الجمعة , 23 اب 2013 - 22:39 - بانواما الشرق الاوسط
الخطاب السياسي الفلسطيني وصل حد الإفلاس
محمود الشيخ
الخطاب السياسي الفلسطيني وصل حد الإفلاسامر غريب ان تجري مفاوضات على حقوق الشعب فلسطيني بين قيادة فقدت ثقة واحترام شعبها ويصنفها في اطار الدول التى خذلته في كل المواقف،وباتت حريصة فقط على مصالحها ومصالح الفئة القابضة على السلطه،والمستفيده من نشوء السلطه وبقاء الوضع على ما هو عليه،بل وتسعى الى تطوير مكانتها، وتأمين استمرار التمويل لسلطتها..
ولا اريد هنا التفصيل بل ان هذه القياده تفاوض على ارض محشوه بالمستوطنات (184 ) مستوطنه وبالمستوطنين وهم في تزايد مستمر سواء المستوطنات او المستوطنين،اذ بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربيه ما يقرب 650 الف مستوطن،منحوا صلاحيات شق االطرق واقامة سكك الحديد لربط المستوطنات بعضها مع بعض،وكذلك مهمة شبكة الطرق.
واما اهل القدس فقد صدرت توصيات بالسيطره الإجباريه على بيت اي مواطن وطرده منه في اي وقت تريده الحكومه الإسرائيليه،ويوميا تقتحم المدن والقرى وتعتقل وتقوم باجراءات عقابيه ضد الناس،كان اخرها منع بلدية البيره من استعمال مكب النفايات المستعمل منذ (15) سنه مما سيتسبب بأزمة خانقه في المدينه،قد تسبب انتشار الأوبئه في البلد،واذا كانت المفاوضات ليس بمقدورها ان تعيد مكب نفايات هل ستعيد حقوق الشعب الفلسطيني وتكنس الإحتلال ومستوطنيه،بالقطع لا والسبب في ذلك ان القياده جردت نفسها من اسلحة قوتها،ووقفت عاريه امام اسرائيل المسلحه بتأيد امريكي كامل،وبموقف عربي ليس هزيلا فحسب بل في معظمه مؤيد لإسرائيل ومتأمر على فلسطين،وفي الوقت نفسه وقبل كل ذلك اصلا القياده الفلسطينيه الزمت نفسها في اتفاق اوسلو الذى يلزمها بالتفاوض مع اسرائيل، واعترف ب ( م.ت.ف ) ولم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني،هذا الإتفاق القائم على استمرار التفاوض والا سيفضي الى توقف المساعدات الماليه المقدمه للسلطه،
وبما ان القياده لم تتخذ اي استراتيجيه غير الإستراتيجيه التفاوضيه تعرت،ووقفت عاجزه عن فعل اي شيء اخر لسبب واحد هو انها لا تريد اي خيار اخر غير خيار التفاوض،الذى يجلب لها المال ويبقيها على رأس السلطه،ولم تبحث عن خيارات اخرى واعتماد اساليب كفاحيه ستقود حتما الى استعادتها لهيبتها واحترامها وتقديرها لدى جماهير شعبها ولأنها لا تسعى لذلك، خذلت شعبها وباتت غريبة عنه،لا جذور لها ولا سياج،والدلائل كثيره على ابتعاد القياده عن شعبها وليس هذا فحسب،بل انها ادارت ظهرها لشركائها في (م.ت.ف ) وفي داخلها لا تعتبر ان لها شركاء في الوطن،وعلى هذا الأساس تتصرف معهم،واستجابت للضغط الأمريكي رغم معرفتها بأنه لا فائدة تذكر من جولات التفاوض الجاريه بين عريقات ولفني غير الإبتسامات التى توزعها ليفني على عريقات لتحسين مناخ العلاقات الشخصيه،وغير ذلك لا وجود له في اطار اي جوله تفاوضيه،فقياده اختارت التفاوض دون التسلح بالمقاومه الشعبيه ووقفت ضدها وضد تنميتها وتطورها تعرف سلفا النتيجه النهائيه التى ستصل اليها في اية عمليه تفاوضيه،وهو فقط المساعدات الماليه لتحسين اداء السلطه وتأمين مرتبات موظفيها لتكفل عدم النهوض الشعبي ضد العملية التفاوضيه التى لن تجلب غير الكوارث لشعبنا.
ان سياسة اللهاث وراء سراب الوهم الأمريكي افرغ هذه القياده من مضمونها الثوري وابقاها اسيرة المشروع الأمريكي القائم على التفاوض ثم التفاوض ولذلك تصريح عريقات بأن الحياة مفاوضات جاءت منسجمه تماما مع الرؤيه الأمريكيه للحل،يفاوض دون اية رؤيه للحل الذى ستصل اليه ودون ضمانات للوصول الي تحقيق الهدف الفلسطيني في جلاء الإحتلال من جهه وكنس مستوطنيه من جهة اخرى،واعتبار القدس العاصمه الأبديه للدول الفلسطينيه،واعتقد ان ما يجري هو ان السطله التى حلت محل (م.ت.ف) بعد ان اغتالتها واغتالت مكانتها ودورها وافرغتها من محتواها كجامع وبيت للشعب الفلسطيني وصاحبة استراتيجيه واضحه،غدت لا وجود لها والدول تتوجه الى السلطه وليس الى (م.ت.ف)وبذلك انهت السلطه دورها وهذه سياسية مقصوده فباتت السلطه هي التى تقرر مستقبل القضيه الفلسطينيه..
وسينتهي دور مختلف القوى السياسيه بعد ان اصبحت غير قادره على فرملة اي توجه لا ينسجم مع هدف الشعب الفلسطيني،وبات وجودها وعدمه واحد في (م.ت.ف ) لأن ( م.ت.ف) انتهى دورها كون السلطه اصبحت صاحبة السلطه في اتخاذ القرار،وفقط اجتماعات لجنتها التنفيذيه بات لمنح المفاوض شرعية التفاوض.
وبذلك يتحملون المسؤوليه كاملة عن اي تنازل يتحقق،وعن اي اتفاق ستصل اليه المفاوضات،ولذلك مطلوب من مختلف القوى السياسيه ان تفيق من سباتها الكهفي،وتعي انها ستتحمل المسؤوليه عن مسمرة الإحتلال من خلال التفاوض الجاري في القدس واريحا.
ولا شك ان هذه القياده اعتمدت في علاقاتها للوصول الى حل ليس فقط على سراب الوهم الأمريكي فحسب بل ايضا على جماعة امريكا في المنطقه،فنظمت علاقات مع التابعين لأمريكا من الدول العربيه معتقده انها قد تلعب دورا في الضغط على امريكا او التوسط معها،ومع اسرائيل اذ ان جميع تلك الدول لها علاقات مع اسرائيل وتابعه لأمريكا،بل انها اداة من ادوات امريكا في المنطقه،وها هي تلعب دورا تخريبيا في سوريا وليبيا ولعبت دورا في حرف ما كنا نسميه بالنهوض العربي اوالربيع العربي،فانقلب ماية وثمانون درجه،وحرصت على استجلاب عشرات الألاف من المجاهدين من مختلف دول العالم يمارسون الموبقات في سوريا، وبات هدفهم هو تدمير الجيوش العربيه والإقتصاد العربي في كل من سوريا وليبيا.وبلا شك ان اكثر المتضررين مما يجري في سوريا ومصر ستكون القضية الفلسطينيه اكبر المتضررين على المستوى العربي وستستغله اسرائيل ابشع استغلال،فلن تقيم اي وزنا لأي مفاوض فلسطيني ولن تشعر بأي ضغط يجبرها على مجرد التفكير بالحقوق الشرعيه للشعب الفلسطيني بل سيتحدثون كما قال المثل من (راس مناخيرهم) مع اي مفاوض مهما كان شكله ووعيه ووزنه ودرجته في السلطه.
ان الخطاب السياسي الفلسطيني لم يصل حد الإفلاس فحسب بل ان قضيتنا تضررت منه وزادها ضررا تمسك القياده العازمه على الإستمرار في نهجها التفاوضي القائم على الوهم من جهه وعلى استمرار تأمين الدعم المالي غير عابئة بمصالح الشعب الفلسطيني المهم استمرار تأمين مصالحها وبقائها على رأس السلطه،وهنا لا بد ان نحمل حركة حماس جزءا كبيرا من المسؤوليه اذ ان استمرار الإنقسام الذى ترغب اسرائيل في استمراره لتنفيذ المشروع الأسرائيلي_ الأمريكي في حل المسأله الفلسطينيه القائم على قيام مصر بالإشراف على قطاع غزه بمشاركه اسرائيليه من جهة واشراف اردني بمشاركة اسرائيليه على الضفة الغربيه،يسهل ذلك استمرار الإنقسام السياسي والجغرافي لجناحي الوطنان رغبة حركة حماس في استمرار حكمها لإمارتها في قطاع غزه يفضي بضرر كبير على مجمل القضية الفلسطينيه،وفي نفس الوقت استمرار مختلف القوى السياسيه كتابع ليس لها موقف او رأي فيما يجري سيلحق اشد الضرر في حقوق شعبنا الفلسطيني،وفي نفس الوقت نقل بندقيتها من كتف الى كتف سيبقي هذه الحركه اسيرة حركات الإخوان المسلمين على المستوى العالمي لتخدم مشروعهم على المستوى العالمي،.
ومن المؤسف ان قوانا السياسيه خاصه المشاركه في (م.ت.ف ) ليس لها اي دور يذكر لا في القرار السياسي ولا في موضوع الإنقسام وباتت حركات رأيها غير مسموع وغير مؤثر ،ولذلك ( فضي الميدان لأم حميدان ) وهذه ليس من الأن،بل منذ نشوء (م.ت.ف) وتعزز ذلك بعد لحاق القوى السياسيه بالسلطه وباتفاق اوسلو واصبحت جزءا منه ومن السلطه،بل باتت احيانا بوقا للسلطه تدافع عنها وعن سلوكها وقراراتها السياسيه والبعض منها اخذ الناس يتندرون عليه باسمه وبتنظيمه.
وليس هذا فحسب بل اعتمدت القياده اسلوب بعثرة صفوف القوى من خلال خلق انقسامات في صفوفها لتكون قوى ضعيفه غير قادره على المواجهه،ولديها الجاهزيه التبعيه،كما هو حاصل في التنظيمات السياسيه من جهه،والإنقسامات التى اوقعتها في صفوف المؤسسات الشعبيه كالإتحاد العام لنقابات العمال في الضفة الغربيه، سبع اتحادات نقابيه، ليصبح الكل في ايدها ويحتاجها وتموله،وعينه مكسوره، .
وخلاصة القول اننا نسير في اتجاه خطير على قضيتنا وسيقف حائلا دون وصولنا الى حقوقنا لأن القياده لا تسير بإتجاه يخدم القضيه بل يحسن مستوى اداء السلطه وهذا ليس مطلبنا،بل يحسن موقع المتنفذين فيها والقوى السياسيه على اختلافها سواء حماس او المنضويه تحت لواء (م.ت.ف) تقف عاجزه عن فعل اي شيء قد يحول بين القياده واستمرارها في التفاوض ولذلك تصبح مهمة شعبنا ومثقفينا والمخلصين من التنظيمات الوقوف في وجه القياده السياسيه التى اصبح لا هم لها غير كسب رضى امريكا والإستجابه لها ولمطالبها ولضغوطها،واجبارها على اعتماد استراتيجيه سياسيه تعتمد المقاومة الشعبيه منهجا لنضالنا الوطني،وتلزمها في اتخاذ اشد الإجراءات في مقاطعة المنتوج الإسرائيليه بغض النظر اكان منتوج مستوطنات او منتوج اسرائيل،
فإسرائيل هي التى تحتل ارضنا وتحرم شعبنا من حقوقه وتنهب ارضنا وتقف الى جانب المستوطنين ومختلف اجراءاتها تستبيح فيها حقوق شعبنا،ولذلك على القياده السير في الإتجاه الصحيح باعتماد سياسيه مختلفه تماما عن سياستها الحاليه القائمه على التفاوض العبثي وانهاء وهمها في سراب الحلول الأمريكيه واعتبار امريكا حليفا استراتيجيا لإسرائيل ومنحازا كليا لها ومعاديا لحقوق شعبنا والإنحراط في استراتيجيه كفاحيه تلعب دورا في وضع حدا للعبث في حقوق شعبنا،نحن احوج ما نكون الى حركة تمرد فلسطينيه تتشكل من مختلف عناصر القوى السياسيه من العناصر الرافضه للعملية التفاوضيه العبثيه وليس من القيادات التى تنعم بالمصالح الشخصيه ولم يعد همها غير ذاتها.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
الخطاب السياسي الفلسطيني وصل حد الإفلاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق