الأحد، 29 مارس 2015

وزير الحربية المصرية ابان أيلول الاسود يكشف تفاصيل مثيرة لتهريب "عرفات" ورسالة القذافي ..؟

وزير الحربية المصرية ابان أيلول الاسود يكشف تفاصيل مثيرة لتهريب "عرفات" ورسالة القذافي ..؟
تاريخ النشر : 2015-03-28
 
رام الله - دنيا الوطن
نشرت صحيفة البديل المصرية مذكرات للفريق محمد صادق وزير الحربية ابان ايلول الاسود في الاردن .

ننشر الحلقة الاولى من المذكرات :

تنشر "البديل" الجزء الأول من مذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق، وزير الحربية الأسبق، في إحدى المهمات أثناء توليه رئاسة أركان الجيش المصرى، عندما سافر مع وفد برئاسة الرئيس السودانى جعفر نميرى، كمبعوثين من مؤتمر القمة العربية المنعقد فى أيلول اﻷسود لوقف القتال بين اﻷردن وفلسطين، وكلف شخصيًا من الرئيس عبد الناصر بإحضار الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، المحاصر فى الأردن.

وحصلت "البديل" على أجزاء من مذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق، من نجله أمجد محمد صادق، التي بدأ نشرها فى جريدة الأهرام 10 أغسطس 2010؛ تمهيدًا لجمعها في كتاب، لكنها توقفت بعد نشر الحلقة الأولي، وفي 18 سبتمبر 2011، بدأت مجلة أكتوبر نشر المذكرات أيضا تمهيدًا لجمعها في كتاب وبعد نشر الحلقة العاشرة بتاريخ 18 ديسمبر 2011، توقفت عن النشر.

وإليكم الكواليس الكاملة  لتهريب ياسر عرفات، على لسان منفذ المهمة الفريق أول محمد أحمد صادق من واقع مذكراته:

"القذافي" لوزير الحربية: سفرك الآن ضرورة لإنقاذ الثورة الفلسطينية
اعتبارا من يوم 17 سبتمبر 1970 ، بدأ الجيش الأردنى قصف معسكرات وأماكن تجمعات المقاومة الفلسطينية بنيران كثيفة ومتصلة، وأدرك قادة المقاومة أن الملك حسين يخوض هذه المعركة لتصفية وجود المقاومة الفلسطينية بالأردن، وأنه قد حسم أمره فعلا، ومستعد للمضى إلى النهاية.

وقررت كل المنظمات الفلسطينية خوض المعركة، ولم يكن أمام المقاومة فرصة للانتصار على الجيش الأردنى حسن التدريب والموالى للملك حسين، وتصاعد هذا الغضب الذى لم تبال به القيادات الفلسطينية فى الوقت المناسب، بل ولم تعره أى اهتمام استنادا إلى وجودها القوى ورسوخ أقدامها بالضفة الغربية للأردن التى تضم نسبة كبيرة من السكان الفلسطينيين، و كذلك إلى تعاطف الرأى العام العربى معها باعتبارها أول تجسيد للمقاومة العربية بعد نكسة يونيو 1967، وظل الغضب يتصاعد ضد المقاومة الفلسطينية ورجالها.

وكنت قبل أن يبدأ الهجوم الأردنى على المقاومة الفلسطينية قد قررت دخول مستشفى القوات المسلحة فى ضاحية المعادى بالقاهرة لإجراء جراحة ولم أخبر أحدا بدخولى المستشفى، كان فى ذلك الوقت الرئيس جمال عبدالناصر موجودا فى مرسى مطروح لراحه إجبارية فرضها عليه الأطباء، ولن يزعجنى أحد، وعلي أن أجرى الجراحة وأمضى بضعة أيام فى المستشفى ثم أعود لعملى كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة المصرية، وبعد دخولي المستشفى بساعة واحدة دق جرس التليفون وقيل لى إن الرئيس عبدالناصر على التليفون.

لازلت أذكر صوته يرن فى أذنى: "أهلا يا صادق .. انت فين .. إحنا عاوزينك لمهمة عاجلة ستسافر الآن فورا إلى الأردن فى مهمة لوقف القتال الدائر هناك، المقاومة فى مأزق وانت أعرف الناس بهم، انت فين دلوقت؟"

ولم أشأ أن أقول للرئيس إنني في المستشفى، وعاد عبدالناصر يكمل حديثه قبل أن أرد: "إلى جوارى الآن الرئيس القذافى هو أيضا سيكلمك".

ويقول القذافى: "يا أخ صادق سفرك الآن ضرورة لإنقاذ الثورة الفلسطينية"، ويعود الرئيس عبدالناصر ليتابع تعليماته: "جهز نفسك للسفر فورا إلى عمان".

وأجيب أنا: "لكن يا سيادة الرئيس .. عمان تحترق، القتال فى الشوارع، مطار عمان مغلق".

ويرد الرئيس: "يا صادق تصرف، وأنا واثق فى حسن تصرفك، كل ما نطلبه من الملك حسين هو وقف نزيف الدم .. وتحقيق المصالحة وإنقاذ عرفات من هذا المأزق الخطير".

السفر إلى الأردن ولقاء الملك حسين وشروط وقف إطلاق النار

وغادرت المستشفى من دون أن أجرى الجراحة .. رغم تجهيز حجرة العمليات فعليا، ومن مستشفى المعادى إلى مطار "ألماظة" مباشرة، حيث أصدرت تعليماتى بتجهيز طائرة حربية للإقلاع فورا على أن تملأ خزانات الوقود إلى نهايتها .. ولم أشأ أن أطلعهم على وجهة سفرى، فقط اكتفيت بالقول إننا متجهون إلى بيروت ، وعند وصولنا أجواء العاصمة اللبنانية قلت لقائد الطائرة: "الآن إلى مطار المفرق فى الأردن"، وبلا إجراء أى اتصالات لاسلكية كنا فوق مطار المفرق وهبطت الطائرة.

وهناك توجهت لقائد المطار العسكرى وكشفت له عن شخصيتى، أنا الفريق محمد صادق رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، أريد لقاء عاجل مع جلالة الملك حسين .. معى رسالة مهمة من الرئيس عبدالناصر، اتصالات عديدة تمت مع القصر الملكى .. أخيرا الملك حسين على التليفون ليقول لى: "الطريق غير مأمون لوصولك".

قلت: أعلم ذلك .. أرجو إرسال طائرة هليكوبتر للوصول إليك، وبالفعل جاءت طائرة الملك حسين إلى مطار المفرق، وركبنا الطائرة التى هبطت بنا في فناء القصر الملكى بالحمر.

الملك حسين فى ردائه العسكرى .. مظاهر الإرهاق بادية على وجهه .. استقبلني مرحبا ومتسائلا: "ها أنت ترى أفعالهم، لابد من القضاء على الفتنة وإنقاذ الأردن".

جلست طويلا مع الملك وبعد أن أطلعنى على كل دقائق الموقف العسكرى قلت: أريد أن أقابل ياسر عرفات .. وأين هو عرفات؟ قال لى الملك: "لن تجده .. نحن نبحث عنه ولا نجده.

.وبعد مناقشات دامت حوالى ثلاث ساعات غادرت القصر الملكى بسيارة مصفحة نقلتنى إلى مقر السفارة المصرية فى جبل عمان حيث يواجهها فندق الأردن أكبر فنادق عمان العاصمة، وهناك لم أجد أحدا فى السفارة إلا ضابط اتصال مصري شجاع، لم يكن معنا فى السفارة سوى جهاز اللاسلكى، وجهاز راديو، والقصف يحيط بنا من كل النواحى، ظللت ثلاثة أيام داخل السفارة، ومن الطابق العلوى كنت أراقب مسرح العمليات وأجريت من خلال ضابط الاتصال المصرى اتصالات مباشرة مع عدد من قادة المقاومة وبدأت عملية إبلاغ الرسائل إلى أبوعمار عن طريق إبراهيم الدخاخنى ضابط الاتصال حول شروط وقف إطلاق النار.

الملك حسين يبلغ عبدالناصر فى القاهرة بالشروط التى يراها ملائمة لوقف إطلاق النار ويتصل عبدالناصر بى لأبلغها بدورى لضابط الاتصال الذى يقوم بإبلاغها لياسرعرفات، وكان عليه أن يخترق خطوط القتال سيرا على الأقدام من الجانب الأردنى إلى الجانب الفلسطينى، وقد رأى ياسرعرفات أن الشروط الأردنية قاسية، ولا يستطيع قبولها، وطلب فى رسالة إلى عبدالناصر الحصول على شروط أفضل من تلك الشروط.

عبد الناصر: أحضروا ياسر عرفات حيًا إلى القاهرة

وعدت إلى القاهرة وقابلت على الفور الرئيس عبدالناصر وقدمت له تقريرى النهائى، وقتها كان عبدالناصر قد دعا الملوك والرؤساء العرب لاجتماع قمة طارئ يعقد فى القاهرة، وخلال المؤتمر اقترح عبدالناصر تشكيل وفد يمثل القمة العربية برئاسة الرئيس السودانى جعفر النميرى وعضوية الباهى الأدغم رئيس وزراء تونس آنذاك، والشيخ سعد العبدالله السالم، وزير الدفاع الكويتى آنذاك، بالإضافة إلي شخصى كرئيس لأركان القوات المصرية المسلحة.

واتفق على أن يكون هذا الوفد ممثلًا لكل المجتمعين فى القاهرة وله سلطة التصرف باسمهم فى الموقف على أساس الاتصالات بالملك حسين وبالسيد ياسر عرفات.

كانت قمة القاهرة قد عقدت فى محاولة جادة من مصر لإيجاد مخرج للأزمة المتدهورة فى الأردن حيث يرتفع عدد الضحايا كل دقيقة بطريقة مخيفة، وعقد وفد القمة اجتماعا فى فندق هيلتون، تم خلاله الاتفاق على خطة عمل الوفد المسافر إلى عمان، وبعد ذلك اتجهت للقاء منفرد مع الرئيس عبدالناصر الذى بادرنى قائلا:

" أهم شىء عندى الآن هو أن تحضر لى ياسر عرفات حيا إلى القاهرة، فعرفات يمثل الرمز الفلسطينى ولابد من إنقاذ هذا الرمز، عليك أن تتصرف فى نطاق من السرية الكاملة، ولك كل الصلاحيات، بقية المهام يقوم بها وفد القمة مجتمعا، وضع خططك ونفذ التعليمات فنحن فى سباق مع الزمن".

غادرنا جميعا مطار القاهرة إلى مطار عمان، حيث فوجئ الجميع بوصول وفد الملوك والرؤساء العرب، واتجهنا فورا إلى لقاء الملك حسين الذى كان يحيط به كبار ضباطه، وبدأ العاهل الأردنى شرحا مطولا للموقف، وعقب انتهاء المباحثات، وجـه الرئيس نميرى بيانا أذيع عبر إذاعة عمان موجها لجماهير الشعب الأردنى قال فيه:

" إننا جئنا إليكم باسم مؤتمر القادة العرب الذى ينعقد اليوم فى القاهرة، فور أن حلت النكبة فى بلدكم العزيز هذا، وما وقع فيه من أحداث دامية مؤسفة عصرت الدماء فى قلب الأمة العربية، لقد كانت الشعوب العربية تتابع كفاحكم ضد العدو المشترك لحظة بلحظة طوال السنوات الماضية.. ولكنها روعت فجأة بوقوع الكارثة بالأردن المتفتح، وقد كانت تتوقع حدوث أى شىء ما عدا هذا لثقتها بأن الذى يقف فى أرض المعركة هو أكثر الناس إدراكا وتمسكا بمعنى الاتحاد والتعاون والتلاحم تحت كل الظروف، إن الشعوب العربية لم تكن تتصور أن تتفاقم الأحداث وتصل إلى ما وصلت إليه بين الأخوة الأشقاء فى الدار والدم واللقمة والهدف والمصير، بل كانت تؤمن أن القوى الصامدة فى الأردن هى أكبر من كيد العدو ومكره وأساليبه الخبيثة المدمرة، لقد اجتمعت وأعضاء الوفد العربى إلى جلالة الملك حسين ولمست مع إخوانى جراحات قلبه وأسى فؤاده.. ولكننا لمسنا إلى جانب ذلك إيمانه بالعمل الفدائى، وحرصه عليه، وإيمانه بوحدة شعبه وقدسيتها وحرصه عليه، وقد لمسنا من جلالته الاستجابة الصادقة والفورية لنداء أمته وصوت ضميرها وهو الذى كافح وعمل فى سبيل أمته طوال حياته، ولئن تعذر علينا الاجتماع بالأخ ياسر عرفات، فقد اجتمعنا بالأخوة صلاح خلف، وفاروق قدومى، وإبراهيم بكر، وبهجت أبوغربيه، والعقيد سمير الخطيب، ووجدنا عندهم الاستجابة الفورية والصادقة لنداء أمتهم وصوت ضميرها وهم العاملون المكافحون فى سبيل قضيتها المقدسة".

وأخيرا نجحت الجهود العربية، وتم الاتفاق على عودة قوات الجيش الأردنى إلى ثكناتها وقواعدها العادية، وجلاء الفدائيين من عمان والمدن والقرى، ونقل قواعدهم إلى خطوط وقف إطلاق النار والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية التى كانت تضم وقتئذ منظمات المقاومة العشر برئاسة السيد ياسر عرفات، وتطبيق نظم الدولة وقوانينها على الفدائيين وعلى كل من يعيش على أرضها.

عدنا إلى القاهرة وقد وصلت الجهود إلى نتيجة يمكن لها على الأقل أن توقف النزيف والخراب، وأن تعطى للقادة العرب فرصة للتفكير والتدبر، فهناك اتفاق تم التوصل إليه لوضع حد للحرب الأهلية فى الأردن، وهذا الاتفاق يحظى بموافقة كل الأطراف – أردنيا وفلسطينيا وعربيا – وكان هذا بالتحديد يوم 23 سبتمبر (ايلول) سنه 1970، وفى هذا اليوم غادر الرئيس اللبنانى شارل حلو القاهرة إلى بيروت بعد أن شارك فى جانب من اجتماعات القادة العرب وفى الوقت نفسه كان الرئيس اللبنانى الجديد سليمان فرنجيه قد تسلم سلطاته الدستورية اعتبارا من يوم 23 ايلول ثم غادر بيروت إلى القاهرة صباح 24 ايلول ليشارك فى اجتماعات القمة العربية، وفى اليوم التالى 24 ايلول 1970 حدثت المفاجأة ، فاتفاق وقف إطلاق النار لم يصمد طويلا ، القتال استؤنف بطريقة أشد وأعنف.

عاد القادة العرب المجتمعون فى القاهرة لليوم الثالث على التوالى إلى مشاوراتهم ووصلوا إلى نتيجة محددة، أن الأمور وصلت بما تتجه إليه الأحداث فى الأردن إلى حد يتعين معه حسم الموقف بصفة قاطعة ونهائية.

واتفق القادة العرب على أن يعود الرئيس جعفر نميرى إلى عمان مرة أخرى وأخيرة على رأس وفد يضم الباهى الأدغم، والسيد حسين الشافعى، والشيخ سعد العبدالله السالم، والدكتور رشاد فرعون مستشار الملك فيصل، والسيد فاروق أبوعيسى وزير خارجية السودان آنذاك، والفريق محمد أحمد صادق، وكانت مهمة الوفد المعلنة هى تقصى الحقائق والعمل بكل الوسائل من أجل وقف إطلاق النار على أن يعود الملوك والرؤساء العرب للاجتماع مرة أخرى فى اليوم التالى (25 سبتمبر) للنظر فى النتائج النهائية لمهمة الوفد.

كانت هذه هى مهمة الوفد الرسمية والمعلنة، أما المهمة الأخرى السرية التى لم يكن يعرفها أحد غيرى فهى صدور تعليمات مباشرة لى من الرئيس عبدالناصر بإحضار ياسر عرفات إلى القاهرة بأى طريقة وبأى أسلوب كان.

ثلاث سيارات مصفحة لتحرير "عرفات" قرب جبل اللويبدة

وصلنا إلى عمان وعقدنا اجتماعا مطولا مع الملك حسين، تركت الاجتماع وذهبت إلى شرفة القصر الملكى استطلع ميدان المعارك، كان القصف مركزا وشديدا على مناطق معينة علمت أنهم يعتقدون أن أبوعمار كان موجودا فيها، وأثناء المقابلة الطويلة قطعت الإذاعة الأردنية إذاعتها التى كانت تقتصر على الأناشيد العسكرية، لتعلن أن الرئيس نميرى سيذيع بيانا بعد وقت قصير، وفى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق مساء 24 سبتمبر (ايلول) أذاع راديو عمان نداء بصوت الرئيس نميرى كان نصه: "الأخ المناضل ياسرعرفات، باسمى شخصيا ونيابة عن الوفد الذى وصل إلى عمان هذه الليلة نرجو منكم أن تقترحوا علينا كيف يمكن الاتصال بكم ومكان وموعد الاجتماع وبأى وسيلة متاحة، وبما أن الأمر هام وعاجل فأرجو تحقيق ذلك حالا .. نكرر حالا وشكرا.".

وظل راديو عمان يكرر النداء بعد ذلك عدة مرات ، وبعد حوالى الساعة .. وفى الساعة الثانية عشرة و 45 دقيقة رد ابوعمار على النداء ببيان أذيع من راديو اللجنة المركزية فى دمشق قال فيه:

"سيادة الأخ الرئيس اللواء أركان حرب جعفر محمد نميرى .. سمعت نداءكم الموجه إلينا من إذاعة عمان من أجل لقاء عاجل وفورى يجمعنا .. وتلبية لندائك أقول: ليكن الاجتماع الليلة وفى حدود الساعة الواحدة ، ونقترح أن تصلوا سيادتكم عبر الطريق الموصل من فندق الكرمان إلى مدرسة عالية إلى مقر سفارة الجمهورية العربية المتحدة فى جبل اللويبده ويصلكم مندوب من طرفنا ليرافقكم إلى مقر الاجتماع، لقد عممنا على قوات الثورة فى جبل اللويبدة لتأمين وصولكم وعدم التعرض لسيادتكم وسيكون أكثر أمنا لمسيرتكم لو شددتم على الطرف الآخر بالتقيد بوقف إطلاق النار فى جبل اللويبدة هذه الليلة وإلى أن نلتقى بكم لكم التحية من إخوانكم المناضلين".

ومن القصر الملكى فى عمان ذهبنا إلى لقاء ياسرعرفات وكان دليلى هو ذلك الضابط المصرى الشجاع إبراهيم الدخاخنى، وتحت ستار من القصف المدفعى الشديد توجهت ثلاث سيارات مصفحة إلى مكان الاجتماع بعرفات، توقفت السيارات الثلاث عند مكتب الوزير المفوض المصرى فى جبل اللويبدة، منطقة يسيطر عليها الجيش الأردنى، وعلى بعد كيلو متر واحد يقف الفدائيون متحصنين فى مواقعهم على قمم جبال عمان وفوق أنقاض المنازل التى تهدمت وصل مندوب من ياسر عرفات، وبعد مداولة قصيرة تقرر أن ينتقل الرئيس السودانى ومعه أعضاء الوفد إلى المقر السرى لعرفات، ويتم اللقاء، ويتفق على أن ينتقل الجميع إلى مقر السفارة المصرية فى جبل عمان، وكان لابد من تغيير زى أبوعمار حتى لا يتعرف عليه أحد، وبالفعل نجحنا وركبنا السيارات ومعنا عرفات ودخلنا السفارة المصرية من دون أن يحس أحد أن معنا ياسر عرفات، وبدأنا المفاوضات مع الملك حسين.

وفى الساعة الثانية إلا الثلث بعد ظهر يوم 25 سبتمبر أذاع راديو عمان أن وفد الملوك والرؤساء قد اجتمع مع كل من الملك حسين وياسرعرفات، وقال أنه نتيجة للجهود المباركة التى بذلها الوفد برئاسة اللواء جعفر نميرى فقد تم بحمد الله الاتفاق الشامل على وقف إطلاق النار، وأضاف أن ياسر عرفات سلم إلى اللواء نميرى "نداء خطيا" موقعا منه بوقف القتال، بعد ذلك بدأ وفد الرؤساء بحث الخطوات التنفيذية للاتفاق، ولكنها تعثرت بالتطورات التى حدثت عند العصر، فالقتال استؤنف مرة أخرى وتجدد القصف وشمل كل مناطق عمان.

ولكى أتمكن من إخراج ياسرعرفات من عمان من دون علم أى فرد فى الأردن طلبت منه أن يصعد إلى الطابق الثالث من السفارة ويظل هناك إلى أن أحضر إليه، فى الوقت نفسه طلبت من ضابط الاتصال المصرى أن يقوم أبوعمار بتسجيل بيان يذاع بصوته فى وقت حددته له من إذاعة المقاومة يهاجم فيه الأردن ويعلن استمرار القتال حتى يتم الاتفاق الكامل على وقف إطلاق النار، وقتها اعترض أبوعمار قائلا: كيف ذلك ؟ قلت له: أرجوك لا وقت لدينا نفذ ما طلبته منك وأنا ضامن للنتيجة النهائية وهى حقن الدماء، وسأتجه أنا الآن مع وفد القمة العربية للقاء أخير مع جلالة الملك حسين.

وبالفعل ذهبت مع الرئيس نميرى ودخلنا مع الملك حسين فى مفاوضات حول تثبيت وقف إطلاق النار، وبعد مضى نصف ساعة، دخل علينا أحد ياوران الملك حسين ومعه جهاز تسجيل أداره للملك فسمعنا بيانا بصوت ياسر عرفات يهاجم فيه الأوضاع بشدة ويعلن استمرار القتال حتى يتم التوصل إلى إيقاف حقيقى للمعارك، وثار الذين من حول الملك وبدا الوضع فى غاية الصعوبة فقلت لهم بالقطع هذا ليس صوت عرفات، ولم يستمع أحد لتبريراتى، وانتهى الاجتماع بقرارنا العودة فورا إلى القاهرة.

وعدنا إلى السفارة المصرية وقد اشتدت المعركة، وقد لاحظت من خلال متابعتى أن القصف تركز هذه المرة على المنطقة التى التقينا فيها بياسر عرفات فى جبل اللويبدة، وقبل أن نغادر السفارة المصرية طلبت أن اصطحب معى فى الطائرة عددا من المصريين الذين حاصرتهم الأحداث، وبالفعل وصل إلى مقر السفارة عدد من السيدات طلبت منهن أن يجهزن أنفسهن لركوب السيارات التى ستتجه إلى المطار، وصعدت إلى الطابق العلوى من السفارة وطلبت من أبوعمار أن يحلق ذقنه وهنا فقط أخبرته أنه سيصحبنا إلى القاهرة، فعارض عرفات ذلك بشدة، فقلت له أن هذا هو قرار الرئيس عبدالناصر، وإن وجودك الآن حيا خارج عمان أفضل للمحافظة على الثورة الفلسطينية، والرئيس عبدالناصر لديه من الخطط ما يضمن إنهاء الاقتتال الدائر خلال يومين أو ثلاثة، عارض عرفات طويلا ولكنه فى النهاية وافق، ثم استعرت عباءة الوزير الكويتى وألبستها لعرفات ونزلت به إلى الطابق الأرضى للسفارة وطلبت من إحدى المواطنات المصريات أن تركب السيارة ومعها عرفات وابنتها، وبدأنا جميعا نتحرك إلى السيارات من دون أن يشعر به أي فرد من رجال المخابرات الأردنية.

ووصلنا إلى مطار عمان فطلبت من سائق سيارة عرفات أن يتجه مباشرة إلى الطائرة ونزل عرفات ومعه السيدة المصرية التى لم تكن تعرفه وصعد إلى الطائرة وجلس فى مقعده من دون أن يحس به أحد بينما كنت أنا منهمكا فى حديث ضاحك مع أحد ضباط الجيش الأردنى الكبار كما صافحت حرس الطائرة لأشغلهم عن متابعة الصعود إلى داخلها.

"أبو عمار" يصل القاهرة ودهشة جمال عبد الناصر

وانطلقت الطائرة إلى القاهرة ونزل منها الرئيس نميرى وبقية أعضاء الوفد واستقبلنا فى المطار من دون أن يشعر أى فرد فى مصر، ومن المطار إلى مكتبى فى رئاسة الأركان ومعى عرفات، وفجأة دق جرس التليفون، كان المتحدث سامى شرف: "حمدا لله بالسلامة.. نقدر جهودكم، الرئيس عبدالناصر يسأل عنك وما هى أخبارك"، قلت: "كله تمام"، سأل سامى شرف: "ماذا تعنى ، ماذا أقول للرئيس؟".

قلت : "كله تمام".

قال : ماذا تعنى ؟

قلت : "لاشئ ، فقط أرجو إبلاغه : المهمة نفذت".

قال : "أى مهمة ؟"

قلت : "أرجوك أبلغ الرسالة للسيد الرئيس"

وبعد دقائق كان عبدالناصر شخصيا على التليفون "يا صادق حمدا لله بالسلامة ، ماذا فعلت ؟"

قلت : "المهمة نفذت يافندم ، كله تمام ، عرفات موجود معي".

قال الرئيس : "موجود فين ؟"

قلت : "عرفات معى الآن".

قال الرئيس : "معك الآن فى القاهرة ؟ كيف حصل ذلك ؟ كيف خرجت به من عمان من دون أن يعلم أحد ؟ وكيف دخلت به القاهرة من دون أن يراك أحد ؟"

قلت : "يا فندم أبوعمار إلى جوارى الآن يرتدى بذلة الياور المرافق لى".

قال الرئيس : "إذن أحضر أنت وهو فوراً .. ؟ نعم الآن وفورا.."

وبعد دقائق كنا ياسر عرفات وأنا في منزل الرئيس عبدالناصر بالأحضان وبالعناق قابله عبدالناصر والدموع تملأ عينيه .." الحمد لله " … قالها الرئيس عدة مرات.

قلت للرئيس عبدالناصر :" ما العمل الآن يا سيادة الرئيس ؟"

قال : "ماذا تقترح ؟"

قلت : "يظل عرفات معنا بصفة سرية لبضعة أيام ثم يطير إلى دمشق ومن هناك يبدأ العمل".

هنا قال عبدالناصر : "بل عرفات سيظهر للناس غداً وبصفة رسمية..".

قلت : "هذا سيؤزم الموقف".

قال الرئيس : "يا صادق اذهب الآن لتنام لقد نفذت مهمتك بنجاح.. واترك لى المهمة الآن".

وبالفعل تركت عبدالناصر ومعه ابوعمار وعدت إلى مكتبى. وبعد ساعتين دق التليفون وصوت عبدالناصر :" يا صادق افتح الراديو اخبار الساعة الواحدة والنصف مساء ستعلن وصول ياسر عرفات إلى مصر".

قاطعته قائلا : "يا ريس أخشى من تأزم الموقف". وهنا قال عبدالناصر "ظهر غد يكون الملك حسين فى القاهرة وستتحقق المصالحة".

فى اليوم التالى كان الملك حسين يتصل بالرئيس عبدالناصر ويبلغه أنه فى طريقه إلى القاهرة لحضور القمة ، وفى مساء يوم 27 سبتمبر أعلن من القاهرة التوصل إلى اتفاق شامل بين الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وبدأ الملوك والرؤساء العرب يغادرون القاهرة إلى عواصم بلادهم وكنت مع عبدالناصر بالمطار وكانت السعادة تغمره، وكانت آخر كلماته لى: " يا صادق اذهب الآن لتستريح، وبعد ذلك فلتدخل المستشفى لتجرى الجراحة، لماذا لم تقل لى وقتها انك كنت فى المستشفى عندما طلبت منك السفر فوراً إلى عمان ؟".

قلت له يا سيادة الرئيس لم أفعل سوى الواجب، فلتعد سيادتكم الآن للمنزل وتستريح.

قال لى: "بالفعل أنا تعبان وسأنام ملء جفونى. الحمد لله . تحققت المعجزة . سأذهب لأنام ولا أريد أي إزعاج من أي واحد منكم. أنت أيضا اذهب لتنام مفهوم وبعدها سنلتقى…".

وودعت الرئيس بعد أن أديت له التحية العسكرية وذهبت إلى مكتبى. وبعد ساعات دق جرس التليفون : عليك بالتوجه فوراً إلى منزل الرئيس عبدالناصر.

وقتها قلت لنفسي "سبحان الله ، الراجل ده مش حايريح نفسه أبدا .." ولم يخطر على بالى أي شىء سوى أنها مهمة جديدة سيكلفنى بها الرئيس عبدالناصر. وفى بيته فى منشية البكرى كانت الفاجعة … عبدالناصر فى رحاب الله.


المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/03/28/687679.html#ixzz3VlzJVxkq
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook



هبة طوجي يحملها نحو نهائيات “The Voice” فرنسا

فازت الفنانة اللبنانية هبة طوجي في جولة جديدة من برنامج “The Voice” بنسخته الفرنسية لتنتقل من مرحلة Epreuve Ultime أي الإختبار النهائي إلى مرحلة المنافسة المباشرة، بعد منافسة شرسة مع زملائها جاك ومريانا وبعد أدائها لأغنية “Fighter” لكريستينا أغاليرا. وتألقت هبة بأداء رائع خطفت فيه قلب “ميكا” وتمكنت من الوصول للمرحلة النهائية التي سيلعب فيها الجمهور الدور الرئيسي.

السبت، 28 مارس 2015


2015-03-24 04:21:49

ما علاقة تسمية كيري الخليج “الفارسي” بزواج ابنته من طبيب ايراني؟


وكالات - وكالة قدس نت للأنباء
حفلت مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بصور وتعليقات وتغريدات تتناول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وتتزامن هذه الحملة مع التقدم الذي تشهده المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي، وبعد استخدامه تعبير الخليج “الفارسي” في تغريدة له على “تويتر” بمناسبة عيد النوروز.
ونشر الحساب الرسمي للخارجية الأمريكية على تويتر تغريدة على لسان الوزير الأمريكي، الجمعة الماضي، كان نصها: “كيري: من دواعي سروري مشاركة الرئيس #أوباما بتهنئة كل من يحتفل بعيد #النوروز في العالم. من آسيا والقوقاز إلى الخليج الفارسي والولايات المتحدة”.
واتهم مستخدمون لوسائل الإعلام الاجتماعي كيري بالإنحياز لإيران، معللين ذلك بعلاقة النسب التي تربطه بايران، حيث من المعروف ان ابنته فانيسا متزوجة من شاب الطبيب الإيراني بهروز (براين) ناهد. وانتشرت صور فانيسا وبهروز بشكل واسع خلال الأيام القليلة الماضية، مع تعليق: ابنة جون كيري فانيسا متزوجة من الإيراني بهروز، هل وصلت الرسالة يا سادة؟ الحمد لله وصلت!
وتساءل بعض المعلقين فيما إذا كانت تغريدة كيري اعتراف أمريكي رسمي باسم الخليج الفارسي؟، الذي يُعد استفزازا صريحا للدول العربية وخليجها العربي.
ورد أحد المغردين على كيري “هل ستقولون زلة لسان؟! لا أتصور وأنتم حساب للخارجية الأمريكية غير مدركين لحساسية التسمية.. فهل نعتبر التغريدة اصطفافًا لتسمية معينة؟”. وقال آخر “اسمه الخليج العربي يا حضرات وليس هناك شيء اسمه خليج فارس إلا بأحلامكم الماكرة”.

اليوم التالي بعد محمود عباس

في سنّ الثمانين وبعد أكثر من عقد في رئاسة السلطة الفلسطينية، لم ينجح محمود عباس في تهيئة خليفة متفق عليه. تراثه التاريخي كله مشكوك فيه والمستقبل غير واضح

26 مارس 2015, 19:411
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)
عندما تلقى محمود عباس بشكلٍ رسميّ وظيفته كخليفة لياسرعرفات في منصب رئيس السلطة الفلسطينية، بدا أنّ كل الشروط كانت لصالحه.
وجدت فيه الولايات المتحدة، من جهتها، تغييرا مرحّبا به مقابل عرفات الصلب. قال الرئيس بوش وقتذاك: "أخيرا، هذا الرجل الذي يمكنني أن أعمل معه".نظر إليه الشعب الفلسطيني كخليفة لا يشق له غبار "لأبو عمار"، نائبه التاريخي وصديقه من جيل مؤسسي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد وافقت حركة حماس على طلبه بالتمسّك بالتهدئة. كانت إسرائيل على حافة انسحاب تاريخي من قطاع غزة، تمت الموافقة عليه قبل وقت قصير من استلام عباس لمنصبه.
محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)
محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)
يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق
والآن، ومع احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق. وسوى ذلك، فهو يعلم أنه بعد موته سيترك خلفه إرثا إشكاليا جدا بالنسبة للشعب الفلسطيني المنقسم، المتنازع والمنكوب.
إنّ محاولة عباس في توحيد الشعب الفلسطيني وتعزيز فعالية السلطة الفلسطينية وسلطتها، بروح "سلطة واحدة، سلاح واحد"، قد نجحت بشكل جزئي فقط في الضفة الغربية، وفشلت تماما في قطاع غزة. لا شكّ أنّ فقدان السيطرة على غزة لصالح حماس في شهر حزيران عام 2007، والذي حدث بعد عام ونصف من فوز حماس في الانتخابات التشريعية، هو الفشل الأكبر لدى عباس.
في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه
في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه، بعد أنّ تحقّق إنجاز انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بشكل تامّ لصالح حماس. ولكن عندما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت عباس إلى مسكنه الرسمي وعرض عليه خارطة تفصيلية للانسحاب الإسرائيلي المقترح في الضفة الغربية، لم يقتنص عباس الفرصة. خلال فترة قصيرة تمّ انتخاب بنيامين نتنياهو لمنصب رئيس الحكومة الإسرائيلي، ووصلت عملية المفاوضات إلى طريق مسدود بشكل عميق، ولا يزال حالها كذلك حتى اليوم.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)
تآكلت شرعية عباس بعد أن اتضح عدم رغبته (أو عجزه) عن عقد انتخابات أخرى لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فلا زال يتمتّع بمكانة تاريخية لا يستطيع أي شخص آخر في السلطة الفلسطينية أن يفاخر بها: فمحمود عباس هو المتبقي الأخير من جيل المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثمّ فقد تمّ النظر إليه باعتباره واحدا من أواخر ممثّلي ياسر عرفات على الأرض، الرجل الذي جسّد الشعب الفلسطيني.
في العقد الماضي، انتشر في إسرائيل التوقع بأنّ "جيل الوسط" لحركة فتح، أولئك الذين سُجنوا في السجون الإسرائيلية في الثمانينيات وأصبحوا قادة ميدانيين لمخيّمات اللاجئين في الضفة وغزة، هم من سيقود الشعب الفلسطيني في العقود القادمة. ولكن هذا الجيل، جيل محمد دحلان، جبريل الرجوب، توفيق الطيراوي وأمثالهم، خيّب آمال الشعب الفلسطيني، وفقد السيطرة على غزة ولم يحقق التوقعات.
أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس
أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس. يمكن أن نعدّ عشرات الأسماء بمثابة بدائل محتملين لعباس، ويستلزم من كل واحد منهم بذل جهود كبيرة من أجل توحيد الصفّ الفلسطيني والحكم بشكل فعال. إنّ خطر التدهور إلى فوضى تامّة أمر واضح للجميع.
ومن بين الأسماء التي تمّ طرحها على مدى سنوات لمنصب خليفة عباس هناك مروان البرغوثي المسجون في إسرائيل، جبريل الرجوب الذي ترأس الأمن الوقائي الفلسطيني، سلام فياض الذي تولى سابقا منصب وزير المالية ورئيس الوزراء، رشيد أبو شباك الذي سيطر على أجهزة السلطة في قطاع غزة، وأدين بعد ذلك بجرائم فساد، توفيق الطيراوي الذي ترأس المخابرات، حسين الشيخ أحد مسؤولي فتح، جهاد الوزير نجل خليل الوزير من مؤسسي فتح، وآخرون.
إن احتمالات كلّ هؤلاء الآن في خلافة عباس تبدو ضعيفة جدّا، وفي بعض الحالات مستحيلة. ومع ذلك، فقد اخترنا أربعة مرشّحين محتملين لهذا المنصب الكبير في اليوم الذي سيأتي بعد عباس. ولكن في هذه المرحلة فهي مجرّد تقديرات، حيث إنّه لا شيء مستقرّ وكلّ شيء قابل للتغيير.
محمد دحلان
محمد دحلان
محمد دحلان
الذي كان طوال الوقت المرشّح الأبرز لقيادة الشعب الفلسطيني بعد تبادل الأجيال، يبدو الآن ضعيف الاحتمال تماما في خلافة عباس، وخصوصا على ضوء الصراع العميق الذي انفجر بين الاثنين في السنوات الماضية. تمّ النظر إلى دحلان باعتباره فاسدا ووحشيّا. ومن جهة أخرى، ليس هناك أي قائد أكثر خبرة منه، وهو معروف من قبل الشعب الفلسطيني كله حتى لو لم يكن لديه شعبية، وبإمكانه أن يفخر بأنّه قضى زمنًا في الاعتقال في إسرائيل. ميزة أخرى هي أنّ دحلان مقبول على قسم لا بأس به من قيادة حماس، رغم التاريخ الدموي بينه وبين أعضائها. وأهم من كلّ ذلك؛ يبدو أن الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، يقف خلفه وسيعزّز مكانته.
محمد اشتية
محمد اشتية
محمد اشتية
ميّزات اشتية هي خبرته، مهاراته وقربه من القيادة القديمة لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. لدى اشتية خبرة كبيرة سواء في المجال الاقتصادي المطلوب جدّا لقيادة السلطة، أو في المجال السياسي؛ فقد كان في مؤتمر مدريد عام 1991 عضوا في الوفد الفلسطيني وفي السنوات الأخيرة انضم إلى صائب عريقات في إجراء المفاوضات مع إسرائيل. في المقابل، فإنّ اشتية هو شخص فاقد للمكانة الشعبية، وليس معروفا لدى معظم الشعب، وكما يبدو فهو يفتقد للكاريزما والسلطة المطلوبتين للزعيم.
ماجد فرج
ماجد فرج
ماجد فرج
إذا كان هناك شخص يسيطر اليوم على أراضي الضفة الغربية، شخص مسؤول عن الاستقرار النسبي في الضفة الغربية وعن الخطوات الفعالة للسلطة الفلسطينية باتجاه تحوّلها إلى دولة؛ فهو ماجد فرج. في المقابل، فهو غير معروف بشكل كبير في أوساط الشعب، ولا يملك الشعبية بشكل استثنائي، حيث لا زال يمكث حتى اليوم في الظلّ بشكل أساسيّ وليس تحت دائرة الضوء. إذا أراد الترشّح لمنصب الرئيس، فسيُضطرّ إلى قطع شوط طويل.
عزام الأحمد
عزام الأحمد
عزام الأحمد
ميّزات عزام الأحمد عديدة: فهو يسيطر بشكل جيّد على آلية الحركة في فتح أكثر من أي شخص آخر اليوم، وهو مقبول جدّا على القيادة العليا لحماس بعد أن قاد محادثات الصلح معها. العيب الأبرز لديه هو سنّه، حيث إنّه كبير في السنّ وينتمي من الناحية التاريخية للجيل الأول مثل عباس. إذا تم اختياره للقيادة، فسيكون مرشّح الجمود وليس التقدّم. في المقابل، فإنّ الجمود مفضّل على التدهور الذي قد يحدث في اليوم الذي سيأتي بعد محمود عباس.



الثلاثاء، 24 مارس 2015

larger_text
رئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو اعتبرت إحدى رموز “الثورة البرتقالية” في العام 2004. و لعبت دوراً وهي خلف القضبان في حث معارضي ساحة ميدان على المطالبة بحقوقهم ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. اليوم ترشح السياسية الثرية نفسها للانتخابات الرئاسية، لكن منافسها بترو بوروشينكو يتقدمها في الاستطلاعات. الانتخابات تأتي في وقت تواجه البلاد تحدياً كبيراً لإيجاد توافق وطني بين الأوكرانيين المنقسمين إلى موال ومعارض لروسيا. مراسل يورونيوز فيأوكرانيا سيرجيو كنتونه التقى تيموشنكو وأجرى معها هذا اللقاء.
يورونيوز: مرحباً بكِ على شاشة يوروينوز، الوضع في أوكرانيا صعب للغاية، التوتر يتصاعد مع روسيا، و خطر الحرب قائم، حرب أهلية على أقل تقدير. ما رأيكِ بتصريحات موسكو الأخيرة، وبخاصة تلك الصادرة عن الكرملين حول الوضع في أوكرانية؟
تيموشينكو: لا يوجد مخاوف من حرب أهلية في أوكرانيا، ففي شرق وجنوب أوكرانيا لا يوجد دعم لعدوان بوتين. ثمانية عشر بالمئة فقط من الناس في الشرق والجنوب يعتبرون أن دونيتسك، لوغانسك وخاركوف يجب أن تنفصل عن أوكرانيا وتلتحق بروسيا. وهذه نسبة صغيرة لا تأخذ بعين الاعتبار. لا يوجد نزعة انفصالية أو حرب أهلية. في الواقع يوجد حرب غير منطوقة يشنها بوتين على أوكرانيا، ويجب إيقافها على الفور.
يورونيوز: هل تعتقدين بأن جميع بلدان الاتحاد الأوربي على استعداد للمضيّ ضد روسيا؟ إن جزءً مهماً من هذه الدول تربطه علاقات ممتازة مع موسكو. وبشكل أدق، يوجد قادةٌ أوربيون تربطهم علاقات مع بوتين شخصياً. أتعتقدين فعلاً أن الاتحاد الأوروبي مهيّأ لاتخاذ خطوة ضد روسيا؟
تيموشينكو: ما أعتقده هو أن العالم أدرك منذ فترة طويلة، بأن نظاماً استبدادياً نشأ في روسيا بالتزامن مع إقامة اقتصاد مغلق. و بأن إجراءات فاسدة إلى حد ما يجري تداولها. العالم كان يفكر بطريقة لإعادة هذه الحالة إلى الوضع الطبيعي. وقد منح بوتين بنفسه العالم هذه الفرصة لإنهاء النظام القائم في روسيا، الذي يشكل تهديداً على السلم العالمي. القرم و أوكرانيا كانتا نوعاً من مصيدة وقع فيها بوتين، وأعتقد أن العد التنازلي بدأ لإنهاء نظامه.
يورونيوز: لنتحدث الآن عن الانتخابات الرئاسية، استطلاعات الرأي تظهر أنك تحصلين على نتائج جيدة بشكل متزايد، ولكن منافسك بوروشنكو لا يزال متقدماً على ما يبدو في الاستطلاعات. ألا تعتقدين أن تأجيل الانتخابات بسبب الأزمة سيكون لصالحك، لأنك قد تحصلين على نتائج أفضل؟
تيموشينكو: أنا أعارض بشكل كبير تأجيل الانتخابات الرئاسية لموعدٍ آخر. أعتقد أن الانتخابات يحب أن تجرى في الخامس والعشرين من أيار/مايو، بغض النظر عن أي شيء الآخر، الأولوية في البلاد هو الحصول على رئيس منتخب شرعياً. ذلك سيشكل عامل استقرار قوي للوضع في أوكرانيا ويوقف الأزمة الاقتصادية. أنا واثقة من أن الرئيس الجديد سيعمل بحزم وثبات، وسيتمكن من تغيير الكثير. على هذا النحو سأتحرك.
يورونيوز: ما أزال أذكر بعد إطلاق سراحك مباشرة ظهورك على المنصة في ساحة ميدان. في ذلك الوقت هل كنت تتوقعين كل هذه التبعات السياسية الكبيرة؟ دعيني أقول بشكل أوضح، هل كنت توقعين كل هذه الأزمة الجيوسياسية مع روسيا؟
تيموشنكو: لم أكن لأتوقع مثل هذه التحولات في مجريات الأحداث. خلال ثلاثة وعشرين عاماُ من الاستقلال، لم يكن لأحد أن يتصور حرباً تشنها روسيا ضد أوكرانيا. لكن الثورة نجحت، و منحت أوكرانيا استقلالاً حقيقياً و حرية حقيقية. بوتين لم يستطيع تقبل هذه الثورة أو التصالح معها. لقد اعتاد على الشعور بأنه من خلال التعامل مع نوع من “الطابور الخامس” ضمن حكومة البلاد، يستطيع تنفيذ جميع سياساته. كان عنده مخطط لتوسيع إمبراطوريته على حساب أوكرانيا. لكن الثورة أحبطت مخططاته.
يورونيوز: البلد تعاني مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالتمثيل الديمقراطي والاجتماعي للجزء الشرقي من البلاد. يانوكوفيتشك كان على نحو ما الشخصية المعبرة عن حزب الأقاليم و عن المناطق الشرقية. بدون يانوكوفيتش حزب الأقاليم أصبح بطة عرجاء، و المشكلة مستمرة؟
تيموشنكو: أنت محق بأن الأوكرانيين في الشرق والجنوب يشعرون بشيء من ضعف الاهتمام بهم. لا يملكون سياسيين يمكنهم الاعتماد عليهم. لهذا السبب قضيت معظم وقتي في الأسابيع الماضية في المناطق الشرقية، كدونيتسك و لوغانسك، وأيضا بالقرب من المباني المغلقة، من أجل الاستماع للأوكرانيين في الشرق، و لفهم رسائلهم الموجهة إلى الحكومة الأوكرانية. أريد أن أفهم مطالبهم، و ما هو نوع الدعم الذي يريدونه من الحكومة الأوكرانية الجديدة. نحن نريد الوقوف إلى جانبهم. أعتقد أن هذا من القضايا الرئيسية اليوم. لقد كرست الكثير من الوقت لذلك، رغم الحملة الانتخابية. كما قال أحد الرؤساء العظماء في العالم لقد حان الوقت لتضميد جروح البلاد و التضامن بدلاً من الاقتتال. التفاهم المتبادل و التقارب باتجاه بعضنا هو السبيل لعودة السلام.
يورونيوز: كنت واحدة من قادة الثورة البرتقالية. هل يمكن أن تعقدي مقارنة و تشرحي لمشاهدينا، ليس فقط في أوكرانيا، بل في جميع أنحاء العالم، الفرق بين الثورة البرتقالية و التظاهرات التي جرت في ساحة ميدان؟
تيموشنكو: عندما قامت الثورة البرتقالية كانت مدعومة جزئياً من المرشح الرئاسي، فيكتور يوشتشينكو. لذا فهي ثورة قادها و دعمها الساسة، وجنى قطافها الناس. لكن هذه الثورة مختلفة كلياً. لقد قامت بدون دعم السياسة أو السياسيين. لقد كانت ثورة قادة من المجتمع المدني ومن أناس تبعوهم. كانت ثورة الأوكرانيين الطامحين للحرية، وهذا الفارق الجوهري.

4
ماهو ■■■التيسير الكمي■■■ ؟التيسير الكمي (Quantitative easing QE)

هو سياسة نقدية تستخدمها بعض البنوك المركزية لزيادة المعروض من النقد بزيادة الاحتياطيات الزائدة للنظام المصرفي. وعادة ما تـُستـَخدَم هذه السياسة عندما تفشل الطرق العادية في السيطرة على المعروض من النقد، أي عندما تكون الفائدة المصرفية، نسبة الخصم و/أو الفائدة بين البنوك عند، أو بالقرب من، صفر.

تتجه لجنة السياسة النقدية الأميركية في ختام اجتماعها مساء 3 نوفمبر 2010، إلى إعلان جولة جديدة من تعزيز السيولة، في محاولة لكسر جمود حركة الإقراض وتعزيز النمو الاقتصادي. وكان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي حدد هدفين لهذه الخطوة، يتمثلان في خفض معدل البطالة ورفع معدل التضخم، تحوطاً من وباء انكماش الأسعار الذي كبّل الاقتصاد الياباني طيلة العقدين الماضيين. وحظي ضخ السيولة، اي ما يعرف بسياسة «التيسير الكمي»، بتأييد الاقتصاديين الأميركيين الذين اعتبروا أن لمكافحة البطالة وانكماش الأسعار، أهمية مصيرية بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي. لكن أشاروا إلى أن هذين الهدفين اللذين أعلنهما برنانكي نهاية آب (أغسطس) الماضي، لن يتحققا إلا عبر آليات تطاول آثارها الاستثمار والاقتصاد العالميين، مثل خفض أسعار الفائدة الأميركية لحفز الإنفاق الاستهلاكي وإضعاف الدولار لدعم الصادرات.[1]

وحقق مجلس الاحتياط، بحسب ما لاحظ اقتصاديون كثر، نجاحاً كبيراً لمجرد إعلان الجولة الجديدة من التيسير الكمي، إذ انخفض الدولار 6 في المئة منذ نهاية آب، في مقابل العملات الرئيسة وارتفعت الأسهم الأميركية بما يزيد على 10 في المئة. فيما حلّقت أسعار الذهب التي تزيدها المخاوف التضخمية الناجمة عن إجراءات تعزيز السيولة بريقاً، إلى ذروات جديدة قبل تراجعها في شكل طفيف مع اقتراب موعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة.

ولن يجد مجلس الاحتياط صعوبة، في أن يحقق بعد اجتماع اللجنة وصدور بيانها المرتقب، مزيداً من النجاح بكل ما تحمله من سلبيات، خصوصاً بالنسبة إلى الاستثمارات الأجنبية في سندات الخزينة الأميركية. إذ أشارت توقعات وحدة الأسواق العالمية في مصرف «سي آي بي سي» الناشط بقوة في السوق الأميركية، إلى أن عائدات هذه السندات مقبلة على انخفاض تتراوح نسبته بين 5 و8 في المئة نهاية العام الجاري، مقارنة بمستوياتها الحالية المتدنية.

وبلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية في سندات الخزينة الأميركية أربعة تريليونات دولار في آب الماضي، لكنها تتجاوز 10 تريليونات دولار، مع الأخذ في الاعتبار سندات المؤسسات شبه الحكومية العاملة في مجال الرهن العقاري، وسندات الشركات الأميركية وأسهمها. وتزيد حصة السعودية وعدد قليل من الدول العربية في هذه الاستثمارات الأجنبية على 400 بليون دولار.

ولن يحتاج إضعاف الدولار إلى أكثر من الآليات التي تخفض عائد سندات الخزينة. ففي ما اعتبره محللون في «مصرف مورگان ستانلي» السيناريو الأكثر احتمالاً، يتوقع أن تعلن اللجنة نيتها تملك 100 بليون دولار من السندات الحكومية شهرياً، والتشديد على إمكان زيادتها أو خفضها بحسب الحاجة، ما يعني أن مجلس الاحتياط لن يتملك الجزء الأكبر من السندات المقرر أن تصدرها وزارة الخزانة لتمويل عجز السنة المالية 2011 فحسب، بل سيحد من الطلب على الدولار.

وبعد خسارة 6 في المئة من قيمته منذ أواخر أغسطس 2010 حتى آخر أكتوبر، استقر الدولار حالياً عند مستوى منتصف عام 2008، وهو تاريخ مشهود أصدر فيه بنك التسويات الدولية تحذيراً خطيراً، من أن انخفاض سعر صرف الدولار بنسبة 37 في المئة (مقابل العملات الرئيسة) منذ أوائل عام 2002، ألحق بالمستثمرين الأجانب مالكي أصول مقومة بالدولار «خسائر فادحة بمقياس الدولار وخسائر أفدح بمقياس عملاتهم الوطنية».



بن برانانكي يجيب على تساؤلات الكونجرس عن التيسير الكمي.
وتشير توقعات إلى أن الدولار مقبل على تعزيز مواقعه في مسار بطيء، لكن مطرد أمام العملات الرئيسة، في مقدمها اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني وأيضاً الفرنك السويسري والدولار الكندي والاسترالي، مستفيداً من عمليات جني الأرباح من جانب المضاربين الذين راهنوا على الآثار السلبية لسياسة التيسير الكمي، قبل أن يأخذ مساراً معاكساً في نهاية الربع الأول من العام المقبل.

وأبدى اقتصاديون أميركيون، أيدوا بقوة وحضوا على إطلاق جولة جديدة من تعزيز السيولة، «شكوكاً في قدرة السياسة النقدية وإجراءاتها غير التقليدية على حل أزمة البطالة، التي اعتبروها العقدة الكأداء لأزمة قطاع السكن المتفاقمة والاقتصاد الأميركي برمته، ما لم يدعمها ويرافقها إنفاق حكومي سخي داعم للنشاط الاقتصادي. لكن اتفقوا على أن أي قرار تتخذه ادراة الرئيس باراك أوباما في هذا الشأن سيتوقف على المفاجآت التي ستحملها الانتخابات التشريعية النصفية.
مراسل العربية: 8 قتلى و120 جريحا باطلاق الحوثيين النار على تظاهرة مناهضة لهم في تعز مراسل العربية: المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر يبلغ مجلس الأمن بأن الحوار بين الأطراف اليمنية سيعقد في الدوحة مراسل العربية: بنعمر يبلغ مجلس الأمن بأن توقيع أي اتفاق بين اليمنيين سيكون في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يتهم الحوثيين بتنفيذ مشروع إيراني الحوثيون يرسلون تعزيزات عسكرية جديدة إلى الجنوب رغم الإدانة الأممية تحطم طائرة من طراز إيرباص 320 في جنوب فرنسا تحمل 148 راكبا وتتبع لشركة جيرمان وينغز الألمانية الطائرة المنكوبة كانت تقوم برحلة بين برشلونة في اسبانيا ودوسلدروف في المانيا الرئيس الفرنسي: لا ناجين على الارجح من حادث تحطم طائرة إيرباص في الالب الفرنسية 85 مجموعة مدنية سورية تطالب بوقف البراميل المتفجرة وإرساء السلام في سوريا بان كي مون: الشعب السوري يشعر أن العالم تخلى عنه مع التركيز على قتال تنظيم داعش المتطرف عشائر الأنبار العراقية تطالب حكومة بغداد بتسليح أبناء المحافظة لتمكينهم من طرد داعش تحذيرات من هجمات قد تطال بريطانيا مع تزايد الفوضى في ليبيا الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة يتواصل في منتجع الصخيرات بالمغرب حوار الصخيرات يتركز على إرساء قواعد اتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا البيت الأبيض يدعو نتانياهو إلى إنهاء احتلال مستمر منذ خمسين عاما للأراضي الفلسطينية مستشار أوباما: ملتزمون بدولة فلسطينية وتصريحات نتانياهو مزعجة جدا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله يزور غزة غدا برفقة وفد حكومي أوباما يبحث مع الرئيس الأفغاني أشرف غني ترتيبات سحب القوات الأميركية من أفغانستان مسلحون يقتلون 13 مدنيا على طريق بالقرب من كابل السعودية تدعو دول العالم إلى تجريم أعمال التشهير بالأديان إرجاء إعادة فتح متحف باردو في العاصمة التونسية أمام الجمهور لأسباب أمنية اكتشاف حفرة ضخمة في أستراليا ناجمة عن اصطدام نيزك كبير بالأرض تهتم العربية بالاستماع إلى آرائكم ـ راسلونا على feedback@alarabiya.net يمكن استقبال بث قناة العربية على الترددات التالية: قمر "ياه لايف" 52.5 شرق ـ التردد 11900 / أفقي ـ الترميز 27500 معامل التصحيح 6/5
آخر تحديث: الثلاثاء 3 جمادي الثاني 1436هـ - 24 مارس 2015م KSA 12:22 - GMT 09:22
هل الوصاية الإيرانية خلف الباب؟
لم ينفع التوضيح الذي أصدرته السفارة الايرانية في بيروت والذي ورد فيه "إن التصريحات التي أدلى بها مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المحترم قد تم تحريفها بالكامل تحريفا ممنهجا. وإن مبادئ السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على أساس احترام القواعد الدولية، وهي ترى أن عهد الإمبراطوريات قد ولى إلى غير رجعة، ثم إن ثورة الإمام الخميني والشعب الإيراني قامت أساسا على مبدأ التصدي ومواجهة المشروع التوسعي لقوى الاستکبار والاستعمار العالمي"، إذ استدعي المستشار إلى المحكمة الخاصة برجال الدين، ليتأكد الخبر ويُتهم بأنه "وفّر مادة اعلامية لقوى الاستكبار".
وكان مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات، علي يونسي، صرح أن إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد، وذلك خلال منتدى" الهوية الإيرانية" في طهران، الأحد 8 آذار الجاري. وأضاف أن "إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت سابقا وعاصمتها بغداد، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما كانت عبر التاريخ".
لكن الواضح أن الإرادة الإيرانية بسط وصاية طهران على العراق ولبنان بعد سوريا، التي صارت في قبضتها، لم تكبحها المحكمة التي تنظر في تصريحات يونسي، إذ نُقل أمس عن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني "الباسدران" قاسم سليماني قوله إنّ بلاده "حاضرة في لبنان والعراق، وإنّ هذين البلدين يخضعان في شكل أو في آخر لإرادة طهران وأفكارها"، مشيراً إلى أنّ "إيران يمكنها التحكم في هذه الثورات لتوجّهها نحو العدو، وأنّ هذا الإمكان متوافر في الأردن".
هذا الكلام، معطوفاً على كلام يونسي، وعلى مجمل السياسات المتبعة حالياً، وخصوصاً في ظل تفاوض طهران مع واشنطن، يكشف بوضوح النية للإمساك بمجمل الملفات في المنطقة العربية، ودفعها إلى أحضان الفرس، كما كانت تفعل السلطنة العثمانية زمن التتريك، أو إلى تسلم الملف اللبناني في صفقة مشابهة لما فعلته دمشق عشية حرب الخليج، إذ نالت تفويضاً من الولايات المتحدة فرضت بموجبه وصايتها على لبنان إلى أن قرر المجتمع الدولي إنهاء خدماتها، بل أيضاً معاقبتها على كل المرحلة السابقة.
والسؤال الصعب هو: هل تتكرر تجربة تعامل فئة من اللبنانيين مع وصاية جديدة؟ أم انهم تعلموا من دروس الماضي؟ أم انهم ينشدون تلك الوصاية التي تتحقق معها مرحلة استقواء جديدة قد ترسم معالم تغيير شكل النظام اللبناني وهويته؟
*نقلاً عن "النهار"