عشرات الاف المسيحيين يحتفلون بـ "سبت النور" في القدس ورام الله وبيت لحم
4 مايو 2013 - 20:10
79
القدس ـ - تحولت كنيسة القيامة في القدس القديمة الى شعلة من نور وسط ترديد التراتيل والترانيم والاغاني والزغاريد، وذلك بعد خروج بطريرك الروم الارثوذكس تيوفيلوس الثالث من القبر المقدس حاملا "شعلة النور المقدس" التي انتقلت بعدها الى عشرات الاف المصلين المتجمعين داخل الكنيسة وحولها.
ونقل كاهن يوناني واخر ارمني الشعلة الى المؤمنين الذين هللوا وذرفوا الدموع، فيما قرعت اجراس الفرح في كنيسة القيامة.
وقالت كوهر وهي ارمنية جاءت من مدينة الناصرة "انا امرأة غير متدينة ولكن مع ظهور النور شعرت كأن شيئا دخل جسدي وكأنني احلق".
وقالت ابنتها ميرال (24 عاما) وهي تشعل شمعة صديقتها "انا مسرورة ولا استطيع التعبير عن فرحتي".
وحمل المؤمنون رزما من الشموع كل رزمة تحتوي على 33 شمعة بعدد سنوات عمر المسيح.
وشارك عشرات آلالاف من مسيحيي الشرق اليوم السبت في البلدة القديمة بالقدس في احتفالات "سبت النور" عشية عيد الفصح الارثوذكسي.
وتمكن نحو عشرة الاف شخص من دخول الكنيسة، في حين تجمع عشرات الالاف غيرهم خارج الكنيسة في البلدة القديمة.
كما بقي الالاف خارج البلدة القديمة ولم يستطيعوا الدخول بسبب الحواجز العسكرية الاسرائيلية وجراء الازدحام الشديد الذي شهدته المدينة جراء تدفق المحتفلين.
ودار بطريرك الروم الارثوذكس تيوفيلوس الثالث حول القبر المقدس ثلاث مرات وكان يحمل معه 33 شمعة بعدد سنوات المسيح. وبعدها دخل الى القبر المقدس وخلع رداءه البطريركي بمساعدة بعض الكهنة وبقي بثوب ابيض.
وقام كاهن ارمني واخر لاتيني واخر يوناني بتفتيش القبر المقدس للتأكد من عدم وجود ما يقدح به نار لاشعال الشموع التي كانت بحوزة البطريرك.
وعند دخول البطريرك قبر السيد المسيح اطفئت انوار الكنيسة، ثم قام البطريرك باشعال شموعه الثلاثة والثلاثين من كأس مغطى مملوء بالقطن. وما ان اشتعلت شموعه وظهر وهجها، بدأت تنقل الشعلة بين الموجودين وتحولت الكنيسة الى شعاع من نور.
وهذا التقليد القديم الذي يرمز الى الابدية والسلام وقيامة المسيح، هو من ابرز طقوس المسيحية المشرقية.
ونقلت شعلة "النور المقدس" بطواف الى بيت لحم التي ولد فيها السيد المسيح، كما يفيد التقليد المسيحي، فيما ستنقل شعلة اخرى بالطائرة الى اليونان والبلدان الارثوذكسية الاخرى والى الاردن ولبنان والدول العربية.
وحسب الايمان المسيحي، فقد تدحرج الحجر الذي كان يقفل قبر المسيح، وانبعث من القبر نور مقدس معلنا قيامة يسوع المسيح من بين الاموات.
ويحتفل المسيحيون بعد منتصف الليل بعيد الفصح وهو عيد بقيامة السيد المسيح وينهون 40 يوما من الصوم ويقولون لبعضهم البعض "المسيح قام حقا قام".
وجرت الاحتفالات بدون حوادث تذكر باستثناء بعض الصدامات عند حواجز اقامتها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وانتظر الالاف خارج الكنيسة منذ ساعات الصباح الباكر وقالت تاتيانا انطونوفنا (64 عاما) "انا انتظرت منذ الساعة الخامسة صباحا حتى الواحدة بعد الظهر لكي اتمكن من دخول الكنيسة".
وكانت الشرطة الاسرائيلية نشرت الالاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود في محيط كنيسة القيامة ومدينة القدس القديمة ووضعت عشرات السواتر حول كنيسة القيامة وحدها واغلقت الكثير من الطرقات وقال حنا نصر القبطي "حضرت الى القدس في 26 نيسان (ابريل) ولم اتمكن من دخول الكنيسة والصلاة في خميس الغسل ولا يوم الجمعة العظيمة ".
واضاف "اليوم حالفني الحظ فقد حضرت منذ الرابعة صباحا ومررت عبر حواجز كثيرة واستطعت الدخول الى الكنيسة بعد تسع ساعات من الانتظار". وتابع "سأهدي هذه الشموع الى اصحابي واحبائي حتى يشعروا بالصحة والعافية".
ومعظم المسيحيين في الاراضي المقدسة هم من الروم الارثوذكس.
وتتولى ادارة كنيسة القيامة ست كنائس هي: الروم الارثوذكس والكاثوليك اللاتين والارمن الارثوذكس والاقباط المصريون والسريان الارثوذكس والاثيوبيون الارثوذكس.
وتهتم كل واحدة من هذه الكنائس بقسم محدد من الكنيسة.
وفي بيت لحم ، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، اليوم السبت، بسبت النور، إيذانا بالاحتفال بعيد الفصح المجيد يوم غد الاحد.
و شارك في الاحتفالات إلى جانب مئات المواطنين المسيحيين، العشرات من مسيحيي أوروبا والعرب الذين سمحت لهم سلطات الاحتلال بدخول الاراضي الفلسطينية من دول مصر والاردن والعراق.
وجابت المسيرة التي حملت "شعلة النور"، عددا من شوارع مدينة بيت لحم وصولا إلى كنيسة المهد.
وردد المشاركون في المسيرة تراتيل وترانيم دينية واغان ابتهاجا بالعيد، كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والشموع.
وعند وصول شعلة النور إلى بلاط كنيسة المهد، جرى احتفال رسمي بمشركة الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس والمطران ثيوفلكتوس، ومستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك، ونائب محافظ بيت لحم محمد طه، ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون، وحشد من المسؤولين.
وعقب ذلك، سار الموكب باتجاه كنيسة المهد، حيث أقيمت الصلوات الخاصة واضيئت الشموع إيذانا بإقامة القداديس الاحتفالية لمناسبة عيد الفصح.
وقال مستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك لـ دوت كوم:" هذا العيد، عيد القيامة، هو العيد الاهم في المسيحية، ويمثل قيامة السيد المسيح عليه السلام من بين الاموات، وهو بذلك يبعث رسالة الحياة والسلام إلى ارض السلام والعالم اجمع من خلال النور الذي صعد من قيامة السيد المسيح والذي جاء من القدس المدينة المحتلة".
واضاف "نأمل أن يكون العيد القادم احتفالا بقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الاراضي المحتلة عام 1967 وقد تحقق السلام والعدل في هذه المنطقة، كما نأمل أن نتمكن من ممارسة حقوقنا المشروعة بحرية العبادة والتنقل دون أي قيود كما هو الحال الآن بسبب وجود الاحتلال وحواجزه البغيضة".
وقالت ليلى داوود، وهي عراقية تعيش في استراليا وجاءت إلى فلسطين للاحتفال بـ "سبت النور" في بيت لحم : "نحن سعداء جدا ونطلب من الله في هذا اليوم ان يحقق السلام والمحبة في الاراضي المقدسة وخصوصا في بلدي العراق".
بدورها، عبرت مريم فرج (90 عاما) من محافظة المنوفية في مصر عن سعادتها الكبيرة لأنها استطاعت أن تحضر مراسم الاحتفال بسبت النور في كنيسة المهد، داعية جميع المسيحيين العرب من مختلف الطوائف الى زيارة الاراضي المقدسة.
وأشار نائب رئيس بلدية بيت لحم، عصام جحا، إلى أن "المدينة تستقبل هذه المناسبة الدينية وحالها لم يتغير لجهة استمرار الحصار وبناء المزيد من مقاطع جدار الفصل العنصري، ورغم ذلك هناك إصرار على أحياء هذه المناسبة كرسالة للمحتل اننا هنا باقون وصامدون على هذه الأرض".
وقال جحا، "إن الأمل المرجو من هذا النور هو أن يحمل معه الأمل والحياة الكريمة لشعبنا الفلسطيني، ورسالتنا في هذا اليوم هي رسالة حب وسلام ونحن نقول للعالم انه آن الآوان للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامه اسوة بباقي شعوب العالم".
وفي مدينتي بيت جالا وبيت ساحور، جرت مراسم استقبال النور بمشاركة حشد من الأهالي ورجال الدين والكهنة، اضافة الى ممثلي المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية في المدينتين يتقدمهم رئيسا بلديتي بيت جالا نائل سلمان، وبيت ساحور هاني الحايك.
وفي رام الله ، احتفلت الطوائف الـمسيحية التي تتبع التقويم الشرقي اليوم السبت، بعيد "سبت النور" استعدادا للاحتفال بعيد الفصح المجيد يوم غد الاحد.
ووسط أجواء من الفرح وعلى انغام الموسيقى الكشفية، جرى توزيع البيض الملون على المشاركين في المسيرة الكشفية التي انطلقت من امام "سرية رام الله الأولى".
وجابت المسيرة عددا من شوارع رام الله وصولا الى دوار المنارة ، وذلك بمشاركة الاف المواطنين وحشد من رجال الدين المسيحي وممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية.
وسلم عدد من رجال الدين "شعلة النور" لرئيس الوزراء د. سلام فياض ومحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ومن ثم توجهوا الى كنيسة الروم الارثدوكيس في "رام الله التحتا" لاتمام الشعائر الدينية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق