كتائب شهداء الأقصى تعلن مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على إسرائيل
سارعت الأمم المتحدة إلى إدانة إطلاق صاروخ من غزة على إسرائيل، فيما أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن أول هجوم من نوعه يشنه نشطاء من القطاع منذ أشهر، وعشية الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للمنطقة.
دانت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء (26 شباط/ فبراير 2013) إطلاق صاروخ على إسرائيل من قطاع غزة واعتبرته "مثيرا للقلق الشديد". فقد أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أمام مجلس الأمن "نحن قلقون للغاية إزاء (هذا) الهجوم بصاروخ (...)، لا يمكن لأي شيء أن يبرر مثل هذه الهجمات". وأضاف فيلتمان "يقع على سلطات الأمر الواقع في قطاع غزة مسؤولية منع تكرار هجوم اليوم"، طالبا من إسرائيل "التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس" بهدف تفادي "حلقة جديدة من العنف".
وأكد المسؤول الأممي أن "على الطرفين أن يبذلا جهودا لترسيخ الهدوء الذي كان سائدا" قبل إطلاق الصاروخ. وجدد فيلتمان دعوة الأمم المتحدة إلى أن "تجري السلطات الإسرائيلية تحقيقا مستقلا وشفافا" حول ظروف وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جردات، وطلب "إعلان" نتائج هذا التحقيق "في أسرع وقت". وكان وفاة جرادات في سجنه قد أثارت ردود فعل فلسطينية غاضبة.
وقالت كتائب شهداء الأقصى، التي تعتبر الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومقرها الضفة الغربية إن إطلاق الصاروخ على جنوب إسرائيل "رد أولي على اغتيال الأسير البطل عرفات جردات" في ظروف مثيرة للجدل يوم السبت. وأضافت في بيان "علينا أن نقاوم عدونا بكل الوسائل المتاحة أمامنا." وأضافت في البيان "نؤكد تمسكنا واستمرارنا بالمقاومة بالكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني الغاصب لمقدساتنا وأرضنا وحريتنا."
من جانبها أعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزةإنها تتحرى الأمر. ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات وجاء عقب تزايدالاحتجاجات في الضفة الغربية منذ موت جرادات وإضرابات عن الطعام من جانب أربعة سجناء آخرين. ويشار إلى أن إسرائيل وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، توصلتا إلى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية، دخل حيز التنفيذ في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
"لا مخاوف من انتفاضة ثالثة"
ومن غير المحتمل أن تتطور الاضطرابات التي نشبت في الضفة الغربية عقب وفاة الأسير جرادات في سجن إسرائيلي إلى انتفاضة ثالثة، ولكنها ستسمح للفلسطينيين وللإسرائيليين بدفع قضيتهم قدما في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك اوباما. وقال ضباط إسرائيليون في الضفة الغربية لصحيفة معاريف إنهم "متفائلون"، مشيرين إلى أن "موجة العنف ستتراجع ولن تقود إلى انتفاضة ثالثة". وذكرت الصحيفة بأن "الجيش الإسرائيلي كشف البارحة (الاثنين) عن انخفاض في عدد الحوادث على الرغم من أنه يتوقع استمرار العنف على الأقل لحين وصول الرئيس اوباما في 20 من آذار/ مارس" في زيارته الأولى لإسرائيل منذ توليه الرئاسة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتهم في خطاب الاثنين وبعده في اجتماع لقادة الأجهزةالأمنية الفلسطينية إسرائيل بأنها تريد نشر الفوضى في الأراضي الفلسطينية مؤكدا "نحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم بذلك". ويطالب محمود عباس بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات قبل العودة إلى محادثات السلام، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين خاصة الذين سجنوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو للسلام عام 1993.
وبدوره أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن إسرائيل ستجد الوسائل "للرد بطريقة مناسبة" على إطلاق الصواريخ. وقال بيريز للإذاعة العامة "تفهم السلطة الفلسطينية بأن العودة إلى العنف ستشكل كارثة وهذا ما يقوله مسؤولوها بالفعل وسنتصرف سويا لإعادة الهدوء". وذكر مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة معاريف بأن المظاهرات تهدف إلى الضغط لتحريك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ووضعه في وسط زيارة الرئيس الأميركي. وحثت واشنطن الاثنين "الطرفين على ممارسة ضبط النفس" ودعتهما إلى الامتناع عن "التصريحات المثيرة".
م. أ. م/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق