الأسد متهم بدعم القاعدة من خلال صفقات نفط سرية
22.01.2014روث شيرلوك
دايلي تيليغراف 20/1/2014
إعداد : قسم الترجمة في مركز الشرق العربيرئيس النظام السوري بشار الأسد مول وتعاون مع تنظيم القاعدة في لعبة معقدة مزدوجة حتى مع محاربة الإرهابيين لدمشق, وذلك وفقا لادعاءات جديدة من قبل أجهزة المخابرات الغربية إضافة إلى متمردين ومنشقين عن القاعدة.
جبهة النصرة, وحتى دولة العراق والشام الأكثر تطرفا, المجموعتان التابعتان للقاعدة اللتان تنشطان في سوريا, يحصلان على التمويل من خلال بيع النفط والغاز من آبار تخضع لسيطرتهما إلى النظام ومن خلاله, وفقا لما قالته مصادر استخبارية للدايلي تيليغراف.
المتمردون والمنشقون قالوا إن النظام أطلق عن سابق إصرار معتقلين متشددين من أجل تعزيز صفوف الجهاديين على حساب قوات المتمرد المعتدلة. والغاية من ذلك هو إقناع الغرب أن الانتفاضة ممولة من قبل متشددين إسلاميين من بينهم القاعدة كطريقة لوقف دعم الغرب لها.
إدعاءات المصادر الاستخبارية الغربية, التي رفضت الكشف عن هويتها, هي في جزء كبير منها رد على مطالبة الأسد بتغيير الحديث في محادثات السلام المزمع عقدها في سويسرا غدا من تنحي حكومته إلى التعاون ضد القاعدة في "الحرب على الإرهاب".
يقول المصدر الاستخباراتي :" تعهد الأسد بضرب الإرهاب بيد من حديد لا يعدو مجرد كونه نفاقا وقحا. في الوقت الذي يسرد فيه قصص الانتصار في الحرب ضد الإرهاب, فإن نظامه يبرم الصفقات لخدمة مصالحه الخاصة وضمان بقائه".
المعلومات الاستخبارية التي جمعتها أجهزة الأمن الغربية تفيد بأن النظام بدأ بالتعاون بنشاط مع هذه الجماعات مرة أخرى في ربيع 2013. وذلك عندما سيطرت جبهة النصرة على أكثر الحقول النفطية إدرارا للربح في محافظة دير الزور شرق سوريا, حيث بدأت في تمويل عملياتها من خلال بيع النفط الخام نظير مبالغ تصل إلى ملايين الدولارات.
وأضاف المصدر :"النظام يدفع لجبهة النصرة لحماية أنابيب النفط والغاز في المناطق التي تقع تحت سيطرتها شمال وشرق البلاد, كما يسمح أيضا بنقل النفط إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام. كما أننا بدأنا الآن في رؤية أدلة على وجود منشآت للنفط والغاز تحت سيطرة دولة العراق والشام".
المصدر أقر بأن النظام وأذرع القاعدة لا زالوا في حالة خصام ضد بعضهما وأن هذه العلاقة لا تعدو كونها علاقة انتهازية, ولكنها أضاف أن الصفقات تؤكد أنه "و على الرغم من اتهامات الأسد" إلا أن نظامه هو المسئول عن ظهور القاعدة في سوريا.
دبلوماسيون غربيون شعروا بغضب شديد نتيجة الإدعاءات الأخيرة حول قيام مسئولين رسميين بقيادة ضابط متقاعد من جهاز إم16 بزيارة دمشق من أجل إعادة فتح الاتصال مع نظام الأسد. ليس هناك أدنى شك أن الغرب يشعر بقلق كبير نتيجة تنامي وجود القاعدة في صفوف المعارضة, الأمر الذي لعب دورا أساسيا في قرار واشنطن ولندن بوقف إرسال الأسلحة إلى المعارضة.
ولكن الغضب هو إشارة أيضا بأنهم يشتبهون أن الأسد تلاعب بهم, حيث أنه وخلال فترة حكمه تنقل ما بين شن الحرب على الإسلاميين المتشددين والعمل معهم.
بعد 11 سبتمبر, تعاون الأسد مع برنامج الترحيل السري الذي نفذته الولايات المتحدة ضد متشددين مشتبه بهم, وبعد غزو العراق ساعد القاعدة في تأسيس نفسها في غرب العراق كجزء من محور المقاومة ضد الغرب؛ ومن ثم وعندما انقلبت المجموعة بصورة عنيفة ضد العراقيين الشيعة الذين يحظون بدعم حليف الأسد الرئيس, إيران, بدأ في اعتقال عناصرها مرة أخرى.
ومع انطلاق الانتفاضة ضد حكمه, انقلب الأسد مرة أخرى, وأطلق سراح معتقلي القاعدة. حيث حدث ذلك كجزء من عفو عام, كما قال أحد النشطاء السوريين أطلق سراحه من سجن صيدنايا قرب دمشق في ذلك الوقت.
وأضاف الناشط الذي يدعى مازن :"لم يكن هناك أي تفسير لإطلاق سراح الجهاديين.رأيت بضعهم يجري مقابلات على شاشة التلفزيون السوري متهمين بانهم من جبهة النصرة وأنهم قاموا بوضع السيارات المفخخة. لقد كان ذلك مستحيلا, حيث كانوا في السجن معي في الوقت الذي ادعى فيه النظام حصول التفجيرات. لقد كان يستخدمهم للترويج لحجته بأن الثورة كانت من صنع المتطرفين".
ناشطون آخرون ومعتقلون سابقون في سجن صيدنايا أيدوا روايته, كما أن المحللين تعرفوا على عدد من السجناء السابقين الذين يقودون حاليا جماعات مسلحة بما في ذلك جبهة النصرة ودولة العراق والشام والمجموعة الثالثة أحرار الشام التي تقاتل إلى جانب جبهة النصرة ولكنها انقلبت حاليا ضد دولة العراق والشام.
أحد المعتقلين السابقين قال إنه كان في السجن مع "أبو علي" الذي يرأس حاليا المحكمة الشرعية التابعة لدولة العراق والشام في مدينة الرقة شمال شرق البلاد. وقال آخر إنه تعرف على القادة في الرقة وحلب الذين كانوا في سجن صيدنايا حتى بداية 2012.
هؤلاء الرجال بدأوا بصورة تدريجية بالاستيلاء على الثورة من النشطاء العلمانيين وضباط الجيش المنشقين والمتمردين الإسلاميين الأكثر اعتدالا.
لدى المخابرات السورية علاقات تاريخية وثيقة مع الجماعات المتطرفة. في مقابلة مع الدايلي تيليغراف بعد انشقاقه وصف نواف الفارس وهو مسئول أمني سوري, كيف كان جزء من عملية لتهريب المتطوعين الجهاديين إلى العراق من سوريا بعد الغزو عام 2003.
آرون لوند, محرر موقع "سورية في الأزمة" الذي يستخدم من قبل معهد كارنيغي لمراقبة الحرب, قال :"لقد أحسن النظام في محاولته تحويل الثورة إلى ثورة إسلامية. المفرج عنهم من سجن صيدنايا مثال جيد على ذلك. يدعي النظام أن إطلاق سراح المعتقلين يعود إلى أن الأسد قرر تقليص مدد محكومياتهم كجزء من عفو عام. ولكن يبدو أن الأمر أبعد من ذلك. ليس هناك أفعال خير عشوائية تصدر عن هذا النظام".
المتمردون في تنظيم دولة العراق والشام وخارجه يقولون إنهم يعتقدون أن النظام استهدف في هجماته المجموعات غير المسلحة تاركا دولة العراق والشام جانبا دون استهداف. يقول أحد المنشقين عن دولة العراق والشام والذي أطلق على نفسه اسم مراد :"كنا واثقين أن النظام لن يستهدفنا. ولهذا كنا ننام هانئين في قواعدنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق