جشع كبار التجار واستغلال المواطن في غزة
15/08/2014 [ 20:27 ]
الإضافة بتاريخ:
سامي إبراهيم فوده
ما يوجع قلبك ويمزق ضلوع صدرك ويزيد من صداع الآم رأسك ويجعلك تشعر في أعماق داخلك وبين همسات أنفاسك بأنك رجل بلا رجل هو نتيجة إحساسك بالعجز والفشل في لحظات تمر كالثواني من حياتك لأنك في حالة من التيه والتوهان والدوران من القصف المتواصل للعدوان ولا تمتلك أدوات السعادة والقدرة على تخفيف آلام وأحزان ومعاناة أبناء شعبك المذبوح من الوريد إلى الوريد بفعل السكين الفلسطيني والمنشار العربي والقصف الصاروخي الصهيو أمريكى والتلكؤ الدولي والتأمر الإقليمي...
استمرار العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة لليوم السادس والثلاثين على التوالي والذي أطاح بكل مناحي الحياة مع ارتفاع حصيلة الشهداء 1940 و 9886 جريحاً’ لتزداد معاناتهم الإنسانية وتسوء ظروف حياتهم المعيشية’وخاصة في أوقات الحروب والأزمات’هذا عدا عن انتشار الكوارث الطبيعية والظواهر المرضية والتي هي من الآفات الاجتماعية الخطيرة على المجتمع وأفراده وتكون هذه الآفة التي أنا بصدد الحديث عنها اليوم وتسليط الضوء عليها هي من صنع البشر وفي نظري هي اشد فتكاً من ممارسة العملاء المأجورين’الذين فقد إحساسهم وشعورهم اتجاه وطنهم وشعبهم وتجردوا من دينهم وضمائرهم وأخلاقهم والذين هم لا يخافون حدود الله ولا يراعون احتياجات الناس المحتاجة والمغلوب على أمرهم’أنهم الطابور الخامس كبار التجار اللصوص الانتهازيين سماسرة الوطن وتجار الحروب الذين يلتقون أهدافهم الوضيعة مع أهداف أعداء شعبنا في قتله وذبحه وتجويعه .....
يعيش أبناء قطاع غزة وخاصة العائلات المتضررة من العدوان الصهيوني حالة من الاستهجان والتذمر والسخط الشديد بسبب إقدام ثلة من كبار التجار اللصوص الانتهازيين أصحاب العقارات السكنية من رفع أسعار إيجار الشقق من أجل جني المزيد من أموال والربح الزائد من جيوب الفقراء والغلابة’لدرجة أنهم وصلوا في استغلالهم لظروف العدوان على أبناء شعبنا برفع إيجار الشقة الواحدة في بعض مناطق من قطاع غزة إلى ) 500-600$)شهرياً مما زاد الطين بلة وضاعف من حجم المأساة والأزمة وزاد من معاناة سكانها وخاصة أصحاب المنازل التي فقدوا بيوتهم جراء القصف الصهيوني,فبدلاً من الوقوف إلى جانبهم والتضامن معهم وشد من أزرهم وتخفيف أسعار الغلاء عنهم, للأسف نجدهم يقوموا بكل الوسائل الرخيصة باستغلال احتياجات الناس.....
في غزة يجتمع الفقر واليأس والضياع والحرمان والحرب والدمار وانعدام الأمن والأمان وارتفاع غلاء الأسعار الأساسية والثانوية علماً أن أكثر العائلات المنكوبة والمتضررة بفعل دمار العدوان هم شريحة أصحاب الدخل المحدود والفقراء فأن أي ارتفاع بالأسعار في وقت الأزمات والحروب يؤثر سلباً عليهم وقد وصل عدد النازحين من بيوتهم إلى مدارس اللاجئين الأونروا منذ بدء العدوان الصهيوني لقطاع غزة تقريباً نصف مليون فلم تجد هذه العائلات النازحة يد العون والمساعدة في محنتهم من رجال الأعمال وكبار التجار وصغار المارقين’وإنما بكل إسفاف قاموا دون وازع ضمير برفع الأسعار بغرض المكسب المادي....
¶- أنا أتساءل لماذا أصبحنا نشعر نحن أبناء الوطن بأننا غرباء فيما بيننا وان مساحة الوطن لا تسعنا في ظل الحروب والأزمات المتلاحقة التي يتعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني من أزمة الكهرباء، والغاز والماء، والخبز والمواصلات والشقق والأدوية والمواد الغذائية بكافة أصنافها....الخ
¶- لماذا أصبحت غزة ساحة للحروب ومرتع للطامعين الغزاة.؟ وتحويل المقاومة إلى سوق سوداء كبار تجارها سماسرة الوطن وتجار الحروب تجني ثمن ربحها السياسي من سفك دماء الشهداء الأوفياء وتحصد ثمن تخاذلها وتأمرها أرواح الأطفال والشباب والنساء والشيوخ الأبرياء ؟؟؟
¶- أين هي الجهات المسئولة والحاكمة في قطاع غزة من ضبط حالة فلتان ارتفاع الأسعار الخيالية في سوق السوداء في ظل غياب الرقابة وحماية المستهلك من جشع وطمع استغلال كبار التجار والمستوردين والبائعين الأفاعي وغيرهم من آلام ومعاناة أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يتاجرون بدمائهم ليل نهار.....
فمن على سطور مقالي المتواضع أتوجه بصرخة مدوية إلى الجهات المسئولة والحاكمة في قطاع غزة بضرب يداً من حديد دون رحمة أو شفة وملاحقة ومعاقبة هؤلاء أصحاب الصيت السيئ المتسلقين الانتهازيين مصاصين دماء أبناء شعبنا وتقديمهم للعدالة والمحاكم الفلسطينية’كما أناشد كل الضمائر الحية والقلوب المؤمنة والعقول النيرة والسواعد الطاهرة وأصحاب الأقلام الشجاعة الحرة من وضع هؤلاء المارقين التجار المذكورين سالف الذكر على قوائم سوداء كلاً باسمه ولقبه ومكانه ونشرها بالصحف والمواقع الالكترونية حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر.....
المجد كل المجد للإخوة التجار الشرفاء الذين فتحوا أذرعتهم وصدورهم واسكنوا العائلات المشردة في عماراتهم وأبراجهم في كافة محافظات الوطن مجانا ودون مقابل.....
والشكر والثناء والعرفان للعائلات الفلسطينية الموقرة التي احتضنت العائلات المشردة واستقبلتهم أفضل استقبال في بيوتهم وتقاسموا معهم صحن الطعام ورغيف الخبز.....
والخزي والعار على جبين بعض كبار التجار والمستوردين والبائعين الانتهازيين المارقين مصاصين دماء أبناء شعبنا في أوقات الحرب والأزمات....
___
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق