اتفاق ثلاثي لنقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت
بعد أحد عشر عاما من المفاوضات، وقع ممثلون عن الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقا يرمي إلى تحسين تقاسم الموارد المائية ودراسة وسائل إبطاء ظاهرة تجفيف البحر الميت. في حين حذرت منظمات بيئية من مخاطر محتملة للمشروع.
قال البنك الدولي إن إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية وقعت يوم الاثنين (09 كانون الأول / ديسمبر) اتفاقا لتقاسم موارد المياه يتضمن بناء محطة تحلية للمياه على خليج العقبة وإجراء دراسة لمد خط أنابيب يربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وينبئ هذا الاتفاق بقرب اكتمال مشروع خط الأنابيب الذي طال انتظاره من البحر الأحمر إلى البحر الميت.
وستقام محطة تحلية المياه في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر ليتقاسمها الجيران. وسيتم إرسال المياه الشديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية شمالا في أنبوب طوله 180 كيلومترا إلى البحر الميت الذي يواجه خطر الجفاف بحلول عام 2050.
وبموجب الاتفاق تنوي إسرائيل أيضا إطلاق المزيد من المياه من بحيرة طبرية إلى الأردن وبيع المياه المحلاة إلى السلطة الفلسطينية. ويشكو الفلسطينيون منذ وقت طويل من القيود الإسرائيلية على بناء مرافق جديدة للمياه ويقولون إن ذلك سيؤدي إلى تفاقم نقص المياه.
واجتمع وزراء من الحكومات الثلاث يوم الاثنين في مقر البنك الدولي في واشنطن لتوقيع الاتفاق. وقالت إنغر أندرسن، نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان "يسعدني أن المشاركة الطويلة الأجل من جانب البنك الدولي ساهمت في تسهيل هذه الخطوة التالية من جانب الحكومات الثلاث والتي ستعزز إمدادات المياه المتاحة وتساهم في توفير مياه جديدة من خلال عملية التحلية." ولم يذكر البنك الدولي تكلفة المشروع أو من سيدفعها.
تحذيرات من آثار سلبية على البيئة
من جانبه، قال وزير الموارد المائية والتنمية الإسرائيلي سيلفان شالوم خلال توقيعه هذا الاتفاق في مقر البنك الدولي الشريك في المشروع إن "هذا الأمر يعطي بارقة أمل بشأن إمكان تخطي عوائق أخرى في المستقبل". أما وزير المياه في السلطة الفلسطينية شداد العتيلي فقال لدى التوقيع على الاتفاق "أظهرنا أننا نستطيع العمل معا على رغم مشاكلنا السياسية". وأكد وزير المياه والزراعة الأردني حازم الناصر، الذي وقع أيضا على الاتفاق في واشنطن، أنه "من دون مياه، لا تنمية اقتصادية ولا وظائف".
وحذرت منظمات عدة معنية بحماية البيئة من آثار سلبية محتملة لوصول مياه البحر الأحمر على المنظومة البيئية الهشة للبحر الميت. واتهمت منظمة "أصدقاء الأرض" البيئية سيلفان شالوم بتضليل الرأي العام من خلال عدم الإعلان أن المشروع منفصل تماما عن مشروع أكثر طموحا يدرسه البنك الدولي.
وأكدت المنظمة البيئية أن هذا المشروع للربط بين البحرين (الأحمر والميت) "ضخم ويطال ملياري متر مكعب من المياه التي تصب من البحر الأحمر في اتجاه البحر الميت، فضلا عن إقامة منشآت للتحلية قرب البحر الميت وإنتاج الكهرباء بالطاقة المائية عبر استخدام الفرق في المستوى بين البحرين".
وقال جدعون برومبورغ، مدير الفرع الإسرائيلي من منظمة "أصدقاء الأرض" في الشرق الأوسط، لوكالة فرانس برس إن اتفاق الاثنين ليس إلا "تبادلا للمياه".
ع.ج / ش.ع (رويترز، آ.ف.ب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق