بوح وطني على أعتاب ذكرى النكبة
نضال حمد
فلسطين حية وحاضرة وبقوة في قلب اوسلو
هذا خبر التظاهرة التي جرت في اوسلو يوم امس الاثنين 12-5-2014 ضد زيارة المجرم بيريس رئيس كيان الاحتلال الصهيوني للنرويج، واحياءا لذكرى النكبة وتضامنا مع نضال شعب فلسطين وأسراه في السجون الصهيونية. تمت تغطيته بشكل كبير من الاعلام النرويجي المقروء والمسموع والمرئي. هذا وشاركت عشرات المؤسسات النرويجية في التظاهرة، التي شهدت مشاركة مئات النرويجيين والفلسطينيين والعرب. وتحدث فيها عدد كبير من السياسيين والمثقفين والشخصيات الروحية والبرلمانية والحزبية النرويجية.
في الصور المرفقة التي نشرتها وسائل الاعلام النرويجية تبدو أجزاء من التظاهرة التي غطت ساحة البرلمان النرويجي في اوسلو. شكرا لكل الذين شاركوا فيها وبخاصة النرويجيين الذين حضروا بالمئات وهذا يدل على حجم التضامن النرويجي مع شعبنا وعلى موقف النرويجيين من الكيان الغاصب. شكرا للفلسطينيين والعرب الذي ساهموا مساهمة جيدة في التظاهرة. لعلها تكون بداية جديدة تعيد الامجاد والسنوات السابقة التي كانت تشهد حضورا فلسطينيا وعربيا افضل من هذه الايام.
الجالية الفلسطينية في النرويج على لسان رئيسها وهيئتها الادارية حيوا بالذات ابناء وبنات الجالية الفلسطينية في جنوب النرويج على نشاطهم الكبير في سبيل دعم قضية الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني. ووجهوا تحية خاصة للأخ منذر صالح رئيس الجالية في جنوب النرويج ولاخوته واخواته على النشاط المميز الذي قاموا به لاجل الاسرى يوم امس وفي السنوات السابقة. وخاطبتهم بالقول: نعتز بكم.
وزير الخارجية النرويجية الاسبق ستوره وهو احد اهم قادة حزب العمال المعارض اكبر حزب في البرلمان النرويجي، على هامش زيارة بيريس، وفي تصريح للاعلام النرويجي هاجم سياسة الكيان الصهيوني الاستيطانية وقال انها تدمر عملية السلام واي امكانية لقيام دولة فلسطينية.
المتحدثون في التظاهرة اجمعوا على ادانة الكيان الصهيوني والاحتلال وعلى رفض زيارة بيرس ودعوته الى النرويج.
المناضلة الفلسطينية الناشطة والاسيرة المحررة ميسر عيتاني في رام الله المحتلة، على صفحتها في فيسبوك اعادت نشر الخبر والصور من التظاهرة وكتبت تعليقا على هذا النشاط جاء فيه:
” بصراحه وقفت خجله امام ما بثه الرفق نضال من اوسلو رغم حقدي على كلمة اوسلو بما تضمنته من اتفاقية الشؤوم ولكني خدلت امام المتضامنين وابناء الجاليه الفلسطينية بالاغتراب فأنتم افضل منا انتم لا زلتم قابضون على جمر حرق قلوبكم بالغربه ونحن هنا بفلسطين للاسف لا نجد هذا المد الجماهيري امام 20 يوما لاسرانا بلا طعام بلا دواء بلا رعايه طبيه صامدون بمعركتهم ضد السجن والسجان وهنا لا يزال التفاعل خجولا امام هاماتهم. شكرا شكرا لكم اهلنا بالاغتراب وشكرا لكل المتضامنين من ابناء النرويج ولكل عربي شارككم”.
وكتبت معلقا عند الزميلة ميسر :
” مع احترامي لمشارعك وكلماتك الراقية لكننا يا رفيقة ميسر.. هنا ايضا نعاني .. يوجد آلاف الفلسطينيين في النرويج ولا يحضر النشاطات سوى 2 او 3% منهم ومنهن. الحضور النرويجي دائما هو الطاغي وهذا برايي مهم جدا. مؤلم واقع حالنا في كل مكان. شعب مشتت ومنقسم وللاسف بعضه بائس ويائس وغير مبالي. نحن في اسوأ مراحلنا تاريخيا. كله بسبب اوسلو ومشتقاتها في فلسطين.”.
وتعقيبا على التعليقات الكثيرة التي نشرت على صفحتي بالفيسبوك تمجيدا بالتظاهرة التي اقامتها منظمات ومؤسسات نرويجية بمشاركتنا وبالتنسيق معنا، قلت في تعليقي تحت عنوان بوح وطني على اعتاب ذكرى النكبة :
لا نفشي سراً ان قلنا ان اوضاع جالياتنا ومؤسساتنا الفلسطينية في الشتات وفي اوروبا بالذات مثلها مثل اوضاعنا الفلسطينية بشكل عام. فالخلافات وانعدام المودة والتنسيق والتفاهم ولوعلى الأمور البديهة مثل احياء ذكرى النكبة ويوم الارض وقضية الاسرى وحق العودة…الخ، بشكل جماعي، والاتفاق على اقامة اطار جامع للجميع في كل بلد او في اوروبا بشكل عام.. كل هذه الامور ذات الاهمية الكبيرة غائبة ومغيبة. بينما كل واحد يغني على ليلاه.
في السابق وقبل عشر سنوات أو اقل كان هناك نوع اكبر من التفاهم بيننا نحن الفلسطينيين في اوروبا، الآن لم يعد هذا الشيء قائما لاسباب عديدة اهمها الخلافات السياسية والتوجهات التنظيمية والحزبية الانتهازية.
فهناك البعض منا عمل وشق ماكان جامعا نوعا ما وقائما على الحد الأدنى.
يجب ان نعترف ان هناك فجوة كبيرة بين الفلسطينيين ومؤسساتهم في الشتات. ولكن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق العاملين في المؤسسات والجاليات بل ايضا وبشكل كبير على عاتق الفلسطينيين انفسهم الذين اختاروا ادارة الظهر والاستراحة والراحة بدلا من العمل على تحقيق الوحدة والتفاهم على الحد الأدنى.
هناك للاسف فئة كبيرة يائسة وبائسة وغير مبالية لا تعمل ولا تشارك ولا تريد لا العمل ولا المشاركة. ومعلوم ان الذي يعمل هو الذي يخطأ لكن من لا يعمل لا يخطأ. إذ ليست بطولة ولا هو ذكاء ان اجلس في البيت ولا أعمل ومن ثم انتقد الذين يعملون. البطولة والذكاء ان اشارك واعمل وانتقد نفسي اولا.
مطلوب ان نجد الحلول لهذه المأساة وان نكثف جهودنا الجماعية للخروج من هذه المصيبة. شعبنا وقضيتنا ونضالنا الوطني وأسرانا ينتظرون منا الوحدة والعمل والنشاط كي نكون عونا لهم، وكي نكون نواة لوحدة وطنية عامة تقوم على التمسك بحقوقنا وبقضيتنا وبنضالنا الوطني لاجل التحرير والعودة والاستقلال.
كلمات ليست موجهة لفئة معينة بقدر ما هي موجهة للفلسطينيين جميعا في الشتات وفي اوروبا خاصة وفي النرويج بالذات.
اوسلو 13-05-2014
المزيد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق