السبت، 3 مايو 2014


الأزمة الأوكرانية ـ وسائل الإعلام والحقيقة "الغائبة"

يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك بالفاشي، بينما يرد الأخير متهما موسكو بمحاولة إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة. فبعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، كل طرف يحاول فرض وجهة نظره.
"في الحرب، الحقيقة هي الضحية الأولى"، حقيقة اكتشفها الشاعر اليوناني إيسخيلوس قبل 2500 عام. وحتى في أوكرانيا اليوم، حيث جميع أطراف النزاع تؤكد علىرغبتها فيتجنب حرب محتملة، تسود منذ مدة طويلة معركة حول سلطة تفسير الأحداث هناك. وحتى بالنسبة للمراقبين المتخصصين في الشؤون السياسية، ليس من السهل عليهم دائما التمييز بين البروباغندا والحقائق.
وقد ظهرت في الأيام القليلة الماضية تقارير متناقضة حول تواجد جنود روس وضباط في جهاز الاستخبارات الروسيفي شرق أوكرانيا. الحكومة الأوكرانية عرضت قبل أيامعلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا صورا تؤكد هذه المزاعم. الصور تظهر رجلا بلحية طويلة سبق وظهر في صور أخرىالتقطت في جورجياعام 2008، حيث يزعم أنه كان مقاتلا ضمن ميليشيات روسية سرية هناك. وقامت الحكومة الأوكرانية بعرض هذه الصور لوسائل الإعلام عبر تويتر وقنوات أخرى.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي اعتبرت هذه الصور"أدلة أخرى على الصلة بين روسيا والميليشيات المسلحة في شرق أوكرانيا".وفيما تخدم هذه الصور موقف واشنطن وكييف اللتينتريان بأن جزءا من المسلحين في شرق أوكرانيامنوحدات للجيش الروسي، يواصل الرئيس الروسي بوتين نفس النهج الذي اتبعه في شبه جزيرة القرم. وهو ما عبر عنه وزير خارجيته سيرغي لافروف، عندما نفى من جديد أن تكون حكومة بلاده قد أرسلت جنودا إلى أوكرانيا.
وعندما لا تلتزم المصادر، سواء أكانت حكومات أو خبراء أو شهود عيان بالحقيقة، فإن البحث الصحفي الدقيق يكون أمرا ضروريا. لكن في خضم النزاعات المسلحة، يصعب ذلك في كثير من الأحيان، كما يوضح هانو غوندرت رئيس شبكة n-ostالإعلامية التي تدافع عن وجودتقارير صحفية مستقلة في أوروبا الشرقية. ويقول غوندرت: "التحدي الكبير بالنسبة لوسائل الإعلام ومستخدميها هو توضيح الرؤية في خضم ضباب البروباغندا".
انو غوندرت رئيس شبكة n-ost الإعلامية
ومن بين مظاهر البروباغنداالتي تمارسها وسائل الإعلام في المنطقة، والتي تحاول تلميع صورة هذا الطرف أو ذاك، نجد حرب استخدام الكلمات. ففيما تصف وسائل الإعلام الأوكرانية الحكومة في كييف بـ "الحكومة الانتقالية"، تتحدث وسائل الإعلام الروسية مثل محطة روسيا اليوم عن "حكومة الانقلاب"في وصفها لهذه الحكومة.
ويساهم اختلاف هذه الأوصاف والمصطلحات التي تستخدمها وسائل الإعلام في صنعمزاج عامشأنها في ذلك شأن المواضيع المطروحة والخبراء الذين يتم استضافتهم فيها. لذلك ينصح غوندرت بالاعتماد على مصادر أخبار مختلفة لتفادي الوقوع ضحية التضليل الإعلامي.

DW.DE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق