الجمعة، 20 ديسمبر 2013

زيارة الرئيس لغزة .. هتلر والرجوب والشهداء

زيارة الرئيس لغزة .. هتلر والرجوب والشهداء
تاريخ النشر : 2013-12-19
كبر الخط صغر الخط
كتب غازي مرتجى

(1)
اسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دعا الرئيس أبو مازن لعقد إجتماع للنقاش حول حكومة الوحدة الوطنية .. الرئيس عبّاس يحظى بشعبية مميزة في غزة .. حركة فتح في غزة لديها الكثير وهم على يقين أن بعض "الدسّاسين" ينقلون "كلاماً خاطئاً" للرئيس فهم ينتظرون أبو مازن على أحر من الجمر .. 

سيادة الرئيس .. "غزّة" جزء لا يتجزّأ من وطنك , ومنزلك في غزة لم يمسه سوء .. وأنا على يقين أن "حماس" ستوفّر الحماية الكاملة لكم وسيستقبلكم كل أبناء شعبكم دون تمييز أو تأخير .

الرئيس أبو مازن .. ستتوجه في زيارة عاجلة إلى مصر غدا الجمعة  , ويفصلك عن غزّة خمس ساعات فقط .. أعلنها أنك ستزور غزّة وسيتوجّه كل شعبك إلى معبر رفح لاستقبالك .. أعلنها أنك قادم لإنهاء الإنقسام مرة وإلى الأبد .. أعلنها واترك بقية الحكاية لشعبك والجزء الأعز من وطنك .

(2)
عندما تسمع عن حادثة إعتداء بالضرب على أحدهم , فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهنك أنّ الفاعل إما "حمرجي - أي سائق حمار" أو "بلطجي مؤجر" .. أما أن تُفاجأ بأن الفاعل عضو مجلس تشريعي والمفعول به عضو لجنة مركزية لحركة فتح فهنا الطامة الكبرى !

حادثة اعتداء "هتلر" وهو عضو مجلس تشريعي عن حركة فتح بدائرة جنين على عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب وما سبقها من إعتداء مرافقي عضو اللجنة المركزية ذاته -بالمناسبة هو من يتحمل كامل المسؤولية- على نفس عضو المجلس الثوري .. حالتان يجب التوقف كثيراً عندها لنعرف ما إن بإمكاننا أن نكون "دولة" أو بقاؤنا كـ"حارة شلط" !

من يتحمّل المسؤولية في ذلك ليس الرجوب أو هتلر , بل اللجنة المركزية لحركة فتح والرئيس أبو مازن أيضاً .. هم يحاولون حل الإشكاليات بطريقة "الطبطبة" وبالمراهنة على "الوقت" لإنهاء المشكلة وليس بقرارات حازمة تجعل من يفكر ولو للحظة أن يُخالف مواثيق ومباديء حركة فتح أن يعيد التفكير ألف مرة .

الرئيس أبو مازن وقّع لأكثر من مرّة قرارات لفصل أعضاء في حركة فتح , وبعد فترة من الزمن وإيماناً منه بـ"وحدة التنظيم" ولأنه يتعامل مع الجميع بحسب تفكيره "الديبلوماسي" يتعالى على الجراح -حتى لو كانت تمسه شخصياً- ويُقرر إعادة قيد المفصولين .. قرارات الرئيس تكون نابعة من أهداف وحدوية وطنية لكنها تفتح باباً واسعاً لأجل "تجاوز" قرارات التنظيم مرات ومرات مقبلة .

حادثة "هتلر - الرجوب" مُشينة , وعلى اللجنة المركزية أن تتعامل مع الطرفين على حد سواء , فكلا الطرفان يُمثلان هيئات رسمية في حركة فتح , حتى لو لم يمد الرجوب يده في المرّة الأولى ضد "هتلر" إلا أنه أوعز لمرافقيه القيام بذلك , وهذه بحد ذاتها جريمة يرتكبها عضو لجنة مركزية .

على الرئيس أبو مازن وقيادة حركة فتح اتخاذ إجراءات أكثر صرامة .. والابتعاد عن حسابات غريبة عجيبة لا تبني تنظيم وتجعل من "فتح" ممراً لتنفيذ أهداف شخصية وإظهار "عنترات" قبائلية مناطقية مقيتة .

(3)

شهيدان في قلقيلية وفي جنين , إصابتان خطرتان .. ولا زالت المفاوضات مستمرة .. ولا زال الحديث عن تهدئة في غزة مستمر , وأصبح "الدم الفلسطيني" رخيص ويستطيع أي شخص إهداره .. وبالتأكيد سيكون دون ثمن يدفعه الإحتلال !
في غزة لا زالت التهدئة قائمة .. لم نسمع تهديد واحد من أي فصيل , ولو حتى "صاروخ" مجاملة  , اما في الضفة فلا زالت المفاوضات على حالها ولم يصدر ولو تهديد "خجول" بوقفها أو تجميدها ولو مؤقتاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق