حماس تصدر تعميما داخليا لاعضائها تشرح فيه مبررات انفتاحها على دحلان
الفتح نيوز- رام الله- تزايد في الآونة الأخيرة حجم التسريبات من داخل حركة حماس والمحيطين بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بشأن انفتاح العلاقات بين الطرفين في إطار ما أسماه بعض المراقبين بـ 'تبادل المصالح' في ظل انغلاق الافق السياسي للمصالحة وتراجع الأوضاع الحياتية في غزة وفقدان حماس للكثير من مواردها السياسية والمادية التي كانت تسمح لها بالتنفس بعيدا عن علاقاتها مع الآخرين.
وحسب تصريحات متواترة لعدد من قيادات حماس أبرزها تلك الصادرة عن عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، وإسماعيل هنية مضافا اليها تصريحات قياديين يعتبران من اكثر المتشددين ازاء العلاقة مع دحلان هما صلاح البردويل ويحيى موسى بالنظر للخلافات العميقة التي نشات مع دحلان إبان توليه لجهاز الأمن الوقائي بغزة، فقد اتسمت التصريحات لجميع اؤلئك القادة بالليونة الواضحة تجاه دحلان .
وتباينت الآراء على مستوى القاعدة الجماهيرية لعناصر حماس بشأن عودة العلاقات مع دحلان من عدمها واعتبر الكثيرون من عناصر الحركة بأنها 'خيانة' لمن وصفوهم بـ 'شهداء الحسم العسكري' ضد السلطة الفلسطينية عام 2007، وكذلك لما قال بعضهم أنها 'خيانة لآهات المعتقلين لدى الوقائي سابقا' والذين تتهم حماس الجهاز حينها بتعذيبهم بطرق بشعة. حسب وصف الحركة سابقا.
ولوحظ نشاط واسع لدحلان وعقيلته الدكتورة جليلة التي لا زالت موجودة في قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين حيث تدير عدة أعمال وتقوم بتوزيع أموال ومساعدات عينية على عوائل غزية، قبل أن يعلن عن تشكيل لجنة التكافل الوطنية التي أسسها مقربون من دحلان بتوافق مع فصائل فلسطينية من أبرزها حماس ممثلةً بعدد من قياداتها أبرزهم إسماعيل الأشقر وأحمد يوسف وغياب حركة فتح عنها.
وسادت حالة من الغضب والغليان في صفوف عناصر حماس تجاه تطور العلاقات مع دحلان بينما يرى عدد من قيادات الحركة أن دحلان يُعد نائبا في المجلس التشريعي وله حق الدفاع عن نفسه كما أن الأمر لا يعدو عن كونه تقديم مساعدات لسكان القطاع وهو ما ترحب به الحركة.
فيما رأى عناصر من الحركة في نقاشات داخلية وحتى على مستوى المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي أنه لا ضير من مد يد العون والتعاون مع شخصية ترغب بمساعدة غزة في ظل الظروف التي يمر بها القطاع.
وتقول مصادر لصحيفة القدس المحلية وزعت مؤخرا تعميما داخليا من قبل القيادة العليا للحركة حاولت فيه امتصاص حالة الغليان التي ترافقت مع الحديث الإعلامي عن تحسن العلاقات مع دحلان ووجود اتصالات.
وجاء في التعميم الداخلي أنه لا يوجد علاقة رسمية مع دحلان وأن كل ما يدور في الإعلام يتم تضخيمه، موضحةً أن ما جرى فقط تسهيل بعض الأعمال الخيرية لمساعدة المواطنين في غزة وأنه لم يقدم أي دعم مباشر أو غير مباشر للحركة. حسب التعميم الذي وزع على عناصر حماس بغزة منذ يومين.
ولفتت الحركة في تعميمها الداخلي أنها لن تسمح في الوقت الحالي بعودة دحلان إلى غزة، الى حين إنهاء بعض الخلافات المتعلقة بقضايا كثيرة ارتبطت بوجوده في غزة سابقا. دون أن توضح تلك الخلافات.
بيد ان التعميم الذي صدر- كما يقول أحد الوجوه الشابة البارزة في حماس لم يوضح اسباب السماح لجماعة دحلان في غزة بممارسة نشاطات سياسية إن كان الهدف منها تسهيل أعمال خيرية فقط كما ورد في التعميم. مبينا أن التعميم لم يقنع الكثير من عناصر الحركة الذين يرون أن قيادة كتائب القسام سيكون لها القرار الأول والأخير في هذا الموضوع.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق