الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013
ويحكن يا نسوة بلادي !
علي محمود الكاتب
ويحكن يا نسوة بلادي ! لطالما ناصرنا الأمر، وفرحنا لخروج المرأة الفلسطينية معبرةً عن رأيها خاصة حينما تتقدم الصفوف لنصرة وموازرة أخيها الرجل في مواجهة جنود الاحتلال ، فتلك من أبهى وأجمل الصورة النضالية التي عرفها التاريخ ، بل وفي هذا ابسط قواعد المساواة والحرية بين الجنسين ،لكن على الجانب الأخر علينا ان نقر بالحقيقة ، فمازالت المرأة الفلسطينية، تابعاً خاضعاً ، وتعاني من ندرة في الوعي السياسي وفهم مغلوط بدورها المستهدف في حياتنا ، خاصة حينما يتعلق الأمر بقضايا مصيرية ، من قبيل الانقسام الفلسطيني وكذلك العلاقة الفلسطينية بالملف الساخن للجارة العزيزة مصر !
فاليافطات التي حملتها النسوة التابعات أو المناصرات لحركة حماس في اعتصامهن الأخير لهو دليل قطعي على ما نقول ، فمن تحمل يافطة كتب عليها “أصبح التعامل مع حماس تهمة والتعامل مع الصهاينة شرف ” ، يعني هذا أنها مغيبة ولم تقرأ لا الماضي ولا الحاضر ولم تعقد أي مقارنة بين الاثنين ،، فحتى الورقة التي تحملها وكتبت عليها هذه العبارة ، هي من الصناعات الورقية الإسرائيلية أو كحد أدنى مستوردة بمعرفة شركات صهيونية ، فهل هذا لا يندرج تحت قائمة التعامل مع الصهاينة أم ان التعامل له أشكال وأنواع لا نعرف بعضها في هذا الزمن والفكر الردئ ؟!
وفي ذات الاعتصام وجدنا ، آخري جاءت بيافطة كتب عليها “مصر هي وطننا الثاني ولها في قلوبنا مكانة ” ونحن لا نعترض على عشقنا جميعاً لأرض الكنانة ومهد الحضارة ، بل وان هذا الشعار لشئ رائع ولا أحداً يعارضه ، ولكن هل صحيح أننا بغزة تعاملنا مع مصر على أساس أنها دولة مستقلة وأنها وطننا الثاني واتخذنا مما يجري فيها موقف المحايد ؟!
وزد على ذلك صورة الطفل الذي جاء بصحبة والدته وهو يحمل يافطة أخرى كتب عليها “يا سلطة ضحكت من خيانتها الأمم” ،، والمدقق في هذه الجملة سيعي أقل ما يجب ان نقوله في حروفها بأنه يخالف الإعلان العالمي لحقوق الطفل ، فهذا الشعار يزرع بداخله ، الحقد والكراهية والفرقة بما يخالف مضمون حقوق الطفل التي تضمنت أن يربى على روح التفاهم والتسامح والسلم !
كان الأجدر بمن نظمن هذه المسيرة ان يخرجن علينا بيافطات فلسطينية وطنية ، كتب عليها شعارات تدل على رفضهن للانقسام البغيض وعبارات تحث على الوحدة والتسامح بدلا من يافطات تصب الزيت على النار !
فهل نست الأم والأخت والابنة والمرأة الفلسطينية بشكل عام تاريخها المجيد ؟! وهل نست ان دورها اكبر من يافطات المناكفة السياسية ؟!
وهل أصيبت بعض حرائر غزة بلوثة دماغية حتى نسن مكانهن الطبيعي سياسياً واجتماعياً بجوار الرجال وأن يكن كتف بكتف وهن يدعن الجميع للوحدة ولم الشمل بدلاً من خروجهن بيافطات لقضايا هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع !
ثم هل أدركن النسوة اللاتي خرجن في هذه المسيرة أو الاعتصام عن العنوان الذي خرجن تحت رايته ؟!
فهل عنوان ” التنديد بدور أجهزة أمن فتح في تشويه المقاومة الفلسطينية ” هو العنوان المناسب ؟!
وهنا أسألكن بالله أين هي المقاومة تلك التي تزعمن وفي أي بلد وما دليلكن عليها ؟!
ليشملكن الله بعفوه ومغفرته في هذا الشهر المبارك، فهذه الشعارات تلوح كالعادة بالفتنة وبمزيداً من الفرقة والعداء ، ولتعلمن أن فلسطين والوحدة أكبر من شعارات الأحزاب ولتخرجن في المرأة القادمة وعاجلاً وليس أجلاً لإجبار القيادة كلها شمالاً وجنوباً من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية فذلك أحق ان يتبع .
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية
ويحكن يا نسوة بلادي !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق