الجمعة، 13 مارس 2015

3 سيناريوهات تتصارع حول الأمن الإقليمي
13/03/2015 [ 11:12 ]
الإضافة بتاريخ:
3 سيناريوهات تتصارع حول الأمن الإقليمي

الكرامة برس - وكالات - قال محللون وخبراء إستراتيجيون، إن هناك 3 سيناريوهات متداولة تتصارع حول الإستراتيجية المناسبة، لاستعادة الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات الحالية في المنطقة. ورأى المحللون والخبراء الذين حاورتهم شبكة "إرم" الإخبارية أنه يمكن إيجاد قواسم مشتركة بين السيناريوهات الثلاث، بشأن التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي، إلا أن هناك صعوبات تعيق تطوير تلك القواسم إلى درجة توافق إقليمية حول سبل مواجهة تلك التحديات.


تحالف عربي تركي لمواجهة المد الإيراني
وحسب الخبراء فإن السيناريو الأول يقوم على أساس قيام تحالف عربي تركي لمواجهة المد الإيراني في العراق وسوريا وصولا إلى لبنان. ويقوم هذا السيناريو على ضرورة سحب الذريعة التي تتذرع بها إيران لتبرير وجودها في العراق وسوريا، سواء بشكل مباشر عن طريق المليشات والخبراء الذين يرسلون إلى هذين البلدين أو من خلال مقاتلي حزب الله اللبناني.

وسحب هذه الذريعة وفق هذا السيناريو، يقوم على موازنة الدور الإيراني في التصدي لتنظيم داعش وغيرها من القوى المتطرفة، من خلال توفير آليات عمل بديلة تكون قادرة فعليا على حسم المواجهة مع القوى المتطرفة، من جهة، ولجم الدور الإيراني من جهة ثانية، ويقوم هذا السيناريو على تطوير برامج التدريب والتأهيل لقوى المعارضة السورية، وتنقيتها من القوى المتطرفة التي تملك أجندات خاصة لا تتفق مع الخط العام للمعارضة السورية وهو إسقاط النظام السوري .

وحسب هذا السيناريو فإن تركيا هي التي ستتولى مهمة التدريب والدعم اللازم لقوى المعارضة السورية المعتدلة لتكون قادرة على ضبط إيقاع العمليات العسكرية الميدانية، ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى صفوفها .

وحسب الخبراء؛ فإن تركيا تأمل من خلال هذا السيناريو تحقيق أمرين الأول مواصلة الضغط لإسقاط النظام السوري، ورفع الغطاء الإقليمي والدولي عنه بذريعة وجود المجموعات الإرهابية .

والثاني إعادة الاعتبار للقوى الإسلامية المعتدلة التي تدعمها تركيا كجماعة الإخوان، من خلال جعل مشاركة تركيا في استئصال المجموعات المتطرفة من صفوف المعارضة السورية، كنموذج تؤكد فيه تركيا إمكانية العمل مع القوى الإسلامية المعتدلة وعلى رأسهم الإخوان المسلمين .

ويقول الخبراء في تحليل فرص إقناع أطراف عربية لتبني هذا السيناريو، إن هذه الفرص كبيرة خاصة لدى الدول التي ترى في إيران خطرا أقوى من خطر المجموعات المتطرفة. وذكر هؤلاء الخبراء أن بعض الدول العربية ترى في التمدد الإيراني في الإقليم بدءا من العراق ومرورا بسوريا ولبنان، ووصولا إلى اليمن وتطلعا لمنطقة الخليج، خطرا لا يمكن احتواءه سياسيا، خاصة أنه بات يتغلغل للداخل العربي. بعكس خطر المجموعات المتطرفة، حيث قد ترى تلك الأطراف العربية أن عملا عسكريا منسقا، وتطمينات معقولة لقوى الإسلام السياسي المعتدلة، يمكن أن يسهم في إنهاء هذه الظاهرة واجتثاثها .

ويرى الخبراء أن السعودية ربما تكون جزءا من هذا السيناريو، الأمر الذي يفسر المراجعة الحالية لموقف المملكة من جماعة الإخوان المسلمين.


قوة عربية مشتركة لمواجهة المجموعات المتطرفة

أما السيناريو الثاني فيقوم على فكرة تكوين قوة عربية مشتركة قادرة على مواجهة المجموعات المتطرفة لا في سوريا والعراق، بل في كافة مناطق انتشار هذه المجموعات في الأرض العربية، وحتى في مناطق الجوار العربي التي تشكل منطلقا لتهديد الدول العربية .

وحسب الخبراء فإن هذا السيناريو يأخذ بعين الاعتبار أن قوى التطرف في العالم العربي ليست موجودة في سوريا والعراق فحسب، بل تنتشر في شمال إفريقيا وشمال الصحراء الإفريقية المجاورة للدول العربية، فضلا عن القوى الإسلامية المتشددة القادمة من دول آسيا الوسطى ومن بعض الدول الأوروبية. وبالتالي لا يمكن حصر المشكلة في القوى المتطرفة التي أفرزتها الأزمة السورية فقط بل في كامل خريطة الانتشار للقوى المتطرفة داخل وخارج العالم العربي .

ويقول الخبراء إن هذا السيناريو يشكك في إمكانية العمل مع الإسلام السياسي، خاصة بعد التجربة المريرة التي عاشتها بعض الدول العربية، والتي أدت في المآل إلى تحول ما كان يعتقد بأنها قوى معتدلة، إلى ماكينات تفريخ لقوى التطرف. ويشير الخبراء إلى تجربة العمل مع الإخوان المسلمين الذين يقدمون أنفسهم الآن كضحية، ويشيرون إلى عدم وجود إمكانية حقيقية لفتح صفحة جديدة مع الإخوان الذين سيجدون في أي يد قد تمتد لهم بأنها تعبير عن ضعف الطرف الآخر.

ويعترف الخبراء أن سيناريو تشكيل قوة عربية مشتركة يواجه صعوبات، خاصة إذا لم يتسع هذا التشكيل لضم قوى عربية رئيسية مثل السعودية، التي تعتبر أولويتها اليوم هي مواجهة الخطر الإيراني الذي يزنرها من الشمال والجنوب والشرق. ويشبر الخبراء أيضا إلى أن الولايات المتحدة تشكك في إمكانية نجاح الدول العربية بتشكيل قوة مشتركة ما لم يكن هناك توافق سياسي كامل على أولويات الخطر الذي تواجهه دول المنطقة .

ويضيفون أن خطر التطرف الذي تواجهه بعض الدول العربية، يتطلب معالجة أكبر من المعالجة العسكرية تتضمن حزمة من الإجراءات أبرزها الإصلاح السياسي، والقضاء على مظاهر الفساد، فضلا عن إيجاد أشكال من التنمية الاقتصادية المتوازنة .


العمل في إطار إقليمي محكوم بالتزامات دولية

أما السيناريو الثالث فهو العمل في إطار إقليمي محكوم بالتزامات دولية، وهو ما يقتضي العمل مع الدول لقطع الطريق أمام القوى الداخلية التي تتغذى على الخلافات بين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في المنطقة.

ويقول الخبراء إن الوصول إلى اتفاقات بشأن الملفات الإقليمية الساخنة من شانها تحسيين مناخات التعايش بين مصالح دول الإقليم. ويرى هؤلاء الخبراء أن هذا السيناريو يقوم على فكرة أساسية هي أن أحدا في الإقليم لا يستطيع إلغاء الآخر، وأنه إذا كانت الدول الغربية قادرة على التفاوض حول ملف ساخن كبرنامج إيران النووي فإن دول الإقليم قادرة على التفاوض حول ملفات الخلافات الآيدولوجية والسياسية .

ويرى الخبراء أن نجاح هذا السيناريو يتطلب مناخا من التعاون الاقتصادي الواسع الذي يسهم في مساعدة دول الإقليم على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، التي كانت سببا في تمكين القوى المتطرفة وتعزيز نفوذها بين الطبقات المهمشة أوالفقيرة .

ورغم التباين الواضح في السيناريوهات المطروحة، إلا أن الخبراء يرون، إمكانية توزيع الأدوار بين أصحاب هذه السيناريوهات حتى بدون اتفاق معلن، ويضيفون أن الصعوبات في التوافق على سيناريو واحد سيدفع بعض الدول للبحث في حلول تتناسب مع مصالحها واحتياجاتها وقدراتها، وقد تمهد مثل هذه الحلول الجزئية لحلول جماعية في نهاية المطاف.  
_
ص.ح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق