أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)،  الأربعاء، أنه فرض سلسلة من الأحكام على السكان المسيحيين في مدينة الرقة السورية، التي سيطر عليها، وفرض عليهم دفع "الجزية" وإقامة شعائرهم في أماكن خاصة. وأعلنت "داعش" التوصل إلى "اتفاق" يتضمن 12 قاعدة تهدف إلى ضمان ما أسمته "حماية" المسيحيين، مهددة بأن أي أحد لا يحترمها سيعامل باعتباره عدواً.
ونشرت بعض المواقع التابعة للاسلاميين صورة العقد المذكور، كما تناقلها العديد من النشطاء السوريين منتقدين تلك الأحكام الغريبة على المجتمع السوري.

الدفع ذهباً

ويتعين على "النصارى"، بحسب العقد المذكور، لاسيما  الأثرياء منهم أن يدفعوا ما يساوي 13 غراماً من الذهب الخالص، والمسيحيين من الطبقة الوسطى دفع نصف هذا المبلغ، والفقراء منهم دفع ربعها. ونص "الاتفاق" أيضاً على أن يمتنع المسيحيون عن رسم الصليب على أي شيء أو مكان في الأسواق أو الأماكن التي يكون فيها مسلمون، وكذلك عن استخدام مضخم الصوت أثناء صلواتهم.
 كما يمنع النص إقامة المسيحيين شعائرهم خارج الكنائس. إلى ذلك ينص "الاتفاق" على أن يخضع المسيحيون إلى القواعد التي تفرضها "داعش"، كتلك المتعلقة بطريقة اللباس وضرورة الحشمة وغيرها من الضوابط "الداعشية". ويحظر عليهم كذلك بيع لحوم الخنزير أو الخمور. كما يمنعهم العقد المذكور من امتلاك أو حمل السلاح.
من جهتها، قالت داعش إنها لن تسمح للمسيحيين بترميم الدير والكنائس في المدينة أو نواحيها.
وكان يقطن بالرقة (شمال) نحو 300 ألف نسمة قبل بداية أعمال العنف في سوريا في مارس 2011، بينهم أقل من واحد في المئة من المسيحيين. وغادر العديد منهم المدينة حين بدأت "داعش" مهاجمتها وحرق الكنائس.
يذكر أنه منذ بداية يناير شنت العديد من التنظيمات السورية المعارضة هجوماً على داعش، متهمة إياها بأنها تساعد موضوعياً نظام بشار الأسد. واتهمت داعش باحتجاز عدد كبير من المساجين، بينهم عدد من الناشطين الإسلاميين ومعارضين منافسين وصحافيين أجانب وعاملين إنسانيين. وقتل نحو 3300 شخص منذ بداية المواجهات بين داعش وبقية حركات المعارضة السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.