يا نحكمكم.. يا نقتلكم
10/08/2014 [ 04:36 ]
الإضافة بتاريخ:
محمد طعيمة
"سننهي عملياتنا في المطار فور توقف عملية حفتر، والحصول على ضمانات بعدم إقصائنا من الساحة"، نص ما قاله إخوان ليبيا لدبلوماسيين أوروبيين، وفق مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، 23 يوليو الماضي، خلال إجتماع ناقش تهدئة أوضاع جارتنا الغربية.
هو نفس تهديد محمد البلتاجي الشهير "سيتوقف العنف في سيناء لحظة رجوع مرسي"، وذات ما حاولته حماس، مدعومة بالمنظومة الأميركية، وذراعيها القطري والتركي.
كانت "فورين بوليسي" ترصد، حينها، تمخض مؤشرات انتخابات المؤتمر الوطني الليبي العام، عن هزيمة مدوية للإسلام السياسي، الذي بادر بمهاجمة مطار طرابلس، بعد أن أصبح "وجوده مهددا، فحاول تعطيل عمل لجنة الانتخابات، لمنع البرلمان الجديد من الانعقاد"، وفق "فورين بوليسي".
بعد يومان، أُعلنت النتائج رسمياً، وسيطر التيار المدني على أعلى سلطة سياسية وتشريعية، المؤتمر الوطني. حصاد الإسلاميين 25 مقعدا، من 200، فلم تتم الإنتخابات على 12 منها بسبب إنتشار العنف، وذهبت 50 مقعدا لـ"تحالف القوى الوطنية"، الليبرالي، و28 لتحالف فيدرالي إقليم برقة، والباقي لمستقلين يعارضون "الاسلام السياسي"، حسب تقرير للفرنسية.
رأت "فورين بوليسي" أن "الإسلام السياسي يخشى أن يدعم البرلمان الجديد، ماليا وسياسيا، حملة حفتر، وأن يسن قوانين ضد الإرهاب أو تلغي العزل السياسي، مما قد يقوض تأثير الإسلاميين"، الذين تصاعد نفوذهم بدعم تركي وقطري غير محدود، وخدمات لوجستية من "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ونظام الخرطوم الإخواني، وتواطأ غربي.
مع فقدها آليات الهيمنة على الحكم، صعّدت الإخوان عنف ميليشياتها، من مطار طرابلس لمعسكرات بني غازي، ونشطت حلفاءها في إمارة درنة الإسلامية، لتعلن بني غازي إمارة إسلامية. والأربعاء، 6 أغسطس، نصبت "جهاديا" عائدا من سوريا، المهدي الحاراتي، عميدا لبلدية العاصمة طرابلس. وقبلها، فشلت كل محاولاتهم لإغراء أو إرهاب النواب خارج دوائرهم، ووصلت دناءتهم مع النائبة نعيمة دلف، التي هزمتهم في دائرة زليتن، ضمن قلعتهم مصراتة، ان فجروا منزلها، حين تسللت بدعم عائلتها، عبر تونس برا، إلى الأردن، إلى مصر، لتشارك في إفتتاح البرلمان بطبرق.
شرقاً، الأحد 3 أغسطس 2014، واجه مقدم "هارد توك" على بي بي سي، خالد مشعل بسؤال كرره في 3 صيغ: "قادة حماس بملاجئهم، وإسرائيل تحذر أهالي غزة بأن مناطقهم ستقصف، لكنكم تدفعون الناس للبقاء.. أليس هذا قرارا باعدامهم؟" نفى مشعل إجبار حماس للناس على البقاء بمنازلهم، وانها، فقط، تحثهم على الصمود، فيصمدون. ثم عبر عن دهشته من مطالبة أناس بترك تعب عمرهم.
في 18 نوفمبر الماضي، استقبل مستشفى إسرائيلي الرضيعة أمال عبدالسلام إسماعيل هنية، بوساطة محمود عباس، ضمن آليات إتفاقية أوسلو، حسب "توضيح" الأناضول التركية. وقالت "يديعوت أحرنوت"، أن سهيلة، شقيقة هنية، سبقت الرضيعة، عام 2012، للعلاج بإسرائيل، مع زوجها. حينها تجاهل هنية توصيفات: "العدو الصهيوني، سلطة رام الله الخائنة، إتفاقية العار.. أوسلو"، كما تجاهلها قادة بالحركة، وسطوا رام الله لعلاج أطفالهم بمشافي العدو.
هنية، الذي دُمر حلم مد إمارته لسيناء، بدأ، مع تنظيمه، يدفع ثمن خيانته لمصر.. شعبا ودولة وجيشا، واضطر، مع تراجع الدعم الإيراني وتوقف السوري، لإعلان تعهده بتنفيذ خطة المصالحة، برعاية مصر، في 23 أبريل 2014، وتسهيل تشكيل حكومة وفاق وطني خلال 5 أسابيع.. تعيد هيكلة الأجهزة الامنية مؤسسيا، تحت إشراف مصري، وتجري انتخابات بعد 6 أشهر. لقي إعلان المصالحة غضب تل أبيب، فجمدت مفاوضات "التسوية"، معتبرة، مع واشنطن، ان عباس إنقلب على "مسيرة السلام".
كعادتها، سوفت حماس في تنفيذ المصالحة، لأنها تعني ابعاد من سكنتهم في دفاتر الاجهزة، وفقدانها الهيمنة على القطاع، فإستطلاعات الرأي تجمع على خسارتها أي إنتخابات بغزة، وإنهاء حلم الإمارة، وعودة مشروع "الدولتين" للحياة. هي ذات مخاوف واشنطن، التي أراحتها حماس من مشروع الدولتين بفصل القطاع عن الضفة، بإنقلاب يونيو 2007، وكان الحل تفجير صدام توهمت الحركة انه سيجدد شرعية وجودها.
توقيت التفجير مريب، فكل ساحات "الطوق" غارقة في الفوضى، والدولة الأهم، مصر، تربكها حروب الإسلاميين، وأولهم حماس، داخليا وخارجيا. كان واضحا ان ضمن أهداف التفجير إرباك القاهرة أكثر، لتخفيف الضغط على "إخوانهم" بمصر، وللتعتيم على ما يحدث، من الإسلاميين، في العراق وليبيا.
خلفّ العدوان 12 ألف ضحية، ما بين شهيد وجريح، نصفهم، على الأقل، أطفال، مثل حفيدة هنية، ونساء، مثل شقيقته. وهي جرائم حرب صهيونية، تضاف لقائمة سوداء لكيان سوبر نازي، هو، أولاً وأخيرا، ذراع للمنظومة الغربية.
لأسابيع من الوجع الفلسطيني، أجهضت حماس كل مبادرات مصر لوقف نزيف دم الأبرياء، لتتضاعف خسائرنا من عشرات الضحايا.. لألاف، فما يشغلها، مع واشنطن، هو ضمان بقاء الحركة الإخوانية "حصان طروادة" الصراع العربي - الغربي/ الصهيوني، والتركيز، على معبر رفح، وتجاهل المعابر الستة مع باقي فلسطين، والتعتيم على المسؤولية القانونية لسلطة الإحتلال عن توفير إحتياجات سكان القطاع، ليستمر إختزال القضية في إمارة غزة، مهما كان عدد الضحايا، ما داموا ليسوا أحفادا أو شقيقات لهنية.
محمد طعيمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق