بن غوريون.. "عظمة إسرائيل تكمن في انهيار ثلاث دول، مصر والعراق وسورية" وهذا هو مخططهم..
د. ندى الحايك خزمو
معلولا.. تلك القرية الوادعة في ريف دمشق.. تعرضت لهجمات المسلحين ليعيثوا فيها دماراً وفساداً وترهيباً لسكانها المسالمين .. دخلها المسلحون بعد أن فجر انتحاري نفسه بسيارة على حاجز للجيش النظامي فقتل من قتل وجرح من جرح منهم..
لماذا معلولا؟!
معلولا قرية قديمة تعد معلماً تاريخياً للمسيحيين لوجود كنائس وأديرة قديمة فيها تعود الى القرون الميلادية الأولى، ومن أهمها دير القديسة تقلا، تلميذة القديس بولس، ولأن أبناءها ما زالوا يتكلمون مع العربية اللغة الآرامية، أي لغة المسيح، حتى اليوم .. معلولا يؤمها الحجاج المسيحيون من كل مكان في العالم ليزوروا أديرتها وليصلوا فيها ، واختارت المجموعات المسلحة وقت الاعتداء على هذه القرية ليتزامن مع عيد الصليب الذي يصادف يوم 14 أيلول وكذلك عيد القديسة تقلا الذي يصادف 22 من الشهر نفسه.. أي أنهم أرادوا منع اقامة الاحتفالات الدينية، فيها وكذلك خلق فتنة طائفية مسيحية اسلامية ، بعد أن حاولوا خلقوا فتنة اسلامية اسلامية.
قال تعالى : {وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} [البقرة :190]. {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة :205] {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ} [المائدة:64].. ورغم هذه الآيات الكريمة الا أن الاعتداءات على المسيحيين وعلى المسلمين أيضاً واثارة الفساد والظلم والفتن لا يزال متواصلاً، ان كان ذلك في سورية التي تتعرض لأكبر مؤامرة كونية عليها والتي تستهدف تدمير آخر معاقل المقاومة العربية، أو في مصر او في العراق. قتلوا رجال الدين، فحتى أن رجال الدين المسلمين لم ينجوا منهم ومن أفعالهم.. خطفوا رجال الدين المسيحيين كما فعلوا مع مطراني حلب اللذين رغم مرور أشهر على اختطافهما لم يعلم مصيرهما بعد.. اعتدوا على الكنائس وأحرقوا بعضها وداسوا على الكتب المقدسة والرموز الدينية فيها.. فجروا بعضها والمصلين فيها ... اختطفوا الفتيات والقاصرات في محاولة لاجبارهن على اعلان اسلامهن كما حدث في مصر، رغم قوله تعالى { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة 256].
جاء في القرآن الكريم أن: {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} [المائدة32] ورغم ذلك فان ما يجري في سورية الآن هو قتل وفساد ودمار .. وللأسف فان الأدوات التي تقوم بتنفيذ مخططات الصهيونية وأميركا والغرب، تدعي الاسلام وهي بعيدة كل البعد عن الاسلام وسماحته، فلو كانوا مسلمين حقيقيين لما ارتكبوا هذه الاعتداءات، بل هذه المجازر بحق اخوتهم ، ليس المسيحيين فقط بل والمسلمين.. أين هؤلاء من تعاليم الدين الاسلامي ومن آيات القرآن الكريم..
ان ما يجري في سورية الآن هو تدمير لها واعتداء على شعبها، سورية التي هي رمز للتآخي الاسلامي المسيحي، كان الجميع يعيشون فيها بكرامة ومحبة وسلام، الجميع متساوون أمام القانون، لا فرق بين مسيحي ومسلم ، المسيحي له ما للمسلم وعليه ما على المسلم..
سورية التي كانت رمزاً للأمان والأمن والاكتفاء الذاتي الاقتصادي.. ماذا يفعلون بها ولماذا يريدون تدميرها.. الشعب يعاني الآن مما يحدث، يعاني من التدمير والقتل والتشريد.. هرب العديد من سكانها خوفاً من التعرض للقتل.. سورية التي كانت ملجأ لكل الشعوب العربية التي عانت القهر والظلم يظلم شعبها الآن ويشرد.. والآن يريدون الاعتداء عليها بحجة استخدام السلاح الكيماوي، مع أن من استخدمه هم المسلحون وليس النظام وقد اعترفوا بذلك لوكالة الأسوشيتد برس. أن الاعتداء على سورية ليس لهذا السبب وبحجة حماية شعبها، ولكنه مخطط يعود الى سنوات وسنوات من قبل اسرائيل وامريكا وحليفاتها.. لا يريدون أمة عربية قوية.. يريدون تفتيتها وازالتها عن الوجود ليسيطروا عليها وعلى مقدراتها الطبيعية.. وللأسف فان بعض القادة العرب، وبعض من يدعون انهم معارضة يطالبون بالاعتداء على سورية.. على أبناء شعبهم !!.. فأي منطق هذا وأي عرب هؤلاء، بل أي سوريين هم!! أفلا يدري هؤلاء بأن الصواريخ ستطال الجميع دون استثناء وبأنها لن تميز بين شخص وآخر أو بين معارض وغير معارض، أو بين سني وشيعي ، مسيحي أو مسلم.. فالى أي حال وصل هؤلاء.. انها الخيانة العظمى للأمة العربية قبل أن تكون خيانة للشعب السوري ..
وان كانت أمريكا وحليفاتها حريصة على الشعب السوري، كما تدعي فلماذا ستقوم بعدوان سيقتل الشعب ويدمر بيوته ومقدرات بلاده.. الا لأن السبب كما ذكرته سابقاً يستهدف الدولة وتدميرها والقضاء على أمتنا العربي بأجمعها، وليس حماية الشعوب كما يدعون.
وسؤال سبق وطرحته في عدد سابق: لماذا يقف الجيش السوري(وهو من الشعب) مع النظام لو أنه يرى بأن النظام يقتل الشعب، وكان ليتمرد عليه ووقف مع أبناء شعبه كما حدث في مصر، ولكن وقوف الجيش مع النظام هو أكبر دليل على أن الأخير يعمل من أجل حماية الشعب السوري وحماية سورية من المؤامرة الكونية عليها..
قال بن غوريون أول رئيس وزراء صهيوني: عظمة إسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة، ولكنها تكمن في انهيار ثلاث دول، مصر والعراق وسورية، وهذا ما يفعلونه الآن.. دمروا العراق وأضعفوه، ويحاولون اشعال حرب أهلية في مصر، وها هم الآن يحاولون تدمير سورية.. مخطط قديم جديد يسعون لتحقيقه.. فهل يصحى القادة العرب ويعون خطورة الموقف ويسارعون للوقوف يداً واحدة ضد هذه المؤامرات الخطيرة التي تستهدف دولنا وشعوبنا، بل تستهدف تاريخنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق