إله قادم من الأسطورة.. وامرأتان صنعتا أسطورتيهما ..
فاروق وادي
يناير 25,2014 بقلم
ليس بعيداً عن البرجين، وفي قلب الساحة الكبرى في بولونياPiazza،Maggiore ثمّة تمثال برونزي ضخم يستكمل الصّورة الإيروتيكيّة للمدينة في جانبها الذكوري.
إنه تمثال نيتونوNettuno، (نبتون، إله الماء النقي والبحار)، وهو يقع في السّاحة المجاورة التي تحمل اسمه، وتحيط به نوافير المياه، المحفوفة بإشارات تومئ إلى الجهات الأربع، وقد أُنجز التمثال في القرن السادس عشر (1567) وتولى تصميمه فنان من عصر النهضة يُدعى جيوفاني بولونا، ويُروى أنه شاء من خلاله التعبير عن تجلي الذكورة القصوى في تمثال الإله دون مواربة.
وعندما تصدّت الكنيسة لذلك، حرّك الفنان ذراع نيتونو اليسرى بشكل يستطيع أن يحقق من انعكاس ظلّه على الجدار القريب، في أوقات عديدة، ما أراد من إيحاءات إيروتيكيّة لا تُخفى دلالتها على اللبيب، أو حتّى على ذوي النوايا الأكثر براءة وتطهراً!
لكن ايروس ليس وحده هناك، فقريباً من التمثال، ثمّة جدران عتيقة مقامة على الأعمدة Portici يمكن لعاشقين أن يحتلّ الواحد منهما زاوية من زواياها المتقاطعة ويهمس للآخر عن بُعد بصوت خفيض، فتحمل الجدران صدى الصّوت من الشفتين إلى أذن الآخر، أو من القلب إلى القلب.
من بياتزا ماجوري نسير في سترادا ماجوري على أرصفة مسقوفة تقام على قوّة الأعمدة، وهو نمط بنائي قد تصدفه في مدن إيطاليّة وأوروبيّة أخرى، ولكن ليس بالكثافة والامتداد التي يمكنك أن تراه في بولونيا، حيث تبلغ المسافة المسقوفة في المدينة أربعين كيلو متراً، تنهض على آلاف الأعمدة.
ورغم أن سترادا ماجوري ليس الشّارع الوحيد مسقوف الرصيف الذي يقي السّابلة من سطوة أشعة الشّمس صيفاً ومطر الشتاء المدرار شتاءً، وصيفاً في أحايين كثيرة، إلاّ أنك كلما مررت من هناك، نهاراً أو ليلاً، تلتقي في مساحة معلومة من الرصيف ببشر يحدقون في السّقف الخشبي المُغرق في قِدمه، وهم يشيرون بأصابعهم إلى شيء يبدو لك غامضاً.
إنهم يبحثون عن سهام استقرت في الخشب العتيق منذ عدّة قرون.
البعض يقول إنه يرى سهماً واحداً، آخرون يرون أكثر من ذلك، وقد يصل العدد إلى الخمسة.
شخصياً لم أر شيئاً، وإن أمتعتني الحكاية/ الأسطورة التي تحكي قصّة السهام.
إذ يُروى أنه في إحدى حقب التاريخ القديم، كان أحد المعارضين للحكم مطارداً من جنود الامبراطور، الذين ظلوا يترصدونه بأسهمهم المستنفرة والمتوتِّرة في أقواسها.
أمّا زوجة ذلك الرّجل، فائقة الجمال، فقد أرادت تشتيت انتباه الجنود عن رجلها المطارد، فخطرت لها فكرة أن تتجرد من ملابسها ثم تقف بكامل عريها في النافذة التي هناك، لتشرئبّ عيون الجنود نحو غواية الجسد الأنثوي، فتتوتّر الحواس وترتخي أصابعهم المشدودة عن أوتار القوس، لتنطلق السهام المهيّأة دون إرادة، ثمّ تستقر مزروعة منذ تلك اللحظة البعيدة لذلك الزمان، هنا في قلب الخشب الذي تعتّق، ولكنه ظلّ متشبِّثاً بتلك السهام.. التي ما برحت منتصبة هناك!
السّاحات في بولونيا، تتسع لما هو أكثر من ملتقى ومزار للسيّاح، فمدينة العلم والجامعة العريقة، هي في الوقت نفسه مدينة الثقافة، لا لأنها مثّلت عاصمة الثقافة الأوروبيّة العام 2000 فحسب، بل لأن المدينة هي في حالة موار ثقافي دائم لا يتوقّف.
يمكن أن تلحظ ذلك، وفي أبسط تجلياته، بالعروض الليليّة التي تقيمها بلديّة بولونيا والمؤسسات المختلفة والشركات والمتاجر الكبرى في السّاحات والحدائق على مدار العام، وخلال شهر آب على وجه الخصوص.
فالذين لم تحالفهم الفرصة لمعانقة البحر على الشواطئ القريبة والبعيدة التي تطوِّق أرجاء إيطاليا، يستطيعون أن يعثروا على بدائل ثقافيّة متعدِّدة: فرق موسيقيّة تعزف ألحانها في السّاحات الكثيرة والحدائق العامّة؛ عروض سينمائيّة تكون بمثابة مهرجان سينمائي متكامل، كالتي يجري الإعداد لها في بياتزا ماجوري، وكان آخرها مهرجان أفلام الممثل الأميركي جاك نيكلسون، وآخر لأفلام الإيطاليّة الاسكندرانيّة المولد والهوى والروح آنّا مانياني، إلى جانب عرض فيلم "انفصال" الإيراني، و"آرتست" الفرنسي،الذي يُغامر في استعادة أمجاد السينما الأميركيّة الصّامتة.. ثمّ انكسارها مع مجيء الصّوت.
ولن تكون في ليالي بولونيا الحارّة بمنأى عن عرض للرقص الشرقي يقام في إحدى الحدائق العامّة، تبلغ فيه المغامرة الفنيّة إلى حدّ أداء رّقصة بالسيف، وأخرى بلهيب النار.
فيما توفِّر لك حديقة أخرى قريبة مشاهدة عدد كبير من الأفلام السينمائيّة القصيرة على امتداد ليالٍ عدّة.
وفي ثالثة، في الجوار، يمكنك حضور حفل موسيقى جاز تكريماً لأحد مبدعيها، فيما تكون قد انتهت عروض مسرحيّة فلسطينيّة للفرقة التي أسسها الفنان المغدور جوليانو خميس.
المتاحف القريبة تفتح أبوابها مجاناً في أيّام محدّدة لمن أراد.
وقد كان بوسعنا مشاهدة التماثيل واللوحات من نتاجات العصور الوسطى وعصر النهضة التي يضمها المتحف الوطني في المدينة، لننتقل بعدها إلى متحف الفن الحديث فنشاهد أحدث التجارب الفنيّة الجسورة: تشكيل فني كبير يعتمد على حشد كميّة هائلة من كؤوس النبيد المطليّة بالأبيض الشفّاف.
تكوين آخر لا يقل ضخامة يعتمد على عدد لا يُحصى من الأحزمة المتشابكة الهابطة من السّقف.
أمّا المتحف الوطني التابع لكليّة الفنون الجميلة، فقد احتوى على عدد كبير من اللوحات الكلاسيكيّة منذ القرن الثالث عشر، ولوحات باروكيّة لأزمنة لاحقة حتّى القرن الثامن عشر.
وقد تميّز المتحف بعرض اللوحات التاريخيّة لفناني عصر النهضة المولودين في بولونيا ومقاطعة إميليا رومانو تحديداً، تعثر من بينهم على بعض أعمال رافائيل.
وليس بعيداً عن المكان تقع حديقة سان ليوناردو Parco san Leonardo المجاورة لجامعة جون هوبكنز الأميركيّة.
إنها ليست الحديقة الأهم في بولونيا، فهي ليست في حجم حديقة مارغريتاMargherita Giardini، ببركها ونوافيرها ومقاهيها وأشجارها المعمّرة ومساحاتها الخضراء، ولا في طوبوغرافيّة حديقة مونتانولا Parco Montanolaوأشجارها الكثيفة العالية وتزاحم فعالياتها الثقافيّة، ولكنها الحديقة التي تحمل قصّتها.. أسطورتها الخاصّة، الواقعيّة، التراجيديّة، الأكثر حزناً ونُبلاً.
أسطورة الحديقة هي السيِّدة آنّا فاتالارو، التي تبدو في العقد السّابع أو الثّامن من العُمر.
كانت تسقي الورود وتنظِّم الكراسي في ركن من الحديقة الصعيرة. عندما دخلنا إلى المكان، طلبت منّا بتهذيب بالغ أن نجلس في أيّ مكان آخر، لأنها تعدّ هذه الزاوية لطالب من الخريجين ليحتفل فيه مع زملائه.
استجبنا دون تردد واخترنا مكاناً آخر، فيما واصلت هي منح الماء لورود الحديقة.
بدأت قصّة آنا فاتالارو مع هذا المكان العام 1997، عندما استيقظت ذات صباح على النبأ الفاجع: لقد وجدوا جثّة ابنها الشّاب مسجّاة في حديقة سان ليوناردو.
وبعد التشريح تبيّن أن الوفاة نجمت عن جرعة مخدِّر زائدة تناولها الشّاب هناك، في الحديقة نفسها.
منذ ذلك اليوم أقسمت تلك السيِّدة أن لا تشهد الحديقة، في حياتها هي، حادثاً آخر مشابهاً.
ناضلت حتّى تُمسك بيدها مفاتيح الحديقة، تفتحها وتغلقها متى شاءت، تعتني بالورد ونظافة المكان وتهيئ جلساته لشبّان يريدون الدراسة وطلب العلم والحياة، ولا يقاربون الأسباب التي ذهبت بابنها إلى الموت.
وما زالت السيدة العجوز هي حارسة الحديقة من شبح الموت، الذي ينأى بعيداً، منكسراً، كلما اقترب من المكان!
إنه تمثال نيتونوNettuno، (نبتون، إله الماء النقي والبحار)، وهو يقع في السّاحة المجاورة التي تحمل اسمه، وتحيط به نوافير المياه، المحفوفة بإشارات تومئ إلى الجهات الأربع، وقد أُنجز التمثال في القرن السادس عشر (1567) وتولى تصميمه فنان من عصر النهضة يُدعى جيوفاني بولونا، ويُروى أنه شاء من خلاله التعبير عن تجلي الذكورة القصوى في تمثال الإله دون مواربة.
وعندما تصدّت الكنيسة لذلك، حرّك الفنان ذراع نيتونو اليسرى بشكل يستطيع أن يحقق من انعكاس ظلّه على الجدار القريب، في أوقات عديدة، ما أراد من إيحاءات إيروتيكيّة لا تُخفى دلالتها على اللبيب، أو حتّى على ذوي النوايا الأكثر براءة وتطهراً!
لكن ايروس ليس وحده هناك، فقريباً من التمثال، ثمّة جدران عتيقة مقامة على الأعمدة Portici يمكن لعاشقين أن يحتلّ الواحد منهما زاوية من زواياها المتقاطعة ويهمس للآخر عن بُعد بصوت خفيض، فتحمل الجدران صدى الصّوت من الشفتين إلى أذن الآخر، أو من القلب إلى القلب.
من بياتزا ماجوري نسير في سترادا ماجوري على أرصفة مسقوفة تقام على قوّة الأعمدة، وهو نمط بنائي قد تصدفه في مدن إيطاليّة وأوروبيّة أخرى، ولكن ليس بالكثافة والامتداد التي يمكنك أن تراه في بولونيا، حيث تبلغ المسافة المسقوفة في المدينة أربعين كيلو متراً، تنهض على آلاف الأعمدة.
ورغم أن سترادا ماجوري ليس الشّارع الوحيد مسقوف الرصيف الذي يقي السّابلة من سطوة أشعة الشّمس صيفاً ومطر الشتاء المدرار شتاءً، وصيفاً في أحايين كثيرة، إلاّ أنك كلما مررت من هناك، نهاراً أو ليلاً، تلتقي في مساحة معلومة من الرصيف ببشر يحدقون في السّقف الخشبي المُغرق في قِدمه، وهم يشيرون بأصابعهم إلى شيء يبدو لك غامضاً.
إنهم يبحثون عن سهام استقرت في الخشب العتيق منذ عدّة قرون.
البعض يقول إنه يرى سهماً واحداً، آخرون يرون أكثر من ذلك، وقد يصل العدد إلى الخمسة.
شخصياً لم أر شيئاً، وإن أمتعتني الحكاية/ الأسطورة التي تحكي قصّة السهام.
إذ يُروى أنه في إحدى حقب التاريخ القديم، كان أحد المعارضين للحكم مطارداً من جنود الامبراطور، الذين ظلوا يترصدونه بأسهمهم المستنفرة والمتوتِّرة في أقواسها.
أمّا زوجة ذلك الرّجل، فائقة الجمال، فقد أرادت تشتيت انتباه الجنود عن رجلها المطارد، فخطرت لها فكرة أن تتجرد من ملابسها ثم تقف بكامل عريها في النافذة التي هناك، لتشرئبّ عيون الجنود نحو غواية الجسد الأنثوي، فتتوتّر الحواس وترتخي أصابعهم المشدودة عن أوتار القوس، لتنطلق السهام المهيّأة دون إرادة، ثمّ تستقر مزروعة منذ تلك اللحظة البعيدة لذلك الزمان، هنا في قلب الخشب الذي تعتّق، ولكنه ظلّ متشبِّثاً بتلك السهام.. التي ما برحت منتصبة هناك!
السّاحات في بولونيا، تتسع لما هو أكثر من ملتقى ومزار للسيّاح، فمدينة العلم والجامعة العريقة، هي في الوقت نفسه مدينة الثقافة، لا لأنها مثّلت عاصمة الثقافة الأوروبيّة العام 2000 فحسب، بل لأن المدينة هي في حالة موار ثقافي دائم لا يتوقّف.
يمكن أن تلحظ ذلك، وفي أبسط تجلياته، بالعروض الليليّة التي تقيمها بلديّة بولونيا والمؤسسات المختلفة والشركات والمتاجر الكبرى في السّاحات والحدائق على مدار العام، وخلال شهر آب على وجه الخصوص.
فالذين لم تحالفهم الفرصة لمعانقة البحر على الشواطئ القريبة والبعيدة التي تطوِّق أرجاء إيطاليا، يستطيعون أن يعثروا على بدائل ثقافيّة متعدِّدة: فرق موسيقيّة تعزف ألحانها في السّاحات الكثيرة والحدائق العامّة؛ عروض سينمائيّة تكون بمثابة مهرجان سينمائي متكامل، كالتي يجري الإعداد لها في بياتزا ماجوري، وكان آخرها مهرجان أفلام الممثل الأميركي جاك نيكلسون، وآخر لأفلام الإيطاليّة الاسكندرانيّة المولد والهوى والروح آنّا مانياني، إلى جانب عرض فيلم "انفصال" الإيراني، و"آرتست" الفرنسي،الذي يُغامر في استعادة أمجاد السينما الأميركيّة الصّامتة.. ثمّ انكسارها مع مجيء الصّوت.
ولن تكون في ليالي بولونيا الحارّة بمنأى عن عرض للرقص الشرقي يقام في إحدى الحدائق العامّة، تبلغ فيه المغامرة الفنيّة إلى حدّ أداء رّقصة بالسيف، وأخرى بلهيب النار.
فيما توفِّر لك حديقة أخرى قريبة مشاهدة عدد كبير من الأفلام السينمائيّة القصيرة على امتداد ليالٍ عدّة.
وفي ثالثة، في الجوار، يمكنك حضور حفل موسيقى جاز تكريماً لأحد مبدعيها، فيما تكون قد انتهت عروض مسرحيّة فلسطينيّة للفرقة التي أسسها الفنان المغدور جوليانو خميس.
المتاحف القريبة تفتح أبوابها مجاناً في أيّام محدّدة لمن أراد.
وقد كان بوسعنا مشاهدة التماثيل واللوحات من نتاجات العصور الوسطى وعصر النهضة التي يضمها المتحف الوطني في المدينة، لننتقل بعدها إلى متحف الفن الحديث فنشاهد أحدث التجارب الفنيّة الجسورة: تشكيل فني كبير يعتمد على حشد كميّة هائلة من كؤوس النبيد المطليّة بالأبيض الشفّاف.
تكوين آخر لا يقل ضخامة يعتمد على عدد لا يُحصى من الأحزمة المتشابكة الهابطة من السّقف.
أمّا المتحف الوطني التابع لكليّة الفنون الجميلة، فقد احتوى على عدد كبير من اللوحات الكلاسيكيّة منذ القرن الثالث عشر، ولوحات باروكيّة لأزمنة لاحقة حتّى القرن الثامن عشر.
وقد تميّز المتحف بعرض اللوحات التاريخيّة لفناني عصر النهضة المولودين في بولونيا ومقاطعة إميليا رومانو تحديداً، تعثر من بينهم على بعض أعمال رافائيل.
وليس بعيداً عن المكان تقع حديقة سان ليوناردو Parco san Leonardo المجاورة لجامعة جون هوبكنز الأميركيّة.
إنها ليست الحديقة الأهم في بولونيا، فهي ليست في حجم حديقة مارغريتاMargherita Giardini، ببركها ونوافيرها ومقاهيها وأشجارها المعمّرة ومساحاتها الخضراء، ولا في طوبوغرافيّة حديقة مونتانولا Parco Montanolaوأشجارها الكثيفة العالية وتزاحم فعالياتها الثقافيّة، ولكنها الحديقة التي تحمل قصّتها.. أسطورتها الخاصّة، الواقعيّة، التراجيديّة، الأكثر حزناً ونُبلاً.
أسطورة الحديقة هي السيِّدة آنّا فاتالارو، التي تبدو في العقد السّابع أو الثّامن من العُمر.
كانت تسقي الورود وتنظِّم الكراسي في ركن من الحديقة الصعيرة. عندما دخلنا إلى المكان، طلبت منّا بتهذيب بالغ أن نجلس في أيّ مكان آخر، لأنها تعدّ هذه الزاوية لطالب من الخريجين ليحتفل فيه مع زملائه.
استجبنا دون تردد واخترنا مكاناً آخر، فيما واصلت هي منح الماء لورود الحديقة.
بدأت قصّة آنا فاتالارو مع هذا المكان العام 1997، عندما استيقظت ذات صباح على النبأ الفاجع: لقد وجدوا جثّة ابنها الشّاب مسجّاة في حديقة سان ليوناردو.
وبعد التشريح تبيّن أن الوفاة نجمت عن جرعة مخدِّر زائدة تناولها الشّاب هناك، في الحديقة نفسها.
منذ ذلك اليوم أقسمت تلك السيِّدة أن لا تشهد الحديقة، في حياتها هي، حادثاً آخر مشابهاً.
ناضلت حتّى تُمسك بيدها مفاتيح الحديقة، تفتحها وتغلقها متى شاءت، تعتني بالورد ونظافة المكان وتهيئ جلساته لشبّان يريدون الدراسة وطلب العلم والحياة، ولا يقاربون الأسباب التي ذهبت بابنها إلى الموت.
وما زالت السيدة العجوز هي حارسة الحديقة من شبح الموت، الذي ينأى بعيداً، منكسراً، كلما اقترب من المكان!
7 عدد مرات القراءه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق