الكومبس – ستوكهولم: اعتبر توماس بروندين المستشار في وزارة الخارجية السويدية انعقاد مؤتمر للقدس في البرلمان السويدي، حدثا هاما في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وفي ايجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أن إثارة المواضيع المتعلقة حول المدينة المقدسة من شأنه أن يساهم في تفعيل محادثات السلام
 وفي سؤال من الكومبس حول معنى أن يعقد الجانب الفلسطيني مؤتمرا للقدس، يجمع فعاليات من السويد والدول الشمال الأوروبي تحت قبة البرلمان السويدي الركسداغ، نظرا لحساسية ملف القدس للطرفين، أجاب المستشار بروندين: من المهم أن يكون البرلمان مكان يجمع قوى سياسية ومدنية ودينية للنقاش والحوار، حول مواضيع السياسة الخارجية، مؤكدا أن وزارة الخارجية السويدية تحرص على حضور مثل هذه الفعاليات لكي تتابع وتستمع إلى مختلف الآراء والتوجهات. كما أوضح المستشار المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن لجنة القدس البرلمانية في السويد تضم معظم الأحزاب البرلمانية السويدية
20140509_144733.jpg
وكانت فعاليات مؤتمر القدس لدول شمال أوروبا، انطلقت في الساعة التاسعة صباح أمس الجمعة، في إحدى قاعات البرلمان السويدي الركسداغ، بمشاركة حوالي 120 شخصا، منهم شخصيات سياسية وبرلمانية من السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وايسلندا، كما حضرت شخصيات فلسطينية من الأراضي المحتلة، منها عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي وعضو مركزية فتح عبد الله عبد الله والسفير المتجول عفيف صافية، بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي العربي في السويد، حيث حضر المؤتمر
سفراء، العراق ومصر والامارات والكويت والمغرب والجزائر سفارات الدول العربية في ستوكهولم.
وحذرت معظم الكلمات من خطر استمرار الاستيطان على عملية السلام وطالبت المجتمع الدولي للمبادرة بالضغط على اسرائيل من اجل تطبيق القرارات الشرعية الدولية.
وركزت كلمة المشاركة الدنماركية في المؤتمر على التضليل الذي يتبعه الاعلام الاسرائيلي في اوروبا والذي لا يستند الى اي حقائق، ويحاول قلب المفاهيم، حسب تعبيرها.
وأوضح ممثل أيسلندا أن هناك العديد من الأحزاب والقوى المساندة والمتفهمة للحقوق الفلسطينية في بلاده، أما فيما يتعلق بعدم نجاح الاتحاد الأوروبي في بلورة موقف جدي وواضح من الحقوق الفلسطينية، فهو دخول دول جديدة من شرق أوروبا إلى الاتحاد ساهمت في عرقلة تبلور راي موحد من القضية الفلسطينية

فيما اعتبر ممثل القوى المشاركة من فلندا أن هناك تطورا واضحا في تعرف الرأي العام الشعبي في أوروبا على حقائق القضية الفلسطينية، من خلال الدور الذي تقوم بها الجاليات والقوى المساندة للحقوق الفلسطينية. وكان فيكتور سماعنة قد افتتح المؤتمر مرحبا بالضيوف خاصة القادمين من فلسطين المحتلة لكي يشرحوا معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وخصوصا في مدينة القدس، ورحب بانضمام المزيد من القوى البرلمانية بالمشاركة في مؤتمر القدس.
عضوة اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير حنان عشراوي قالت إن القدس هي أكبر من اسمها ولها خصوصية عالمية فهي ترمز للسلام الدولي ولكنها الان مختطفة بعد أن كانت على مر التاريخ مدينة مفتوحة للجميع، مشددة على أن القدس جزأ من تاريخ الشعب الفلسطيني وحضارته
وتناوب على القاء الكلمات ممثلو عن أحزاب سويدية منهم توربيورن بيوركلند من حزب اليسار الذي شكر كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر وطالب بان تكون القدس قضية عدالة دولية تحث على التعاون في دول الشمال الأوروبي، تكون رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني
وربطت سفيرة فلسطين لدى السويد هالة فريز بين مناسبة انعقاد مؤتمر القدس وبين قرب حلول ذكرى النكبة وأكدت على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين رغم أعمال الاستيطان والتهويد وتدمير المنازل مطالبة بان ينتبه العالم إلى تصرفات الاحتلال الإسرائيلي التي تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية
وأوضحت السفيرة فريز ان المجتمع الفلسطيني مجتمع متعدد الأديان ولم يحدث اي استهداف بين الفلسطينيين لدوافع دينية على مدار الاف السنين.
وأوضح السفير عفيف صافية للكومبس أن نقل عملية التضامن مع القدس إلى البرلمانات الأوروبية جاء نتيجة وثمرة لنضال الشعب الفلسطيني، ومؤازرة له حتى يحصل على حقوقه، وأكد أن هناك تحولا ملاحظا لدى الرأي العام العالمي في تفهم واقع القضية الفلسطينية، وأن الاستمرار في دعم الاحتلال له فاتورة ثقيل على المستوى الأخلاقي والسياسي، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإدارة دينية للمدينة المقدسة ويتدخل حتى باختيار رجال الدين المسيحيين في المدينة.
وهذا ويتابع اليوم الأحد المؤتمر أعماله حيث ينقسم إلى لجان عمل، في انتظار اصدار قراراته.