الأحد، 2 فبراير 2014

سوريا : من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟

سوريا : من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟

بروفسور ميشيل تشوسودوفسكي

يدير الإعلام الغربي، و “منظمة العفو الدولية”، ومنظمات إنسانية مزعومة أخرى حملة دعائية حربية ضد سوريا بعد تسريب آلاف الصور.
وقد تزامنَ هذا التضليل الإعلامي، الذي يركز على جرائمَ وحشية مزعومة ارتكبتها الحكومة السورية، مع محادثات السلام في “جنيف 2″.
تبعاً للتقارير، قام “مصور” مزعوم في “الشرطة العسكرية السورية” بتقديم “دليل واضح يبين التعذيب المنهجي وقتل حوالي 11,000 معتقلاً في ظروف تذكر بمعسكرات الموت النازية”. (“سي بي سي”، 21 كانون الثاني/يناير 2014)
“قال أحد المدعين إن الدلائل توثق ‘عمليات قتل على نطاق واسع تذكر بمعتقلات بيلسين وأوشفيتز في الحرب العالمية الثانية’. إن بعض الجثث، التي تظهر عليها علامات التعذيب، لم يكن لها عيون. أما الجثث الأخرى فقد ظهرت عليها علامات الخنق أو الكهرباء.”
وتبعاً لمنظمة العفو الدولية فإن الصور “مقنعة”:
“أجساد تعرضت للضرب والخنق مستلقية على أرضية قذرة. بعضها يظهر علامات التجويع, والبعض منها بلا أعين. ويبدو أن بعضها تعرض للصعق بالكهرباء. من المستحيل وصف الرعب الذي تولده هذه الصور.” (المصدر نفسه)
بينما يشير الإعلام الرسمي إلى “دلائل واضحة”، إلا أنه يعترف بأن هوية مخبر الشرطة المزعوم، الملقب “القيصر”، مجهولة وأن صدقية الصور لا يمكن التأكد منها.
اقرؤوا بعناية، فالإعلام الرسمي يدحض أكاذيبه بنفسه:
“راجعت رويترز التقرير ولكن لم يكن بالإمكان التأكد من صدقية صور القيصر أو التواصل معه.”
كما أن التقارير الإعلامية تعترف بالشرط الاعتيادي:
“هذا لا يعني القول إن الأشخاص في الطرف الثاني لم يرتكبوا جرائمَ فظيعة. أعتقد أن هناك دلائلَ قادت أشخاصاً يتمتعون بحس المسؤولية للقول إن هناك جرائم ارتكبت من قبل كلا الطرفين.”
كما أن منظمة العدل الدولية، ودون إجراء أية تحقيقات أخرى، تدحض مقولتها الرئيسة، حيث تؤكد دون أية دلائل أنه:
“بينما لا يمكننا التأكد من صدقية الصور، إلا أن التهمَ متسقة مع البحث الذي أجرته العفو الدولية في الاستخدام الواسع للتعذيب وعمليات الخطف التي تقوم بها السلطات السورية.”
من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟
يتمثل الهدف الحقيقي من الحملة الدعائية الأخيرة في تصوير الحكومة السورية بصفتها كياناً إجرامياً وفي الوقت نفسه التعتيم على مجرمي الحرب الحقيقيين، أولئك الذين ارتكبوا جرائمَ حرب واسعة ضد الشعب السوري.
إن أيادي الحكومات الغربية وحلفائها – بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر – ملطخة بالدماء. فهي مسؤولة بشكل مباشر عن التسبب بهذه الكارثة الإنسانية. هذه حرب عدوانية تستخدم الإرهابَ كأداة وحشية للغزو.
سادة القاعدة الغربيون هم مجرمو حرب
نحن نتعامل مع عمليات استخبارية منظمة: تلقت كيانات القاعدة الإرهابية، التي تحوي في صفوفها المرتزقة الأجانب، الأوامرَ من سادتها الغربيين الذين يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم الفظيعة.
من خلال منطق ملتو، يتم تحميل المسؤولية عن الفظائع المختلفة التي أمر بها التحالف العسكري الغربي لحكومة بشار الأسد. أي يتم تحميل ضحايا الحرب مسؤولية الجرائم التي ترتكبها الأمم المعتدية.
متمردو القاعدة قتلة مأجورون، فهم يتبعون الأوامر، كما أنهم يتلقون التدريب على يد القوات الخاصة الغربية والسعودية والقطرية. كما يتم إرسالهم إلى سوريا بصفتهم جزأ من عملية استخبارية. والمسؤولون عن هذه الجرائم الكريهة هم رؤساء دول وحكومات الناتو وبلدان مجلس التعاون الخليجي.
يضغط التحالف العسكري الغربي على سوريا لكي تستسلم وتقبل بفكرة “تغيير النظام”. وفي حال عدم الاستجابة لهذه الشروط، فإنه يهدد بإرسال المزيد من الإرهابيين.
الإرهاب ومكافحة الإرهاب
القاعدة هي من اختراع وكالة الاستخبارات المركزية. ويتم استخدام الإرهاب كأداة لزعزعة وتدمير البلدان.
ومن باب المفارقة، تدعم إدارة أوباما الإرهابَ تحت راية “الحرب الكونية على الإرهاب”. وتقوم الإدارة بشن هذه الحرب عبر جنودها في القاعدة الذين تم إطلاقهم في كافة أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا الوسطى.
يتم التخطيط بعناية للعمليات الإرهابية. ومن ثم تقول الحكومات الغربية (اقتباساً عن جورج بوش الابن):
“إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهابيين”،
“علينا أن نتعاون في بناء مكافحة الإرهاب”.
السؤال الهام هو: علينا فعلاً أن نشن حملة لمكافحة الإرهاب, ولكن ضد من؟
الجواب:
ضد الدول الراعية للإرهاب في سوريا واليمن والصومال وليبيا ومالي والنيجر ونيجيريا، … .
يجب شن حملة مكافحة الإرهاب ضد من يرسلون فرق الموت، أي ضد سادة تلك الكيانات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة في “سي آي إيه” والبنتاغون والبيت الأبيض.
لا تفاوض مع الإرهابيين
في مفارقة مريرة، كان مجرمو حرب التحالف الغربي يجلسون حول الطاولة في مؤتمر السلام السوري في مونترو.
على البلدان التي تستهدفها هذه الهجمات الإرهابية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والناتو، بما فيها سوريا، ألا تتفاوض أبداً مع الحكومات التي تقف خلف هذه المشاريع الإرهابية.
من خلال تزويرها للحقائق، فإن منظمات المجتمع المدني غير الحكومية – بما فيها منظمة العفو الدولية – متواطئة مع جرائم الحرب هذه.
تقوم منظمة العفو الدولية بفبركة قصة شنيعة تتكون من إلقاء اللوم على ضحايا الحرب وتحميلهم مسؤولية الجرائم الفظيعة التي يرتكبها التحالف العسكري الغربي الذي أطلق فرق الموت المرتبطة بالقاعدة داخل سوريا والعراق.
كما أن السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يتصرف نيابة عن الولايات المتحدة والناتو في خرق لتفويض الأمم المتحدة، متواطئ أيضاً في هذا المشروع الإجرامي.
كان الإعلام الغربي، ومنذ البداية، منخرطاً في عملية تغطية تقوم على تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام. والآن جاء دور المنظمات الإنسانية، مختلف كيانات “مراصد” حقوق الإنسان التي تتعاون بشكل منتظم مع الاستخبارات الأمريكية. كما أن شريحة من المنابر الإعلامية التي تدعي التقدمية قد انضمت إلى هذه الجوقة أيضاً.
تُرجمه الجمل عن (“غلوبل ريسيرتش”)


سوريا : من هم مجرمو الحرب الحقيقيون؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق