بين «العشق الحرام» و«الغرام البغيض»: مخاوف إسرائيليّة من إيران خارج الحصار سطوع «النجم الإيراني» أربك إسرائيل فحذرت الأوروبيين من «الفخ» وزير الحرب الصهيوني أمام نظيره الأميركي : أيّ تخفيف للعقوبات على إيران سيُفضي الى انهيارنا
15 تشرين الأول، 2013 | 1947 |
اعداد: محمود زيات
ما يزال المجتمع الصهيوني في الكيان العبري يغلي من داخله، جراء المتغيرات التي بات ينظر اليها الصهاينة بكثير من الريبة والقلق، بالاستناد الى ما يجري في الملف السوري وما خلفه من تداعيات على مستوى الملف الايراني، مع تزايد حال «العشق الحرام» بين الدبلوماسيتين الاميركية والايرانية، وعلى خط مواز، «الغرام البغيض» بين ايران والاوروبيين، والذي تُرجم بسباق خفي بين الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا على اعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران.. ومن المؤكد ان المجتمع الصهيوني سيتوقف مليا عند الاستياء السعودي البالغ من التقارب الاميركي ـ الايراني، ومن المسار الدبلوماسي الذي فرض على الملف السوري.
واذا كان لسان حال الصهاينة، عنوانه القلق من تطور المسارات الدبلوماسية بين الغرب وايران لغير مصلحة اسرائيل ودول الخليج «المعتدلة»، فان الارباك السياسي لدى صانعي القرار في الكيان الصهيوني بلغ اوجه من سطوع النجم الايراني المبارك من روسيا التي شكلت «حامي الحمى» لسوريا ولنظامها، فراحوا يحذرون من «الفخ الايراني» الذي بدأ الاعلام يُسوّق له، على لسان محللين وصحافيين وكتاب صهاينة، اغنوا الصحافة الصهيونية بسيل من المخاوف وعكسوا حال القلق الاسرائيلي مما تحمله المرحلة لمنطقة الشرق الاوسط.
فالرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي تساحي هنغبي، نقلت عنه اذاعة العدو قوله «ان العالم اليوم ينظر الى ايران بأن لها الحق في تطوير برنامج نووي مدني هدفه إنتاج الطاقة بواسطة المفاعلات النووية، مع قطع أي إمكانية لانتقال هذا البرنامج إلى المرحلة العسكرية، رغم أنه لا يوجد شك بأن إيران تطور برنامجا نوويا من أجل إنتاج القنبلة، ويعرب عن خشية في اسرائيل من وقوع الدول الغربية في الفخ الإيراني»، مشيرا الى ما جرى في كوريا الشمالية، ويقول «ان اي اتفاق جزئي يبدأ بإزالة جزء من العقوبات على ايران مقابل استعداد إيراني لتنفيذ خطوات لبناء الثقة، ستكون النتيجة انهياراً كاملاً لكل نظام العقوبات الذي يؤلم العالم وليس إيران فقط، مثل الصين ودول أوروبية، وهذه الدول، التي لا شأن لها بقضية المواجهة مع إيران، ستتحمس كثيراً من إعادة الشرعية لإيران وكل ما بُني حتى الآن سيذهب أدراج الرياح»
وعن خيبة الامل الاسرائيلية من السياسة الاميركية الجديدة، يقول هنغبي وهو من اكثر المقربين من نتنياهو، واشرف لسنوات على عمل الاجهزة الامنية الصهيونية «نحن نعرف كيف نتصدى ولا حاجة لأن نخشى رد الفعل أو ان نستسلم للمخاوف.. محظور علينا أن نظهر كجبناء أمام أنفسنا، حتى لو رغب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العمل، فهذا لا يكفي، يوجد رأي عام أميركي معارض، واوباما لا يملك أغلبية.. ورأينا المواقف المضادة في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ في موضوع الهجوم على سوريا، وهذا لن يتغير حيال ايران، نحن لا يمكننا الاكتفاء بوعد الرئيس الاميركي».
اما صحيفة «اسرائيل اليوم» الصهيونية فكتبت: لقد وصل الى «اسرائيل» دبلوماسيون فرنسيون وبريطانيون أثاروا امكانية تخفيف العقوبات على ايران، وان مسؤولا كبيرا في مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كشف ان بريطانيا أطلعت «إسرائيل» على « نيتها تسخين العلاقات مع ايران لكي توضح لها أن طريق الحوار هي الطريق الصحيح، وان نتنياهو يبذل جهودا كبيرة لمنع اي تطور دبلوماسي يؤدي الى رفع العقوبات على ايران».
وقد بلغ مستوى الهلع الاسرائيلي من رفع العقوبات عن ايران الى درجة دفعت بوزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون الى القول امام نظيره الاميركي « إن أي تخفيف للعقوبات على ايران سيفضي الى انهيارنا، هناك عدد غير قليل من الانتهازيين الذين سيُفرحهم الدخول في نشاطات تجارية مع الايرانيين بصورة تخفف جداً من الضغط الاقتصادي من جهة، وتُمكّنهم من جهة اخرى من الاستمرار في التخصيب ويجب منع ذلك، ولا يجوز السقوط في شرك تخفيف العقوبات لأجل خطوات بناء الثقة، قبل تحقيق الشروط التي عُرضت على الايرانيين».
ويصف المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» الصهيونية عاموس هرئيل ما يقوم به الصهاينة بـ «المعركة الدبلوماسية» التي تهدف الى التغلب على نجاح «هجوم سحر» الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني في زيارته للامم المتحدة خلال الشهر الماضي، فبعد خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الصارم، يحصر وزير الحرب موشيه يعلون اهتمامه الآن في محاولة اقناع الاميركيين بعدم السماح تخفيف العقوبات عن ايران قبل ارتباط طهران باتفاق مُلزم يوقف بصورة قاطعة برنامجها النووي، ويعكس هرئيل رغبة اسرائيلية في تشديد العقوبات اذا تبين أن ايران مستمرة في تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يجري فيه التفاوض. ويعتبر ان اسرائيل تبذل في هذه الايام كل جهد للحفاظ على الخيار العسكري احتمالا واقعيا تجاه طهران، لكن هرئيل نفسه ينقل عن مسؤول كبير سابق في المؤسسة الامنية الاسرائيلية، قوله إن هجوما اسرائيليا بعد تسوية بين القوى الكبرى وايران، وبخلاف رأيها بحجة أن المصالحة غير كافية، يشبه «عملية انتحار استراتيجية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق