كتب - ظافر أبو مذكور
رسالة إلى الرئيس الفلسطيني القادم
الفتح نيوز- رام الله-نجزم بأنك فتحاوياً، وندرك أنك تسلمت موروثاً ثقيلاً، يطفح بممارسات العدوان الصهيوني على أرضنا تهويداً ومصادرة، وعلى شعبنا قتلاً وتعذيبا، وعلى مقدراتنا نهباً واستلابا، وعلى تاريخنا تزويراً وطمسا، وحتى طال الأمر سرقة تراثنا وفنوننا في المعارض والمهرجانات العالمية.
ندرك أيضاً تداعيات فاجعة الانقسام السياسي على ساحتنا الفلسطينية، وكذا الاستقطابات الداخلية في حركتنا (فتح) وانعكاساتها على مستقبل الحركة، كل هذه الملفات وغيرها، من ملفات البطالة، والأزمات المالية العامة للسلطة، والضغوط السياسية والدبلوماسية التي تمارس ضدنا في المحافل الدولية ... الخ.
وفي ظل كل هذه الأزمات سيدي؛ ندعوك بأن تقر بأنك رئيس منتخب من الشعب، ومهمتك خدمة شعبك وقضيته الوطنية، نربأ بك أن تطالبنا بعبادتك كسلفك الذي تألّه علينا، وزاد على طغيان الكنسية في عصور الظلام، فالكنسية وقتها كانت فقط تصدر صكوك الغفران لدخول الجنة، غير أن سلفك الذي رأى في نفسه إلهاً كان يصدر نوعين من الصكوك؛ صك دخول الجنة للمقربين المسبحين بحمده من ذوي الحظوة، وآخر (وهو الغالب) صك الحرمان من رحمته، بشطب تاريخ المناضلين، وعضويتهم، وانتمائهم، وحقهم أطفالهم وعوائلهم في لقمة العيش.
سيدي الرئيس القادم: نود أن نعلمك بأننا لنا رب نعبده، ولسنا بحاجة إلى أن نشرك به شيئاً، وانظر بعين بصيرتك إلى الوراء أياماً قلائل، ستجد سلفك مدعي الربوبية قد وري جثمانه الثرى وذهب للقاء الرب الحق المعبود، وأمعن النظر من حولك لترى من هم الذين زينوا له سوء عمله من حاشية السوء منعدمي الشرف والضمير، كتبة التقارير لكل الجهات، نعم كانوا يكتبون لكل الجهات ... ليتك قادر على أن تعفيهم من كتابتها رحمة بهذا الشعب وبالقضية وبأمن المواطنين وسلامتهم.
سيدي الرئيس القادم؛ أخيراً ألخص لك رسالتي بسؤال واحد: من ترتضي ليكون قدوتك في قيادة هذا الشعب؟ عن نفسي أتمنى أن تقتدي بأبو الفلسطينيين جميعاً الزعيم الخالد ياسر عرفات، وأن تشيح بوجهك وذاكرتك عن سلفك سيء الذكر، فلسان حال ربنا عز وجل يناديه الآن في قبره ويقول له { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
-
ك.م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق