الخميس، 15 مايو 2014

بيان في ذكرى النكبة السادسة والستين صادر عن مركز أبحاث الأراضي

رام الله - دنيا الوطن
ست وستون عاماً مرت على النكبة الأولى لفلسطين عندما دفعت فلسطين ثمناً باهظاً من أثمان الحرب الكونية الثانية بتحويل ثلاثة أرباع مساحتها وطناً لغرباء لفظتهم أوروبا فجاءوا يدعون حقاً لا يملكوه ... غير آبهين بآلام 650 ألف فلسطيني تم تهجيرهم بالقوة من مدنهم وقراهم في أكبر عملية تزوير للتاريخ وأكبر عملية إحلال لمحتل غريب مكان صاحب الأرض والهوية.

لقد كانت فلسطين عروساً رائعة الجمال وعريسها الفلسطيني يتنفس من عبق ترابها ورحيق أزهارها ونسيم بحرها ... حتى جاء الاستعمار بأكذوبة العصر بأن فلسطين أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض .... ونفذت بريطانيا الامبريالية وعدها المشؤوم بإعطاء ما لا تملك لمن لا يستحق سالبة الحق ممن يملك ويستحق.

وعندما قبل الفلسطينيون بدولة في الأراضي المتبقية بعد حرب 1948م والتي لا تتجاوز 22% من مساحة فلسطين ... وقفت دول الاستعمار ضد هذا الطلب ... وعندما جلس الفلسطينيون تحت وطأة الضغوط الأمريكية والعالمية للتفاوض بوعد أمريكي أن تفضي المفاوضات لدولة فلسطينية خلال تسعة أشهر ... نفذت حكومة الاحتلال خلال هذا التفاوض ما يبرهن عدوانية هذا الاحتلال وإمعانه في سلب الأرض وتهجير البشر بعد هدم المنازل وقلع الشجر.

فهدم خلال أشهر المفاوضات التسعة حوالي 567 مسكناً ومنشأة، وصادر أكثر من 14500 دونماً وأعاد تسجيل أراضي مصادرة من أصحابها الفلسطينيين وسجلها بأسماء شركات استيطانية يهودية لحوالي 1350 دونماً.

وقلعت وحرقت وحطمت حوالي 15700 شجرة معظمها أشجار زيتون كل ذلك مترافق مع تضخيم النشاط الاستيطاني في قلب الأراضي الفلسطينية المخصصة للدولة الفلسطينية وقد بلغت نسبة المخططات الاستيطانية في عمق الضفة الغربية والأغوار حوالي 73% من هذه الخطط و27% منها قرب الجدار العنصري.

 

هذا وقد أعلنت حكومة الاحتلال عن 46 مخطط تنظيم تفصيلي وهيكلي للمستعمرات الإسرائيلية.

وأودعت عطاءات لبناء حوالي 13851 وحدة سكنية بواقع 50 وحدة في اليوم و1540 وحدة في الشهر. وهذا ما يشكل حوالي أربعة أضعاف ما كان يعلن ويودع قبل المفاوضات.

وليست الاعتداءات على المسجد الأقصى واحتلاله زمانياً إلا مقدمة لتقسيمه من أجل إنشاء الهيكل المزعوم، وليس انتشار عصابات دفع الثمن على كل أرض فلسطين التاريخية واعتداءاتها على  المقدسات المسيحية والإسلامية  إلا تأكيداً على عنصرية هذا الاحتلال وانتهاكه للقانون الدولي.


وهكذا انهارت المفاوضات ... وهكذا يستثمر الاحتلال الوقت لفرض المزيد من الحقائق على الأرض هدماً وسلباً وتشريداً ...

ناهيك عن تمريرهم لقوانين عدم الإفراج عن الأسرى ومشاريع لضم الأغوار حيناً وضم المناطق (ج) حيناً، وضم كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م أحياناً.

 

هكذا تتنصل دولة الاحتلال من التزاماتها دوماً سعياً خلف تصفية قضية هذا الشعب ... وليس ما حدث من تهجير للفلسطينيين اللاجئين في العراق أو اللاجئين في مخيمات سوريا سوى خطوة على طريق تصفية حق العودة.

 

إن مركز أبحاث الأراضي وهو يرى هذه الحقائق ليؤكد أن هذا الاحتلال لا يبحث عن حل ... لذا فإن شعبنا مطالب اليوم بالصمود على أرضه وبتحدي الاحتلال بإعادة البناء وإعادة الزرع وإن قيادة فلسطين مطالبة ببرنامج نضالي وحدوي حقيقي يؤمن الصمود ويفشل مخططات الأعداء ويحافظ على صدارة قضية فلسطين أمام كافة المحافل الدولية، وان أجيالنا القادمة ستظل متمسكة بحقوقها غير القابلة للتصرف أو التنازل أو التراجع – مهما طال الزمن.

 

مركز أبحاث الأراضي

جمعية الدراسات العربية

فلسطين – القدس

15 أيار 2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق