطار عشرات اللصوص عاثوا فيه فسادا ونهبا ، حتى طالت متحف المطار الذي كان يضم مجموعة من التحف والأثاث النادرة .
وانتهت حياة حلم فلسطيني بإنشاء مطار بعد ولادة الفكرة ونجاحها أربع سنوات ، وعادت إلى الأذهان كذكريات جميلة نورثها للأبناء .
على بعد مئات الأمتار عن معبر رفح البرى جنوب قطاع غزة ، وعن الثكنات العسكرية الإسرائيلية المتواجدة شرق رفح ، يسير المواطن "ن ع " في الخمسينات من العمر برفقة ابنه العشريني يرعون الغنم وسط مباني مطار غزة الذي دمره الاحتلال الاسرائيلى مطلع الانتفاضة الحالية ، وينادى على ابنه بإبعاد الغنم عن الأرض المزرعة بالقمح ما بين مباني المطار .
ويسير المزارع "ن " حول الأرض المزروعة بالقمح ويقوم بحراستها كملك خاص له داخل ارض المطار قام بزراعتها والاهتمام بها وينتظر جني محصوله ، وفى نفس الوقت يقوم بمساعدة احد أصدقائه بحفر حفرة داخل الأرض بعمق متر ونصف يبحث عن أنبوب بلاستيكي طويل ليأخذه إلى منزله .
وليس ببعيد عنه يقوم شاب اربعينى بتكسير أعمدة الباطون المتواجدة في المبنى الرئيسي والأضخم في المطار محاولا استصلاح بعض قضبان الحديد لبيعها ، بالإضافة لتجميع أكوام من الحجارة لبيعها لأصحاب معامل تصنيع الحجارة .
كل هذه المشاهد لم نتخيل أن نراها يوما في مطار غزة الدولي ، والذي أنشئ بداية قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لغزة لبسط سيادة السلطة على الأرض ، والذي لو تحقق واستمر لخفف عنا معاناة كبيرة تتمثل في السفر عبر المعبر البرى ، وجعل لنا متنفس حقيقي نسافر من خلاله.
مطار غزة الدولي اسم كبير يحمل تحت طياته خراب ودمار ومطار بلا مسافرين ولا طائرات ، مبان مدمرة وأرصفة سرقت ومعدات أتلفت.
مطار بلا جدران ولا أرصفة ولا أساسات سوى الهيكل ، المباني تظهر عليها آثار القصف واضحة وهي فارغة من كل شيء ما عدا هيكلها الخارجي. حتى المهبط والمدرج سُرقت حجارته وأصبح مرتعاً تغطيه حشائش الشتاء الخضراء التي ترعاها أغنام البدو الذين يسكنون بالقرب من المطار.
فحين تتجول في المكان تشعر بهيبة اسمه ، ولكن لا يذكرك حاضره سوى بماضيه الجميل ومكانته الرائعة كانجاز فلسطيني أقيم مع قدوم السلطة سرعان ما زال .
وعملت السلطة الفلسطينية على إنشاء المطار كونه رمز من رموز سيادة الدولة الفلسطينية والاستقلالية الوطنية وعنصر من عناصر تكامل وجود الدولة ، وقد روعي في تصميم مبانيه الطراز العربي الإسلامي بأوجه شبه كثيرة مع مباني وأسوار القدس الشريف.
ويضم المطار مدرجا للهبوط والإقلاع بطول 3080م ، يستطيع استقبال جميع أنواع طائرات الركاب والنقل وصالة السفر تستوعب حتى 750,000 مسافر سنويا ، وتبلغ مساحته 2800 دونم ، وتم تشغيله بكوادر فلسطينية .
تم العمل في تدشين المطار معماريا والبنية التحتية عام 1996، بتمويل من البنك العقاري المصري بقيمة 18 مليون دولار تسدد من إيرادات المطار ، ووضع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حجر الأساس لمشروع مطار غزة الدولي، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء وتجهيز المطار حوالي 70 مليون دولار موزعة ما بين مبان ومعدات، حيث تم تجهيز المطار بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة للتشغيل طبقا للمعايير الدولية بواسطة منح وقروض ميسرة من أسبانيا وألمانيا.
وبعد ستة شهور فقط استقبل المطار أول طائرة حيث هبطت طائرة الرئيس الراحل عرفات في يوم 2/6/1996 لأول مرة على الأرض الفلسطينية مبشرة بالعهد الجديد، وبعد تجهيز المطار بدأ العمل رسميا أواخر عام 1998 ، بناء على توقيع مذكرة "واي ريفر" بانطلاق الخطوط الجوية الفلسطينية من قاعدتها إلى كل من: الأردن- مصر- السعودية- الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حيث كان حفل التدشين التاريخي للمطار الفلسطيني في ذلك اليوم استقبل فيه المطار العديد من الطائرات القادمة من الدول العربية والصديقة وعلى متنها الوفود الرسمية والشعبية المشاركة في هذا الحفل التاريخي.
وكانت تملك الخطوط الجوية الفلسطينية أسطولا يتكون من ثلاث طائرات، طائرتين طراز (فوكر50) منحة مقدمة من الحكومة الهولندية بسعة 48 راكبا بالإضافة إلى طائرة (بوينج 200-727) هدية من سمو الأمير السعودي الوليد بن طلال بسعة 140 راكبا درجة سياحية و12 راكبا درجة رجال أعمال.
وبعد عاملين من عمل المطار ، مطلع الانتفاضة الحالية قامت القوات الإسرائيلية بتدمير أحد طائرات الرئيس ياسر عرفات الهيلوكبتر، ومن ثم قامت الدبابات والجرافات الإسرائيلية بأعمال التجريف والتخريب وعمليات التقطيع للأوصال وإتلاف للمناهل وشبكة الإنارة الخارجية بالمدرج وأعمال تشويه للسطح.
وفى عام 2006 قام جيش الاحتلال بإعادة احتلال منشات المطار و استخدامه كقاعدة عسكرية لعملياته في جنوب القطاع و خلال تواجده دمر و نهب جميع الأجهزة و المعدات و حطم مرافق رئيسة فيه.
ومنذ ذلك اللحظة زحف للمطار عشرات اللصوص عاثوا فيه فسادا ونهبا ، حتى طالت متحف المطار الذي كان يضم مجموعة من التحف والأثاث النادرة .
وانتهت حياة حلم فلسطيني بإنشاء مطار بعد ولادة الفكرة ونجاحها أربع سنوات ، وعادت إلى الأذهان كذكريات جميلة نورثها للأبناء .
كيف كان مطار غزة سابقاً ..؟؟؟
كيف يبدو مطار غزة .. أو ما تبقى من مباني مطار غزة .. الآن !؟
اخبار ذات صلة
اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/03/18/509589.html#ixzz2wJrUILjY
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق