الاثنين، 16 فبراير 2015

وأهالي الأقباط المصريين للعربية.نت: نريد رد السادات

القاهرة – أشرف عبد الحميد
بعد بث تنظيم داعش الإرهابي فيديو ذبح 21 مصريا قبطيا، اشتعلت الأضواء الحمراء في كافة أروقة الدولة والحكومة المصرية، حيث توعدت مصر بالثأر للضحايا، ووضعت خطة عاجلة لإجلاء كافة المصريين من ليبيا.
وقالت مصادر مصرية إن هناك قرارات رئاسية حاسمة ستصدر خلال ساعات، ثأراً للضحايا المصريين، مضيفة أن مصر ستتحرك دولياً لإنهاء حالة الإرهاب الموجودة في ليبيا بالتنسيق مع المجتمع الدولي، خاصة فرنسا وإيطاليا.

قرى الضحايا تحولت لسرادقات عزاء كبيرة

اجتماعيا، شهدت قرى الضحايا، وهي العور وسمسون ودفش بمركز سمالوط محافظة المنيا بصعيد مصر، مشاهد يصعب وصفها، حيث تعالت الصرخات وسط حالات إماء لأمهات الضحايا، وتحولت القرى لسرادقات عزاء كبيرة، حيث توافد أهالي القرى المجاورة للمواساة وتقديم العزاء لهم.
وقال عطا سعد، شقيق أحد الضحايا، إنهم "علموا بخبر إعدام أبنائهم من وسائل الإعلام، وكانوا متيقنين من ذلك قبل الحادث بأيام"، مؤكدا "أن ذويهم مختطفون منذ 45 يوما ووزارة الخارجية لا تعلم شيئا عن مصيرهم، والدولة عاجزة عن معرفة مصيرهم".
وقال في تصريحات لـ"العربية.نت": "إنني وكل أهالي الضحايا نحتسب أبناءنا عند الله، لكن نريد جثامينهم، فهذا أقل شيء يخفف أحزاننا ويطفي نار غضبنا"، مطالبا "الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي أن يكرر ما فعله الرئيس السادات بتوجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا انتقاما للضحايا وثأرا لهم"، ومؤكدا أن "القانون الدولي يتيح الحق لمصر في ذلك من أجل الانتقام لأبنائها".
وأضاف عطا أنهم "يرفضون استغلال الحادث للنيل من الرئيس السيسي والجيش والمخابرات"، مؤكدا "أنهم فوجئوا خلال وقفتهم بالكنيسة ببعض الأشخاص يطلبون منهم الهتاف ضد الدولة والسيسي، وهو ما رفضوه"، محملا وزارة الخارجية المسؤولية لتقصيرها طيلة 45 يوما، حتى إنهم طالبوا رئيس الوزراء إبراهيم محلب خلال اجتماعه بهم بأن يتولى الجيش والمخابرات ملف أبنائهم.
وأشار ملاك ناجي، شقيق ضحية أخرى، إلى أن الأهالي لا يطلبون الآن سوى جثامين أبنائهم والانتقام لهم، تاركين للدولة حرية اختيار الرد المناسب، معربا عن ثقتهم في الرئيس والجيش.
وأضاف قائلا "إننا نعيش كابوسا كبيرا منذ بث صور أبنائنا على مواقع تابعة لداعش"، مشيرا إلى أن "القرية في حالة يرثى لها".

وزير الخارجية يطير إلى نيويورك لتصعيد الأزمة دوليا

وزارة الخارجية وعلى لسان المتحدث الرسمي السفير بدر عبدالعاطي، أعلنت أن خلية الأزمة في حالة انعقاد دائم وتواصل اتصالاتها مع كافة الأطراف الليبية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته.
وقال المتحدث إنه في هذا السياق وبتكليف من الرئيس السيسي، يقود الوزير سامح شكري تحركا دبلوماسيا مكثفا، حيث سيتوجه وزير الخارجية إلى نيويورك خلال اليومين القادمين لإجراء لقاءات مع أعضاء مجلس الأمن وسكرتير عام الأمم المتحدة لتناول موضوع ليبيا والوضع الأمني والسياسي هناك، باعتباره يهدد السلم والأمن الدوليين.
ثم يتوجه شكري بعد ذلك إلى واشنطن للمشاركة في قمة الإرهاب التي دعا إليها الرئيس الأميركي لعرض رؤية مصر تجاه قضية الإرهاب، وضرورة التعامل معها والتنظيمات الإرهابية في إطار شامل بعيدا عن الانتقائية وازدواجية المعايير، فضلا عن إجراء لقاءات مع وزراء الخارجية المشاركين لبحث التنسيق حول مواجهة الإرهاب وأزمة المصريين في ليبيا.

الكنيسة: دماء الضحايا تصرخ إلى الله

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استنكرت الحادث، مؤكدة أن دماء الضحايا تصرخ إلى الله، وأن مصر لن تهدأ حتى ينال الجناة جزاءهم.
وأعربت الكنيسة عن ثقتها في أن الوطن لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء. وقالت في بيان صحافي: "إن الكنيسة إذ تشارك أسر أبنائها، فإننا نعزي الوطن كله، إن دماءهم تصرخ أمام الديان العادل الذي لا يغفل ولا ينام، وسوف يجازي كل أحد عما صنعته يداه، ونصلي إلى الله أن يحفظ مصر ووحدتها، وأن ينعم بالسلام في ربوع البلاد".

أحزاب سياسية تطالب بضربة جوية ضد داعش

وفي سياق متصل، طالبت قوى سياسية وحزبية بضربة عسكرية مباشرة لمعاقل داعش والمتطرفين في ليبيا على غرار ما فعلته القوات الأردنية عقب حرق الطيار معاذ الكساسبة.
وقال طارق محمود، الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر لـ"العربية.نت"، إن مصر سترد بقوة على الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها داعش بقتلها للمصريين بليبيا، ولن تكون مكتوفة الأيدي أمام تلك العصابات الإجرامية".
وأضاف أنه أصبح الآن من حق الدولة المصرية الرد على ذلك التنظيم الإرهابي في أي وقت وأي مكان وفقا للقانون الدولي، مطالبا الجالية المصرية المقيمة بليبيا بسرعة العودة إلى مصر حفاظاً على أرواحهم من أي مخاطر.
ودان حزب الدستور هذا العمل الإرهابي، مطالبا الحكومة المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح المصريين في ليبيا، كما طالب الحكومة بدراسة كل البدائل المطروحة للرد على هذه الجريمة البشعة.
واستنكر نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام، بشدة الجريمة البشعة، وشدد على أن حزب النور يصطف مع الدولة في حربها ضد هذا الإرهاب الآثم.



من السيدتان المطلوبتان لداعش مقابل المصريين بليبيا؟
كاميليا شحاتة
القاهرة - أشرف عبدالحميد
بعد أن هدد تنظيم "داعش" بإعدام المصريين المختطفين في ليبيا منذ مطلع يناير الماضي، ما لم يتم تسليم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، اللتين ترددت شائعات عن تحولهما للإسلام، ثم عودتهما للمسيحية مرة أخرى تكشف "العربية.نت" هوية هاتين السيدتين.
بداية تعود قصة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين إلى السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث خرجت شائعات تفيد اعتناق السيدتين القبطيتين للإسلام، وروجت جماعات سلفية أخباراً مفادها أن الدولة المصرية رفضت حمايتهما بعد إشهار إسلامهما وسلمتهما للكنيسة منعاً للفتنة ودرءاً لأي خطر يهدد الوحدة الوطنية.
ورغم تأكيدات الدولة بعدم اعتناق السيدتين للإسلام إلا أن الجماعات السلفية هددت بقتل الأقباط والبابا شنودة نفسه، بابا الأقباط، وتنظيم مظاهرات ضد الدولة ما لم يتم تسليم السيدتين وحمايتهما، بل أكدت مواقع السلفيين أن وفاء قسطنطين تم اختطافها وتسليمها للكنيسة التي نفتها في دير بالبحيرة، بينما خرجت كاميليا شحاتة على شاشة إحدى الفضائيات لتؤكد عدم صحة اعتناقها للإسلام أو تسليمها للكنيسة مؤكدة أنها تركت منزلها نتيجة خلافات زوجية.

من هي كاميليا شحاتة

اسمها بالكامل كاميليا شحاتة زاخر مسعد، من مواليد 22 يوليو 1985 دير مواس بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وتعمل معلمة بمدرسة دلجا الإعدادية وزوجة لقس يدعى "تادرس سمعان" كاهن دير مواس، وهي حاصلة على بكالوريوس العلوم والتربية تخصص تاريخ طبيعي من جامعة المنيا في العام 2006.
تقدم زوجها ببلاغ عن اختفائها وشهد مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تظاهر مئات من الأقباط احتجاجاً على ذلك، وطالب الأقباط أجهزة الأمن بسرعة التحرك لكشف غموض الحادث.
ووسط أنباء عن ظهور زوجة القس المختفية بالجمعية الشرعية الإسلامية بالمنيا حضر لمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عيد لبيب عضو مجلس الشورى، حيث أوضح بصورة غير مباشرة للمعتصمين بأن السيدة كاميليا قد ذهبت بإرادتها لمقر الجمعية الشرعية الإسلامية وهنا زاد الغموض أكثر حول اعتناقها الإسلام ولجوئها لأحد قيادات التيارات الإسلامية لحمايتها.
وما زاد من الغموض أكثر ظهور تسجيل صوتي وآخر مرئي مع شخص يدعى "أبو يحيى مفتاح محمد فاضل"، من سكان المنيا، يقول فيه إن كاميليا توجهت إليه لطلب مساعدته في إشهار إسلامها وأظهر صورة التقطت لها وهي تستكمل إجراءات إشهار إسلامها، وقامت بعض المواقع الإسلامية بنشر مستندات وصور شخصية لكاميليا قيل إنها كانت قد تركتها مع الأسرة التي استضافتها في بيتها حين أشهرت إسلامها كما قامت قنوات فضائية إسلامية ببث برامج تؤكد ذلك.
وخرجت مظاهرة حاشدة ضد البابا شنودة أمام مسجد النور بالعباسية مطالبة بالكشف عن مكان كاميليا كما خرجت وقفات متتالية واحدة في مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة تنديداً لما أسموه احتجاز الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام داخل الأديرة والكنائس، وعلى رأسهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وكرستين مصري، وطالب المتظاهرون بعزل البابا شنودة، وتزامن ذلك مع وقفة أخرى في مدينة الإسكندرية بمسجد القائد إبراهيم بالمنشية احتشد فيها الآلاف مطالبين بنفس المطالب.
وفى ليلة القدر من شهر رمضان عام 2010 في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة قام أكثر من 30 ألف مسلم باحتجاجات حاشدة ضد البابا شنودة واتهامه باعتقال واحتجاز كاميليا بدون سلطة قانونية تتيح له ذلك وطالبوه بإظهار وفاء قسطنطين التي تحتجز بالكنيسة منذ أكثر من خمس سنوات واتهم المحتجون الحكومة بالضعف أمام الكنيسة القبطية التي اعتبرها المحتجون دولة داخل الدولة.
وفي مفاجأة قلبت الأمور رأساً على عقب، ظهرت كاميليا شحاتة في لقاء مذاع على الهواء على قناة مسيحية يوم 8 مايو 2011 وأعلنت عدم صحة ما تردد عن اعتناقها الإسلام وأكدت أنها اختفت من منزلها بسبب خلافات زوجية وبدون علم أهلها وأنها عادت لمنزل زوجها الذي ظهر بجوارها في الفيديو.

وفاء قسطنطين

أما وفاء قسطنطين، فهي من مواليد العام 1956 وتعمل مهندسة زراعية، وكانت متزوجة من "مجدي يوسف عوض" وهو كاهن مسيحي مصري راعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة وأنجبت منه ولداً وبنتاً، وأصبح الولد "مينا" مهندساً والبنت "شيري" حاصلة على بكالوريوس علوم وقيل إنها أعلنت إسلامها في 2006.
على إثر هذه الأقاويل ثارت الكنيسة المصرية والأقباط وقاموا بتظاهرات أكدوا فيها أنها أجبرت على الدخول في الدين الإسلامي. فأثارت قضيتها الرأي العام المصري إلى أن تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وأمر بتسليمها للكنيسة، لتدعها الكنيسة في بيت للراهبات في منطقة النعام في القاهرة عدة أيام قبل أن تنقل إلى دير الأنبا بيشوي، حيث التقت البابا شنودة وأمر بتعيينها في الكاتدرائية وعدم عودتها إلى بلدتها مرة أخرى.
ولم تظهر وفاء مرة أخرى من ذلك الحين وسط ادعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقاباً لها، وأعلن وقتها أن البابا شنودة رفض بشكل نهائي ظهورها، لأن هذا سيسبب الكثير من المشاكل للكنيسة.
وكانت هذه الحادثة سبباً في قيام جماعة تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" باقتحام إحدى كنائس بغداد وقتل أكثر من 50 مصلياً، كما توعد هذا التنظيم بهجمات أخرى ما لم يتم إطلاق سراحها. 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق