هل تشمل الخطة الأمنيّة ضرب مراكز للإرهابيين في عين الحلوة وصبرا وبرج البراجنة؟
اللواء ابراهيم يُتابع أوضاع المخيّمات ويُشرف على الاجتماعات الفلسطينيّة لاجتثاث ظاهرة الإرهاب
«جند الشام» و«فتح الاسلام» وبقايا «القاعدة» رفضوا «المبادرة» وتسليم المطلوبين
رضوان الذيب
كل الفصائل الفلسطينية من فتح وصولاً الى «الشعبية» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» وما بينهم اعلنوا موافقتهم على المبادرة الفلسطينية المؤلفة من 12 بندا وتتضمن في ابرز بنودها عدم ايواء العناصر المتورطة باعمال امنية في اي مخيم فلسطيني والثاني منع تحويل المخيمات الى مأوى للارهابيين، وهذا ما نقلته القيادات الفلسطينية الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم حيث سلمته نسخة عن المبادرة الفلسطينية الذي التقى على مضمونها كل الفصائل الفلسطينية وناقشوا معها ادق التفاصيل، ما ادى الى التفاهم بين الفصائل وتحديداً «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» و«القيادة العامة» على اعلان المبادرة وانضاج التوافقات بالاتفاق الاخير، علما ان جهود ابراهيم تقول مصادر فلسطينية تحظى بترحيب واجماع كل القوى الفلسطينية حتى في غزة ورام لله جراء حرصه على تجنيب المخيمات اي هزات امنية جراء اعمال العناصر الارهابية بالاضافة الى ان اللواء ابراهيم حضر اجتماع الفصائل الفلسطينية الاخير في السفارة الفلسطينية في بيروت برئاسة السفير اشرف دبور كما التقى عزام الاحمد ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان.
لكن اللافت ان المجموعات المتطرفة في عين الحلوة كـ«جند الشام» و«فتح الاسلام» والقوى التابعة لفكر «القاعدة» رفضت المبادرة وتسليم اي مطلوب، وهذا ما جعل «المبادرة» تواجه مأزقا فعليا لجهة نجاحها كون هذا المطلب هو الاساس عند الدولة اللبنانية وخصوصا ان قيادات في القاعدة واهمها توفيق طه ويوسف شبايطه وزياد ابو النعاج الذي اعترف نعيم عباس بضلوعهم في التفجيرات اثناء التحقيقات معه، موجودون في عين الحلوة بالاضافة الى بلال بدر وابو محمد حجير المتهمين بالتخطيط للاعتداء على السفارة الايرانية في بيروت.
هذه التطورات الفلسطينية دفعت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى ارسال مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان عزام الاحمد الى بيروت لمعالجة كافة الاوضاع، ووضع خطة عمل لتفعيل دور حركة فتح ومؤسسات منظمة التحرير في المخيمات، وترأس الاحمد اجتماعا للفصائل في السفارة الفلسطينية في بيروت لمعالجة كافة شؤون المخيمات ولجوء قيادات تكفيرية الى المخيم، كما عرض الاحمد تقول المصادر الفلسطينية مع قيادات فتح اوضاع «اللينو» وتنسيقه مع القيادي محمد دحلان المفصول عن حركة فتح، وسعي «اللينو» الى خلق تنظيم «فتحاوي» داخل «فتح» ويتبع لدحلان في عين الحلوة والمية ومية، وهذه الخلافات زادت في اضعاف حركة «فتح» خصوصاً ان «اللينو» له باع طويل في «الحركة» ويعرف كل «مكوناتها» وتفاصيل عملها في لبنان، وتستفيد منه القوى الامنية اللبنانية كثيراً في عملها المتعلق بالشق الفلسطيني فيما عزام الاحمد كشف خلال اجتماع الفصائل ان لا مساومة مع «اللينو» وهناك اجراءات تتخذ بحقه من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
هذه الاوضاع داخل المخيمات تقلق المسؤولين اللبنانيين، وبالتالي يتابع اللواء عباس ابراهيم كل التفاصيل خطوة خطوة، والسؤال كيف ستتعامل الدولة اللبنانية مع ازمة المخيمات؟ وهل ستسري الخطة الامنية التي طبقت في طرابلس على بعض احياء عين الحلوة كالطوارىء وحطين واحياء في مخيم المية ومية وصبرا وبرج البراجنة بعد ان تحولت الى «سلطات مستقلة» للارهابيين الخطرين اذا لم تستطع القوى الفلسطينية معالجة اوضاع الحالات الشاذة وكيف ستنصرف السلطة اللبنانية، وهل ستحظى اجراءاتها بتغطية القوى الفلسطينية، علما ان خطر القوى الاصولية تطال فتح والشعبية وكل الفصائل وحتى حماس والجهاد اولا وقبل السلطة اللبنانية.
تشير المصادر الفلسطينية الى ان تراجع دور منظمة التحرير الفلسطينية يسري ايضا على دور «حماس» و«الجهاد الاسلامي» حيث تراجع دورهما في مخيمات لبنان لصالح القوى الراديكالية الفلسطينية لتي تعمل على يسار حركة «حماس» و«الجهاد الاسلامي». وهذا ما ادى ايضا الى تعميق ازمة المخيمات في حين لعبت البيروقراطية الفلسطينية الرسمية عند «فتح» بتراجع الدور والوهج لصالح قوى «ناقمة» على كل ما هو سائد وغير خاضعة لسلطة «رام الله» وغزة ومنحازة الى ممارسة العنف المسلح، فهل تنجح القوى الاصولية في اخذ المخيمات الى مواقعها الجواب مرهون بالايام القادمة وكيف ستتعامل السلطة الفلسطينية وحماس؟
فيما كشفت مراجع فلسطينية، عن ان بؤر التوتر في المخيم معروفة لجهة انتشار المواقع والذين يقودونها وهم:
– جند الشام يتواجدون في منطقة الطوارئ وعددهم يتراوح ما بين 40 و50 عنصرا وهم من ابناء مخيم عين الحلوة وابرزهم هيثم الشعبي ومحمد الشعبي.
– فتح الاسلام يتواجدون في احياء الصفصاف وحطين وابرزهم اسامة الشهابي بلال بدر وابو حمزه الشريدي وعددهم 50 عنصرا.
– كتائب عبد الله عزام وهم ينتمون الى القاعدة وابرزهم توفيق طه، يوسف شبايطه، زياد ابو النعاج رامي ورد وابو محمد حجير. وكتائب عبد الله عزام وهي الاقوى والاكثر تنظيما وهي مركز استقطاب للفلسطينيين المتطرفين النازحين في سوريا والمؤيدين فكريا لتنظيم القاعدة.
وحسب المراجع فان عدد العناصر الاصولية في المخيم لا يتجاوز الـ 200 عنصر، مدربون بشكل جيد ومقاتلون شرسون وفي موازاة الحالة الاصولية المتنامية يتراجع دور حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية نتيجة عدم التنظيم الجيد، تراجع حجم الاوضاع المالية وانكفاء حالات التفرغ، حيث يعيش المواطنون الفلسطينيون اوضاعا اقتصادية صعبة تدفعهم الى الانتساب واللجوء الى الحركات المتطرفة.
اما الطامة الكبرى لتراجع حركة فتح فيعود الى مراكز القوى المتعددة في بنيتها التي حولتها الى ضباط من دون جنود في عين الحلوة بالاضافة الى الخلافات بين مراكز القوى التي جعلت فتح من دون العاصفة. في بعض المواقع وهذا يستثنى مناضلون شرفاء ما زالوا يحنون الى «الطلقة الاولى» باتجاه فلسطين وتبقى وجهتهم فلسطين ولا شيىء اخر، وهذه الاوضاع تسري على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ايضا وفي كل المخيمات فاين الجبهة الشعبية من الشهيد جورج حبش؟ واين الديموقراطية؟ علما ان السلطات اللبنانية تتفهم حساسية الاوضاع التنظيمية للفلسطينيين والحالة الاصولية التي تغزو المخيمات بالاضافة الى اتجاهات اخوانية فيما فلسطين للجميع ولكل الاحرار في العالم، وهذا الامر لا يعفي الخلافات العربية من وصول الحالة الفلسطينية الى هذه الدرجة من الانقسامات.
الفراغ في منظمة التحرير وضمن حماس والجهاد تعبئة القوى الاصولية فهل تستدرك القوى الفلسطينية اوضاع المخيمات قبل ان تتحول الى مشكلة حقيقية للفلسطينيين اولا وبعدها للدولة اللبنانية.
الديار
هل تشمل الخطة الأمنيّة ضرب مراكز للإرهابيين في عين الحلوة وصبرا وبرج البراجنة؟
المزيد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق