"فتح غزة" تُعالج الإنقسام بإنقسامات : تفاصيل الخلافات داخل الأطر القيادية لحركة فتح في قطاع غزة
تشهد حركة فتح في قطاع غزة خلافات شديدة هي الأقوى منذ أحداث الانقسام الداخلي الفلسطيني "2007" , فقد وصلت حدود الخلاف إلى إطلاق نار وحرق سيارات والاعتداء بالضرب على قيادات فتحاوية "بتوجهات مختلفة" في قطاع غزة .
وطبقاً لمصادر قيادية فتحاوية فإن حركة فتح انقسمت إلى 3 توجهات بعد أن كانت منذ فترة طويلة توجهان , فتوجه يقوده قيادات مقربة من محمد دحلان عضو المركزية المفصول , وآخر تقوده الهيئة القيادية الحالية برئاسة د.زكريا الأغا ويضم في طياته قيادات من الطرفين , وتوجه ثالث يضم القيادات المناوئة لمحمد دحلان وهم اعضاء الهيئة القيادية السابقة "المفوض بها نبيل شعث" .
وتتحدث المصادر ان جميع التوجهات تحاول التوجه الى تشكيل هيئات تنظيمية "إما كانت مشكلة أو يتم تشكيهلها حاليا" ليصبح في كل "اقليم فتحاوي" أكثر من اقليم , وأكثر من منطقة وهكذا ..
الخلاف منذ البداية
وتفصيل الخلافات الفتحاوية الداخلية تاريخياً يكمن في تكليف ثلاث هيئات قيادية للحركة خلال اقل من عامين اضافة الى فصل عضو اللجنة المركزية محمد دحلان والمسيطر سابقاً على كافة الهيئات التنظيمية في القطاع منذ كان عضوا في اللجنة المركزية.
مصدر مطلع داخل حركة فتح قال أن "جماعة دحلان" -على حد تعبيره- يعملون ضمن توجه مختلف عن التنظيم الاساسي ويقومون بتشكيل وتكليف هيئات تنظيمية موازية لحركة فتح .
فبحسب المصدر فإن "جماعة دحلان" في الحركة قاموا بتكليف هيئة قيادية موازية على مستوى القطاع تتلقى تمويلها من القيادي سمير المشهراوي مباشرة وتعمل ضمن مسميات تنظيمية مختلفة , تقوم هذه الهيئة بزيارات لأسر الشهداء وبيوت العزاء ولبيوت قيادات تنظيمية سابقة , ويدعم هذا التوجه عدد من قيادات المجلس الثوري للحركة في قطاع غزة وعدد من اعضاء المجلس التشريعي .
ويضيف المصدر أن التوجه الآخر هو توجه الهيئة القيادية السابقة لحركة فتح والتي كان يرأسها بداية يزيد الحويحي ومن ثم يحيى رباح وأحمد نصر أخيراً , فهم يرفضون أي قرارات من الهيئة القيادية الحالية "برئاسة زكريا الاغا" ومنهم من وصف الهيئة القيادية الحالية بأنها جاءت لتنهي ما تبقى من فتح في قطاع غزة , هذا التوجه كما قالت مصادر داخل الحركة يقوده القيادي أحمد نصر بالإضافة إلى عدد كبير من القيادات التنظيمية التي تم إقصاؤها بعد مهرجان فتح الأخير مطلع العام .
وتشير المصادر إلى أن التوجه الوسطي بين الطرفين هو توجه الهيئة القيادية الحالية برئاسة "زكريا الاغا" والتي تحاول السيطرة على تلك الخلافات بحلول وسطية لكنها غير قانونية وغير تنظيمية بحسب "التوجهان" , فالهيئة الحالية والتي جاءت لتقع بين فكّي الكمّاشة , حاولت إعادة الاعتبار لقيادات تم اقصاؤها في عهد الهيئة القيادية السابقة"برئاسة د.نبيل شعث" و وقف تحركات جماعة دحلان الموازية والتي تعمل كتنظيم مواز في الحركة .
استقالات داخل الحركة
الدكتور أسامة الفرا عضو المجلس الثوري للحركة وعضو هيئتها القيادية في غزة تقدم مؤخرا باستقالته التي سرعان ما تراجع عنها استجابة لضغوط خارجية عليه وأعاد قيوده للعمل.
وتشير المصادر إلى ان استقالة الفرا جاءت بسبب عدم الجدية في اجراء انتخابات أقاليم الحركة ومناطقها التنظيمية ومكاتبها الحركية والتي أعلنت الهيئة في غزة نيتها اجرائها خلال مدة اقصاها 3 شهور ، فيما ذكرت بعض المصادر لدنيا الوطن ان ابراهيم ابو النجا لوّح بتقديم استقالته ايضا لذات السبب لكنه أعاد التفكير بالأمر واستمر في عمله أميناً لسر الهيئة في غزة .
نفي قاطع من فتح !
دنيا الوطن اتصلت بـ"دياب اللوح" الناطق الاعلامي باسم فتح في غزة والذي نفى وجود خلافات في حركة فتح , ونفى ايضاً عدم اجراء الانتخابات التنظيمية لفتح في غزة مؤكداً أنه لم يمض على تكليف الهيئة 3 شهور -مع العلم أن الهيئة مارست اعمالها بدءاً من 18-2-2013 , أي 3 شهور و6 أيام- ،وأضاف اللوح أن الأنباء التي تحدثت عن استقالة ابو النجا لا صحة لها وكذلك انباء استقالة د.أسامة الفرا -والتي نشرها على صفحته الشخصية فيسبوك- لا أساس لها من الصحة أيضا.
الناطق باسم فتح أكد أن الحركة مستمرة في تحضيراتها لاجراء الانتخابات التنظيمية الداخلية رافضاً الحديث عن سقف زمني لاجراء تلك الانتخابات .
الأسباب الحقيقية للخلاف
أحد المصادر المطلعة داخل الحركة أكدت ان قراري دمج وتوسيع الاقاليم يشكلاّن السبب الرئيسي لخلافات "الهيئة السابقة والحالية" .
ويقول احد قيادات الهيئة السابقة ان قرار دمج الاقاليم غير تنظيمي وغير قانوني , فلا يوجد اقليم تنظيمي به أكثر من "11-15" عضواً بينما اقاليم قطاع غزة الجديدة تفوق الـ 20 عضوا , مضيفاً أنه حتى لو كان القرار تنظيمياً قانونياً فتجزئة تطبيقه على اقاليم وعدم تطبيقه على أخرى يؤكد وجود هدف خفي لهذا القرار .
دنيا الوطن علمت انه وبعد قرار توسيع الاقاليم أصبحت اقاليم القطاع كالتالي :
الشمال 20 عضو
شرق غزة 23عضو
غرب غزة 20 عضو
الوسطى 20 عضو
وسط خانيونس 22 عضو
غرب خانيونس 20 عضو
رفح 26 عضو
فيما تم اقصاء اقليم الشرقية بشكل كامل وتم تكليف اقليم جديد مكون من 15 عضو ..
تقول المصادر ان كافة أقاليم قطاع غزة تحت قيادة اقليمين ، اقليم يكلف ويشكل مناطق تنظيمية ويعمل على انه هو الاقليم الشرعي والآخر كذلك , فيما تؤكد المصادر عدم عقد اي اجتماع تنظيمي منذ قرار توسيع الاقاليم حتى الان،كما أن كافة الاقاليم فشلت في عقد اجتماعاتها .
في رفح مثلا يعمل الاقليمين المكلفين كلا على حدة , فأمين السر السابق يقوم بتكليف مناطق تنظيمية والحالي كذلك ! ولكل أمين سر اقليم مؤيديه ومناصريه ومناطقه التنظيمية ، الانقسام بدا واضحاً في العمل على الارض بحيث يزور أي بيت عزاء اقليمين , وربما منطقتين "هما نفس اسم الاقليم ونفس اسم المنطقة التنظيمية" ، وإقليم الشرقية يعمل احدها تحت اسم اقليم "الشرقية" والاقليم الاخر يعمل تحت اسم "اقليم شرق خانيونس" ولكلا الطرفين والطرف الثالث "المؤيد لدحلان" يعملون بشكل منفرد وتظهر تلك الخلافات على العلن في الزيارات الاجتماعية والافراح وبيوت العزاء .
بلبلة وانقسام وتشتت..
تتحدث المصادر ان قرار توسيع الاقاليم أو حصرها خلق حالة من البلبة وزاد من حدة التباين في الآراء، فهناك تفكير لدى الهيئة الحالية بتقسيم اقاليم قطاع غزة لتصبح
غزة 3 اقاليم
الشمال 3 اقاليم
ورفح اقليمين
الوسطى اقليمين
وتبقى الاقاليم الباقية على حالها..
هذا الراي يعارضه غالبية القيادات الحالية ويؤيده أمناء سر الاقاليم الحاليين والسابقين ، بينما يدور الحديث عن حصر الأقاليم لتصبح محافظات , فغزة اقليم واحد والشمال واحد وخانيونس واحد ورفح واحد والوسطى واحد ، وهو ما رفضته غالبية الاقاليم الحالية والتي هددت بإفشال هذا التحرك .
وتقول المصادر ان عدد من القيادات الفتحاوية تحاول رأب الصدع الحاصل لكن لا يوجد اي ردود ايجابية من اي من الطرفين .
إبراهيم أبو النجا يوضّح ..
اتصلت دنيا الوطن بأمين سر الهيئة القيادية لحركة فتح إبراهيم أبو النجا "أبو وائل" في محاولة لمعرفة الرأي الحقيقي للهيئة القيادية بعيداً عن عبارات النفي والنفي بشدة ..
أبو النجا الذي تحدّث بصراحة , أكّد أن الهيئة القيادية تبحث الآن عن سؤال واحد "كيف وصل بعض من يسمون أنفسهم بقيادات إلى تلك المناصب ؟ " مشيراً إلى أن بعض ممن يعارضون إجراءات الهيئة القيادية الحالية لم يتوجهوا لدقيقة واحدة إلى بيت عزاء المناضل أبو علي شاهين , مُضيفاً أن هؤلاء هم من لا يحضرون إجتماعات "الأقاليم" ويحرّضون على عدم حضورها .
أمين سر الهيئة القيادية ردّ على ما ذكرته مصادر دنيا الوطن بعدم فعالية قرار دمج الأقاليم الأخير وأن الاقاليم المدمجة لم تستطع حتى اللحظة عقد اي اجتماع لها , مؤكداً أن الحقيقة غير ذلك , هناك اجتماعات وهناك انجازات على الأرض بحسب أبو وائل .
وعن تجزئة قرار"دمج الاقاليم" كما في اقليمي "الشمال - الشرقية" , أكد أبو النجا أن اقليم الشرقية لم يكن فيها اقليم منتخب , وانما كان هناك تكليف وتعيين , مضيفاً أن هناك 4 تشكيلات تنظيمية في الشرقية واضطرت اللجنة لتشكيل اقليم جديد من كل اللجان المكلّفة , واصفاً أمين سر الاقليم بأنه عتيق وقدير ومناضل ويترفع عن الصغائر .. مضيفاً أن هيئته لا تكيل بمكيالين , وعن اقليم الشمال أكد أن اقليم الشمال لم يحصل فيه تغيير أصلا ً .
أكّد أبو النجا أنهم لا يبحثون عن مناصب فكل هيئته "شبعت مناصب" وإنما هدفهم الوحيد هو الوصول إلى توافق داخلي فتحاوي وبرنامج هيئته يقوم على ثلاث عناوين رئيسية أهمها وحدة حركة فتح والوصول إلى انتخابات حركية داخلية وتهيئة الأجواء لانهاء الانقسام " .
"أبو النجا" أكد أن هيئته لم تقم بإجراءات الآخرين بالإقصاء وإنما حاولت رأب الصدع وتوحيد الجميع , للوصول إلى الانتخابات الداخلية التي أكد أبو النجا أن موعدها خلال الـ" 6 شهور " القادمة ..
وعن انقسامات حركة فتح في القطاع أكد أبو النجا أن حركته عصية على القسمة والضرب والطرح , فقد حاولت جهات كثيرة الانشقاق وانتهت وحاولت دول عربية التدخل في شؤونها وحافظت فتح على وحدتها ووحدة قرارها الوطني .
وعن توسيع الاقاليم او حصرها , اكد عدم وجود نية لحصر الاقاليم او توسيعها , مضيفاً أنه على الرغم من قرار اللجنة المركزية في المؤتمر الأخير بضرورة عدم وجود اثر من اقليم في كل محافظة لن نستطيع تنفيذه , مؤكداً أن الاقاليم الحالية ستبقى تقسيمتها كما هي ولن يتم توسيعها أو حصرها ..
قيادي عسكري يقترح ..
سألته دنيا الوطن عن رأيه في الخلافات الداخلية الفتحاوية , فوجود هيئة شرعية وهيئة سابقة وهيئة تتبع محمد دحلان هل هذه الممارسات صحيّة أم تؤثر على الحركة ؟ ما السبب وما الحل ؟
ردّ القيادي العسكري "أبو الهدى" :
التوصيف عير دقيق لانه لفتح قيادة واحدة مهما تعددت الازمات والتى تفرز على السطح اشخاصا او كتل تحاول ان تسوق نفسها بانها الاكثر حرصا على مسيرة الحركة او انها مظلومة فعلى سبيل المثال فالاخ محمد دحلان مع انه يعتبر مفصولا من الحركة فلكنه يدرك انه لا يسنطيع ان يقفز على الشرعية وملتزم بها وقد ظهر ذلك امس خلال حفل تابين ابو على شاهين فى سفارة دولة فلسطين فى دولة الامارات فقد وقف الى جانب السفير الفلسطينى ولم يظهر نفسيه بديلا ايضا فان افعال ما يسمى مناصرين فهم يتحركون فى بيئة الحركة مع انهم يحاولون ان يمتازوا بفعل جديد وقد فشلوا فى ما بينهم على قيادة النضال الجماهيرى حيث انهم لا يحملون فكرا ولكن اعمالا تدور فى فلك المجاملات والعلاقات الاجتماعية وذلك لا يعتبر فكرا ثوريا ولكن تعبيرا عن مصالح خاصة بهم اما الاخرين او الحردانيين فهم يلجاون الى الانتقاد دون اعطاء البديل او قوة الفعل على الارض.
فتح بحاجة الى المزج ما بين الفكر السياسى والنضال فى كافة الاساليب دون المزاودة والتهجم على العملين لان الاسلوبين مكملين لبعض فالسياسة هى حصيلة الكم النضالى
ولذا فعلى الهيئة القيادية والاطر الاخرى التركيز على المهم النضالية والتعبئة الفكرية والمتابعة التى اصبحت معدومة.
إقرا أيضا- نقابة الصيادلة في قطاع غزة تعبر عن استنكارها الشديد وإدانتها الكاملة لحادثة طعن الصيدلي علي الهبيل
- بالفيديو ....صحفية فلسطينية تنكّرت بزي متسولة: هددوني بالقتل والاغتصاب لوقف التحقيقات
- وفاة فلسطيني وهو عائد من الديار الحجازية
- أبو يوسف: لا جدوى من الحديث عن المسار الاقتصادي دون تحقيق الشرط الأساسي وهو جلاء الاحتلال
- 111 ألف سائح زاروا اريحا في أيار الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق