غزة ـ مصطفى حبوش ـ الأناضول:
أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس″ أن المصالحة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، ما تزال متعثرة، رغم التصريحات “المتفائلة” التي صدرت مؤخرا من بعض قيادات الحركتين.
وقال صلاح البردويل، القيادي في الحركة، في حوار مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن زيارة وفد اللجنة المركزية لحركة “فتح” برئاسة نبيل شعث إلى قطاع غزة مؤخرا، لم تتمكن من “دفع عجلة المصالحة”.
وأضاف:” زيارة وفد فتح كانت بالأساس، لأسباب تنظيمية متعلقة بحركة فتح في غزة، ولم تحمل على أجندتها ملف المصالحة الفلسطينية، ولم تقدم أي ضمانات أو مشاريع جديدة تتعلق بإنهاء الانقسام”.
ووصل وفد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة “فتح” برئاسة نبيل شعث إلى غزة عبر معبر بيت حانون “إيريز″ شمال القطاع، يوم 7 شباط/ فبراير الجاري.
وأعلن شعث خلال لقاء عقده مع الصحفيين في مدينة غزة، يوم الأحد 9 فبراير/شباط الجاري، عقب لقاء وفد فتح مع حركة “حماس″ ورئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية بأن الحركتين بدأتا بوضع خطوات تنفيذ المصالحة.
وقال شعث: إن “عزام الأحمد المسؤول عن ملف المصالحة في حركة فتح سيصل إلى غزة قريباً لاستكمال وضع خطط تنفيذ المصالحة”.
وأوضح البردويل أن وفد حركة فتح، كان مشغولا بـ”تحصين الصف الفتحاوي من خطر القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان خاصة بعد زيارة بعض عناصره للقطاع وبالتحديد النائبين ماجد أبو شمالة، وعلاء ياغي”.
وعادت الشخصيتان المذكورتان (أبو شمالة وياغي) لغزة، نهاية الشهر الماضي، تنفيذا لمبادرة أعلنها رئيس الحكومة المقالة في غزة، اسماعيل هنية، تقضي بسماح حكومته بزيارة نواب المجلس التشريعي عن حركة “فتح” للقطاع، وعودة كوادر من الحركة كانوا قد غادروا القطاع خلال أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007، والإفراج عن بعض المعتقلين.
والنائبين أبو شمالة وياغي معروفون بقربهم الشديد من محمد دحلان.
ودحلان، هو القائد السابق لحركة فتح في قطاع غزة، وفُصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويرفض دحلان الذي ما زال يتمتع بنفوذ داخل تنظيم “فتح” في غزة، إجراءات فصله من الحركة، وكثيرا ما ينتقد رئيسها محمود عباس.
وأضاف البردويل أنه “عندما طرح موضوع المصالحة على وفد اللجنة المركزية لفتح لم يقدم إجابات ولا أي ضمانات ولا أي مشروع وعاد كما جاء”.
ونفى وجود أي زيارة مرتقبة لقطاع غزة، من المسؤول عن ملف المصالحة في “فتح” عزام الأحمد.
وقال “ليس لدينا علم أن الأحمد لديه أي مشروع لتفعيل المصالحة، ونحن لا نرى على أرض الواقع أي سلوك يدل على أنه يرغب هو أو من يرسله بالمصالحة.. فالاعتقالات السياسية ضد أنصارنا بالضفة الغربية تزيد، وقمع الحريات يزيد”.
وأوضح أن حركة “حماس″ وجّهت استفسارات كثيرة إلى وفد حركة “فتح” حول ملف المصالحة، ولكنها لم تتلق أي إجابات، ولم ترَ تغييرا على أرض الواقع يشير لوجود نية لإنهاء الانقسام-حسب قوله.
وفي سياق متصل، أشار البردويل إلى أن لجنة “التنمية والتكافل الاجتماعي” التي شكلتها الفصائل الفلسطينية مؤخرا، لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني تتعرض لهجمة شرسة من الرئيس محمود عباس كونه يرى أنها مدخل للعلاقات بين دحلان و”حماس″.
وبيّن البردويل أن الهدف من هذه اللجنة هو التخفيف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد أن عمل لجنة التنمية والتكافل الاجتماعي بعيد عن أي أهداف سياسية، مشدداً على أن حركة “حماس″ ليست معنية في تعميق الانقسام داخل “فتح”.
ولفت إلى أن الجانب المصري قدم وعوداً لأعضاء حركة “فتح” في اللجنة بتسهيل إيصال المعونات إلى القطاع عبر الأراضي المصرية.
وكان البردويل قد كشف في وقت سابق لمراسل الأناضول أن “اللجنة الوطنية للتنمية والتكافل الاجتماعي”، تم تشكيلها من أعضاء يمثلون ستة فصائل فلسطينية، وستعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومد جسور التواصل بين أبناء الفصائل على الأرض.
ويمثل حركة فتح في اللجنة، أعضاء محسوبون على تيار محمد دحلان في حركة فتح.
وفي موضوع آخر، أكد البردويل رفض حركته دخول أي قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية، في إطار أي اتفاق سلام قد تبرمه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.
وقال: “أي قوات دولية ستدخل فلسطين، ستكون بمثابة احتلال آخر ولن تختلف عن القوات الصهيونية”.
واقترح الرئيس محمود عباس على وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أميركية في أراضي “الدولة الفلسطينية” المستقبلية.
وقال الرئيس عباس في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز″ الأمريكية، بداية الشهر الجاري “إن هذه القوة من حلف شمال الأطلسي سيكون بإمكانها الانتشار في مختلف أراضي الدولة الفلسطينية وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل مدينة القدس″.
وأضاف البردويل: “كنا نتمنى أن نرى الدولة أولا، قبل أن يتحدث عباس عن قوات دولية فهذه القوات تفصل بين الدول ونحن لا نرى لا سيادة ولا قدس ولا مقدسات ولا عودة للاجئين فأين هي الدولة التي ستدخلها القوات الدولية”.
واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
غير أن تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، لم يُعلن عن أية نتائج لها، حتى اليوم.
وتعتبر حركة حماس، المنافس الرئيسي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وترفض الحلول السلمية مع إسرائيل.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين حركته ومصر، أعلن البردويل أن “حماس″، تعد “مذكرة” ضد “الإعلام المصري”.
وقال:” نعد مذكرة ضد الإعلام المصري، وضد ما جاء في جلسة من جلسات القضاء المصري التي استخدم ادعاءات لا منطقية وغير حقيقية ضد أسرى معتقلين لدى إسرائيل، وفلسطينيين قتلوا قبل سنوات”.
وأضاف:” هذه المذكرة سنقدمها إلى أطراف عربية أو إسلامية، وندعو لتشكيل لجنة عربية أو إسلامية ليتم طرح مظلمة حركة حماس عليها”.
كما استنكر البردويل محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بتهمة “التخابر” مع حركته.
وقال :”حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، لكن ما يهمها هو اعتبار الحكومة المصرية المقاومة الفلسطينية عدواً”.
وأضاف البردويل: “كيف يجرؤ قضاء مصر، وكيف تجرؤ حكومة مصرية على أن تعتبر المقاومة الفلسطينية عدوا وكيانا معاديا؟”.
وبدأت اليوم الأحد أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، و35 من كبار مساعديه، في القضية المتهمين فيها بـ”التخابر” بأكاديمية الشرطة شرقي القاهرة، بحسب التليفزيون الرسمي.
وكان النائب العام المصري هشام بركات أحال في 18 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي المتهمين للمحاكمة بتهمة “التخابر” مع حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني لارتكاب “أعمال تخريبية وإرهابية” داخل البلاد.
وتنشر وسائل الإعلام المصري أخبارا تنقلها عن مصادر أمنية وعسكرية، حول علاقة “حماس″ بتفجيرات و”أعمال إرهابية” يتم تنفيذها داخل الأراضي المصرية، فيما تنفي الحركة تلك الاتهامات بشكل مستمر.
وتقول حماس إن بعض الفلسطينيين الذين اتهمتهم النيابة العامة المصرية بمهاجمة السجون المصرية إبان ثورة يناير عام 2011، معتقلين لدى إسرائيل منذ سنوات طويلة، وبعضهم قتل، قبل اندلاع الثورة.
وفي سياق آخر، نفى أي وجود لتنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) المعروفة باسم “داعش” في قطاع غزة.
وقال:” لا وجود لتنظيم “داعش” أو غيره من التنظيمات المتهمة بالإرهاب في قطاع غزة”.
وأضاف:” كافة التنظيمات الموجودة في غزة لا هدف لها سوى مواجهة إسرائيل والدفاع عن الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن الهدف من الادعاء بوجود تنظيمات توصف بالإرهابية في غزة هو “الزج في حماس والقطاع في أتون الخلافات الفكرية والعربية والدولية”.
وتناقلت وسائل إعلام فلسطينية وعربية مؤخرا شريط فيديو يظهر فيه مسلحين ملثمين، قالوا إنهم من تنظيم “داعش” في “أكناف بيت المقدس″.
وفي موضوع آخر حمّل البردويل الدول الأوروبية، وفرنسا على وجه التحديد، مسؤولية ما يحدث من جرائم ومذابح في “أفريقيا الوسطى” ضد المسلمين.
وقال:” ما يحدث في إفريقيا الوسطى جريمة يتحمل مسؤوليتها فرنسا وأوروبا التي تغمض الطرف عما يحدث للمسلمين”.
وأضاف:”هذه همجية كبيرة جداً، وعنصرية، وحرب دينية على الإسلام والمسلمين ويجب أن تتوقف”.
ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهداف المسلمين منذ تنصيب كاثرين سامبا بانزا، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد الشهر الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، والذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية.
ودُمرت العديد من المساجد في بانغي، ونهبت العشرات من منازل المسلمين، حيث يتهمهم المسيحيون، الذين يشكلون غالبية سكان البلاد، بدعم مسلحي “سيليكا” (مسلمون).
ويوم الأربعاء الماضي، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة شئون الإغاثة لطارئة، فاليري آموس، إن قرابة 100 ألف شخص يطلبون الحماية في مطار بانغي، بينما هرب آلاف آخرون إلي الأدغال.
وأعربت آموس، خلال جلسة نقاش مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، عن قلقها الشديد إزاء التقارير المتعلقة بـ”الأعمال الانتقامية ضد المسلمين في أفريقيا الوسطي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق