الأربعاء، 31 يوليو 2013

إلى أين نحن ذاهبون..
البيادر القدس
بقلم رئيس التحرير جاك خزمو


يتساءل المواطنون الفلسطينيون: إلى أين نحن ذاهبون: نحو دولة أو نحو فوضى أو نحو المجهول؟
الاجابة على هذا السؤال ليست سهلة، لأنه لا يستطيع أحد أن يعطي الاجابة الصحيحة، ولا التكهن الدقيق لأن المعلومات المتوفرة لديه هي ضبابية، ولأن المسؤولين السياسيين لا يقدمون ما يفيد الاجابة عن هذا السؤال!
الشعب الفلسطيني يرغب في أن تكون الامور واضحة أمامه، والا يكون مغيباً عما يحدث؟ فلا أحد شرح له لماذا تم القبول باستئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، ماذا تم، وماذا قدمت من وعود وضمانات؟ وما هو المتوقع ان فشلت المفاوضات، ما هو البديل، الى أين نحن نتجه!
قد يدعي أحدهم بالقول أن الأمور واضحة المعالم عبر تصريحات المسؤولين، ولكن هذه التصريحات عامة جدا، وليست هناك من معلومات كافية.. يدعي الاسرائيليون أنهم لم يقدموا أي شيء مقابل التوجه نحو المفاوضات، حتى أنهم يدعون بأن اطلاق سراح اسرانا من السجون لن يتم إلا على دفعات وعلى مراحل.. حتى أننا لم نعرف عدد الذين سيفرج عنهم!
لا نتهم أحداً بالتقصير، ولا باعطاء معلومات غير صحيحة، ولكننا نقول وبكل صراحة ان الوضع صعب والمعاناة كبيرة، ولا نعرف ما هو المصير، وماذا يحدث وماذا يجري في اللقاءات مع وزير خارجية اميركا جون كيري، ولا نعرف: هل نتفاءل، أم نتشاءم، أم نتشاءل؟ وهل المفاوضات القادمة ستكون مجدية أم أنها مفاوضات من أجل المفاوضات فقط، ومن أجل تخفيف الضغط الممارس على القيادة الفلسطينية والشعب. حتى أننا لا نعرف طبيعة الضغوطات والتهديدات التي تتلقاها القيادة الفلسطينية سوى عبر وسائل اعلام وبصورة عامة وليست بالتفاصيل.
سؤال آخر يطرح نفسه له علاقة بما نقوله: هل من الممكن اقامة دولة فلسطينية مع هذا الكم من الاستيطان على أراضينا، وفي ظل رفض اسرائيل التنازل عن القدس وعن غور الاردن؟ وهل من الممكن التوصل الى اتفاق نهائي مع اسرائيل التي ترفض العودة الى حدود 4 حزيران 1967، وترفض حتى بحث موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين!
ويتساءل المواطنون هل خيار حل الدولتين ما زال قائماً أم أنه فيلم قد احترق منذ زمن بعيد؟ وهل هناك خيارات أمام الشعب الفلسطيني؟ هل خيار الدولة الواحدة ثنائية القومية موجود ويمكن تبنيه.
ويقول المواطنون وبكل وضوح أن القيادة الفلسطينية تلوّح بالتوجه الى المحاكم الدولية لمقاضاة اسرائيل، فهل هذا صحيح أم أنه مجرد تهديد.. ولو ذهبنا الى محكمة لاهاي وقدمنا الشكوى تلو الأخرى، فهل من الممكن تطبيق ما يصدر عن هذه المحكة من أحكام علماً أن المحكمة أصدرت حكماً قبل سنوات بأن الجدار العازل الذي بنته اسرائيل حول الضفة الغربية ليس شرعياً، فماذا طبق من هذا الحكم.. فالجدار أقيم، ورفضت اسرائيل حتى قراءة قرار الحكم لهذه المحكمة!
أليس المطلوب أن تكون الأمور أكثر وضوحاً لنا جميعاً حتى نستعد لمواجهة ما هو آت سواء أكان جيداً أم سيئاً.. الا يستحق شعبنا أن توضح له الامور عن كل كبيرة وصغيرة ليفهم ما يجري.
حتى أننا مغيبون عما يجري في المفاوضات لتحقيق المصالحة، فكل جانب يقول ما يرضيه أو يدعم موقفه، فلا نعلم من الذي يقول الصحيح حتى نحكم على من يخرج عن الاتفاق، أو نعلم من هو المعطل لتحقيق المصالحة.. وكل ما يقال عنها سوى تكهنات وتوقعات وتحليلات. أليست هذه المصالحة ضرورية ويجب أن تتم في أسرع وقت!
هل يعقل أن نتغنى بالديمقراطية، ولا تجري انتخابات تشريعية أو رئاسية في وقتها المحدد. وهل من المعقول أن يكون هناك مجلس تشريعي مشلول لا يعمل ولا يجتمع ويحصل أعضاؤه على رواتب ومصاريف وعلاوات مختلفة.
أظن أننا نعيش في وضع صعب، لذلك من المفروض أولاً وأخيراً أن نعيد بناء بيتنا الفلسطيني ليكون أكثر صلابة ومتانة وقوة، وعلينا أن نحقق الوحدة الوطنية التي هي السلاح الفعال لصمودنا، وعلينا أن نكون صادقين مع بعضنا بعضا قبل أن نكون صادقين مع الآخرين، وعلينا تغليب المصلحة الوطنية، مصلحة كل الوطن، على المصالح الذاتية والفئوية والحزبية.
نعيش في ظل وضع لا نحسد عليه، فلا المواطن يعرف ما هو قادم.. وكل همه أن يوفر قوت يومه له ولعائلته.. ولا هناك آفاق سياسية مفتوحة.
لا ندعو الى التشاؤم، ولا الى اليأس والاحباط.. ولكننا نحاول وصف الواقع المرير الذي يجب أن يتغير، ويجب أن تكون الصورة أكثر وضوحاً وأكثر واقعية وعقلانية. لدينا امكانيات للصمود، ولدينا ارادة صلبة للحصول على حقوقنا المشروعة، ولكن علينا أن نرتب هذه الامكانيات ونعزز هذه الارادة، وان تكون جهودنا وتضحياتنا ومعاناتنا في المكان الصحيح من أجل أن يكون مستقبلنا واضحاً، يتم فيه تحقيق طموحاتنا الوطنية وامنيات شعبنا كله!
لنعمل جميعاً على تغيير الواقع الحالي، ولنكن صريحين مع بعضنا بعضا.. ولنضع استراتيجية مستقبلية أو خطة عمل... يعرف من خلالها كل مواطن الى أين نحن نتجه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق