البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر
05-19-2013 08:59
البيـان الختـامي لمؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشرانعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر، تحت شعار "ربيعنا يزهر عودتنا ـ القدس لنا وللأسرى الحرية"، في الثامن والعشرين من نيسان/ إبريل 2012، في العاصمة الدانمركية كوبنهاغن. وقد شارك في أعمال المؤتمر، آلاف الفلسطينيين الذين توزّعوا على وفود وجماهير جاءته من شتى أرجاء القارّة الأوروبية، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة وفاعلة من الوطن المحتل وخارجه، علاوة على حشد من الشخصيات العامّة وممثلي المؤسسات وقطاعات المتضامنين، العربية والإسلامية والأوروبية.
وقد نظّمت هذا المؤتمر العاشر، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع مؤسسات فلسطينية من أرجاء أوروبا، وذلك تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية التونسية الدكتور المنصف المرزوقي.
ويجدِّد مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر، التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا السابقة، في انعقادها في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين (2010)، وفوبرتال (2011).
وخلص المؤتمر في ختام أعماله إلى المقرّرات التالية، الصادرة باسم المجتمعين فيه:
1/ نؤكد استمرارنا في التشبّث بحقّ شعبنا الفلسطيني في العودة إلى أرضه ودياره التي هُجِّر منها في فلسطين، ونشدِّد على أنّ حقّ العودة غير قابل للنقض أو الإجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا الكفاح حتى تفعيله.
2/ نُكبِر روح الحرية التي تعبِّر عنها الشعوب العربية، وهي تمثِّل تحفيزاً جادّاً للنضال الفلسطيني من أجل إنجاز مشروع التحرّر من الاحتلال وتحقيق السيادة الكاملة على الأرض الفلسطينية وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف. ونرى في نهوض الأمّة ومكافحة الاستبداد وإقامة الحكم العادل، تعزيزاً للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، واستنهاضاً لدور الأمّة في احتضان قضية فلسطين. كما نحثّ الشعوب العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمّة على النهوض بالمسؤوليات المنتظرة منها نحو قضية فلسطين بعامّة وملفّ القدس الشريف بخاصّة.
3/ نحذِّر من خطورة التصعيد التي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق القدس ومقدّساتها ومعالمها التاريخية والحضارية، وضد سكانها المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم الأهلية ونوّابهم المنتخبين. ونرى في هذه الهجمة تحدِّياً سافراً للأمّة بأسرها ولقيم العدالة والحقوق في هذا العالم. كما نعبِّر عن انزعاجنا من استدراج شخصيات عربية وإسلامية للذهاب إلى القدس عبر التنسيق مع الاحتلال الغاصب.
4/ نواكب الملحمة التي يسطِّرها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بصمودهم في وجه إجراءات القهر، وبإضراباتهم المتواصلة عن الطعام. ونؤكِّد، عبر سلسلة من الحملات والتحرّكات، وقوفنا الكامل مع هؤلاء الأحرار في كفاحهم العادل حتى انتزاع مطالبهم وفي مقدِّمتها حقّ زيارة أهلهم لهم وإنهاء سياسة العزل الانفرادي الجائر وتمكينهم من الحقوق المؤكدة لأسرى الحرب، وصولاً إلى فكّ قيودهم وتمكينهم من الحرية.
5/ نتضامن مع النوّاب البرلمانيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك وعدد من قيادات شعبنا، كما نرى في مساندة قضيّتهم مسؤولية واقعة على عاتق المدافعين عن الحرية والديمقراطية وإرادة الشعوب أينما كانوا.
6/ نندِّد باستمرار الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة، فهذا الحصار هو جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، بما ينطوي عليه من قطع مقومات الحياة عن مليون وثلاثة أرباع مليون إنسان. ونطالب بالرفع الفوري لهذا الحصار الذي يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه.
7/ نعبِّر عن انشغالنا الشديد بالهجمة المتصاعدة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وسكانها الشرعيين، مع تفاقم الطرد الجماعي والإخلاء السكاني وتدمير المنازل، وفرض نظام المعازل السكانية عبر تطويق التجمّعات الفلسطينية بأحزمة الاستيطان والجدران العنصرية.
8/ نلفت انتباه العالم الحرّ إلى تفاقم النهج العنصري الإسرائيلي في شتى المستويات القيادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية. ونحذِّر بصفة خاصّة من تصعيد العنصرية المؤسّسية بحق فلسطينيي 48 (المواطنين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة سنة 1948) والتي تمثل نموذجاً متجدداً من أنظمة التفرقة العنصرية البائدة. وننبِّه الدول والهيئات الأوروبية بصفة خاصّة إلى الدور المنتظر منها في قطع الامتيازات عن هذا النظام العنصري وإخضاعه للمحاسبة وفرض العقوبات الرّادعة عليه.
9/ نرى أنّ انهيار وعود التسوية السياسية وانسداد آفاق التفاوض يؤكد أهمية التوجّه الفلسطيني الجامع نحو وضع استراتيجية متكاملة تسعى لتحقيق المطالب الكبرى المشروعة لشعبنا وانتزاع حقوقه الثابتة. وندعو كافة الأطراف إقليمياً ودولياً للوقوف إلى جانب شعبنا على طريق التحرّر من الاحتلال وتفعيل العودة وتحقيق السيادة على أرضه وموارده.
10/ نحثّ على الإسراع في مسارات المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، بما يحصِّن الموقف الداخليّ الفلسطينيّ، وبما يحشد الجهود لحماية الحقوق الفلسطينيةِ الثابتة، ولمواجهة مخططات الاحتلال ومخاطر اللحظة الراهنة. كما ندعو إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإفراز تمثيل ديمقراطي للشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره، عبر انتخابات حرّة وشفّافة، مع حرص الفلسطينيين في أوروبا على النهوض بمسؤولياتهم في هذا المجال. كما نحثّ على تعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني لأبناء شعبنا الفلسطيني في أوروبا وخارجها.
11/ نتابع بألم بالغ، محنة أبناء شعبنا اللاجئين في العراق والنازحين منه، وكذلك واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووجوه المعاناة القائمة في بعض البلدان الأخرى مثل حالة مخيم غزّة في الأردن. وندعو الدول العربية الشقيقة وكافة الأطراف المعنية إلى إحسان وفادة الفلسطينيين لديها، وإنهاء هذه المعاناة وطيّ صفحتها، بما يتماشى مع التمسّك الفلسطيني بحق العودة إلى الأرض والديار المحتلة سنة 1948، وبما يستجيب أيضاً لحقوق الإنسان وكرامته، وللحقوق المدنية والاجتماعية.
12/ نذكِّر بالمسؤولية التاريخية لأوروبا عن النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948، والتي ما زالت أجيال هذا الشعب تدفع ثمنها حتى اليوم، بل وعن إمداد مشروع احتلال فلسطين بمقوِّمات البقاء والتوسّع والعدوان. وإنّ قضية الشعب الفلسطيني، في العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال والاستقلال على أرضه التاريخية ودياره السليبة؛ تستدعي إسناد جميع الواقفين في خانة العدالة، وكل المدافعين عن الحق، وكافة المناصرين للإنسانية داخل أوروبا وخارجها.
13/ نُعرب في الختام عن اعتزازنا العميق، بصمود شعبنا الفلسطيني وتضحياته الكبيرة، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، وعبوراً بقضيّته إلى آفاق تنفتح على العودة وتقرير المصير، والخلاص من الاحتلال. كما نحيِّي كافة الجهود المسانِدة للشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال والعدوان والحصار، ونثمِّن المشروعات والمبادرات والحملات والمواقف التي تقف إلى جانب قضية فلسطين العادلة، ونحثّ على مواصلتها وتطويرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق