البنا و"الاخوان" تاريخ أسود مسكوت عنه21/07/2013
اتصالات "الإخوان" مع المخابرات البريطانية والأميركية بدأت في 1928
اتصالات "الإخوان" مع المخابرات البريطانية والأميركية بدأت في 1928
مراسلات "الإخوان" السرية مع المخابرات الأميركية عام 2005 تضع اللمسات الأخيرة للثورة على مبارك
كيف ينظر الروس إلى "الإخوان" بعد إستيلائهم على السلطة في مصر, وما هي توقعاتهم للأوضاع المصرية للمنطقة العربية في المستقبل, وبعد "الثورات" التي جاء على أثرها للحكم في الكثير من الدول العربية? ولماذا استعانت أميركا ب"الإخوان"? وما المخطط الذي يتم تنفيذه حاليا في المنطقة لتحويلها إلى منطقة حرب طويلة الأمد? وما الهدف الأميركي والغربي من إشعال تلك الحروب? وما الفائدة التي ستعود على أميركا من دعمهم للإخوان?
هذا الأسئلة وغيرها يجيب عليها موقع "الثقافة الستراتيجية" الروسي الذي ألقى الضوء على الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مصر في يونيو عام 2012, ركز الموقع على الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك , ومحمد مرسي مرشح "الإخوان" الذي فاز بتلك الانتخابات ولكن خلعه الشعب المصري في يونيو الماضي.
منظمة إرهابية
يقول المحرر السياسي بالموقع: ان الحدث الأكثر أهمية قبل الانتخابات بأسبوع كان إلغاء المحكمة الدستورية العليا نتائج الانتخابات البرلمانية معتبرةً أن مجلس الشعب الذي يسيطر عليه الإسلاميون بنسبة 70 في المئة غير قانوني, وأوصت بحله, وهو القرار الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة فيما بعد, كما أبطلت المحكمة قانون العزل السياسي للمسؤولين الكبار في عهد مبارك, ما أتاح الفرصة لأحمد شفيق لاستكمال سباق الرئاسة, وكانت النتيجة أن تركزت كل السلطات في يد المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
ويقول المحرر الروسي إن وليام تايلور, المنسق الخاص للشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية, حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة من القيام بانقلاب عسكري, مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقبل بهدوء فوز "الإخوان", وقد تكررت هذه التصريحات على لسان مسؤولين أميركيين كبار منهم هيلاري كلينتون, وزيرة الخارجية , وآن باترسون السفيرة الأميركية لدى القاهرة, مشيرا إلى اتفاق سري تم التوصل إليه بين فريق من المخابرات الأميركية, بقيادة مدير الوكالة السابق ديفيد بتريوس, ووفد من "الإخوان" عقد في فرانكفورت في شهر نوفمبر 2011, قدمت بمقتضاه الولايات المتحدة دعما غير محدود للإخوان حتى يستولوا على السلطة في مصر.
وضعت الإدارة الأميركية رهانها على "الإخوان", وكان من اللافت للنظر ظهور مجموعة من المقالات التي تتغنى وتشيد بهم في وسائل الإعلام الأميركية قبيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية, فقد عبرت صحيفة ال¯ "نيويورك تايمز" عن تفاؤل حذر إزاء الحملة الرئاسية لمرشح "الإخوان", وفي إبريل أشارت نفس الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تراجعت عن عقود من عدم الثقة والعداء تجاه "الإخوان", وفي نفس الفترة تقريباً زار فريق من "الإخوان" البيت الأبيض, وعقد محادثات مع اعضاء مجلس الأمن القومي, ومع كل من جون ماكين وليندسي غراهام, عضوي لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي, كما التقى وليم بيرنز, نائب وزير الخارجية الأميركية, في بداية شهر يناير 2012 محمد مرسي بصفته رئيساً لحزب "الحرية والعدالة", الجناح السياسي لحركة "الإخوان".
ويصف الموقع جماعة الاخوان بأنهم بنية تنظيمية تأخذ شكل شبكة, وهى منظمة دولية إسلامية تضم في صفوفها "حماس" في فلسطين وحزب "جبهة العمل الإسلامي" الأردني وغيرهما, ولديها فروع في سورية والعراق ولبنان والسودان وحتى في دول وسط-آسيويا مثل كازاخستان وأوزبكستان. وتمثل مناصبها القيادية ثلاثين بلداً حول العالم. وهي تعتبر منظمة إرهابية في روسيا والكثير من الدول الأخرى.
العالم الخفي
وقد حارب "الإخوان" الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في الثمانينات, وحاربوا روسيا المعاصرة في الشيشان وداغستان. وفي العام 2011 لعب "الإخوان" المسلمون دوراً فعالاً في إسقاط معمر القذافي, ولدى "الإخوان" مكتب رسمي في بريطانيا, البلد الذي أصبح ملجأ آمناً للعديد من الإرهابيين الدوليين, و"الإخوان" المسلمون لا يصنفون كمنظمة إرهابية هناك.
يضيف الموقع: إن جماعة "الإخوان" المسلمين المنظمين على نمط الجمعيات الماسونية السرية, اتخذت شعارا يماثل الشعار الرئيسي للثورة الفرنسية بين عامي 1789-1799 "حرية.. مساواة.. أخوة", مشيرا إلى أن اتصالات "الإخوان" مع المخابرات البريطانية والأميركية تعود للعام 1928, حسب ستيفن دوريل, مؤلف كتاب "إم أي 6... داخل العالم الخفي للاستخبارات السرية لصاحبة الجلالة", حيث تمكنت المخابرات البريطانية من تأسيس علاقات وثيقة مع "الإخوان" منذ عشرينات وثلاثينات القرن العشرين, وبعد الحرب العالمية الثانية حلت محلها وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أيه", وتعززت تلك العلاقة بين "الإخوان" وجهازى المخابرات الأميركي والبريطاني بعد وصول جمال عبد الناصر للسلطة عام 1954, وقدم الجهازان الملاذ الآمن والدعم المالي للإخوان عقب حل عبدالناصر لجماعتهم ومطاردتهم.
أما إعادة تقوية تلك العلاقات بين "الإخوان" وجهازي المخابرات فقد بدأت تعود للواجهة في أعقاب الخدمات الجليلة التي قدمها "الإخوان" للأميركان والغرب في حربهم ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان منذ العام 1979, حيث قدموا الرجال "المجاهدين", بينما أمدتهم أميركا بالسلاح وقدم عدد من الدول العربية المال اللازم لتمويل تلك العملية, وهو ما كشف عنه "جان جونسون", المراسل السابق لصحيفة" الوول ستريت جورنال".
خريطة الشرق الأوسط
يضيف جونسون: تراجع اهتمام الأميركان ب"الإخوان" بعد العام 1991, ليعود بداية من العام 2004, حينما بدأ المحافظون الجدد بإدارة بوش الابن, في تنفيذ خطتهم لإعادة تشكيل خريطة" الشرق الأوسط الكبير", وكان "الإخوان" هم الأداة التي استخدموها في التنفيذ, واستمرت الإستعانة بهم حتى اليوم بعد تنفيذهم للمخطط وإشعال "الثورات" في بلدان العالم العربى ضد الأنظمة الحاكمة.
يشير موقع" الثقافة الستراتيجية" إلى أن ستراتيجية الولايات المتحدة بعد تفكك الاتحلاد السوفييتي استهدفت تفكيك وإضعاف الصين, لمد هيمنتها على المحيط الهادئ, في حين كانت الصين تسعى حثيثا لمد علاقاتها في الشرق الأوسط وأفريقيا, وخوفا على نفوذها في المنطقة العربية نفذت مخططها بالاشتراك مع "الإخوان" لغلق الطريق أمام الصين لمد نفوذها في المنطقة العربية, خصوصا بعد أن بدات علاقات قوية بين مصر في عهد مبارك والصين, شارفت أن تكون علاقات ستراتيجية بين البلدين.
معارضة ديمقراطية
يؤكد الموقع أن أميركا لم تجد أداة أفضل من "الإخوان" لتنفيذ مخططها, فقد استولوا على الحكم في تونس وليبيا ومصر , ويحاربون حاليا نظام الأسد, ويثيرون القلاقل في دول الخليج والسودان والمغرب, مشيرا إلى ما نشرته صحيفة ال¯ "ورلد تريبيون" الأميركية, من أن إدارة باراك أوباما قررت أن يحكم "الإخوان" سورية بعد إسقاط حكومة بشار الأسد, بعد لقاء هيلاري كلينتون ب"الإخوان" المسلمين السوريين ودعتهم للتعاون مع تركيا بهدف التخلص من حكم الأسد.
يؤكد هربرت لندن, الرئيس السابق لمعهد هدسون, والرئيس الفخري الحالي لمركز الأبحاث الأنجلو- ساكسوني, في كتابه "الولايات المتحدة تخون المعارضة السورية": إن باراك أوباما قرر أن يعتمد على تركيا وجماعة "الإخوان" في سورية لتكون "معارضةً ديمقراطية" فيما يتم تأليف حكومة سورية ما بعد الأسد.
أما لماذا يؤيد الأميركيون استيلاء "الإخوان" على السلطة في العالم العربي?, فإن وجود "الإخوان" البراجماتيين يخدم مصالح واشنطن في جعل منطقة الشرق الأوسط أكثر "حيوية", فنظام حكم مبارك لا يفيد واشنطن لتحقيق ذلك, بعد أن بات "ليناً" وكف عن أن يكون قوة إقليمية ضاربة رئيسية, خصوصا بعد معارضة مبارك بحزم سياسة الولايات المتحدة في إيران, ورفضه دعم جهود الولايات المتحدة لتقليص البرنامج النووي الإيراني ورفضه موقف أوباما تجاه سورية ولبنان, بالإضافة إلى علاقته الودية بمعمر القذافي, لذا كان لابد من إسقاطه وإسقاط معمر القذافي معا.
يشير هربرت إلى أن أميركا تريد, بشكل مطلق وواضح دفع الشرق الأوسط للسقوط في حرب واسعة النطاق طويلة الأمد في زمن الأزمة الاقتصادية العالمية, بهدف حل مشاكلها الخاصة وتحويل اهتمام الرأي العام في الغرب بعيداً عن مشكلة انخفاض مستوى المعيشة ونوعية الحياة لأنه اصبح من المستحيل المحافظة على "مجتمع الاستهلاك" بحالته السابقة.
يتابع: إن حرباً طويلة الأمد في الشرق الأوسط يمكن أن تعطي دفعة لازدهار الصناعة العسكرية للولايات المتحدة, وعندها يمكن لشركات الأسلحة الأميركية, التي تمارس تأثيراً كبيراً على واشنطن, أن تبيع الأسلحة للمتحاربين, وبدورها يمكن لحكومة الولايات المتحدة أن تصبح وسيطاً في محادثات السلام بين المتنازعين في المنطقة.
يضيف: إن مجيء "الإخوان" للسلطة في مصر سيؤدي إلى تجنيدها في الحرب ضد روسيا والصين, والقوقاز الشمالي, وما وراء القوقاز, وآسيا الوسطى, التي سوف تصبح كلها أهدافاً للإسلاميين الرديكاليين, مشيرا إلى أن الفرع السوري للإخوان سبق أن وصف روسيا والصين وإيران بأنهم "شركاء في جرائم قتل المدنيين السوريين", متهماً إياهم بتقديم الدعم السياسي وإيصال الأسلحة لنظام بشار الأسد, ما يكشف بوضوح التوجه السياسي للإخوان ويظهر من يعطيهم الأوامر.
يعلق المحرر السياسي للموقع على تلك الوقائع بقوله: لن يكون من السهل على "الإخوان" أن يقووا مواقعهم في مصر, فالقوات المسلحة تقف في طريقهم, وكل السلطات في البلاد تتركز في أيديها, وبالتالي فإن مصر الآن مهيأة لصراع مميت حقيقي, ونتيجته لا يمكن التنبوء بها, فمن جهة يخرج "الإخوان" للفضاء المفتوح, ولديهم فرصة "للضغط" على الجيش لجعل الثورة المصرية تدخل في "جولة ثانية", في الوقت الذي يدركون فيه أن الأميركيين يعتمدون عليهم ولسوف يبذلون قصارى جهدهم لإثبات أهليتهم لتلك الثقة.
ومن جهة أخرى, يستطيع العسكريون في مصر تكرار سيناريو الجزائر ففي العام 1991 ربح الاسلاميون الانتخابات البرلمانية ولكن القوات المسلحة للبلاد لم ترغب بأن تراهم بالسلطة, فألغيت نتائج الانتخابات, ما قاد إلى نزاع أهلي طويل الأمد نتج عنه الكثير من الضحايا, لكن القوى المجتمعية الداعمة للعسكريين في الجزائر سيطرت على الوضع في النهاية, وبطريقة أو بأخرى, فإن فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية في مصر ليست النهاية, بل بداية كل شيء.
الشاطر والعريان
يكشف ثروت الخرباوي المحامي, القيادي السابق في الجماعة, اسرارا خطيرة عن علاقة "الإخوان" السرية بالولايات المتحدة, التي بدأت عام 2003 في كتابه "سر المعبد", وجاء فيه: أبدى عدد من أعضاء الجماعة عام 2003 رغبة "الإخوان" في التقارب من الغرب, فالدكتور عصام العريان حين كان في السجن فتح حواراً مع الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات والحاصل على الجنسية الأميركية بهدف التقارب مع أميركا على وجه الخصوص.
ويرى الخرباوي أن "الإخوان" لا يريدون فتح منافذ مع أميركا للحصول على قدر من الحرية في ظل نظام مبارك, لكنهم كتنظيم له أهدافه, سيسعون إلى استخدام هذه المنافذ للوصول إلى حكم البلاد, فيكون التنظيم الحديدي الذي يطوي بداخله أسراراً لا يعلم عنها أحد شيئاً قد وصل إلى الحكم لا بالاستقواء بالشعب ولكن بالاستقواء بأميركا.
عام 2005 كما يروي ثروت الخرباوي عن أحد عضاء مكتب الإرشاد من الإخوة الكبار أصحاب التاريخ لم يذكر اسمه, أخبره أن علاقة الجماعة بأميركا تتطور, وان بينها وبين الجماعة مراسلات واتفاقات تيسر للجماعة حكم مصر, وأخبره أن خيرت الشاطر وعصام العريان هما من يتفاوضان مع أميركا, ولفت إلى "أن هذه الاتفاقات متكتم عليها ولا تصل إلى أعضاء مكتب الإرشاد ولا نناقشها, إنما يقوم بها الشاطر من وراء ظهورنا", وأطلعه على رسالة مرسلة من أحد "الإخوان" المسؤولين في اميركا إلى خيرت الشاطر بها بعض المعلومات الخطيرة, هم يطلقون على خيرت BIG أي الرئيس الكبير والمهم.
جاء في الخطاب, أن المرسل أوضح للأصدقاء الأميركان أننا لن نغير خريطة المنطقة السياسية, ونتعهد بالحفاظ على كافة المعاهدات والاتفاقيات, ونقبل وجود إسرائيل بالمنطقة, وقد أوضح الأصدقاء سعادتهم بجرأتنا في تناول قضية الحوار مع أميركا, وأبدوا استياءهم من مسألة أن الحوار ينبغي أن يتم عبر وزارة الخارجية المصرية, وقالوا ينبغي أن نتخلص من هذه النغمة. كما يجب أن يقدم "الإخوان" الحزب وأن يكون هذا في خلال عام, وسيمارس "الإخوان" ضغوطاً على الحكومة للموافقة عليه, وتدعيم الحوار مع الحزب الوطني والتنسيق معه في القضايا الكلية, مع ضرورة الحفاظ على الكيان الحاكم وعدم خلخلته دستورياً.
وينتظر الأصدقاء سفر د.العريان إلى بيروت لإكمال الحوار, وإن لم يتم سيحضر إليكم صحافي اميركي وسيقدم نفسه تحت اسم "جون تروتر" مطلوب أن يجلس مع الشاطر ومحمود عزت وهو الامين العام السابق للجماعة .
يعلق الخرباوي: وقفت كثيراً عند الجمل التي تفيد أن "الإخوان" يستعينون بأميركا من أجل الوصول للحكم, وهنا قفزت إلى ذاكرتي العبارات التي قالها أحد قادة "الإخوان" وهو لاشين أبو شنب أنه "تجوز الاستعانة بالكفار من أجل الوصول للحق" وقوله قبلها أن الحق يجب أن تكون له قوة تحميه.
وبعد عامين من قصة هذا الخطاب أدلى عصام العريان بتصريح لجريدة "الحياة" اللندنية, قال فيه إن "الإخوان" إن وصولوا للحكم سيعترفون بإسرائيل, وسيلتزمون باتفاقيات السلام معها. قال العريان نفس الكلام الذي كان مطلوباً منه والذي تلقى التعليمات بشأنه من الخطاب المجهول الذي وصل للإخوان من شخصية إخوانية مجهولة تعمل في الخفاء مع الإدارة الأميركية والغريب إن الرئيس مرسي بدأ ولايته بتكرار الاعتراف باسرائيل والالتزام ب¯"كامب ديفيد" بل ووصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بالصديق الوفي واعتبر شعب اسرائيل صديقا لمصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق