ماذا لو استُشهد "عسّاف" قبل "الآيدول" ؟
وصل به الأمر للغناء في الحفلات والأفراح , يتقاضى مبالغ لا تُذكر , كان يؤلف ويلحّن ويغني لحركة فتح , أحياناً يتقاضى مبالغ رمزية ومرّات أكثر وعدوه بتحصيل مستحقاته بعد قدوم الموازنة "المجهولة".. هكذا كان محمد عسّاف قبل أن يتوجّه لـ"آراب آيدول" ..
محمد عسّاف حالة فنية نادرة , صوت متعدد الاستخدامات , أوتار صوتية تُجيد كل شيء , وصاروخ انطلق من غزة عبر بصوته قارات العالم أجمع .. لكنه لم يكن كذلك يوم كان في غزة وتحت نظر وسمع كل من يُحاول إستخدام "حالة محمد" للوصول لأهداف تجارية - شعبوية - سياسية .. أو حتى فنّية ..
لقد آمنت بأننا بحاجة ماسة إلى أي انتصار حتى لو كان وهمياً , "محمد عسّاف" انتصر , انتصر لقضيته ربما , حقّق أهدافه بالتأكيد .. وصل إلى مُبتغاه لا شك .. أعاد تذكير الشعوب العربية "النائمة" بشيء إسمه فلسطين لا يمكن إنكاره .. هو حالة "شبابية" مميزة ورائعة ويُرسل بصوته رسائل عدّة أهمها أننا شعب نعشق الحياة لكن لو جاء الموت بكرامة فأهلاً وسهلاً ..
"عسّاف" كان مُعرضاً دوماً للشهادة .. للموت .. لرصاصة اسرائيلية .. لصاروخ حاقد .. لكنه عاش بفضل ربه ليشاهد بأم عينيه مدى "سذاجة" أصحاب المصالح , فأنا متيقّن أن عساف خاطب وتحدّث مرات ومرات مع من يركبون "صاروخ" عسّاف اليوم ليصل بهم هم إلى مُبتغاهم .. ولا أشك أن عسّاف نفسه يستغرب كيف كان "هؤلاء" لا يفكّرون بصاحب "الكوفية العالية" وأصبحوا اليوم بحاجته وليس العكس ..
يقول لي أحدهم أن "عسّاف" أرسل عشرات "الكتب" المشفوعة "بواسطة" لقيادات في حركة فتح بقطاع غزة ورام الله والخارج , الشرعيون منهم والمنشقون .. فكانت الإجابة دوماً أن فتح "مفلسة" (عسّاف محسوب على حركة فتح في خانيونس) .
صوت عسّاف بأغنيته الشهيرة "علّي الكوفية" وصل إلى آذان الكبير والصغير على حد سواء , لماذا لم يتساءل أي منهم قبل "الآيدول" عن هذا الشاب ؟ ولماذا تركوه وحيداً ؟ إجابة السؤالين تُغني عن كلام كثير ..
ملاحظة : مُقارنة أسير أو جريح أو شهيد بـ"محمد عسّاف" ظالمة , فلكل دوره .. ولكل مكانه ..
تنويه هام : أتمنى ألاّ تنتهي زوبعة "عسّاف" كالسوبر ستار الفلسطيني "عمّار" , وأنتظر غناء عسّاف للوحدة الوطنية قبل أن يُفكّر بأي شيء ...
إقرا أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق