الحركة الوطنية الفلسطينية باتت عاجرة عن القيام بدورها الوطني المنوط بها
محمود الشيخ
من كبيرها لصغيرها، لم تعد الحركه الوطنيه الفلسطينية التى نعرفها، هي نفس الحركه التى كانت تقود العمل الوطني منذ اوائل السبعينات وحتى نهاية الإنتفاضة الأولى التى عاصرتها وعشت معها وبين صفوفها، بل انها حركة اخرى.
حركة ديكوريه، وتلميعات، وانجي اوزات، وكرافات، وشاشات، لكن ليست فعاليات،لأنهم اكبر من الفعاليات.
فالفعاليات عمل اسود والعمل الأسود ليس للقاده الكبار،بل للصغار الذين يحرثون الأرض،والذين يواجهون الإحتلال،الذين يقيمون الحواجز للكرماء للذين دمهم رخيص فداءا للوطن اما دم القاده غالي لا يقدر بثمن،فالتظاهر له شروط اولها ان تكون من اصحاب الدم الرخيص المفرط به،الدم الذي يهون على صاحبه من اجل الوطن،انما دم القاده غالي غلاوة المال غلاوة المنصب غلاوة الإمتيازات،غلاوة الكراسي.
الحركه الوطنيه الفلسطينيه هي المسؤوله عن ضياع الوطن،في ذمتي وانا مسؤول عن كلامي،فقط تعالوا نسمي مع بعضنا قليلا من المحرمات التى انتهكتها الحركة الوطنيه،
ويقع على رأسها خروجها عن برنامجها واستراتيجيتها السياسيه الفلسطينيه لحل المسأله الفلسطينيه، بقبولها إتفاق مخصي وهزيل قاد شعبنا الى جهنم ولم يلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني، واطلق يد اسرائيل في الضفة الغربيه والقدس وباتت المسأله الفلسطينيه مسالة تفاوضيه وليست كفاحيه،وتراجعت ثقافة المقاومه وطفت على السطح ثقافة التطبيع،وثقافة السلام،وبذلك انزلقت الحركة الوطنية في تيه اوسلو وتيه المفاوضات،وبذلك تحولت من اداة للثوره وادوات كفاحيه الى ادوات لجم للثوره،وتعطيل لها،وبذلك انزلقت مختلف القوى من خندق المقاومه الى خندق المساومه،ولم يبقى للفصائل غير تاريخها الذى تحاول استغلال رصيده.
وثانيا انتهاكها الميثاق الوطني الفلسطيني بحضور كلينتون،في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في غزه،وتنازلها عن فلسطين التاريخيه، دون حصولها على اعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني،معتبرة ان اعتراف اسرائيل ب (م.ت.ف ) يكفي للوصول الى الحقوق الفلسطينيه،وبذلك وقعت في الخطأ التاريخي الذى استغلته اسرائيل ابشع استغلال،في اعتبارها الأراضي المحتله اراض متنازع عليها،وبذلك نسفت حلم المفاوض الذى حلم انه من خلال اتفاق اوسلو سيقضم الإحتلال (حتة حته ) كما كان يقول بعضهم.ثم استمرارها التفاوض على اساس اوسلو والتزامها به في حين اسرائيل داست عليه ببساطير جنودها وفم جرافاتها.
في حين همشت القياده الفلسطينيه ومعها قيادات مختلف القوى الجسم الذى ناضل شعبنا من اجل تمثيله لنا ودفعنا الغالي والنفيس من اجل ان تكون ( م.ت.ف ) ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، تقزمت (م.ت.ف ) واندحر دورها بعد ان اصبح شكليا وبموافقة مختلف القوى الممثلة فيها،ولا يستطيع احد من القوى المنضويه تحت لوائها انه لم يشارك في
دحر دورها الى الوراء من خلال سكوته،واحتلال السلطة الفلسطينية مكانها،دون اعتراض منهم تخوفا من عدم تلقيهم مخصصاتهم من الصندوق القومي الفلسطيني،ولذلك صوتهم في المعارضه خافت جدا،وشوشه،ولا يستطيع احد الإدعاء ان دوره غير ذلك،وانه شجاع في طرحه السياسي ويعارض السياسة القائمه،للقيادة الفلسطينيه،وهنا اقولها صراحة لو ان هناك قوى مأثره ولها مكانتها في الشارع الفلسطيني لن تذهب القيادة الفلسطينيه الى المفاوضات وهي معترضه،لأنه بالضروره سيحسب حسابها في الحركة الجماهيريه.
خاصه وقد قامت تلك القيادة بفعل كبير قبل قدومها للضفة الغربيه،بخلخلة المؤسسات الشعبيه خاص القوية منها كإتحاد نقابات العمال في الضفة الغربية من اتحاد واحد يمثل العمال الى
(7 ) اتحادات نقابيه،وحتى لا يكون امامها مؤسسات لها وزنها الجماهيري ولها دورها السياسي يمكنها الوقوف في وجهها،وتكون اداة فرمله لحركتها السياسيه،التى لا تتوافق مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني،او الى الإستمرار في مفاوضات عبثيه هدفها هو تأمين تمويل السلطة الفلسطينيه التى حشت اجهزتها بعشرات الألاف من الموظفين فحولتهم من اشخاص لديهم صلابة وطنية حديديه الى جمهور من الموظفين لا هم لهم غير تأمين لقمة عيشهم وتنفيذ اوامر قيادتهم،دون التفكير بأنه يخدم النضال الوطني او لا يخدم بل ان ينفذها بوصفه موظفا مطلوب منه كأداة تنفيذيه للأوامر الموجهة اليه،ولذلك تصتدم تلك الأجهزه خاصه الأمنية منها مع الناس حسب الأوامر التى تصدر الي هذه الأجهزه سواء استخدمت الهراوات في تفريق المتظاهرين او القيام بتوزيع الماء على المتظاهيرين كل ذلك حسب الأوامر الصادره الى تلك الأجهزه.
وفي نفس الوقت لجأت هذه القياده الى ضرب ليس وحدة الحركة الجماهيريه ممثلا بالمؤسسات الشعبيه بل لجأت الى خلق انشقاقات في بعض التنظيمات،وفي السيطره على المؤسسات الشعبيه لذا يلاحظ اي متتبع للأحداث ومسار المؤسسات الشعبيه ان كل الوجوه من لون واحد لأنها تريدها هكذا.
ومسالة هامة اخرى تظهر بوضوح ان تلك القوى والقيادة على وجه الخصوص نأت بنفسها عن خندق الصراع مع الإمبراياليه ومتنت علاقاتها مع القوى الرجعية العربيه،واعتمدت علي تلك القوى في العديد من القضايا المتعلقه بالقضية الفلسطينيه،حتى بلغت مرحلة ان يكون حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر مفاوضا بإسمنا،ويطرح ما هو مقبول لدى العرب التى غدت جامعته بيد امريكا وهي ملحق للدوائر الأمريكيه،حتى اننا كقوى وطنيه وسلطة فلسطينيه ليس لنا موقفا حيال ما يجري في المنطقه ارضاء لأمريكا والقوى الرجعية العربيه،مما يساهم في خلق اضرار قوية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه على اعتبار اننا غادرنا خندق المقاومة واصبحنا نظاما كأي نظام عربي تابع لأمريكا،ولم يكن هناك اية حركة معادية للعدوان الأمريكي المتوقع على سوريا من اية جهة فلسطينيه،وان حصل فهي حركة خجوله ليس لها تأثير على الشارع الفلسطيني،ان تحركات اليوم كانت حركة متأخرة وصغيرة لا تلبي المطلوب منها،وهي لا تعدوكونها ذر الرماد في العيون.
اليوم كانت هناك تظاهرات في كل من رام الله وطولكرم ومن حضرها كان غاضبا على تنظيمات تحشد المئات في انطلاقتها ولا تحشد 100 شخص في تظاهرة بالأصل معاديه لأمريكا، المعادية لشعبنا وقضيتنا ولشعوبنا العربيه،وتسعى من خلالها وبكل قوة الى تفتيت عالمنا العربي وضرب جيوشه واقامة دويلات فيه واشغال شعوبنا في فتنة تدمرنا وتدمر قضايانا،واول المتدمرين منها شعبنا الفلسطيني وقضيته،وقفت هذه القوى عاجزة عن حشد ما يليق بهدف التظاهره التضامنيه،ودون ان تنسق لشعاراتها وهتافاتها،وهنا اتهم كافة القوى بالتقصير الشديد حيال ذلك ولا يعني غير ان تلك القوى ليس لديها الحد لأدنى من الإهتمام في قضايانا القوميه،رغم اهميتها الشديده حيال المسألة الفلسطينيه،وبطبيعة الحال هذا القصور يلعب دورا في الحؤول دون تطور موقفها السياسي وايضا دون المساهمه في الوقوف عند ازمتها سواء السياسية او التظيميه او الفكرية،وعلى رأس هؤلاء من اكبر تنظيم الى اصغره،فلم تعد الحركة الوطنية الفلسطينيه هي الحركة التى نعرفها،بل حركة غريبة عن نفسها،ولو سألت اي عضو في اي تنظيم من التنظيمات هل تنظيمك التى انضويت تحت لوائه هو نفس التنظيم اليوم الذى دخلته قبل سنين سيقول لك لا وكما كتبت احد الأشخاص يوما من الأيام في كتاب استقالته المقدم لحركته او حزبه ( انني اخرح من حزب لم اكون فيه يوما )
هذه هي تنظيماتنا السياسيه اصبحت عاجزه عن القيام بدورها الوطني المنوط بها وغدت ديكورات وربطات عنق ومحترفين للرواتب وامتيازات وجيبات،ومخصصات،ان المرحلة الحاليه تتطلب من مختلف القوى القيام بوقفة نقدية لمجريات حياتها التنظيميه والسياسية والفكريه حتى تعود الى ما كانت عليه قبل ان تقف على الرصيف،والوقوف على الرصيف ليس بعيدا عن اي تنظيم لا يدرك اخطر المراحل التى يمر بها حاليا سيقوده يوما الى الموت السريري وهذا اليوم ليس ببعيد على مختلف قوانا السياسيه،وليس هناك من هو بعيد عن هذه الحاله،اذ ان كل القوى فقدت من وزنها الكثير وجدا ولم يعد وزنها كما كان بدليل ان دعوة من مختلف القوى لأية فعالية لا يتعدى الحضور فيها العشرات، وهذا اجزم انه معيب في تاريخ الحركة الوطنية،وليس لمصلحتها،بل لم يساعدها على النهوض بالمقاومة الشعبيه،التى ايضا هي دورها فيه نادرا او يقوم به اشخاص محسوبين على هذا التنظيم او ذلك.
ما اقوله ربما يساهم في كشف حقائق مره لكن مرارتها لست انا المسؤول عنها بل قيادات تلك التنظيمات هي السؤولة عنها وتتحملها ويجب على عناصر تلك التنظيمات محاسبة تلك القيادات التى احتلت بل اغتصبت تلك التنظيمات بوسائل شتى،وان لم تقوم عناصر تلك القوى وكوادرها بدروها في عملية تقويميه ستحتضر تلك القوى يوما واحده تلو الأخرى.
خاص بانوراما الشرق الاوسط -الحركة الوطنية الفلسطينية باتت عاجرة عن القيام بدورها الوطني المنوط بها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق