الخميس، 26 سبتمبر 2013

المصالحة من خلال الثقافة

أول مدرسة دراما في فلسطين
مشروع المسرح الألماني الفلسطيني "أنتيجون"بقلم أنيا كورديك تكبير الصورة(© Picture alliance)
شهد مسرح بوخوم عرض مسرحي أول غير عادي يوم الجمعة الماوفق
28 يونيو / حزيران: تم عرض مسرحية سوفوكليس الإغريقية"أنتيجون" هناك، حيث قُدمت في البدء باللغة الألمانية وبعد ذلك مباشرة باللغة العربية مع ترجمة إلى الألمانية.عُرضت المسرحية على مسرح القصبة في رام الله يوم الثلاثاء الموافق 22 يونيو / حزيران.المسرحية هي المشروع الأول لتعاون ألماني فلسطيني تعمل من خلاله معاً للمرة الأولى جامعة فولكفانج للفنون وأكاديمية الدراما في رام الله. الأكاديمية التي تأسست في أكتوبر 2009 هي أول مدرسة تمثيل ذات توجه أكاديمي في الضفة الغربية.
وأوضح أدفاله تيودروس أدبيسي من جامعة فولكفانج أن فكرة إنشاء مدرسة للتمثيل بفلسطين كانت موجودة منذ فترة، ويتولى أدبيسي إخراج الجزء الألماني من مشروع المسرحية. وقد قال: "في السنوات الماضية تعرض قطاع الثقافة بأكمله للإهمال من الجانب الرسمي، في حين أن الخلفية الثقافية والتعبير الفني للمجتمع لهما أهمية كبيرة بالنسبة للحوار وعملية المصالحة وبالنسبة للتنمية الديمقراطية في مجتمع لا يزال ممزقاً للغاية".
يوجد في رام الله مسارح صغيرة مثل مسرح القصبة وفرق مسرحية خاصة تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية. ولكن لم تكن توجد بالنسبة للشبان الفلسطينيين الذين يريدون الحصول على مؤهل للاحتراف في مجال التمثيل وسيلة سوى الدراسة في الخارج: في مصر أو الاردن أو سوريا أو أيضاً في أوروبا الغربية. وبافتتاح أكاديمية الدراما في رام الله أتيحت الفرصة للمرة اﻷولى للفلسطينيين للحصول على تأهيل في مجال التمثيل داخل البلاد.
الشركاء من الجانب الألماني في هذا المشروع الجامعي هم جامعة فولكفانج في إيسن ومؤسسة ميركاتور التي تأسست في عام 1996. يشارك من الجانب الفلسطيني مسرح القصبة في رام الله. وبفضل تعاون وزارة الخارجية اﻷلمانية في برلين في إطار المبادرة الألمانية "فلسطين نحو المستقبل".سنوياً تتيح أكاديمية الدراما الآن 15 مقعداً دراسياً.مشروع أنتيجون هو أول مشروع مشترك بين طلاب فولكفانج وأول دفعة تمثيل في الأكاديمية في رام الله.تم لهذا الغرض عن عمد اختيار عمل مسرحي يطرح مسائل مبدأية أخلاقية. وقد كتب الشاعر اليوناني سوفوكليس الدراما حوالي عام 442 قبل الميلاد، وتدور أحداثها حول أنتيجون ابنة الملك، حيث تتمسك باستمرار بقناعاتها خلالالصراع مع خالها كريون، الحاكم المستبد لطيبة، وهي ترى أن قناعاتها تتماشى مع إرادة الآلهة.
وقد قال المخرج أدبيسي: "إن اﻷمر يتعلق في النهاية بمواجهة بين دولة استبدادية تنظر إلى قانونها على أنه هو اﻷعلى وبين حق الضمير الفردي الذي ينبثق من المعتقدات الأخلاقية والدينية للأفراد." لقد كان مثيراً أن نرى كيفية اختلاف التأويل من وجهة النظر اﻷلمانية والفلسطينية وكيفية تحويله إلى عرض على خشبة المسرح.
في إطار المشروع دخل الطلاب اﻷلمان والفلسطينيون في حوارات وأضاف كل منهم إلى اﻵخر آفاقاً أرحب في رؤية اﻷمور. وقال أدبيسي: „من وجهة النظر الألمانية فإن المهم هو أننا نغير نظرتنا لفلسطين. ففلسطين ليست فقط مرادفا للحرب والإرهاب والعنف.“ وأشار إلى أنه توجد جوانب أخرى في المجتمع. حيث أن هناك أناس كثيرون جداً يشاركون بشكل نشط وسط أقسى الظروف في الحياة الثقافية. ويود مشروع المسرح هذا أن يوجه الإهتمام إلى تلك الأشكال من النهج الإيجابي التي يمكن أن تعطي على المدى الطويل دفعات للحوار والمصالحة في المجتمع الفلسطيني.
معلومات إضافية:مصدر النص: وكالة اﻷنباء الكاثوليكية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق