عبد الهادي يعيش يرسم هموم المارة وأفراحهم
رام الله - بديعة زيدان
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
في ركن قرب أحد المطاعم الشهيرة وسط شارع رام الله الرئيس المعروف شعبياً باسم شارع «ركب»، نسبة إلى أقدم محل «آيس كريم» في المدينة، يستل الفنان الفلسطيني عبد الهادي يعيش، أقلامه المتنوعة، ليبدأ رحلة يومية مسائية في رسم «بورتريهات» لشخصيات فلسطينية وعربية وعالمية.
ويرسم عبد الهادي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس، والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين ووالده الراحل الملك الحسين بن طلال، والشهيدة دلال المغربي، والأسير المحرر خضر شاهين، والثائر الأممي تشي غيفارا، وغيرهم، وبورتيرهات لمن يرغب من المارة، أو لأعزاء عليهم من أبناء وآباء، بمجرد تسليمهم إياه صورة مطبوعة.
في أقل من سنتين، بات يعيش، وهو أصلاً من مدينة نابلس، واحداً من المعالم الإنسانية لمدينة رام الله، فلا يمكن للمارة تخيل الركن الذي يجلس فيه من دونه. وقد أحيت المدينة مواهب كانت دفينة داخله لسنوات، أفضت أخيراً إلى معرض شخصي في قصر رام الله الثقافي، لقي رواجاً وإقبالاً كبيرين.
ويقول عبد الهادي: «خرجت إلى الشارع قبل أشهر من أجل رسم وجوه الشخصيات المارة في شوارع المدينة، فهذا المكان بات جزءاً من حياتي أسوّق فيه سلعة نادرة الوجود، وغريبة نوعاً ما لبعض الناس ... وهناك من يقدّر هذا الفن ويحترمه».
ويضيف: «تساهم مهنة رسم المارة في تعزيز نوع جديد من الفنون في المجتمع الفلسطيني، خصوصاً أنه قد يبدو للوهلة الأولى سباحة ضد التيار، أو تغريداً خارج السرب، لكن مع الوقت ليس فقط بدأ الشارع الفلسطيني يتقبل الفكرة بل يقبل عليها... في البداية كان المارة يتوقفون للمراقبة بعيون مستهجنة، والآن هناك من يطلبون مني تدريبهم على هذا النوع من الرسم. قررت أن أنزل إلى الشارع، وعليّ تحمل نتائج هذا الخيار، فالشارع للجميع، وأنا راض بالنتائج التي وصلت إليها الآن». يعبّر الشاب أحمد سلامة (طالب جامعي)، عن اندهاشه في البداية، قبل أن يقول: «في البداية اعتقدت أن هذا الفنان «فاضي أشغال»، لكنني اكتشفت مع الوقت أنه يقوم بعمل مهم للغاية، ويبث السعادة في نفوس من يرسمهم».
أما نادية سعد الدين (موظفة)، فتقول: «في كل دول العالم مارس فنانون هذا النوع من الفنون، ولا يزال كثير من الفنانين في أوروبا وأميركا يعتمدونه مصدر رزق لهم... جميل أن ينتشر هذا الفن في فلسطين، وما يقوم به عبد الهادي يعيش في شارع «ركب» بمدينة رام الله أمر في غاية الأهمية».
ويؤكد يعيش: «الشارع هو الحلقة المباشرة مع الجمهور ومكاني هنا هو معرض يومي يراه كل الناس... لا غنى لي عن هذا الرصيف، أعشقه كونه شخصيتي الأخرى... أعشق فيه وجوه الناس، وما تحمله ملامحهم من هموم وابتهاج أرغب في أن أشاطرهم إياها في لوحاتي. معاناتنا الفلسطينية وقضيتنا هما قضيتي. ووقوفي على الرصيف هو تحدٍ للواقع الذي رسمه الاحتلال».
ويضيف: «يحارب الفلسطيني بكل السبل، وأنا أحارب بعلمي وفني، فطريقتي بالمقاومة تقوم على حمل هموم الناس ونقلها في لوحاتي. شاركت في العديد من المعارض بلوحات تتحدث عن قضيتنا بعمقها السياسي البعيد، وهنا أرسم شخصيات الناس كتعبير مزدوج عن الحياة والروحانية في آن واحد».
امتلك عبد الهادي موهبة الرسم منذ كان في التاسعة من عمره. وعلمه احد أقربائه أصول هذا الفن في أوقات فراغه، فمن طيارة صغيرة رسمها على دفتره المدرسي استطاع أن يحلق بفنه ليستكمل الدراسة في معاهد خاصة في إيطاليا وأميركا. واليوم يمارس مهنته على قارعة الطريق، حيث يختلط الحبر برائحة الفلافل المنبعثة من المطعم المجاور الذي يثبت عبد الهادي لوحاته على جداره الخلفي.
ويرسم عبد الهادي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس، والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين ووالده الراحل الملك الحسين بن طلال، والشهيدة دلال المغربي، والأسير المحرر خضر شاهين، والثائر الأممي تشي غيفارا، وغيرهم، وبورتيرهات لمن يرغب من المارة، أو لأعزاء عليهم من أبناء وآباء، بمجرد تسليمهم إياه صورة مطبوعة.
في أقل من سنتين، بات يعيش، وهو أصلاً من مدينة نابلس، واحداً من المعالم الإنسانية لمدينة رام الله، فلا يمكن للمارة تخيل الركن الذي يجلس فيه من دونه. وقد أحيت المدينة مواهب كانت دفينة داخله لسنوات، أفضت أخيراً إلى معرض شخصي في قصر رام الله الثقافي، لقي رواجاً وإقبالاً كبيرين.
ويقول عبد الهادي: «خرجت إلى الشارع قبل أشهر من أجل رسم وجوه الشخصيات المارة في شوارع المدينة، فهذا المكان بات جزءاً من حياتي أسوّق فيه سلعة نادرة الوجود، وغريبة نوعاً ما لبعض الناس ... وهناك من يقدّر هذا الفن ويحترمه».
ويضيف: «تساهم مهنة رسم المارة في تعزيز نوع جديد من الفنون في المجتمع الفلسطيني، خصوصاً أنه قد يبدو للوهلة الأولى سباحة ضد التيار، أو تغريداً خارج السرب، لكن مع الوقت ليس فقط بدأ الشارع الفلسطيني يتقبل الفكرة بل يقبل عليها... في البداية كان المارة يتوقفون للمراقبة بعيون مستهجنة، والآن هناك من يطلبون مني تدريبهم على هذا النوع من الرسم. قررت أن أنزل إلى الشارع، وعليّ تحمل نتائج هذا الخيار، فالشارع للجميع، وأنا راض بالنتائج التي وصلت إليها الآن». يعبّر الشاب أحمد سلامة (طالب جامعي)، عن اندهاشه في البداية، قبل أن يقول: «في البداية اعتقدت أن هذا الفنان «فاضي أشغال»، لكنني اكتشفت مع الوقت أنه يقوم بعمل مهم للغاية، ويبث السعادة في نفوس من يرسمهم».
أما نادية سعد الدين (موظفة)، فتقول: «في كل دول العالم مارس فنانون هذا النوع من الفنون، ولا يزال كثير من الفنانين في أوروبا وأميركا يعتمدونه مصدر رزق لهم... جميل أن ينتشر هذا الفن في فلسطين، وما يقوم به عبد الهادي يعيش في شارع «ركب» بمدينة رام الله أمر في غاية الأهمية».
ويؤكد يعيش: «الشارع هو الحلقة المباشرة مع الجمهور ومكاني هنا هو معرض يومي يراه كل الناس... لا غنى لي عن هذا الرصيف، أعشقه كونه شخصيتي الأخرى... أعشق فيه وجوه الناس، وما تحمله ملامحهم من هموم وابتهاج أرغب في أن أشاطرهم إياها في لوحاتي. معاناتنا الفلسطينية وقضيتنا هما قضيتي. ووقوفي على الرصيف هو تحدٍ للواقع الذي رسمه الاحتلال».
ويضيف: «يحارب الفلسطيني بكل السبل، وأنا أحارب بعلمي وفني، فطريقتي بالمقاومة تقوم على حمل هموم الناس ونقلها في لوحاتي. شاركت في العديد من المعارض بلوحات تتحدث عن قضيتنا بعمقها السياسي البعيد، وهنا أرسم شخصيات الناس كتعبير مزدوج عن الحياة والروحانية في آن واحد».
امتلك عبد الهادي موهبة الرسم منذ كان في التاسعة من عمره. وعلمه احد أقربائه أصول هذا الفن في أوقات فراغه، فمن طيارة صغيرة رسمها على دفتره المدرسي استطاع أن يحلق بفنه ليستكمل الدراسة في معاهد خاصة في إيطاليا وأميركا. واليوم يمارس مهنته على قارعة الطريق، حيث يختلط الحبر برائحة الفلافل المنبعثة من المطعم المجاور الذي يثبت عبد الهادي لوحاته على جداره الخلفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق