القضاء اللبناني: 


أحد انتحاريي المستشارية الإيرانية فلسطيني من صور الجنوبية

lebano-sidon.jpg77

بيروت  ـ بولا أسطيح  ـ الأناضول -

أعلن القضاء اللبناني، الخميس، أن أحد الانتحاريين اللذين استهدفا المستشارية الإيرانية في بيروت، الاربعاء، فلسطيني من منطقة صور، جنوبي لبنان.

يأتي ذلك فيما قال مصدر أمني إنّه كان لدى الأجهزة المعنية معلومات تحذر من إمكانية استهداف المستشارية أو مبنى تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله.

وأكد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ان نتائج فحوص الحمض النووي (DNA) أظهرت أن أحد الإنتحاريين هو الفلسطيني نضال المغير الذي كان يقيم في بلدة البيسارية التابعة لمدينة صور جنوبي لبنان.

ولفتت مصادر قضائية إلى أن التحقيقات مستمرة في التفجير الإنتحاري المزدوج الذي إستهدف المستشارية الثقافية الإيرانية في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدّى لمقتل 10 أشخاص و 129 شخصا، عبر إستجواب بعض الموقوفين في أعمال إرهابية في ملفات أخرى، ومن خلال البحث عما إذا كانت ثمة خيوط تربط بينهم وبين الإنتحاريين اللذين نفذا عملية، أمس، أو المجموعة التي تقف وراءهما.

وأوضح مصدر أمني لوكالة “الأناضول” أن ثمة معلومات توفرت للأجهزة الأمنية قبل تفجيري بئر حسن، مفادها أن “المجموعات الإرهابية تضع المستشارية الإيرانية ومبنى تلفزيون (المنار) ضمن لائحة أهدافها، وقد إتخدت إجراءات أمنية مشددة أمامها”.

وأضاف المصدر: “صحيح أن تفجيري أمس وقعا أمام المستشارية الإيرانية، وكانا يستهدفانها، لكنهما وقعا في منتصف الطريق العام  التي لا يمكن إقفالها أمام المارة خصوصاً أن المنطقة مكتظة وتشهد حركة سير ضاغطة كل ساعات النهار”.

ولفت إلى أنّه “لولا الإجراءات والدعائم الإسمنتية الضخمة الموضوعة أمام مبنى المستشارية، وعلى بعد يزيد عن خمسة أمتار عن مدخلها، لكان الإنتحاريان تمكنا من الوصول الى مدخلها وتفجيرها، ولكان المبنى إنهار على من فيه بفعل كمية المتفجرات الموضوعة في السيارتين”.

وكشفت مصادر مواكبة للتحقيق أن “هناك بعض المعطيات التي توفرت للأجهزة الأمنية يمكن البناء عليها، وتحتاج الى مزيد من التدقيق ومطابقتها على وقائع حصلت على الأرض، خصوصاً بعد معرفة هوية أحد الإنتحاريين”، لافتة إلى أن “الأجهرة تجري تحقيقاً مع والد نضال وبعض أقاربه لجمع أكبر قدر من المعلومات عن علاقات هذا الشاب ومن الذين كان يتواصل معهم قبل إختفائه”.

وأشارت المصادر الى أن “هذا الأمر قد يقود الى كشف شبكات أخرى وتفكيكها قبل أن يفاجأ اللبنانيون بعمليات أخرى وفي أماكن مختلفة”.

وتبنى تنظيم “كتائب عبد الله عزام”، المقرب من القاعدة، تفجير المستشارية الثقافية الإيرانية، وهو الانفجار الثاني ضد مصالح إيران في لبنان بعد أن استهدف التنظيم نفسه السفارة الإيرانية في بيروت نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بهجوم انتحاري مزدوج أدّى لمقتل 26 شخصا وجرح 146 آخرين.

واستهدفت تفجيرات مماثلة معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان منذ أغسطس / آب الماضي، نفذ معظمها انتحاريون.